أضرار تأنيب الضمير وأسبابه وطرق التخلص منه
جدول المحتويات
أسباب شعور الإنسان بتأنيب الضمير
يزداد تأنيب الضمير بشكل كبير عند الأشخاص الحساسون الذين يتأثرون بأقل الأفعال ويحاسبون أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة، والسبب الأساسي في تأنيب الضمير هو الشعور بالذنب، كما يوجد أسباب أخرى نذكرها فيما يلي:
- اهتمام الفرد بصورة أمام الناس بشكل مبالغ فيه يعتبر من الأمور التي تسبب تأنيب الضمير، حيث أن المحاسبة المستمرة للنفس مثل كيف أنا فعلت ذلك، أو كيف أصبحت الآن صورتي أمام الناس، وكلها أفكار تزيد من المشاعر السلبية ويزيد من الألم النفسي، بسبب كثرة الاهتمام بالمظهر وعدم التفكير الصحيح بأن القيمة الذاتية للفرد تؤخذ من النجاح الذي يحققه، ولا يمكن تحقيق الطموحات دون الوقوع في أخطاء أو التغلب على الصعاب.
- رفض الخطأ من ضمن الأسباب التي تجعل الفرد يشعر بتأنيب الضمير وهو رفضه التام للخطأ وعدم تقبل أي درجات منه أو عدم تقبل الوقوع فيه والرغبة في المثالية وخلو الحياة من الأخطاء والعيوب.
- الاهتمام بالنتيجة النهائية دون الاهتمام بالطريق المؤدي إلى النجاح من الأمور التي تسبب شعور الفرد بـتأنيب الضمير هو عدم الاهتمام بالطرق المؤدية إلى تحقيق النجاحات بل توجيه أغلب الاهتمام إلى النتيجة النهائية فقط.
أنواع أسباب الشعور بتأنيب الضمير
تختلف درجات تأنيب الضمير باختلاف المسبب لها وتتراوح أنواع الأسباب المؤدية إلى تأنيب الضمير إلى الأسباب التالية:
- أسباب بسيطة للغاية هي أسباب يشعر الفرد فيها بالذنب تجاه نفسه أو يؤنب نفسه على هذه الأفعال حتى ولو كانت بسيطة جداً، على سبيل المثال عدم التزام الفرد بموعد كان يجب أن يحضره أو عدم الذهاب لزيارة مريض أو التعصب على أحد الأبناء وغيرها من الأسباب البسيطة.
- أسباب ناتجة عن إلحاق الأذى بالآخرين يشعر الشخص أحياناً بتأنيب الضمير لأنه ألحق الضرر بأحد الأفراد الآخرين سواء كان ذلك الضرر معنوي مثل الكلمات والألفاظ الجارحة أو مادي مثل تسبب الشخص في أذى جسدي أو إحراج شخص ما.
- تأنيب الضمير الناتج عن الشعور بالتقصير وارتكاب المعاصي حيث أن البعض من الأشخاص يشعرون بتأنيب الضمير بسبب معصية الله عز وجل أو عدم اتباع الأوامر أو القيام بفاحشة ما، وهنا يستحق الأمر تأنيب الضمير ولكن بهدف العودة لله ليس تأنيب فقط ثم العودة للمعاصي مرة أخرى.
طرق التخلص من تأنيب الضمير
يمكن أن يتخلص كل إنسان من تأنيب الضمير ولكن عندما يتبع بعض الطرق والخطوات مثل ما يلي:
- مسامحة النفس يجب على كل فرد أن يسامح نفسه وأن يتجنب تأنيب الضمير وأن يخبر نفسه أنها ليست النهاية وأنها أمور تحدث عند كثير من الناس، كما يجب أن يكون متسامح مع جميع المتعاملون معه، ويجب أن يعلم داخل نفسه أن كل إنسان يخطئ وليس هو الوحيد في الكون، ولكن الأمر الهام هنا هو التعلم من الخطأ.
