ما هي السعادة في الإسلام؟ وما أنواعها؟
لقد أجاب الفقهاء عن سؤال (ما هي السعادة في الإسلام) بأنها عملية مستمرة مدى الحياة وليست وليدة اللحظة، حيث يلزم أن ينظم المسلم أو المسلمة حياتهم على أنماط عديدة للوصول لتلك السعادة بشكل يرضي الله تعالى، وهذا ما سنتطرق إليه في موقع مفاهيم فتابع القراءة.
جدول المحتويات
ما هي أنواع السعادة؟
- أولاً: الملذات اليومية: أي الأشياء اليومية التي تشعر الإنسان بالسعادة، مثل: ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى نزهة.
- ثانياً: السعادة عند عمل شيئاً تحبه: وتوجد العديد من الأشياء التي يفعلها الإنسان وتشعرن بالسعادة، مثل: ممارسة هوايتك المفضلة كالكتابة أو الرسم.
- ثالثاً: السعادة في العلاقات: وهي التي يشعر بها الإنسان عند تواصله مع الآخرين أو تكوين علاقات وروابط مع أشخاص جديدة.
- رابعاً: السعادة عند الوصول للأهداف: وهو الشعور الذي يمر به الإنسان عندما يصل أخيراً إلى أهدافه.
ما هي السعادة عند الفلاسفة؟
اختلف علماء الفلسفة في شرح مفهوم السعادة، نظراً لاختلاف مذاهبهم الفكرية والفلسفية منذ عهد الإغريق وحتى الآن، فكان منهم من يرى أنها في الوعي العقلي، ومنهم من يرى أنها في الذات الحسية، ومنهم من يرى أنها في الفكر والحس، ولتوضيح ذلك إليك أبرز آراء بعض الفلسفة حول مفهوم السعادة:
أولاً: أرسطو
فقد وضح أرسطو مفهومه حول السعادة في عدة أشياء، وهي كالآتي:
- يرى أنها غاية أساسية في الحياة، وأنها مسألة لا تقتصر على الفرد لكن تخص الجميع.
- يرى أنها شيء يهدف للوصول إلى الخير وتحقيقه.
- يرى أنها إذا كانت حقيقية، فستتحول إلى عشق ميتافيزيقي وسعادة فكرية وروحية.
- يرى أنها شيء يقوم على الحكمة والتريث، حيث ترتبط بالعقل والفكر.
كما قام بتقسيم السعادة إلى عدة أنواع، وهي كالآتي:
- النوع الأول، وهي السعادة التي ترتبط باللذة الحسية، وتكون عند الأشخاص القساة.
- النوع الثاني، وهي السعادة التي تقوم على أساس التأمل.
- النوع الثالث، وهي السعادة التي توجد عند الطائفة السياسية، وترتبط بالشرف والتشريفات.
ثانياً: الفارابي
حيث وضح الفارابي مفهومه حول السعادة في عدة أشياء، وهي كالآتي:
- يرى أن الإنسان لا يولد سعيداً، فالسعادة لا تتواجد في عالم الحس بل تتواجد في الوعي والفهم.
- يرى أنها لا ترتبط بالجانب الشخصي، بل ترتبط بالجانب الجماعي، حيث أن الفارابي يري أن المعقولات والآراء الإرادية توجد في الروح، أما الأفكار الطبيعية فتوجد في الجسد.
- يرى أنها غاية لا ترتبط بإشباع اللذة أو بالجسد.
- يرى أنها عبارة عن عملية ممارسة التفكير والاحتكام إلى المنطق بالتمييز بين الأمور الصحيحة والخاطئة.
ثالثاً: ابن مسكويه
حيث وضح ابن مسكويه مفهومه حول السعادة في عدة أشياء، وهي كالآتي:
يرس أنها ترتبط بالجسد والنفس معاً، وذلك لأنه ينظر إلى السعادة الدنيوية على أنها ناقصة وتنطلق من عالم الحس، فلا بد من التعرض للألم للوصول إلى اللذة، مثل: ضرورة للشعور بالجوع للوصول إلى لذة الطعام.
ما هي السعادة في علم النفس؟
قام علماء النفس بإطلاق العديد من التفسيرات حول السعادة، فقد نظروا إليها على أنها:
- مشاعر وانفعالات سارة يتعرض لها الإنسان باستمرار.
- نتائج وصول الإنسان إلى درجة عالية من الرضا عن حياته.
- أنها حالة الفرد، فهو يستطيع التحكم بها بموجب تفاعله مع الأشياء التي تحيط به.
