كتابة :
آخر تحديث: 06/11/2020

معلومات حول الطلاق الصامت

ارتفعت معدلات الطلاق باستمرار في الآونة الأخيرة، ولكن ما يجعل الوضع مقلقًا هو عدد الزيجات التي تبدو ناجحة والتي تنتهي بالطلاق العاطفي.،وأصبح الطلاق لا يحدث في حالة النزاعات والمشكلات التي تعد من أسباب تفكك العلاقة،
ولكن أصبح الإنجراف بعيدا عن بعضهم البعض والشعور بالوحدة رغم تلاشي المسافات واحدة من مدمرات العلاقة الزوجية ،فالزوجان يشتركون في منزلا واحدا ولكن ليسوا معا بأي طريقة،
وهذا ما يجعل العلاقة الزوجية باردة ويصاب كلا من الزوجين بالصمت فلا يوجد شئ مشترك يجمعهم ،وللتعرف على الطلاق الصامت وأهم أسبابه وطرق علاجه وموقف الإسلام منه تابعوا معنا.
معلومات حول الطلاق الصامت

ما هو الطلاق الصامت؟

الطلاق الصامت هو مرحلة في العلاقة الزوجية ينفصل فيها الأزواج عن بعضهم البعض جسديا وعاطفيا، وقد يبدون للعالم الخارجي أ نهم يظهران كثيرًا معًا، لكن الاتصال الحقيقي انتهى،ويعتبر من أبشع مراحل الانفصال،

ويبدا باحتجاجات متكررة حول سلوك الآخر، وتكون مصحوبة بلغة قاسية تؤدي بعد ذلك إلى مشاجرات خطيرة وإساءة لفظية أو جسدية.،ثم يبدأ الزوجان في "كره بعضهما البعض ويدخلان مرحلة اللامبالاة عندما يتوقفان عن التحدث تمامًا،

وعادة ما يحدث ذلك في بداية العقد الثالث من الحياة الزوجية،وتبدأ بعدم وجود صراع واضح وعدم الشعور بالعمل الجماعي،ومرحلة الأخيرة هي عندما يتم التخلي عن أي أمل في التعافي في العلاقة .

أسباب الطلاق الصامت

تتعدد الأسباب التي تدفع الأزواج إلى اختيار الطلاق العاطفي وسيلة لحل المشكلة الزوجية القائمة وتتمثل الأسباب في:

  • من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإنفصال بين الزوجين هي مشاغل الحياة وأعباء العمل التي جعلت الوقت الذي يقضيه الأزواج مع بعضهم البعض قليل جدا ،ولا يوجد مساحة للجلوس معا ومناقشة أمور الحياة فكل شخص في الأسرة مشغول بأمر معين ،وبالتالي لا يتعرف شريك الحياة عن الأشياء التي تقلقك أو أفكار وهمومك.
  • عدم الأهتمام والرعاية الخاصة بشريك حياتك، لا تشعر أنه يهتم بمشاعرك أو همومك ،ولا يبحث عن الطرق التي تسعدك، لديه لامبالاة في العلاقة والبقاء على ما هو عليه.،ولا تعلم متى آخر مرة جلست فيها معًا وتحدثت حقًا عن شعور كلاكما - ليس حول ما حدث مع أشخاص آخرين في العمل، أو أشياء عملية عن المنزل، ولكن التواصل مع بعضكما البعض والتحدث عما يجري بداخلك .
  • لم يعد الأزواج في حاجة إلى الإطلاع رؤية شريك حياتك في نهاية اليوم،أو حتي بعد البعد فترات طويلة لم تعد هناك مشاعر الشوق والإشتياق له ،وأصبح الأزواج غرباء داخل منزل واحد .
  • اختلاف طريقة التعامل معك، ولم تعود كما كانت في المراحل الأولى من الزواج التي يستمتع الفرد بقضاء وقت مع شريكك في الاستمتاع بأنفسكم من مشاهدة التلفزيون أو الأفلام أو ألعاب الفيديو.
  • وهناك طريقة بسيطة يمكن أن تسأل نفسك إذا كنت تعاني من الإنفصال العاطفي أم لا وتتمثل في - كيف تفعلون، وماذا تفكرون، وماذا تريدون من الحياة، وما هو الأكثر أهمية بالنسبة لنا - أي شيء - ما تفكر فيه وتشعر به، آمالك، همومك وما إلى ذلك وكل تلك الأسئله إذا اكتشفت إنك لا تعلم عنها شئ فأنت بعيد عن شريك حياتك لانها عملية مشتركة ومترابطة، لذلك ينبغي أن تكون على دراية كاملة بها.
  • عدم وجود محادثة بين الزوجين كسبب رئيسي للانفصال العاطفي.،وخاصة في السنوات الأخيرة بسبب ظهور وانتشار الشبكات الاجتماعية التي استطاعت ان تجذب الأزواج إلى عالم افتراضي أثر على العلاقة الزوجية.
  • يعيش الزوجان معًا دون ارتباط عاطفي، مما يدمر زواجهما ويجعل العلاقة تعاني من المشاعر المشتركة.
  • كما ساعدت نظرة المجتمع السلبية للمطلقات إلى زيادة الطلاق العاطفي.رغم وجود المشاكل الزوجية ،إلى جانب التضارب بين القيم الحديثة والتقليدية، وعدم وجود موقف صحيح تجاه الزواج .
  • زيادة سن الزواج والزواج القسري جعل من الصعب الإنفصال الفعلي وقرر الزوجين العيش دون وجود مشاعر تربطهم.
  • بالإضافة إلى تعرض الزوجين إلى بعض الاضطرابات النفسية، والاكتئاب، وعدم التوافق الجنسي، وكذلك المشكلات الاقتصادية هي عوامل تساهم في التباعد العاطفي بين الأزواج.
  • شعور الرجال بالتفوق مع عدم الانتباه والسلوك المهين أحيانًا تجاه زوجاتهم من أسباب حدوث الإنفصال العاطفي.

