كتابة :
آخر تحديث: 06/03/2023

مفهوم الرشوة وأضرارها في المجتمعات

الرشوة هي أحد الظواهر السيئة في المجتمع، وهي عبارة عن قيام شخص ما بتقديم بعض الأموال مقابل أخذ حق ليس له، أو ليتم استبعاده من أحد المهام التي لا يرغب في عملها، ولذلك من الهام التعرف على مفهوم الرشوة وأضرارها، تعتبر مفهوم الرشوة وأضرارها أحد أشكال الفساد في المجتمع، كما تعتبر من الأمور المحرمة في الإسلام، فإذا استخدمها الموظف لجلب المال له فإن أمواله محرمة، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على أسباب وأضرار الرشوة، تابعونا...
مفهوم الرشوة وأضرارها في المجتمعات

معنى الرشوة

  • تعتبر الرشوة من الظواهر السلبية التي انتشرت في المجتمع في الآونة الأخيرة، وساهمت في خلق مجتمع منافق، يعتمد على الوسطة والمحسوبية في الوصول لخدمة ما أو قضاء مصلحة أو الحصول على منافع أو دفع ضرر، وتتمثل في دفع قيمة مالية للآخرين.

أسباب الرشوة

يجب علينا أن نتوقف عند الأسباب المؤدية لظاهرة الرشوة، حيث أنه بمعرفة الأسباب ودراستها جيدًا سنتمكن من التعرف عن مفهوم الرشوة وأضرارها ومكافحة هذه الظاهرة بل والقضاء عليها، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  1. نقص الإيمان، وسوء الأخلاق، وغفلة الضمير.
  2. عدم الاعتماد على الله في الرزق، وعدم اليقين في أن الله سبحانه وتعالى قادر على توفير الرزق للإنسان، فلا حاجة له في اتباع أساليب ملتوية في الحصول على المال.
  3. حب المال والطمع في كسب المزيد منه، فكلما وصل الإنسان لحد معين من الثراء أراد الوصول للمزيد.
  4. التهاون في العقوبات التي يتم تنفيذها في الراشي والمرتشي، فهناك حكمة شهيرة في هذا السياق تقول (من أمن العقاب أساء الأدب).
  5. ضعف الحالة المعيشية عند بعض فئات المجتمع؛ مثل فئة موظفي الهيئات الحكومية.
  6. السلبية وعدم المواجهة في بعض الهيئات، بالإضافة إلى التعتيم الذي يحدث أحيانا بشأن حدوث هذه الظاهرة في أي هيئة.
  7. عدم سيطرة كثير من مديري الهيئات على الموظفين، وعدم متابعة تصرفاتهم بشكل جيد واتخاذ اللازم عند عمل أي تصرف مشين مثل الرشوة.
  8. الوضع الاقتصادي والسياسي للدولة، وما يحدث به من تدهورات في بعض الأحيان.
  9. انتشار الفساد والظلم في المجتمع.
  10. عدم الوصول للمستوى التعليمي المناسب لكثير من الأشخاص، ومن ثم عدم تفهمهم بشكل جيد لمدى الضرر الذي يسببه تفشي هذه الظاهرة.

أشكال الرشوة

بعد التعرف على مفهوم الرشوة وأضرارها يمكننا توضيح تعدد أشكال الرشوة كما يأتي:

  • دفع رشوة لأحد المسئولين بغرض توظيف بعض الأشخاص.
  • دفع رشوة لتزييف بعض الوثائق أو لاستخراج تصريحات بالبناء المخالف.
  • دفع رشوة للتغاضي عن استخدام خامات غير صالحة للبناء.
  • دفع المال من قِبل المسئول داخل المؤسسة ليتم إخفاء أخطائه.

وبالطبع فإن أشكال الرشوة هي أحد أشكال الفساد في الدولة، ولكن هناك من هم لا حيلة لهم لكي يصلون إلى حقوقهم، وبالتالي يلجئون لدفع الرشوة.

