ما هو الطلاق الصامت.. الأسباب وكيفية حلها؟
ما هو الطلاق الصامت؟
إنها ظاهرة حديثة في مجتمعاتنا وهي أكثر خطورة وفتكا على الأسرة من الطلاق، في هذه الحالة لا يوجد طلاق، لكن عقد الزواج يبقى صحيحاً بين الزوجين، لكن كل منهما يعيش منفصلاً عن بعضهما البعض في جميع مجالات حياته، حتى لا ينامان في نفس الغرفة.
يحدث هذا عندما يكون هناك نقص في المحبة والرحمة التي تُبنى عليها البيوت، فتُمحى هذه الصفات الجميلة من قلوب الزوجين، خوفاً من لقب المطلقة أو المطلق، ولا سيما زوجته، لم يبق له سوى واجب الوجود معًا وذلك بسبب قصر نظرة مجتمعنا على المطلقات.
قد لا يكون هذا معروفًا لأي شخص، باستثناء الزوجين، أمام العائلة والأصدقاء، إنهم أكثر حبًا لبعضهم البعض، ولكن في وحدتهم يزيلون قناع الأسرة ويعودون إلى وجه الفراق القبيح.
الطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية، فلا اتصال ولا حديث ولا علاقة زوجية بين الزوجين وتصبح العواطف مملة في بعض الحالات، إلى الحد الذي لا توجد فيه الغيرة لدى أحد الطرفين أو كليهما.
ومن أسباب ظهور الطلاق الصامت عدم توافق الزوجين، فكل منهما يريد كل شيء لنفسه، وكلاهما لا يعرف أن حياتهما الزوجية مبنية على جانبين، أن لكل منهما واجبات واجبة وحقوق على الطرف الآخر.
لكن كلا الطرفين يريد كل شيء لأنفسهما، والخطأ يمكن أن يكون من جانب واحد فقط، لكن هذا ينفر الطرف الآخر وبمرور الوقت يتم إنتاج رد فعل سلبي يتطلب التمرد والانحراف عن القاعدة.
مع العلم أن السبب هو تراكم المشاكل التي لم يتم حلها في الوقت المناسب، وأنها كانت صغيرة وغير فعالة في حد ذاتها في ذلك الوقت، ولكن لم يتم إيجاد حل لها، بمرور الوقت تتراكم وتتكاثر مثل الحصى الصغيرة المكدسة فوق بعضها البعض، يسهل إزالتها في البداية، لكن تراكمها يجعلها جبلًا لا يمحى في وجه الزواج.
ما هي أسباب الطلاق الصامت؟
أسباب الطلاق الصامت بين الزوجين هي:
-
البرودة الجنسية والعاطفية
يعيش المئات من الأزواج في حالة من الملل والروتين أثناء العلاقة الحميمة، مجرد روتين يومي ممل، الأمر الذي يجبر أحد الطرفين على تنفير هذه العلاقة ويدعي عدم القيام بذلك.
-
الصراع والأنانية
كل واحد منهم يريد كل شيء لنفسه، تمامًا كما لديه حقوق على نفسه، غير مدرك أنه بمرور الوقت يكون هناك رد فعل عنيف ضد بعضهم البعض يتطلب التمرد والعزلة.
-
تراكم المشاكل وعدم وجود كلمة طيبة
من الطبيعي أن تمر أي علاقة بالكثير من المشاكل، لكن ليس من الطبيعي أن تتأخر هذه المشكلات في حلها أو ما إذا كانت تصل إلى حل في الوقت المناسب في المقام الأول، تراكم مشكلة صغيرة واحدة على المشكلات الأخرى حتى تتكاثر وتنهار فوق بعضها ومن ثم يصعب إزالتها.
-
صمت مزدوج
كل شخص متمسك برأيه ولا حوار بينهما، الزوج لا يحب أن يسمع عن مشاكل زوجته، فتعمد المرأة السكوت حتى لا تسبب مشاكل، والرجل يصمت أيضًا ولا يشرح ما يحدث في العمل، في الشارع أو الأسرة أو غيرهم؛ لأنه يرى أنه لا حق لها في معرفة ذلك ولا ضرورة من الحوار.
