ما هو سور الصين العظيم؟
ما هو سور الصين العظيم؟
لقد مر سور الصين بالعديد من المراحل التي دفعت الصنيين إلى بناء هذا الجدار العظيم وتتمثل في:
تاريخ السور
- خلال الفترة المعروفة باسم فترة الدول المتحاربة قديماً (من 481-221 قبل الميلاد)، ناضلت في هذه الفترة مناطق مختلفة من الصين من أجل السيطرة على البلاد خلال انهيار سلالة تشو الشرقية في الحقبة الزمنية بين عامي (771-256 قبل الميلاد).
نتائج الحروب
- تمخضت هذه الحروب على دولة واحدة منتصرة من هذا النضال الدامي بين الفرق المتناحرة : دولة تشين التي تنطق "الذقن" وتعطي الصين اسمها.
- ويذكر التاريخ أن الجنرال الذي قاد تشين إلى النصر كان الملك يينغ تشنغ الذي اتخذ اسم "تشين شي هوانغدي" (الإمبراطور الأول) بعد غزو الولايات الأخرى لها.
اسباب بناء السور
- أمر الجنرال شي هوانغدي ببناء سور الصين العظيم لتوطيد أصول إمبراطوريته وحمايتها من الغزو الخارجي لها، وكانت لكل من الولايات المتحاربة سبع جدران على طول حدودها للدفاع عنها.
- ولكن قد دمرها شي هوانغدي بعد توليه السلطة فى المملكة. وكعلامة على أن الصين كلها الآن واحدة، أصدر الإمبراطور مرسوماً ببناء جدار عظيم يمتد على طول الحدود الشمالية للدفاع عن المحاربين الذين أقاموا في شيونغنو من منغوليا.
- لن يكون هناك المزيد من الجدران التي تميز الحدود بين الدول المنفصلة في الصين لأنه لن يكون هناك أي دول منفصلة فقد تم توحيدها على يده.
أبعاد جدار السور العظيم
- يمتد جداره على طول خط أبعد إلى الشمال من الموجود في الوقت الحالي، مما يشير إلى ما كان يعرف آنذاك على الحدود بين الصين والسهول المنغولية.
- وقد بُني الجدار من قبل المجندين والعساكر غير الراغبين والمدنيين الذين أُرسلوا إلى الشمال تحت خدمة الحراسة من جميع أنحاء إمبراطورية الصين العظيمة لهذا الغرض.
موقع الجدار مكان للعمل وليس للفخر الوطني
- لم يكن شي هوانغدي حاكماً خيّرًا، وكان مهتمًا بعظمته أكثر من مصلحة شعبه، فلم يعتبر الشعب الصيني جداره في عهد أسرة تشين رمزاً للفخر الوطني أو الوحدة الوطنية، بل كان مكاناً يرسل فيه الناس إلى العمل أو بمعنى أدق إلى الصخرة من أجل الإمبراطور حتى ماتوا.
سبب بناء سور الصين العظيم
يمكننا توضيح سبب بناء هذا السور العظيم من خلال الآتي:
منشأة عسكرية من الطراز الأول
- هدف عسكري من الدرجة الأولى فهو ليس قصراً أو معبداً يقصد به السكن أو تمجيد للملوك، كما كان يفعل قديماً في الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية.
- إنه بمثابة قلعة على هيئة سور شاهق الارتفاع وممتد على طول حدود الدولة الشاسعة، هدفه الحماية للحدود الشِّمالية للإمبراطورية الصينية من الاعتداءات والهجمات الخارجية.
- منشأة عسكرية بالدرجة الأولى، مكونة من منظومةٍ دفاعيةٍ مدروسة ومتكاملةٍ والعديد من الثكنات والوحدات التي بنيت خصيصاً للجنود والحصون وأبراج المراقبة على قمته.
تقسيمات السور
- يقسم السور إلى تسع مناطق مختلفة، لكل منطقة قائد عسكري خاص به، ومجموعة من الجنود تحت قيادته يتولون الدفاع عن المنطقة الموكل لهم حمايتها، وطبقًا لما ذكره المؤرخون في كتب التاريخ، وصل عدد الجنود المرابطين على خط السور في عهد إحدى الأسر وهى أسرة مينغ الملكية، حوالي أكثر من مليون جندي لحماية السور وتأمينه.
- يضم السور عدد ضخم من أبراج الحراسة، التي بُنيت على شكل قلاع صغيرة، أو أبراج مراقبة يصل ارتفاعها إلى 12 متر، كما يبلغ عددها حوالي 40 ألف برج، طول كل برج منها 200 متر.