علاج مشكلة الإنفصال العاطفي

يمكن للأزواج أن يمنعوا حدوث ما يسمى بالإنفصال العاطفي من أجل الحفاظ على كيان العلاقة الزوجية من التعرض للضرر ،وذلك من خلال:

  • إن أفضل طريقة لمنع الطلاق العاطفي هي ضمان التوافق الجسدي والعقلي للزوجين والأختيار المناسب من البداية ،وأن يصبح الزوجين ناضجان بما يكفي لبدء علاقة.
  • محاولة تثقيف الأزواج المحتملين بشأن الطلاق العاطفي وتعلم المهارات ،حتى لا تدع شرارات الزواج تموت قبل الزواج.
  • إعطاء مزيد من الأهتمام ومناقشة تفاصيل الحياة ،ومحاولة إيجاد حلول مشتركة بين الزوجين ،وإضفاء روح التجديد في العلاقة الزوجية ،مما يشعل نار الحب والتفاهم بين الأزواج.
  • تخصيص وقت لقضائه مع شريك حياتك دون وجود شئ يزعج هذا الوقت الرائع ،ويمكن للمفاجأت والهدايا أن تغير جو الحياة الأسرية وزيارة أماكن جديدة .
  • محاولة مناقشة الظروف الأقتصادية التي قد تعد سببا في حدوث الطلاق العاطفي، ومحاولة إيجاد حل مشترك يقضي على المشكلة برمتها .
  • محاولة إسعاد الزوجين لبعضهم البعض ،ووضع السبب الرئيسي لاختيار شريك العمر، قد يساعد على تقبل التغييرات التي طرأت على الحياة الزوجية والتي سرعان ماتزول .

موقف الإسلام من الطلاق العاطفي

"إن أبغض الحلال عن الله الطلاق " لقد جعل الدين الإسلامي الطلاق حتى وإن كان عاطفيا شئ مكروه لأنه يدعو إلى الهدم والخراب والتفريق بين الأزواج والأبناء ودع الأزواج إلى ضرورة تحمل المسؤولية والصبر على صعاب الأمور،

كما حثناعلى أهمية الحياة الأسرية وأن العلاقة الزوجية من أهم شروطها أن تكون قائمة على المودة والرحمة والتفاهم بين الزوجين ،فإن الإسلام أباح الهجر في قوله عز وجل "وأهجروهن في المضاجع "ولكن في إطار محدود وليس بصفة دائمة من أجل التفريق بين الصواي والخطأ وليس كأسلوب حياة متبع بين الزوجين لأن من شأنه أن يزيد فجوة التباعد بين الأزواج،

لذلك دعى المسلمين أن يحافظون على بيتهم من الخراب ومن فتن الشيطان التي تفرق بين المرء وزوجه،وأن بيت الزوجية قائم بسواعد أفراده ،وأن كل مشكلة يوجد لها حلول كثيرة عندما تتكاتف سواعد الزوجين،

ويتبادلون مشاعر المودة والرحمة التي أوصنا بها المولي عز وجل ،خاصة أنه من السهل هدم الأسرة لكن من الصعب البناء ،لأن هذا الأمر لا يؤثر على الزوجين فحسب،

ولكن يؤثر على الاطفال بالسلب عندما يكبرون ويجعلهم يشعرون بعدم الأمان أو الفراغ العاطفي، وبالتاليفإن الطلاق العاطفي يهيئ الأطفال للزيجات الفاشلة لأن الأطفال لا يرون الآباء يتواصلون ،وينتقل هذا السلوك لهم.

وفي النهاية، الأسرة هي الكيان الذي على أساسه تنهض المجتمعات وتتطور الأمم ،فكيف يمكن للأفراد ان يحققوا أهدافهم ،ويسعون نحو النمو والتطور في ظروف مخيبة للأمل ،لذلك ينبغي على الزوجين فهم بعضهم البعض وزيادة الروابط والأهتمامات المشتركة حتى يحصلوا على حياة أفضل ويستمتعون بقضاء وقت ممتع معا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