مفهوم الرشوة وأضرارها على المجتمع

للرشوة آثارها المدمرة على المجتمعات كافة، فهي تمكّن أشخاص من العمل بمناصب لا يحق لهم العمل بها، كما أنها تفتح أبوابًا للغش التجاري والغذائي والصحي، ويمكننا توضيح أضرار وانعكاسات الرشوة على المجتمع في النقاط التالية:

  • سوء الأخلاق وانهيار المبادئ، وانتشار حالة من فقدان الثقة بين الناس.
  • انتشار المعاني السيئة كالحقد والبغض بين الناس، ومن ثم يحدث انهيار للمجتمع.
  • إلحاق الضرر بالكثير من الهيئات، وذلك يؤثر سلبًا على الغذاء والدواء، بالإضافة إلى الأبنية الهشة التي تبنى بخامات سيئة، ويسكن بها آلاف البشر، ويتم السكوت عنها إلى أن تنهار وتحصد أرواح الكثيرين، وكل ذلك بسبب الرشوة.

كيفية القضاء على الرشوة؟

من أهم حلول الرشوة التي يمكن اتباعها للقضاء على مثل هذه الظاهرة هي تنفيذ العدالة الاجتماعية في كافة المجتمعات، فيحدث تشابه في المستويات المادية إلى حد ما، ويشعر الجميع بالرضا والاكتفاء المادي وعدم التطلع لما ليس لديه، بالإضافة إلى الآتي:

  1. سن قوانين صارمة بشأن من يقوم بالرشوة، وفرض عقوبات رادعة حتى يفكر أي شخص جيدًا قبل قيامه بهذا الفعل المشين.
  2. تعيين أشخاص ملائمين للأماكن التي يعملون بها، وإن أمكن عمل اختبارات أخلاقية لهم للتأكد من إخلاصهم لعملهم، وعدم القيام بأي تجاوزات من أي نوع.
  3. مراقبة الموظفين باستمرار لتجنب استخدام الرشوة في العمل.
  4. قيام الإعلام بدوره في فضح المرتشين والراشين، وذلك بتقديمهم كمثال سيء في المجتمع ولا يجب التصرف مثله.
  5. عمل قسم خاص في الهيئات الحكومية يتمثل دوره في اكتشاف أمر الرشاوي ومراقبة الموظفين، والإبلاغ عن الموظف المرتشي.
  6. العمل على جعل القضاء مستقل بذاته، وتهيئة المناخ الملائم للقاضي لينطق بالحكم العادلب دون أية ضغوط من أي هيئة.
  7. العمل على تطوير الحالة الاقتصادية والمعيشية للجميع وموظفي الهيئات الحكومية بصفة خاصة.
  8. انتقاء الموظفين وخصوصا ذوي المناصب الكبيرة اعتمادًا على سيرتهم الطيبة، وتمتعهم بالأخلاق الكريمة.
  9. السعي وراء التقدم الاقتصادي، ومساندة وتشجيع الآراء والأفكار التي تعمل على ارتفاع مستوى معيشة الأشخاص.
  10. عمل حملات لتوعية المجتمع بالأضرار الناتجة عن الرشوة.
  11. مسميات تطلق على الرشوة.
  12. هناك بعض المسميات التي تطلق على الرشوة، وذلك بغرض الابتعاد عن الاسم الحقيقي لها، وتحليلها والتعامل بها.
  13. ومن هذه المسميات الإكرامية، و، والمكافأة، ولكن كل هذه المسميات لا تجعلها تتنصل من كونها رشوة وغالبًا ما تدل على الطمع في المكاسب المادية من قبل المرتشي.
  14. وذلك بقبوله مالا ليس من حقه لإعطاء وظيفة مثلًا أو فوز في مسابقة ما، أو الحصول على تصريحات لأبنية مخالفة، او غيرها من الأمور.