-
الفروق الشخصية:
قد لا يتمكن أحد الطرفين من التكيف مع الآخر، بسبب اختلاف ثقافته أو بيئته أو عمره أو تعليمه، وكذلك الاختلاف في الطموح والهوايات والمعتقدات، وقد أدى ذلك إلى عزل أحد الطرفين عن الآخر؛ لأنه لا توجد علاقة مشتركة بين أفكارهم.
-
الضغوطات الجسدية والحياتية
وقد يكون ذلك بسبب غلاء المعيشة وعدم قدرة الزوج على تلبية احتياجات الأسرة، أو انشغاله في التدريس وتربية الأبناء والعمل وغير ذلك.
-
الشعور بالتقييد:
يشعر الطرف أحيانًا بالحرمان والقيود من حريته في تحقيق أحلامه أو رغبات أخرى وهذا يجعله يشعر أن الزواج ليس أكثر من سجن يقيد الحرية التي كان يحلم بها قبل الزواج.
-
الخوف من شبح الطلاق
مخاوف حقيقية من الطلاق ونظرة المجتمع والناس إلى المطلقين والمطلقات خاصة إذا كان هناك أطفال؛ وهذا يؤدي إلى ميول صامتة إلى الطلاق.
كيفية حل مشكلة الطلاق الصامت؟
كما ذكرنا سابقًا فإن الطلاق الصامت هو حالة تحدث بسبب مشاكل كثيرة بين الزوجين وتراكمها دون مناقشتها والتوصل إلى حل جذري، وإيصال رسالة "توقفت عن الاهتمام بحياتي معك" للطرف الآخر.
وبالطبع حياة مثل هذه مؤسفة ومؤلمة، لأن لها أثرًا سلبيًا على الأسر والأطفال، لذا في السطور التالية سناقش بعض الحلول التي يمكن للطرفين تجربتها لتحسين العلاقة فيما بينهما مرة أخرى.
-
تقبلا وجود المشكلة بينكما:
الخطوة الأولى هو الاعتراف بالمشكلة، فلا يمكن تقديم أية حلول إذا كان أحد طرفي الزواج لا يعترف بوجود مشكلة، ما عليكما القيام به هو الاعتراف بالمشكلة، ويمكن لأحد الطرفين أن يفكر في المشكلة أولًا ويحاول التحدث مع الطرف الآخر حولها بعد ذلك.
-
تحدثا سويًا:
تلعب المخاوف من تأثير المحادثة دورًا كبيرًا في صمت الزوجين، لكن لا تدع هذه المخاوف تؤثر عليك واطلب من زوجك التحدث بهدوء لبدء حل المشكلة.
كونا صادقين:
أخبرا بعضكما البعض بما يدور في ذهنكما، وعبرا عن مخاوفكما، وكونا صريحين معًا، وأخبرها بعضكما البعض بما تريدانه من بعضكما واتركا لأنفسكما الفرصة للتفكير والتحدث بحرية أيضًا.
-
تحدث بهدوء دون مجادلة معه
قد يخشى زوجك التحدث معك لتجنب الخلاف، لذا قبل الجدال معه، وضحي له أنك لا تريدين المجادلة معه، لكنك بدلًا من ذلك تريدين الوصول إلى حل معًا وأنك تريدي أن تعرفي أسباب الابتعاد عن الآخر، لأن الصمت يزيد المشكلة.
-
ابحثا عن حلول
بعد كسر الصمت وفتح الباب للتواصل مع زوجك، فإن الخطوة التالية هي إيجاد حل، وتبادل الأفكار، والتفكير في كيفية إعادة الاتصال، وتذكر كيف اعتدت أن تكون معًا، وإعداد قائمة بكل شيء، تحتاجا إلى حل المشكلات بالترتيب من حيث الأهمية.
-
استشيرا اختصاصي زواج
إذا وصلتما إلى النقطة السابقة ولم تشعرا بأي تحسن في العلاقة، فاطلبا المساعدة من مستشار الزواج، فقد تكون هناك مشكلات أعمق ويجب معالجتها لإعادة تأسيس اتصالك وإعادة تقوية علاقتك.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12436