كيفية اختيار الصديق المناسب والتعامل معه
ما هي الصداقة؟
الصداقة هي علاقة اجتماعية تربط بين شخصين أو أكثر وتحد بشروط معينه يحددها أفراد هذه العلاقة الثقة والمودة والتعاون والتفاهم من أهم هذه الشروط التي يجب أن تكون متوفرة بين جميع الأصدقاء.
المعني اللغوي للصداقة مشتقه في اللغة العربية من الصدق حيث يجب أن تبني هذه العلاقة علي أساس الصدق الذي بدوره يؤدي إلى نجاح هذه العلاقة ونموها وتقويتها.
فنقول صدق ..صادق... صديق ... صدوق كلها مشتقات تبني علي الصدق وينبغي أن تتوفر في علاقة الصداقة.
خصائص الصداقة
تأثير كل طرف من أطراف علاقة الصداقة على الطرف الآخر من حيث المشاعر والمعتقدات والسلوك فيما يعرف بالاعتمادية المتبادلة.
دائما ما تتميز الصداقة بالمشاركة الاجتماعية في مختلف النشاطات فدائما ما يقف الصديق مع صديقه في كل الظروف التي يمر بها سوء هذه الأمور الخاصة بالأفراح أو الخاصة بالأحزان هذا بخلاف العلاقات السطحية المتمركزة حول موضوع واحد أو نشاط معين.
تعد الصداقة مصدر من مصادر المشاعر الإيجابية السارة وغير السارة ومن هنا قدرة كل طرف على استشارة انفعالات قوية من الطرف الآخر وهي خاصية مرتبه علي الاعتمادية أي اعتماد كل طرف على الطرف الآخر ويحتاج كل شخص إلي الصداقة.
حيث يحتاج إلى صديق دائما يكون بجانبه في مختلف المواقف ويساعده ويقدم له النصائح والإرشادات ويبادله المشاعر والأحاسيس المختلفة، ومن أهم عوامل الصداقة.
كما ذكرنا عامل الصدق حيث أن الصداقة بدون صدق عبارة عن تقضية مصالح وانقطع هذه العلاقة بانقطاع هذه المصالح وبالتالي تكون القيمة للصداقة بدون صدق.
أسس اختيار الصديق
ينبغي أن يكون اختيار الصديق المناسب ذا خلق ودين فمن أهم الصفات التي بدورها تؤثر في نجاح علاقة الصداقة أن يكون الصديق محافظا على احترام الأعراف.
مع أن يكون شخص مؤدب ومن هنا يلزم الاهتمام بالتقوى والصلاح والدين عند اختيار الصديق.
أن يتصف بالصفات الحميدة وان يكون بعيدا تمام البعد عن الصفات السيئة، فيجب قبل اختيار الصديق التأكد من أنه حسن الخلق.
من أهم أسس ومعايير اختيار الصديق المناسب أن يكون إنسان عاقل متزن ورزين وأن يكون لديه نظرة ثاقبة في جوانب الموضوع المختلفة.
مع أن يكون ملما بها وأن يكون لديه القدرة على التصرف بعقلانية في الأمور والمواقف المختلفة.
كما أن الفرد يجب أن يحرص دائما علي اختيار الصديق المتعاون والمتفاهم فلا خير في الصداقة إن كانت بلا تفاهم وتعاون.
حيث أنه كما يقال في الأمثال الشعبية الصديق وقت الضيق فيجب أن يكون خل وفي لصديقه في المواقف والأزمات الصعبة والتي تتطلب لتضافر الجهود.
أن تكون هناك نية للصداقة ويجب أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى بأن يتعهد الصديق أن يكون عونا وسندا لصديقه عندما يحتاجه.
كما يجب أن يتم اختيار الأصدقاء تبعا لصفاتهم فمن أهم الصفات التي واجب توافرها في الصديق.
الذكاء حيث يفضل دائما اختيار الصديق الذي يتسم بالذكاء.
مع اختيار الصديق الذي يتسم بالنقد البناء وهذه خصلة مهمة للغاية لما لها من قيمه في تدارك الفرد لأخطائه والمساعدة في حلها وتساعد على أن يكون الشخص صادق مع نفسه.
إختيار الصديق الحكيم الملهم إن وجود مثل هذا الفرد في حياة الإنسان يؤثر بالإيجاب في شخصيته لأنه دائماً ما يكون ملهم له ونافع له ودائما ما يرفع من الروح المعنوية لصديقه ويكون له نظرة ثاقبة.