ما هي السعادة في الإسلام؟
إجابة عن سؤال "ما هي السعادة في الإسلام" أن الإسلام فقد قام بالنظر إلى السعادة من عدة جهات، وهي كالآتي:
أولاً: سعادة الدنيا:
- أنها شعور يتعرض له الإنسان بسبب استقامته وسلوكه المليء بالإيمان، ويؤدي ذلك الشعور إلى انشراح صدره واطمئنان قلبه ورضا نفسه.
- أنها مصلحة الإنسان التي تحدث نتيجة لحياته حياة صالحة تقوم على تحقيق مبادئ الشريعة الإسلامية كما أراد الله.
ثانياً: سعادة الآخرة:
- هي السعادة التي يصل إليها الإنسان عند نيله لرضوان الله ودخوله إلى الجنة.
ولا ينص الإسلام على أن أسباب السعادة ترتبط بالجانب الديني فقط، بل تساهم الماديات أيضاً في زيادة سعادة الإنسان، وذلك ما نراه فيما صحّ عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم):
"أربعٌ مِن السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ، والمسكَنُ الواسعُ، والجارُ الصَّالحُ، والمركَبُ الهنيءُ".
بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على السعادة
أولاً: الآيات القرآنية:
توجد العديد من الآيات القرآنية التي ذكر بها لفظ السعادة، ومن أبرز تلك الآيات، ما يأتي:
- قال تعالى في سورة يونس: {يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ (٥٧) قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ}.
- قال تعالى في سورة الروم: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}.
- قال تعالى في سورة الأنفال: {أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ}.
- قال تعالى في سورة هود:
{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}.
ثانياً: الأحاديث النبوية:
توجد العديد من الأحاديث النبوية التي ذكر بها النبي صلى الله عليه وسلم لفظ السعادة، ومن أبرز تلك الأحاديث، ما يأتي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ليس الغنى عن كثرة المال ولكن الغني غني النفس}.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا}.
- عن سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم، أنه قال: {أربعٌ من السعادةِ: المرأةُ الصالحةُ، والمسكنُ الواسعُ، والجارُ الصالحُ، والمركبُ الهنيءُ. أربعٌ من الشَّقاءِ: الجارُ السوءُ، والمرأةُ السوءُ، والمركبُ السوءُ، والمسكنُ الضَّيِّقُ}.
نصائح للوصول إلى السعادة في الإسلام
بعد التعرف على "ما هي السعادة في الإسلام " في الدين الإسلامي فقد ذكرت بعض الأساسيات التي تؤدي إلى شعور الإنسان بالسعادة، ومن تلك الأساسيات ما يأتي:
- التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة والطاعات.
- المداومة على العبادات، مثل: الصيام والصلاة والزكاة والصدقات والدعاء.
- معرفة وتقرب الإنسان بالله تعالى، وذلك عن طريق معرفة أسمائه وصفاته.
- دراسة السيرة والأحاديث النبوية الشريفة وفهمها جيداً.
- السعي لطلب وتعلم العلوم الشرعية والعقيدة والأحكام الشرعية السليمة.
- المداومة على ذكر الله تعالى أثناء الليل والنهار، والاستغفار دائماً وحمد الله على نعمه.
- الرضا بكل الأشياء التي تحدث للإنسان، والإيمان بأن الله لا يفعل إلا كل خير للإنسان.
- المداومة على الرجوع والتوبة إلى الله، وذلك للتخلص من الذنوب.
- الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، والحرص على عدم ارتكابها لأنها تملأ القلب بالضيق واليأس.
- مصاحبة الصالحين، لأن صحبة الصالح تصلح وتسكن الروح.
- التفاؤل بحدوث الخير، على الرغم من الظروف، فيجب أن يوقن العبد أن بطاعة ربه سيكون سعيداً دائماً ومرتاح البال.
- المداومة على الصلاة على النبي والاستغفار.
- الحرص على حب الخير للجميع، والحرص على دخول الفرحة في قلوبهم.
- السعي إلى الخير والنظر في هموم الآخرين، لكي يدرك الإنسان أن هموم أقل من هموم غيره.
- السعي لحضور مجالس العلماء وحلقات الذكر، لأنها تملأ القلب بالراحة والطمأنينة
- ابتغاء وجه الله تعالى في المطالب الدنيويّة، مثل: طلب الولد الصالح أو الزوجة الصالحة.
في النهاية وبعد أن أجاب الدين الإسلامي عن سؤال (ما هي السعادة في الإسلام)، فيجب أن يتبع الإنسان أساسيات للوصول إلى السعادة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14179