كيف يرى الناس الشخص المرتشي؟

تتم الرشوة في سرية تامة في أغلب الأحيان، ويدل ذلك على قبح هذا الفعل والشعور بالخجل منه، حيث يرى الناس الشخص المرتشي بصورة معينة كالآتي:

  • شخص منافق وكاذب، فهو يتهرب من أقواله وأفعاله، ويقول مالا يفعل ويفعل مالا يقول، كما أنه يتعامل بوجهين، ويقوم بإظهار صفاته الطيبة، ويبطن صفاته الخبيثة.
  • شخص تخلى عن كرامته، وعزة نفسه، فقد تخلى عن مبادئه، وقلل من شأن نفسه، وكل ذلك بغرض تحقيق المكاسب والأموال التي يريدها دون تفكير في مدى الخطأ الذي يرتكبه في حق نفسه وحق مجتمعه.

عواقب الرشوة في الإسلام

قد حرم الإسلام الرشوة تحريمًا قاطعًا، لا مجال للشك فيه، وقد أكدت على ذلك الآيات التي تحرم الرشوة في القرآن الكريم؛ ومنها:

قوله سبحانه وتعالى «ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون».

كما قال الله تعالى أيضًا في سورة المائدة «لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون».

  • وقد جاء تفسير السحت بالرشوة، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف عن الرشوة (لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم).
  • وهو ما يؤكد المكانة المتدنية للراشي عند الله عز وجل، وأيضا عند رسولنا الكريم، فهي من الكبائر عند الله، ويكون على الراشي إثم كما هو الحال على المرتشي.
  • ولكن في حالة كشف الظلم عن إنسان أو الوصول لحق معين بدفع المال فتخرج عن كونها رشوة أو قد لا يحاسب عليها الذي يقوم بدفع الأموال لاسترداد ذلك الحق.
  • ويحاسَب المرتشي فقط، لأنه قد أغلق الطرق أمام الشخص المسلوب حقه أو المقهور واضطره لدفع الرشوة.

الرشوة والهدية والفرق بينهما

لا تعتبر الرشوة والهدية تحملان نفس المعنى بل لكم منهما معنى مختلف، يتمثل فيما يلي:

  • الرشوة: يتم دفعها بغرض تحقيق بعض المصالح، أو تسهيل أمرًا بعينه، وهي تعتمد بشكل أساسي على إعطاء المال مقابل خدمة أو تسهيل استخراج وثيقة ما، او ما شابه ذلك.
  • كما أن الرشوة من الأمور التي يتم معاقبة القائمين بها من قِبل الجهات المعنية، ويتحدد الفرق بين الرشوة والهدية بحسب التغير الأخلاقي الذي يحدث للمرتشي لكي يقوم بإكمال مصلحة الراشي.
  • الهدية: فهي أشياء تقدم على سبيل المحبة، وهي تعتمد على الهدايا العينية، ولا تكون على هيئة أموال مثلما هو الحال في الرشوة، كما أن تقديم الهدية لا يختبئ خلفه تحقيق مصالح أو تسهيل أمور.
  • وإنما هي أمور متبادلة بين الأهل والأصدقاء والأزواج، فالهدية هي بمثابة أشياء رمزية للتعبير عن الحب.
لابد من التعرف على مفهوم الرشوة وأضرارها، حيث إنها شكل من أشكال الفساد التي تعمل على تؤخر الوضع الاقتصادي في الدول، كما إنها دلالة على مزاولة حالات النصب والاحتيال.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع

  • ، من أضرار الرشوة ، كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز ، 
    https://shamela.ws/book/21537/12399#p1
  • عبد الكريم اللاحم ، المطلب الثامن قبول الرشوة ، كتاب المطلع على دقائق زاد المستقنع «فقه القضاء والشهادات» ، 
    https://shamela.ws/book/127710/110#p1