كتابة :
آخر تحديث: 02/03/2024

ما هي أضرار الابتزاز العاطفي وأسبابه وكيف أحمي نفسي منه؟

في حياة كل واحد منا شخص يجعلنا دوما نسعى لإرضائه بكل أنواع الطرق، ونحن في المقابل ننفذ كل ما يطلبه منا، رغم معرفتنا بأضرار الابتزاز العاطفي الذي يمارسه علينا، إما حبا له أو رغبة منا في الحفاظ على علاقتنا وحمايتها أو للاستجابة لضغوط يمارسها علينا لننفد كل ما يريده، وقد يكون هذا الشخص صديقا أو زوجا أو أخا أو ابنا أو أما، وأساليب الضغط هذه قد تختلف، لكنها كلها تندرج ضمن ما يطلق عليه بالابتزاز العاطفي، وهذا ما نتعرف عليه بالتفصيل في موقعكم مفاهيم.
ما هي أضرار الابتزاز العاطفي وأسبابه وكيف أحمي نفسي منه؟

ماهو الابتزاز العاطفي؟

يعتبر الابتزاز العاطفي شكلا من أشكال التلاعب النفسي، ويقوم من خلاله المبتز بتهديد الطرف الآخر الذي تربطه به صلة قوية (كأفراد العائلة أو زملاء العمل أو الأصدقاء...)، حيث يهدده بالعقاب إذا لم ينفذ ما يطلبه منه، أو إذا لم يحصل على ما يرغب فيه، ويكون فيه المبتز على علم بكل نقاط الضعف وأدق الأسرار عند الطرف الآخر الذي يتم ابتزازه، فيقوم باستغلالها لتحقيق أهدافه ونواياه، ويضطر بذلك الطرف الآخر للانصياع لرغبات المبتز، رغبة منه في الحفاظ على العلاقة أو لحمايتها وتعزيزها.

أنواع الابتزاز العاطفي

تتعدد وتتقاطع أنواع وأشكال الابتزاز العاطفي ومن بينها نجد ما يلي:

التهديد بالعقاب

  • مثلا كأن يقول المبتز: "إن طلبت الطلاق فلن ترى أولادك مجددا"، ويعبر فيه المبتز عن مطالبه بشكل عدواني وبطريقة مباشرة، فيحدد العقاب الذي سيواجه الطرف الآخر إن لم يذعن له.

المعاملة الصامتة

  • يمكن أن لا يستخدم المبتز العاطفي أي عبارات تهديد واضحة، فيكتفي فقط بالصمت، وبناء حائط بينه وبين الطرف الآخر.

التهديد بإيذاء النفس ( العقاب الذاتي)

  • مثلا كأن يقول: "إن تركتني سأقوم بإيذاء نفسي..."، ويوجه فيه المبتز العقاب لنفسه، فيهدد بإيذاء نفسه إن لم ينفذ الطرف الآخر ما يريده، كأن يهدده بأنه سيمتنع عن الطعام أو أن يمتنع عن أخذ الدواء أو أنه سيقوم بالانتحار.

التهديد بالمعاناة

  • كأن يقول: " إن لم تفعل ما أطلبه منك سوف أعاني وأنت من سيكون السبب.."، ويقوم فيه المبتز العاطفي دائما بإلقاء اللوم على الآخرين واحساسهم بالذنب طوال الوقت ويجعلهم يشعرون بأنهم سبب تعاسته.

الابتزاز بالإغراء

  • مثل قول: "إن نفدت كل ما أقوله ستحصل على قطعة شوكولاتة..."، ويقوم فيه المبتز بإغراء الطرف الآخر من أجل الضغط عليه كي يستجيب لمطالبه، ويكون هذا الإغراء عبارة عن ترقية في العمل أو منح المزيد من الحب أو تقديم مكافئة.

صفات المبتز العاطفي

للمبتز العاطفي عدة صفات يمتاز بها دون غيره، من بين صفات الابتزاز العاطفي من الأم والوالدين وغيرهما ما يلي:

  • حب التملك والغير الشديدة.
  • التسلط والرغبة في التحكم في الآخرين وتقييد حركتهم.
  • يجيد التعبير عن المشاعر.
  • يمنح الطرف الآخر الكثير من الاهتمام والحنان.
  • يعرف جيدا كيف يستغل نقاط ضعفك وطيبة قلبك.
  • يحاول دائما استخدام أخطائك ضدك.
  • تعزيز مشاعر الخوف والالتزام والشعور بالذنب لدى الآخر.
  • يستخف دائما بمشاكلك.
  • الخوف من فقدان السلطة.
  • حاد المزاج وسريع الغضب.
  • لا يحب بتاتا كلمة "لا".

صفات ضحية الإبتزاز العاطفي

من بين الصفات التي يمتاز بها الشخص ضحية الابتزاز:

  • عدم القدرة على التلفظ بكلمة "لا".
  • عدم الثقة بالنفس، والاعتقاد بأن الآخرين أحسن منه وأكثر خبرة منه.
  • يدين بالمعروف للشخص المبتز.
  • السعي دائما لإرضاء الآخرين.
  • الخوف من جرح مشاعر الآخرين واغضابهم.
  • يتخلى عن كل الأشخاص وكل الأنشطة التي يهتم بها لإرضاء الآخرين.
  • يعاني من تأنيب الضمير.
  • لا يريد أن يغير أحد من الناس نظرته عنه.
  • يهتم بآراء الناس.