اختيار الصديق الطموح وهو من أهم الصفات الواجب توافرها في الصديق ويجب دائما المحافظة على هذه الأمور وان يكون الصديق محل ثقة لصديقه.
وهذا بدوره يقوي من علاقة الأصدقاء بصورة كبيرة ويعزز من التأثير الإيجابي على سلوكيات الفرد وتقوية مهارته المختلفة.
اختيار الصديق القوي والداعم المخلص حيث أن تلك الصفات تعزز من قوة علاقة الصداقة بين الأشخاص وتؤدي إلي تشجيع الفرد وتعزيز ثقته في نفسه.
الصدق كما ذكرنا سابقا حيث أنه ..سلاما على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا.
الاختلافات الثقافية عن الصداقة
ناقش أفلاطون وأرسطو موضوع الصداقة في الفلسفة الإغريقية القديمة، وهو أحد أشهر واهم مواضيع الفلسفة الأخلاقية.
نظرا لأهمية الصداقة عند الإغريق القدامى كانوا يعتبرونها تجسيم للذات حيث قال أرسطو أن الشخص المتفوق يتعلق بصديقه بنفس الطريقة التي يتعلق بها بنفسه .وهذا يدل على قيمة وأهمية الصداقة والصديق عند اليونان.
الصديق هو خيار جدير بالنسبة له سواء بالطريقة نفسها التي ينظر بها لنفسه أو بطريقة مشابه.
القائل أرسطو " قد استخدمت في اليونانية القديمة نفس الكلمة لكلمة الصديق أو المحب وهذا ما يدل علي القيمة التي وضعها اليونانيون للصديق، فقد كانت الصداقة مقدسه عند اليونان.
أما في الثقافات الأسيوية ففي وسط آسيا تميل الصداقة الذكورية إلي المحافظة والاحترام المتبادل عند اختيار الصديق المناسب.
يتم تكوين ثقافة الأشخاص عن الصداقة في سن مبكر جدا لما لها من قيمه وأهمية في ثقافة شرق آسيا وهي أيضاً لا تعتمد العلاقات الاجتماعية عبر مواقع التواصل والإنترنت علاقة صداقة رسمية.
كما أنهم يفتحون مجال الصداقة بين ألإناث والذكور في سن مبكر جدا حتى تتطور هذه العلاقات مع مرور الوقت وذلك من خلال سنوات الدراسة والعمل الجماعي.
كما توجد في ثقافة شرق آسيا نوع من علاقات الصداقة ويسمي الفرد فيها الصديق المفضل وتسمى علاقة الصداقة المفضلة وهم الأصدقاء الذين تربطهم علاقات متينة وقوية ومستحبه.
أما بالنسبة للصداقة في ألمانيا فألالمان عادة ما تكون علاقتهم محدودة إلى حد كبير فعادة ما يكون للفرد عدد قليل من الأصدقاء ولكن بالرغم من ذلك علاقتهم تدوم لفترات طويلة جدا وقد تصل مدي الحياة.
الصداقة في ألمانيا توفر الكثير من الدعم والالتزام وقد تجد الألمان قدر الإمكان يبعدون عن علاقات الصداقة البعيدة حيث يحاولون دائما بناء صداقة تعتمد على القرب حتى تكون صداقة قوية ومتينة.
الصداقة في الثقافات الإسلامية يمسك الرجال بأيدي بعضهم في المجتمعات، ألإسلامية كدلالة علي القرب والمحبة وقوة العلاقة كما تعرف الثقافة في المجتمعات ألإسلامية باسم الرفقة أو الصحبة
كما تحث الثقافات ألإسلامية كذلك علي حسن اختيار الصديق.
كما ورد عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال المرأة علي دين خليله فتجد دائما عملية الصداقة تتم في المجتمعات الإسلامية علي حسن الاختيار ويكون الصديق بمثابة أخ حيث يكون بجانب صديقه في المواقف المختلفة.
كما تؤكد الثقافات الإسلامية علي الصفح والغفران وتجاوز الأخطاء بين الأصدقاء وبعضهم وان يتوفر بين علاقات الأصدقاء علاقة الحب في الله وهي اعلي درجة المحبة بين أي طرفين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"المرء علي دين خليله" فدائماً يكون الصديق مرآه لصديقه لذلك وجب على كل شخص حسن اختيار الصديق المناسب فالصحبة الصالحة تجلب الخير وصحبة الأشرار تجلب الشر.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6811