- أعلى قمة فيه هي قناة لصرف مياه الأمطار وحمايته من الانهيار فهي مصفى لمياه الأمطار التي تغزر في بعض الشهور من العام، ورغم مرور أكثر من 20 قرن على بنائه، يصعب تحديد طوله بشكل أكثر دِقَّة نتيجة اختلاف تضاريس الأرض التي بني عليها السور.
- مازال السور حتى اليوم قيد الاستكشاف، وإن تمكن العلماء من تحديد طوله بأكثر من 8 آلاف كيلو متر تقريبًا.
- يوجد به عدد كبير من الممرات والأبواب، وسلالم داخلية لتسهيل التنقل به من الصعود إلى سطح السور، واستغرق بناء السور كما قلنا أكثر من 10 قرون لبنائه، وشارك في عملية البناء مئات الآلاف من العمال.
بناء سور الصين العظيم
يعد سور الصين العظيم واحداً من أشهر ما بنوه البشر في العالم، ويعتبر في عام 2007 كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديد إلى جانب كل من الأهرام، والحدائق المعلقة، وتاج محل وبعض المعالم الأخرى، ويتمثل بناءه في:
- يمتد جزء من السور لمسافة 20 كيلومترا على قمم جبال الخضراء. ولو نظرت يتوافد الكثير من السائحين على الأجزاء الأشهر من سور الصين العظيم، لكن القليل منهم يزورون الجزء الأقل شهرة منه.
- ومنذ قرون، لم تمس يد البشر هذا الجزء من السور، ولم يُرمم على الرغْم بناءه منذ زمن سحيق، فقد بني تقريباً في القرن السادس عشر ومستهل القرن السابع عشر.
- وقد تهالك هذا الجزء، خاصة لمسافة سبعة كيلومترات، وتدور الحال ببنيان السور فالأبراج الشامخة مع مرور الوقت تصبح تلالاً من الأنقاض.
ترميم سور الصين العظيم
بعد أن وضحنا إجابة السؤال "ما هو سور الصين العظيم؟" يمكننا توضيح أعمال ترميم السور من خلال الآتي:
انهيار أجزاء
- لقد انهارت أجزاء من السور بشكل تام، وأصبحت الأجزاء التي كانت واسعة من السور ضيقة لا تكفي لمرور شخص واحد فقط، ونبتت بها الأشجار في أرض السور، ليبدو أقرب إلى الغابة منه إلى الحصن.
للمحافظة على هذا التراث المعماري
- ومنع المزيد من الكوارث التي قد تهلكه، والحفاظ على السور للأجيال القادمة كموروث حضاري وتاريخي مهم، بدأت أعمال الترميم في عام 2015.
تنفيذ الترميم دون الآلات
- وباقتراب اكتمال المشروع، باتت واضحة، وامتدت القمم التي يعلوها الحصن على مرمى البصر، لكن قابلت العاملين على ترميم هذا السور الهائل صعوبات تتمثل بأن الآلات لا يمكنها الوصول إلى هناك، ولهذا نفذ العمال جميع الأعمال دون استخدام الآلات.
استخدام التكنولوجيا في إكمال الترميم
- وفي عام 2019، استُخدمت الطائرات المسيرة وتقنية إعداد الخرائط ثلاثية الأبعاد وخوارزميات الكمبيوتر مع التطور العلمي الحديث لتكملة عملية ترميم هذا السور.
- وبفضل التقنيات الحديثة والتطور العلمي الكبير، تم إكمال عملية الترميم بدقة عالية، ومن خلال إعداد نماذج محاكاة لمواضع اللبنات الأصلية التي تمكنت منها الشركة القائمة بعملية الترميم، بالإضافة إلى مراعاة الاحتفاظ بالمظهر التاريخي دون المساس به.
- وأعدت شركة "إنتل" العالمية للتكنولوجيا نموذج محاكاة ثلاثي الأبعاد للسور، بناء على مقدرتها على أخذ 10 آلاف من الصور، تم التقاطها بواسطة طائرة حلقت فوق السور، وقدمت إنتل النموذج الخاص بها للمؤسسة الصينية الوطنية المسؤولة عن التراث الثقافي بالصين التي شاركت في مشروع ترميم السور حتى تتم الموافقة على عملية ترميم السور.
- وتتم الاستعانة بالتطور العلمي المتنامي في ترميم باقي الأجزاء من السور التاريخي مع الحفاظ على معالمه التاريخية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7511