كتابة :
آخر تحديث: 10/02/2022

ما هو مثلث كاربمان الدرامي؟ وكيفية الخروج من هذا المثلث أو عدم الوقوع فيه؟

توجد بعض المصطلحات في علم النفس التي تشكل بعض علامات الاستفهام عند الكثيرين، وعند البحث عن ما تعنيه هذه المصطلحات يجد الكثيرون أنهم أو ممن حولهم يعانون من بعض الأمور المتعلقة بتلك المصطلحات. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن مثلث كاربمان الدرامي.
قام عالم النفس الأمريكي ستيفن كاربمان بتحليل بعض الصفات البشرية من الناحية النفسية خاصة في العلاقات التي تشكل طابع درامي بين أطرافها، ووجد أن هناك علاقات يلعب أطرافها واحدا من الأدوار الثلاثة التي حددها هذا العالم، والتي تكون ما بين دور الضحية أو دور المنتقد أو دور الجلاد أو المعتدي أو المستغل.
ما هو مثلث كاربمان الدرامي؟ وكيفية الخروج من هذا المثلث أو عدم الوقوع فيه؟

معلومات عن مثلث كاربمان الدرامي

يعتبر عالم النفس الشهير ستيفن كاربمان هو مكتشف هذا المفهوم النفسي، وسبب التفكير في هذا المثلث الآتي:

  • حيث وجد هذا العالم أن هناك بعض العلاقات التي يكون بها شكل درامي أو مؤذي لأحد الأطراف.
  • وهذه العلاقات المتحكم الأساسي فيها هو العقل اللاواعي للأشخاص أو اللاشعور.
  • يقول هذا العالم أن هذا النوع من العلاقات تظهر بعض الهويات عند الشخص.
  • والتي لا يكون الشخص على علم بها من قبل أو لم يكن هكذا قبل دخوله هذا النوع من العلاقات.
  • وهذه هوايات هي هوية الضحية، وهوية الجلاد، وهوية المنقذ، فالضحية هو الشخص الذي وقع عليه ظلم ما من الجلاد أو المستقل.
  • والشخصية المنقذة هي التي تنقذ الضحية من الشخص الجلاد أو الشخص الذي يتلاعب بها.

الهويات الثلاثة في مثلث كاربمان

توجد مجموعة من الصفات التي تتميز بها كل هوية من الهويات الثلاثة التي أشار لها العالم النفسي ستيفن كاربمان في مثلث كاربمان الدرامي، ومن أهم صفاتهم الآتي:

صفات شخصية الضحية

  • تسعى هذه الشخصية بعدة طرق لكسب التعاطف والشفقة من الآخرين، أو جذب انتباه الأخرين لها من خلال لعب دور المسكين أو الضعيف.
  • شعار هذه الشخصية هو أنه مظلوم من الآخرين أو مسكين، ويحتاج إلى المساعدة أو أن يأتي أحد ينقذه من الضياع والتشتت الذي يعيش فيه.
  • لا تستطيع شخصية الضحية أن تعتمد على نفسها في الكثير من الأمور في الحياة.
  • وتحتاج هذه الشخصية إلى أحد يساعدها أو يدعمها خاصة في المواقف الصعبة.
  • كما ترعب هذه الشخصية في أن يكون هناك شخص منقذا لها، يقوم بإنقاذها من موقف معين أو وضع معين تعيش فيه.
  • هذا النوع من الشخصيات لديه شعور بالعجز والضعف والاستسلام التام للظروف أو الوضع الصعب الذي تعيشه.
  • ويبدأ هذا الشخص في إرسال هذه المشاعر بشكل لاواعي إلى المحيطين به.
  • وذلك من أجل كسب تعاطف الآخرين أو شد انتباههم له، حتى يحصل منهم على العطف والحنان أو المساندة المعنوية.
  • هذا النوع من الشخصية في الغالب يقع فريسة لشخصية مستغلة أو متلاعبة، أو كما يطلق عليه علماء النفس شخصية نرجسية.

صفات شخصية المعتدي

  • هذا النوع من الشخصيات يتميز بقساوة القلب والمشاعر، بالإضافة إلى أنه هذه الشخصية تتنمر بكثرة على الضحية.
  • الشخص المعتدي لا يعترف أبدا أنه على خطأ، ويحمل الضحية مسؤولية ما يحدث لها من تنمر أو اعتداء منه.
  • يرى الشخص المعتدي أنه دائما على صواب، وأن الآخرين على خطأ، ويعتقد أن الآخرون أغبياء.
  • من المحتمل أن تتحول شخصية المنقذ إلى شخصية المعتدي في حال تم إنكار الضحية فضله أو مجهوده في إنقاذها من الوضع الذي تعيش فيه.