شخصيات المبتز العاطفي

من بين شخصيات المبتز العاطفي نجد:

الشخصية الحدية الضد اجتماعية

  • وتمتاز باضطراب شديد وعدم اتزان في التعبير عن المشاعر وفي العلاقات مع الآخرين، وذلك بسبب الخوف من التهميش والهجران، والخوف من تجرع مرارة الوحدة والاكتئاب.

الشخصية النرجسية الأنانية

  • والتي تعتقد بأن لها كامل الحق في استغلال الآخرين وابتزازهم عاطفيا.

أمثلة على الابتزاز العاطفي

تكون تقنيات الإبتزاز العاطفي على صور مختلفة أبزها:

التجاهل المتعمد

  • ويتم من خلال تجاهل مشاعر واحتياجات الطرف الآخر المعنوية والمادية .

اللوم

  • فاللوم هو أحد أشكال الابتزاز العاطفي، حيث يبقى الشخص الملام في خانة الدفاع المستمر عن نفسه، وهذا اللوم يدخل هذا الشخص في دوامة من ضعف الثقة بالنفس والنظرة الدونية لها.

التظاهر بالتمارض

  • والتمارض هو حالة نفسية وسلوكية، يقوم من خلالها الشخص المبتز بالتظاهر بالمرض، فيستعرض بعض أعراضه من أجل كسب الشفقة من قبل الطرف الآخر الذي يتم ابتزازه.

اللجوء إلى البكاء

  • وذلك باصطناع الدموع الزائفة من أجل كسب التعاطف والشفقة من الطرف الآخر.

الاستغلال المادي

  • "إن لم تكتبي لي البيت باسمي سأطلقك..." فتنصاع الزوجة لأوامره خوفا من أن يطلقها زوجها أو لأنها تحبه ولا تريد أن تخسره.

التهديد المستمر

  • من قبيل عبارات "إن لم تفعلي ما أطلبه منك سأتزوج عليك..." " إن لم تقم بما أطلبه منك سأقوم بإيذاء نفسي..."، فالمبتز العاطفي يهدد دائما الطرف الآخر بالعقاب إن لم ينفذ كل ما يريده، كما يمكن للمبتز العاطفي أن يهدد بإيقاع الضرر المادي الجسدي على نفسه أو على الطرف الآخر.

التوتر الدائم

  • من خلال محاولة نقل التوتر للطرف الآخر، فبالتوتر يحصل المبتز العاطفي على كل ما يريده.

استجداء العطف

  • "لا أستطيع العيش من دونك... سأموت" "ليس لدي أحد سواك في هذه الحياة..." كلها عبارات لاستجداء العطف والشفقة وللابتزاز العاطفي.

أضرار الابتزاز العاطفي

لعل أبرز أضرار الابتزاز العاطفي ما يلي:

  • هدم حياة الضحايا.
  • انتشار الصدمات والاضطرابات النفسية
  • ظهور اضطرابات الشخصية.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • الخوف الدائم والعرضة للاستغلال.
  • التوتر الدائم.
  • الانصياع الدائم للآخر حتى ولو على حسابك مصلحتك.

كيف أحمي نفسي من الابتزاز العاطفي؟

مقاومة الابتزاز ليس بالأمر السهل خاصة لو كان من طرف أناس تربطك بهم علاقة وثيقة، لكن تمة مجموعة من الأساليب التي تمكنك من وضع حد للابتزاز العاطفي وتفاديه، أبرزها:

  1. تعلم قول كلمة "لا" في بعض المواقف والأوقات المناسبة.
  2. وضع الفواصل والحدود في أية علاقة، بهدف وضع مسافة أمان، ولكي تتجنب استغلال الآخر لك.
  3. تحديد نوعية علاقتك بالطرف الآخر هل هو صديق أم حبيب أم زميل...
  4. التعرف أولا على الشريك قبل الارتباط به لمعرفة إذا كان سويا نفسيا أم لا.
  5. الثقة بالنفس وتقدير الذات، فعادة ما تشعر ضحية الابتزاز بعدم الأمان وفقدان تقته بنفسه.
  6. لا بد من تعلم المواجهة وعدم الخوف من أي شيء.
  7. دافع عن موقفك.
إن الابتزاز العاطفي يعمل على التلاعب بمشاعر الغير، قصد تحقيق مصالح وغايات معينة يرجوها المبتز، حتى لو كان الطرف الآخر رافضا لذلك فهو يوافق تلقائيا على طلب المبتز، رغبة منه في الحفاظ على تلك العلاقة وإنقاذها وحمايتها، فيمس المبتز نقاط ضعف الضحية ويحاول استغلالها عن طريق العاطفة، ويجعل الضحية تحس بالذنب وتأنيب الضمير وبالخوف، فتنصاع إليه وتنفذ ما يطلبه منها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