كيف تحقق السعادة
محتويات
مفهوم السعادة
قد تكون الحياة صعبة في بعض الأحيان، ولكن لحسن الحظ يمكن أن تجلب لحظات من الفرح الشديد التي لا تنسى وتزودك بالسعادة. فبالنسبة للبعض سيكون الحب هو السعادة المطلقة بينما بالنسبة للأخرين سيكون المال أو القوة.
فإذنالسعادة هي حالة ذهنية تحقق الإطمئنان النفسي الداخلي. ومع ذلك فإن هذا المفهوم يبقى مغرقا في الذاتية والنسبية، إذ لا يوجد ضابط أو مؤشر أو معيار محدد لقياسها وقولبتها في شيء معين. ولكن الأمر المسلم هو أننا جميعا نود أن نكون سعداء، ولكن السؤال هناكيف نحقق ذلك؟
كيف تحقق السعادة
عادة، الأشخاص الذين يشعرون بالرضا والسعادة يكونون أكثر هدوءا واستقرارا حيث يتمكنون من إيجاد توازن بين الشق العاطفي والعقلاني في ذواتهم.
ولكن قبل المضي قدما في فكرة السعادة هذه، يجب أن نعلم أنها لن تقع علينا من وحي السماء عندما نستيقظ أو ننام، بل نحن من يملك المفتاح الموصل إليها لكن لا نستطيع استخدامه. ومن الأمور المهمة جدا حين نحاول الإجابة عن السؤال المطروح نجد ما يلي:
ترك الماضي
لتكون قادرا على أن تأمل في تجربة السعادة يوما ما، يجب أن تترك ماضيك جانبا. في الواقع، إذا واصلت الوقوع في كل شيء تفعله بسبب الأشياء التي جعلتك تعاني في الماضي فلن تحس بالسعادة مطلقا. بالتأكيد لا يتم ذلك في يوم واحد، ولكن يتطلب إرادة وعزيمة
الابتسام للحياة والتفاؤل
الذي يعني تجنب الإحباط، ورفع الرأس وكذا الابتسام للناس. فكلما كانت تفاعلاتك الاجتماعية أكبر وأكثر إيجابية، إلا حصلت على المزيد من السعادة في المقابل. فالابتسامة شيء مُعْدٍ حقا، فعندما تبتسم، فإن الأشخاص الذين أمامك يتفاعلون بشكل إيجابي مع وجودك مما يحسن مزاجهم وأيضا مزاجك.
القرب من الله
أما من المنظور الإسلامي، فإن أرقى درجات السعادة وأصدق تجلياتها هي القرب من الله وتحقيق الأنس به سبحانه علاوة على المداومة على ذكر الله والاستغفار المتواصل، وكذا أداء الصلوات في الجماعة، وقراءة القرآن الكريم، فكل هذه إن داومت عليهم فسترى العجب وبلا شك ستحس بالرضا، فكما قال الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، وبذلك سيشرح الله لك صدرك ويسير لك أمرك وكلما تتمناه.
استغلال المواهب
حاول استغلال مواهبك، فالطموح الذي وضعته من أجل النجاح إيجابي للغاية، لأن الشعور بإنجاز ذلك الطموح مرض حقا. إن استغلال مواهبنا من أجل تحقيق وخلق السعادة لشيء مفيد لأنفسنا.
مساعدة الآخرين
من المفيد جدًا الاستماع إلى هموم الآخرين ومنحهم الدعم والتعاطف. ومع ذلك، من الضروري حماية نفسك من عدوانية وسلبية الشخص الذي يعاني من الكرب والمشاكل.
فإذا أصبحنا وعاء المشاعر السلبية والإحباطات من الآخرين، فإننا نخاطر بحمل هذا الثقل على أنفسنا.لذا عليك أن تتعلم أن تكون متعاطفًا، ولكن في حدود. وتفهم أن مشاكل الآخرين تخصهم وأن الأمر في النهاية متروك لهم في مواجهتها.
الضحك
إن حياة الأطفال، كانت كلها مناسبة جيدة للضحك، أما حياة الكبار ونصيبها من الإجهاد تمنعهم اليوم من الضحك وحتى في بعض الأحيان من الابتسام. وقد أظهرت العديد من الدراسات البحثية الآثار المفيدة للضحك لطرد الأفكار السلبية ومواجهة عواقب الإجهاد.
على عكس القلق، الذي يسرع معدل ضربات القلب، فإن الضحك يؤدي إلى المزيد من التبادلات التنفسية، مما يسهل أكسجة الدم بشكل أفضل. فعندما نكون مرهقين، تكون عضلاتنا متوترة. وهنا يأتي دور الضحك الذي يسبب استرخاء العضلات في الجسم ككل. ويبدو أن الباحثين يقولون إن الضحك يعادل عشر دقائق من الاسترخاء التام.
طلب الدعم النفسي
بعض الناس، على الرغم من الجهود المختلفة المبذولة، مثل الأنشطة البدنية، وطرق الاسترخاء المختلفة والتحكم العاطفي، لا يتمكنون من العيش بطريقة سعيدة. وهنا يجب أن يلجؤوا إلى الدعم الخارجي، في شكل علاجات نفسية سلوكية أو تحليلية أو معرفية. فبالنسبة للاكتئاب العميق، غالبًا ما يكون هذا الدعم مصحوبًا بعلاج قائم على الأدوية (مضادات الاكتئاب).
حدد احتياجاتك
حدد احتياجاتك لتبسيط حياتك. وعلاوة على ذلك، عندما يتعلق الأمر بإيجاد السعادة، يجب عليك أولاً أن تكون على دراية باحتياجاتك. غالبًا ما يكون عدم القدرة على معرفة السعادة نتيجة شعور بعدم الرضا. وبعبارة أخرى، يجب أن تكون قادرًا على تحديد احتياجاتك وتوقعاتك الحقيقية في الحياة لتحقيق حياة سعيدة.
في هذه العملية، خذ الوقت الكافي لتقييم جميع الأشياء التي يمكن أن تجعلك تعرف السعادة.فسواء في الحياة الشخصية أو المهنية، من المهم أن تجد مصادر رضاك. ثم ألق نظرة مفصلة على كل جانب من جوانب حياتك. الهدف من هذا النهج هو تبسيط الحياة.
السعادة لا ترتبط بحال ولا بمكان
فالسعادة لا ترتبط بحال ولا بمكان...لا ترتبط بالغنى والفقر، وما أجمل ما كتبه المنفلوطي عنها حين قال: "إن السعادة ينبوع يتفجر من القلب، لا غيث يهطل من السماء، وأن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل وأقذارها، ومطامع الحياة وشهواتها، سعيدة حيث ما حلت، وأنى وجدت، في القصر وفي الكوخ، في المدينة وفي القرية، في الأنس وفي الوحشة، في المجتمع وفي العزلة، بين القصور والدور، وبين الآكام والصخور.
فمن أراد السعادة فلا يسأل عنها المال والنسب، وبين الفضة والذهب، والقصور والبساتين، والأرواح والرياحين، بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه، فهي ينبوع سعادته وهنائه إن شاء ومصدر شقائه وبلائه إن أراد...
ولا شك أن الأنسان كلما خاض غمار الحياة أكثر وكلما غاص في بحار تجاربها.. إلا وازداد يقينا أن بدايات استنارة الروح وسعادة الفؤاد إنما تنطلق جميعا من خط واحد ... لا بد أن يثبت عليه الإنسان كل خطواته قبل كل انطلاقة... إنه الصدق مع النفس والتصالح معها..."
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_3578