- تجنب جلد الذات يعرف جلد الذات بأنه تكلفة الإنسان لنفسه وتحميلها ما لا تطيق من أجل الانتقام من نفسه التي يشعر أنها هي التي جعلته يقع في الخطأ، كما يجب عليه اتباع الآتي: _ ترك الشخص الأفكار السلبية والخواطر التي لا يحصل منها إلا على تأنيب الضمير _ أن يفكر الشخص بطريقة منطقية والعمل على إيجاد طرق لتحقيق وبناء الذات والسعي نحو تطوير الذات بالعلم والبعد عن هدم الذات. _ التعلم من التجارب الماضية حتى لو كانت سيئة ولكن يمكن للإنسان أن يتعلم منها كثيراً، وأن يتقن الشخص أن الماضي انتهى ولا يستطيع التغيير فيه مهما حدث، بل بإمكانه فقط جعل المستقبل أفضل.
متى يمكن اعتبار تأنيب الضمير مرض؟
يعرف تأنيب الضمير بأنه حالة غضب وحزن وحرج يشعر بها الفرد تجاه نفسه عندما يتذكر سلوك قد قام به في الماضي سواء في الماضي القريب أو البعيد، ويكون ذلك التأنيب مفيد في حالة أن يعمل على إصلاح الفرد وتقويم سلوكياته، أما إن كانت لا يصلح الفرد فإنه لا قيمة له.
وعندما يكون تأنيب الضمير مبالغ فيه فإن الشخص يكون مريض نفسياً ويحتاج إلى علاج نفسي، كما أن ذلك التأنيب المرضي يعمل على القضاء على سعادة الفرد وعدم مساعدته على الاستمتاع بالأحداث السعيدة أو الجديدة.
يمكن أن يتسبب تأنيب الضمير في ظهور أعراض القلق والاكتئاب والوساوس القهرية، وقد تحدث للإنسان أيضاً أمراض جسدية منها:
- الإصابة بالقولون العصبي.
- قرحة المعدة.
- الأرق وعدم استطاعة النوم.
- أمراض ضغط الدم.
- الإصابة بمشاكل في القلب.
- فقدان الشهية.
- الإصابة بمرض السكري
كيفية علاج تأنيب الضمير
يؤكد الأطباء بأن بعض الأشخاص الذين يشعرون بتأنيب الضمير بشكل مرضي وباستمرار لا يمكنهم استكمال حياتهم مع ذلك الشعور لأنه يصيبهم بالأذى النفسي والأمراض العاطفية والنفسية، كما أنهم يفقدون القدرة على التواصل مع الآخرون وينعزلون على أنفسهم، ولكن يمكن علاج ذلك الأمر والتخلص منه بعدة طرق، نذكرها فيما يلي:
- التقرب إلى الله عز وجل واتقاء الله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا)، حيث أن الحياة في تقوى الله تعطي الإنسان تفكير سليم ونمط مختلف وتفكير حماسي وتشجيع للأفضل.
- الاجتهاد في إصلاح الذات لأنها تحتاج إلى المزيد من الإصلاح للتخلص من ذلك التأنيب.
- شغل وقت الفراغ في أعمال هامة والتعلم والتثقيف واكتساب معلومات جديدة بدلاً من التأنيب الذي لا يفيد.
- تحسين العلاقات مع الأسرة والعائلة والمجتمع.
- اكتساب أصدقاء طيبون يعرفون الله عز وجل والبعد عن المحبطون والسلبيون.
- البعد كل البعد عن الأسباب التي أدت لحدوث المشكلة القديمة والتي تسببت في تأنيب الضمير لفترات طويلة، وعدم ذكرها أو التحدث عنها مطلقاً.
- كلما تذكرت المشكلة التي تسبب تأنيب الضمير ينبغي أن تعمل بشكل إيجابي من أجل تحقيق الذات وإثبات للنفس وللعالم أنك إنسان أفضل مما كنت عليه وسوف تظل متميز ومجتهد.
كيف أتخلص من تأنيب الضمير في حال عدم نجاح الطرق السابقة؟
في حال عدم قدرة الشخص على علاج نفسه بالطرق السابقة يمكنه الذهاب مع أحد المقربين له إلى الطبيب النفسي، ويفضل أن يكون معالج نفسي لأنها حالة لا تحتاج إلى علاج دوائي، بل تحتاج إلى تدعيم نفسي وتحدث شخص عالم في النفس مع المصاب بتأنيب الضمير.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15572