ما الذي أفعله أن تعرضت للتنمر؟

"ما الذي أفعله أن تعرضت للتنمر؟" مجرد سماع هذا السؤال سيجعلك تشعر ولو بجزء ضئيل من مشاعر الأسى التي يعاني منها هذا الشخص الذي تعرض للتنمر، لذا وجب التصدي لتلك الظاهرة السيئة ومحاولة إيجاد حلول لها.

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• ظاهرة التنمر
• أشكال التنمر
• أسباب انتشار ظاهرة التنمر
• ما الذي أفعله أن تعرضت للتنمر؟
• رأي الإسلام في ظاهرة التنمر

ظاهرة التنمر

التنمر مرفوض تمامًا بكل صوره وأشكاله لأنه يترتب عليه إيذاء نفسي كبير للشخص الواقع عليه هذا الفعل المشين، ويقصد بالتنمر:

• التنمر غالبًا ما يحدث من الشخص القوي للشخص الضعيف، ولا نقصد هنا الشخص الضعيف جسمانيًا وإنما نقصد الشخص الذي لا يرد الإساءة بالإساءة فيظنه الناس أنه ضعيف، وربما يصدر من مجموعة تضم أفراد كثيرة على مجموعة أقل في العدد.
• إن أغلب حالات التنمر تحدث في المدارس بين الأطفال بدءًا من سن السادسة، ففي تلك الفترة العمرية تكثر حالات الشغب والخلافات والمشاجرات بين الأطفال وبعضهم البعض، وفي كثير من الأحيان يصل الأمر إلى تسلط مجموعة من الأطفال على طفل واحد ومخاطبته بطريقة سيئة عن طريق إطلاق ألقاب قبيحة عليه أو التنمر على شكله أو جسمه أو حتى مستواه الدراسي وغير ذلك.
• لقد وصل التنمر إلى الأماكن العامة، فربما تسير في طريقك وتجد شخص لا تعرفه مسبقًا ولا يعرفك ويبدأ في مخاطبتك بالألفاظ البذيئة أو التنمر عليك وربما يصل الأمر إلى التحرش بك في حالة التصدي له، أي إن التنمر ليس خاص بالمدارس فقط بل إنه يحدث أحيانًا في أماكن العمل وفي النوادي والجامعات.

أشكال التنمر

يمكننا التعرف على أشكال التنمر من خلال الآتي:

• التنمر اللفظي: يعتبر النوع الأكثر شهرة والأكثر حدوثًا من بين الأنواع الأخرى، وفي تلك الحالة يقوم شخص ما بنعت صديقه الأقصر منه مثلا بالقزم أو يقوم الشخص الأكثر جمالاً بالتنمرعلى صديقه وتلقيبه بألقاب يكره سماعها، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه المحكم: (ولا تنابَزُوا بالألقابِ بئس الاسمُ الفسوقُ بعدَ الإيمانِ ومنْ لم يَتُب فأولئكَ همُ الظالمونَ).
• التنمر العرقي: وهو منتشر بكثرة بين البالغين وخاصةً الأشخاص الذين يكونون صداقات بين شعوب البلدان الأخرى، ويكون عبارة عن التنمر على دين أو عرق الشخص الآخر والتقليل منه.
• التنمر الجنسي: وهو في الأغلب يصدر من الشباب تجاه الفتيات ويكون عبارة عن التهديد بصور إباحية أو التحدث بعبارات تدل على إيحاءات جنسية وما شابه ذلك.
• التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: وكثيرًا ما نعاني من هذا النوع من التنمر لأن الناس يتخفون وراء شاشات الأجهزة ويبدأون في التجريح في غيرهم حتى وإن لم يكن بينهم سابق معرفة.

أسباب انتشار ظاهرة التنمر

قبل أن نُجيب على التساؤل الذي قمنا بطرحه في مقدمة المقال والذي جاء بعنوان "ما الذي أفعله إن تعرضت للتنمر" فإنه علينا أن نوضح في البداية الأسباب والعوامل التي أدت إلى وجود هذه الظاهرة وانتشارها بين الناس، ثم بعد ذلك نطرح الحلول للأشخاص الذي تعرضوا للتنمر، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

1. سوء التربية وانعدام الأخلاق:

• هذا السبب يعتبر هو العامل الأقوى الذي يؤدي إلى حدوث التنمر بين الناس، فنجد أن كثير من الآباء والأمهات يغفلون عن تربية أبناءهم وينشغلون بمتطلبات الحياة وجمع الأموال الطائلة ظنًّا منهم أنهم بذلك الفعل يقومون بتوفير حياة كريمة لأبنائهم.
• لكن ما يحدث يكون عكس ذلك تمامًا، فالتربية ومتابعة الأبناء ومراقبتهم هي الأساس وبعدها يأتي توفير المال.