صفات شخصية المنقذ

  • يتميز هذا الشخص بأنه من يخفف من حدة التوتر والقلق الذي تكون ما بين الضحية والمعتدي بسبب وقوع مشكلة ما بينهما أو اعتداء من المعتدي على الضحية.
  • شعار هذا الشخص هو المساعدة دون أن يطلب منه الطرف الآخر هذا الأمر.
  • فهو شخص مساعد بالفطرة، ومتعاطف لدرجة كبيرة مع من يقع عليه ظلم أو اعتداء ما.
  • هذا الشخص يشعر بالتأنيب والذنب الكبير في حال لم يقدم مساعدة ما كان يقدر عليها أو يستطيع تقديمها للضحية.
  • في الكثير من الأحيان تقوم الضحية بطلب العون والمساعدة من المنقذ في حال تم وقوع أذى ما عليها من قبل الشخص المستغل.
  • يشعر المنقذ بأنه شخص مسئول عن إصلاح العالم أو الأشخاص من حوله خاصة الذين يحتاجون بالفعل لذلك.
  • وهذا الأمر يجعل المنقذ يتحمل مسئوليات أكبر بكثير من طاقاته، ومن الممكن أن يتحمل مسؤولية أخطاء غيره.
  • ومن هنا يقع المنقذ في الكثير من المشكلات، والتي منها استنزاف طاقته الداخلية.
  • ومن ثم فقدان هذا الشخص التركيز على حياته أو تحقيق إنجازات خاصة به في كافة نواحي الحياة.
  • لأن المنقذ يكون منشغل دائما بحل مشكلات غيره، وتحسين وضع الآخرين من حوله.
  • من الممكن أن تتحول شخصية المنقذ إلى ضحية في حال تمادت هذه الشخصية في لعب هذا الدور.
  • لأنه مع الوقت من الممكن أن تقع تحت سيطرة الشخص المستغل، ويبدأ في ممارسة المستغل ألاعيبه على الشخصية المنقذة.
  • أو يقوم الشخص المستغل بتمثيل دور الضحية على الشخصية المنقذة حتى يحصل على التعاطف من هذه الشخصية.
  • خاصة وأن شخصية المنقذ تشعر بالذنب أو التأنيب في حال لم تقدم المساعدة لأحد سواء مادية أو معنوية.

نصائح لتجنب الوقوع في مثلث كاربمان الدرامى

هناك مجموعة من النصائح التي يوصى باتباعها من أجل تجنب الوقوع في مثلث كاربمان، ومن هذه النصائح ما يلي:

  • ليس من الضروري أن تكون العلاقة ثلاثة الأطراف حتى يتم حضور مثلث كاربمان الدرامي بها.
  • فمن الممكن أن يكون هناك طرفان فقط في العلاقة أحدهما في البداية يلعب دور المنقذ، والآخر دور المستغل.
  • ومع الوقت يتحول المنقذ إلى ضحية من شدة شعوره بالمسئولية تجاه الشخص المستغل، وأنه هو المسئول عن إصلاحه.
  • ويبدأ الشخص المستغل في استغلال تعاطف المنقذ معه، ويبدأ في استنزافه طاقيا، وشده إلى الوحل الذي يعيش فيه.
  • على الشخص الذي يلعب أو يشعر أنه يلعب دور الضحية أو المنقذ أن يتبع بعض التعليمات أو النصائح لتجنب الوقوع في مثل هذا النوع من العلاقات المؤذية.

نصائح للحماية أو الخروج من مثلث كاربمان الدرامي

هناك مجموعة من النصائح التي يوصى باتباعها من أجل الخروج من مثلث كاربمان، ومن هذه النصائح ما يلي:

  • إلغاء التوقعات من الآخرلاين، فالتوقعات تجعل الشخص متعلقا أكثر بالآخر، وتسمح للآخرين باستغلال الشخص ماديا وعاطفيا.
  • وضع حدود مع الآخرين سواء داخل المنزل أو خارجه.
  • قول لا في المواقف التي تتطلب ذلك، وعدم السماح لأي شخص أن يتعدى حدوده مهما كلف ذلك الأمر.
  • ضبط النفس عند الوقوع في نزاع أو خلاف ما مع شخص معين، والتأني في القيام برد فعل معين، والتفكير مليا قبل ذلك.
  • الانسحاب الفوري في حال اكتشف الشخص أنه أمام شخص مستغل أو متلاعب، وقطع الاتصال والتواصل مع هذا الشخص.
  • قيام الشخص بالعمل ذاتيا على نفسه من حيث تحرير شعور الذنب الذي يشعر به تجاه الأشخاص الذين يحتاجون مساعدة ما، ولن يستطيع هو تقديمها.
  • تعلم الشخص كيفية مساعدة الآخرين بشكل متوازن، وتقديم المساعدة فقط لمن يطلب ذلك منه.
كانت هذه بعض المعلومات التي توضح ما هو مثلث كاربمان الدرامي الذي تحدث عنه عالم النفس ستيفن كاربمان، وهو مثلث متواجد بكثرة في العلاقات العاطفية والأسرية، وعلى الشخص إنقاذ نفسه بنفسه من هذا المثلث خاصة الشخص الذي يلعب دور الضحية أو المنقذ، ويبدأ في النظر بداخل نفسه ليعرف ما هي أسباب وقوعه في هذا النوع من العلاقات السامة، وعلاج هذه الأسباب لقطع الطريق على مثل هذا النوع من العلاقات، ومنع دخولها حياته مرة أخرى.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