كتابة :
آخر تحديث: 01/07/2019

متحف الصابون اللبنانى.. يحكى عظمة الأصالة وتاريخ الأجداد

تعتبر لبنان تلك الدولة الديمقراطية الطائفية من أهم الدول العربية، حيث أنها تتميز بتعدد ثقافاتها وتنوع خضارتها، فمعظم سكانها من العرب المسلمين والمسيحين وهانك بعض السكان المنتمين إلى دول أخرى بالإضافة إلى أن هناك الديانة اليهودية بالدولة، وقد اشتهر سكانها قديما بصناعة الصابون بالطرق التقليدية وهى تعتبر إحدى الحرف اليدوية العريقة فى لبنان، فقد تم اختراعها منذ قرون عديدة، لذلك بنوا متحف الصابون.

متحف الصابون اللبنانى.. يحكى عظمة الأصالة وتاريخ الأجداد

مكان المتحف

متحف الصابون في مدينة صيدا الساحلية الذى يقع جنوب لبنان والذى بنى منذ 300 سنة وكان فى بداية الأمر مصنعا للصابون ويرجع بناؤه للقرن السابع عشر، وهو يهدف لتعريف الزوار الأجانب والمواطنين على حد سواء بحرفة كانت موجودة منذ نحو 3 آلاف عام، وتعريف الأجانب بحضارة وعراقة سكان لبنان فى هذه الحرفة، حيث اشتهرت العديد من المدن الساحلية بإنتاج وتصدير الصابون المصنوع من زيت الزيتون، وعرفت لبنان بأنها من أكثر الدول إنتاجا للصابون على الطريقة اليدوية.

أهمية المتحف

تم شراء متحف الصابون عام 1880 من قبل عائلة عودة، وبقيت عليه معملا للصابون لتلبية حاجات السكان المتواجدين فى لبنان والحمامات البعيدة مثل حمام المير، وحمام الورد، وحمام السبع بنات، وحمام الشيخ، والحمام الجديد التى كانت قائمة فى المدينة وقتها، واشتهرت العائلة بتأسيس أول بنك في لبنان، واشتهر المتحف بوجود العديد من أنواع الصابون ذو الرائحة الجميلة التى تشد الزائر إليها ومن ضمن هذه الأنواع: صابون بزيت الزيتون، وصابون الغار، وصابون أخر مخصص للعروس، وصابون مقاوم التجاعيد، وأخر برائحة الياسمين، وصابون حلبي، ويوضح المتحف تاريخ صناعة الصابون من حلب في سوريا إلى نابلس في الأراضي الفلسطينية، ويعرض مراحل تطورها المختلفة من عصر الفينيقيين إلى عصر الدولة العثمانية.

تاريخ صناعة الصابون

وقد أثبتت الأبحاث التاريخية إلى أن صناعة الصابون كانت من أهم سمات التراث اللبنانى قديما، فقد حافظ المتحف على تاريخ صناعة الصابون بالطرق القديمة التقليدية، وعن مكونات المتحف فهو يحتوى على صالة عرض كبيرة للصابون وأنواعه فى المدخل، وقد استخدمت القربات والرفش الكبير، والدلو والجرار لعرض أنواع مختلفة من الصابون فى شكله النهائى على هيئة قالب أو يدويا، وفى نهاية الصالة يعرض فيلما وثائقيا بالمتحف يعرض مراحل تطور صنع الصابون التقليدى فى لبنان، كما يحتوى على فخارات تعود إلى العصر العثمانى والتى اكتشفت خلال عملية تحويل المصبنة القديمة إلى متحف وتعرض هذه القطع التي تم ترميم البعض منها في واجهات خصصت لها، وقد توارث هذه المهنة الأجيال.

اكتشاف الصابون

اكتشاف الصابون منذ أكثر من 3 ألاف عام وكانت المنطقة تشتهر بتصدير الزيتون والصابون الحرفى، مشيرة إلى أن استمرار المتحف يوضح أهميتنا ببقاء المهنة وشرح تلك التفاصيل للزائرين للمتحف ولكى نعرفهم بفائدة الصابون وطرق تصنيعه التى تتم من خلال مواد طبيعية وليست كيميائية وتكون لها فوائد للجسم ولا تضره.

استخدامات الصابون

المتحف يستقبل الزوار يوميا ماعدا يوم الأحد، وهو يوجد فى قلب مدينة صيدا بمنطقة السوق القديمة، والتى تتكون من أزقة صغيرة تجاورها متاجر الحلى ومتاجر الجزارة، مؤكدة أن صناعة الصابون عمود من أعمدة التراث اللبنانى الذى يؤكد على بدايتنا فى تلك الحرفة وتطورنا فيها، الصابون يستخدم فى أغراض عديدة من ضمنها أنه يقاوم التجاعيد ويستخدم كمنشط جنسى للمتزوجين، موضحة أن ليس الأجانب فقط هم من يشترون الصابون لكن هناك لبنانيون أكثر من السواح يقدمون على شراءه لأنه صابون تراثى طبيعى.

إنتاج الصابون التقليدي عرف منذ عدة قرون في لبنان وسوريا وفلسطين، ولا يزال قائماً حتى يومنا هذا، وغالباً ما تقع معامل الصابون قرب مناطق زراعة الزيتون، سواء على الساحل، أو في داخل البلاد، لافتة إلى أن أهم مركز هذه الصناعة هو حلب في سوريا، وطرابلس وصيدا في لبنان، ونابلس في فلسطين، فهم لديهم المفاهيم الأولية والتقليدية التى نشأنا عليها فى صناعة الصابون الطبيعى الخام.

مكونات الصابون

العناصر الأساسية المكونة للصابون التقليدى هى: زيت الزيتون، العنصر القلوي أو الرماد، الكلس المخمد، الماء، والمعطر غالبا ما يكون الغار، والنطرون الذي يعرفه العامة بالقطرون، والمدن التى تصنعه تستخدم جميعها تلك المواد، إلا أن كل دولة لها طابعها وسمتها الخاصة فى صناعته، فنابلس كان أساس تجارتها ترتكز على إنتاجها للزيت الزيتون الذى كان ينقل الذي كان ينقل إلى مصر ودمشق والحجاز فى القرن الثامن عشر، وعلى صناعة الصابون حتى أن الصابون النابلسي كان دليلاً على علامة الجودة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