2. مشاعر الغيرة والكراهية:

• عندما يرى شخص ما أنه يوجد مَن هو أفضل منه إما على المستوى الدراسي أو المستوى الأخلاقي أو حتى في مجال العمل فإنه سرعان ما يبدأ في التنمر عليه والتقليل من شأنه لكي يعوض النقص الحاصل عنده.

3. الوحدة:

• الشخص الذي يعاني من الوحدة ولا يوجد حوله أصدقاء يحبونه يبدأ في التنمر على غيره بغرض لفت الأنظار إليه.
• فهو بذلك الفعل يظن أنه سيحظى على الاهتمام والحب لكن هذا التصرف خاطئ تمامًا.

4. المشاكل الأسرية:

• إن الأطفال الذين ينشؤون داخل أسر لا تخلو من المشاكل سيعانون من مشاكل نفسية حادة وربما يبدأون في تفريغ طاقات الغضب تلك على غيرهم.

ما الذي أفعله أن تعرضت للتنمر؟

بعد أن انتهينا من تقديم شرح وافٍ للمشكلة وقدمنا الأسباب التي تساعد على حدوثها فإنه يتوجب علينا أن نُجيب على سؤال "ما الذي أفعله إن تعرضت للتنمر؟"، تابعوا معنا القراءة بكل عناية وحرص:

• عليك أن تنتبه إلى الأوقات التي تتعرض فيها للتنمر وإذا وجدت أن تلك الظاهرة لا تحدث إلا من قِبل مجموعة معينة من الأشخاص فقم بالتخلص من تلك العلاقات السامة على الفور ولا تسمح لهم بالاستمرار في حياتك أكثر من ذلك.
• في الوقت الذي يقوم شخص ما بالتنمر عليك فإنه سيرغب في استفزازك لإخراج أسوأ ما بك لذا عليك أن تتحلى بالهدوء والصبر ولا تجعله يحصل على مراده، وإن استطعت أن تبتسم لما يقوله فافعل ذلك على الفور لأنه في تلك الحالة سيشعر بالانهزام وعلى الأغلب لن يكرر فعلته مرة أخرى.
• إياك والبكاء أمام الشخص الذي يتنمر بك لأنك إن قمت بالبكاء فإنه سيتأكد من أنك شخص ضعيف وسيستمر في التنمر عليك بشكل دائم.
• حاول ألا تقف وحيدًا بمفردك أبدًا خاصةً في الأماكن التي تعلم أن بها أشخاص لا يفضلونك أو لديهم مشاعر غيرة وكراهية تجاهك، حيث إن تواجدك داخل مجموعة من الناس سيقلل من احتمالية قيامهم بالتنمر عليك أو التسبب في إيذاءك بأي شكل من الأشكال.
• كن على يقين بأنك شخص جيد ولا تسمح لآرائهم التي لا أساس لها من الصحة من أن تؤثر في نفسيتك أو تجعلك شخص حزين يحمل في داخله مشاعر الغضب أو الكراهية تجاه الناس وتجاه نفسه.
• إذا تطور التنمر وتحول من مجرد التراشق بالألفاظ أو الألقاب البذيئة إلى الشجار فعليك أن تنسحب بهدوء من المكان الذي تتواجد به ولا تنفعل وتستمر في هذا الشجار لأن العواقب ستكون وخيمة على جميع الأطراف.

رأي الإسلام في ظاهرة التنمر

لقد حرّم الله -عز وجل- جميع مظاهر التقليل من الإنسان أو التعدي على حقوقه سواء التنمر أو التحرش أو الإيذاء الجسدي وما إلى ذلك:

• فقد قال الله -تبارك وتعالى- في القرآن الكريم: (ولقد كرَّمنا بني آدمَ) أي أنّ كل إنسان مكرم عند ربه ومكرم في الشريعة الإسلامية، فمن أنت كي تهين مَن كرمه الله؟!
• وتوجد أحاديث نبوية شريفة تؤكد على تحريم التنمر والإيذاء باللسان فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سِبابُ المُسلمِ فُسُوق، وقِتاله كُفر"، وقال أيضًا: "أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: المُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "المُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا فَيَقْعُدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ".