كتابة :
آخر تحديث: 31/12/2023

ماهي الحواس الخمس بالصور وفوائدها ووظائفها وتعريفها؟

يعد الجهاز العصبي للإنسان أحد أعقد الأنظمة في هذا الكون، ولعل من أهم وظائفه هو ما يوفره لنا من أحاسيس ومشاعر، نتفاعل من خلالها مع بعضنا البعض، ومع العالم المحيط بنا. ولا شك في أن الحواس الخمس تعد أكثر الحواس التي يعتمد عليها الإنسان في حياته، من خلال السطور المقبلة في موقع مفاهيم، سوف نلقي نظرة أعمق على كل منها، للكشف عن خباياها وآلية عملها.
ماهي الحواس الخمس بالصور وفوائدها ووظائفها وتعريفها؟

ماهي الحواس الخمس للأطفال؟

تعريف الحواس الخمس بالإنجليزية: five senses هي الوسائل التي يستخدمها الإنسان لاستشعار العالم من حوله، وتعتبر هذه الحواس الخمسة أساسية في تفاعل الإنسان مع البيئة وفهمه للعالم من حوله. يتم معالجة المعلومات التي تم جمعها من خلال هذه الحواس في الدماغ، مما يسهم في تكوين فهمنا للعالم واتخاذ قراراتنا اليومية، وتشمل الرؤية والشم والتذوق واللمس والسمع.

الحواس الخمس ووظائفها

الحواس الخمسة بالفرنسية:Les cinq sens من النعم التي من الله بها عباده هي منحوه مجموعة من الحواس تجعله يشعر بما يدور حوله في المحيط الخارجي، وفي السطور القادمة نتعرف على أهم هذه الحواس وأهميتها بالنسبة للإنسان، وتتمثل فيما يلي:

حاسة اللمس

  • يُعتقد أن اللمس هو أول حاسة تتطور لدى البشر. ووفقًا لموسوعة ستانفورد للفلسفة، اللمس عبارة عن عدة أحاسيس متميزة يتم توصيلها إلى المخ من خلال عصبونات متخصصة في الجلد.
  • الضغط ودرجة الحرارة والاهتزاز والألم وغيرها من الأحاسيس كلها جزء من حاسة اللمس، وتنسب جميعها إلى مستقبلات مختلفة في الجلد، فاللمس ليس مجرد شعور يستخدم للتفاعل مع العالم لكن يبدو أيضًا أنه مهم جدًا لجعل الإنسان إنسانا، فعلى سبيل المثال حاسة اللمس هامة جدا في نقل مشاعر التعاطف من إنسان إلى آخر.
  • يمكن أن يؤثر اللمس أيضًا على كيفية اتخاذ البشر للقرارات، حيث يتضح الفرق الشاسع بين قرارات المرء حينما يستطيع معاينة الشيء موضوع قراره ولمسه والإحساس به، وبينه حين يفكر فيه عن بعد أو كمفهوم مجرد، دون تجربة حسية.
  • هذا وفقًا لست دراسات قام بها علماء النفس في جامعة هارفارد وجامعة ييل، والتي نُشرت في عدد 24 من يونيو 2010، في مجلة Science.

 Five Senses

حاسة البصر

  • حاسة البصر من أهم الحواس الخمس، وتترجم قدرة الدماغ عن طريق العين، على استقبال الموجات الكهرومغناطيسية للضوء أو انعكاس الضوء على الأجسام وإحالتها إلى صورة على مستوى الباحة البصرية.
  • العين مستقبل يلتقط الأشياء ويميز الألوان والأشكال ويفرق بين النور والظلام. فحينما يجتاز الضوء عدسة العين يؤدي ذلك إلى انعكاس الصورة المنقولة فيه، لتسقط على الشبكية، ومن ثم تقوم شبكية العين بدورها بنقل الصورة للدماغ لترجمتها وتحقيق الإدراك الذي نسميه الإبصار.
  • عملية الإبصار عملية معقدة، حيث تسقط الأشعة أولا على العين لتجد أن أول شيء يقابلها هي القرنية وهي الطبقة الشفافة الموجودة في المقدمة والتي تحمي العين من الأخطار التي قد تلحق بها، وبعدها يجتاز الضوء القرنية إلى بؤبؤ العين الواقع على مستوى القزحية.
  • هنا يأتي دور القزحية كعضلة تتحكم بحجم البؤبؤ حسب حدة الضوء، فلو كانت الأشعة قوية فإنه يتقلص، وإن كانت شدتها ضعيفة فإنه يصبح أوسع وأكبر.
  • يمر الشعاع بعد ذلك عبر مادة هلامية تسمى الجزء الزجاجي، حتى يصل إلى الشبكية التي تحتوي على ما يقارب 150 مليون خلية ضوئية حسية، أبرزها ما يسمى بالقضبان والمخاريط: وتقوم وظيفة القضبان على تحديد الأشكال والأبعاد وتقديرها، وتعمل جيدا في الإضاءة القاتمة.
  • أما المخـاريط فوظيفتها هي أن تتعـرف على الألوان وتقوم بأداء وظيفتها على النحو الأمثل فــي الإضـاءة الفاتحة والواضحة. بعد ذلك تقوم هذه الخلايا بإرسال أوامرها للمخ عبر مسارات عصبية، فتصل الصورة للمخ بشكل مقلوب.
  • كما استقبلتها الشبكية، وبفضل ما يعرف باللحاء البصري، يقوم المخ بقلب الصورة وتعديلها، ثم قراءتها بالشكل الصحيح. وهذه العملية بكل خطواتها المعقدة، تتم بسرعة كبيرة في فترة لا تتعدى بضع أجزاء من الثانية.

حاسة السمع

  • قدرات الإنسان على السمع، أسرع من نظيراتها حينما يشم، يرى، يحس أو يتذوق، فالدماغ يقوم بالتمييز بين الأصوات بعد 0.05 ثانية فقط من استقباله للأمواج الصوتية.
  • يبدأ السمع عندما تدخل الموجات الصوتية، وهي عبارة عن حركة دورية من التمدد والانضغاط في الهواء، تنطلق من مصدر الصوت وصولا إلى الأذن الخارجية، وحين تتصادم هذه الموجات مع طبلة الأذن، تتسبب في اهتزازها.
  • تنقل طبلة الأذن هذه الاهتزازات إلى ما يسمى الأذن الداخلية، حيث يتم تحويل هذه الاهتزازات المستقبلة إلى إشارات كهربائية يتم نقلها أيضا إلى الدماغ عبر نظام عصبي معقد يلعب دور الواسط بين الباحة السمعية والأذن، يسمى العصب السمعي، وحينها يقوم الدماغ بترجمتها على شكل أصوات.
  • أحيانا إن كانت الأصوات عالية التردد وصاخبة جدا، فقد يتم تعطيل آلية عمل السمع وبالتالي الإضرار أو ربما الفقدان الكلي لحاسة السمع.
  • في حال تضرر أي عنصر يدخل في عملية السمع، فسيسبب ذلك مشاكل كبيرة للمتضرر. وهذا من المشاكل المزمنة الأكثر شيوعًا حول العالم، إذ يصيب حوالي 360 مليون شخصًا سنويا.

 Five Senses

حاسة الشم

  • تُعد حاسة الشم من الحواس الخمس ووفقا للباحثين قد يكون البشر قادرين على شم وتمييز أكثر من 1 تريليون رائحة، وذلك من خلال الحفرة الأنفية التي تقع على سطح تجويف الأنف، والمرتبطة بالباحة الشمية في الدماغ.
  • حيث تنقل النهايات العصبية في الحفرة الأنفية الروائح إلى الدماغ الذي يقوم بترجمتها ومنحنا الإحساس المميز بين الرائحة العطرة والكريهة وغيرها، وذلك وفقًا لما تقره جامعة الأنف الأمريكية.
  • تُعرف الكلاب بأنها لديها حاسة شم رائعة، لكن الأبحاث تشير إلى أن البشر أيضا على عكس الشائع، يتمتعون بنفس الجودة مثل الكلب.
  • كما ذكرنا آنفا، تشير الأبحاث المنشورة في عدد 11 مايو 2017 من مجلة Science، إلى أنه يمكن للبشر التمييز بين 1 تريليون رائحة مختلفة، في حين كان يعتقد لفترة طويلة أن البشر لا يمكن أن يميزوا سوى 10000 رائحة مختلفة.

قال جون ماكان، عالم الأعصاب بجامعة نيو جيرسي، في خلاصة دراسة معمقة بصدد هذا الموضوع: "الحقيقة هي أن حاسة الشم جيدة جدا لدى البشر كما هو الحال مع الثدييات الأخرى مثل القوارض والكلاب".

  • إن البشر لديهم 400 من المستقبلات الحسية للرائحة. وقال ماكان إنه على الرغم من أن هذا العدد أقل بكثير من نظيره لدى الحيوانات التي لها حاسة شم فائقة، إلا أن الدماغ البشري الأكثر تعقيدًا يعوض الفرق.
  • وفي الواقع قد يكون ضعف الرائحة لدى بعض الأشخاص من أعراض حالة طبية أو شيخوخة، على سبيل المثال، القدرة المشوهة أو المنخفضة على الإحساس بالرائحة هي أحد أعراض الفصام والاكتئاب.
  • يمكن للشيخوخة أيضا تقليل القدرة على الشم بشكل صحيح. فتقريبا أكثر من 75 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا يعانون من ضعف في حاسة الشم، وذلك وفقًا لما جاء في بحث نشر عام 2006 من طرف المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة.

الحواس

حاسة الذوق

  • الذوق هو الإحساس الناتج عندما تتفاعل مادة ما في الفم كيميائيا، بفضل خلايا مستقبلات الذوق الموجودة على البراعم في تجويف الفم، ومعظمها على اللسان، والتي ترسل إشارات كهربائية للدماغ وبالضبط للباحة التذوقية.
  • الذوق، إلى جانب الشم، وتسجيل الملمس والألم ودرجة الحرارة من طرف العصب الثلاثي التوائم، يحدد نكهات الطعام والمواد الأخرى، فالبشر لديهم مستقبلات الذوق على براعم التذوق، وغيرها من المناطق الفموية بما في ذلك السطح العلوي للسان وساق المزمار.
  • رياضيا، هناك ما بين 2000 و 5000 برعم ذوق متموضع على الجزء الخلفي والأمامي من اللسان، كما يحتوي كل واحد من هذه البراعم، على 50 إلى 100 خلية متخصصة في استقبال الذوق.
  • تستجيب خلايا التذوق وتتحفز لأربعة أنواع أساسية من المذاقات، وهي الطعم الحلو والمر والمالح والحامض وهناك من يضيف خامسا هو الأومامي.
  • ومن الأخطاء الشائعة عند الناس ظنها بأن هذه الخلايا موجودة في مناطق محدودة جدا في اللسان، وهذا غير صحيح حيث تتوزع هذه الخلايا بشكل مبعثر على اللسان، وأيضا على بعض المناطق الأخرى في الفم كالحلق وغيره.

حاسة الإحساس بالمكان

بالإضافة إلى الحواس الخمس الكبار التقليديين، هناك إحساس آخر يتعامل مع كيفية فهم عقلك لمكان ووضع جسمك في الفضاء، وهذا ما يصطلح عليه بالإحساس بالمكان أو الفضاء، وهي إضافة إلى الحواس الخمس وتشمل الآتي:

  • ويسمى أيضا أحيانا الحس العميق Proprioception. تلتقط هذه الحاسة الحركة وحال أطرافنا وعضلاتنا. فعلى سبيل المثال، يمكّن للشخص أن يلمس أنفه بإصبعه، حتى مع إغلاق عينيه.
  • إنها أيضا تمكن الشخص من صعود درجات السلم دون الحاجة إلى النظر إلى كل واحدة على حدة، لهذا فالأشخاص الذين يعانون من ضرر في هذه الحاسة، يواجهون مشاكل كثيرة في الحركة ويكونون عمومًا ضعيفين وغير متسقين.
  • وجد الباحثون في المعاهد الوطنية البريطانية للصحة (NIH)، أن الأشخاص الذين يعانون بشكل خاص من سوء التحسس المكاني، قد يكون لديهم جين متحور ينتقل من جيل إلى آخر عبر التوالد، وجاء ذلك من دراسة نشرت في سبتمبر 2016 في مجلة نيو إنجلند الطبية.

حواس أخرى

هناك حواس أكثر دقة لا يلحظها معظم الناس أبدًا وهي إضافة إلى الحواس الخمس المشهورة، على سبيل المثال:

  • نملك جميعا مستشعرات عصبية للتحكم في التوازن وإمالة الرأس، مع وجود مستقبلات حركية في أجسادنا محددة لاكتشاف التمدد في العضلات والأوتار، مما يساعدنا على تتبع أطرافنا ببداهة، تكتشف بعض المستقبلات الأخرى مستويات الأكسجين في شرايين مجرى الدم.
  • في بعض الأحيان، لا يملك الناس حتى الحواس الخمس بنفس الطريقة. حيث يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض synesthesia مثلا، رؤية الأصوات كألوان، أو ربط بعض المعالم السياحية بالروائح، لا شك في أن العالم في منظورهم سيكون مختلفًا جدا عن غيرهم من الناس الطبيعيين.
بالتأكيد هناك حواس أخرى كثيرة جدا ودقيقة، ومعقدة سواء في دراستها أو شرحها. ولكن البديهي أن كلا منها يلعب دورا مركزيًا في تحديد منظورنا للعالم وتصورنا للأشياء ونمط حياتنا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع