ما هو مفهوم العلمانية؟ وما أنواعها وخصائصها؟
مفهوم العلمانية وانتشارها
يعد مفهوم العلمانية هو مجموعة من المعتقدات التي يكون محورها هو الدين، لابد من عدم مشاركته في الجوانب السياسية والاجتماعية للدولة.
- كما يطلق عليه نظام فلسفي سياسي اجتماعي يرفض أي صورة من صور الدين، حتى يكون تحت مبدأ فصل الدين عن السياسة.
- لذلك يتم استبعاد الدين عن جميع الشؤون المدنية التي تكون متعلقة بالدولة، بينما تشير العلمانية نحو الجانب المادي للحياة على الأرض، دون الجانب الديني الغيبي.
- عبارة عن اعتقادات سياسية انتشرت في الكثير من دول العالم على مر التاريخ، حيث تم ظهور أول أفكارها في فرنسا، حيث أصبح غالبية أعضائها في البرلمان الفرنسي من العمانيين.
- قاموا بالاعتماد على التشريعات المدنية بدلاً من تشريعات الكنيسة، لكي تحد من تدخل الكنيسة في الشؤون الخاصة بالدولة.
- بدأت العلمانية في الظهور بإسبانيا تحت ظل الحكم الجمهوري، ومع بداية النصف من القرن التاسع عشر ظهور دولة المكسيك لتطبيقها العلمانية، وتكون أول دولة في قارة أمريكا.
- خلال حكم أتاتورك لتركيا انتشرت السياسة العلمانية، كما نجد أن أفكار العلمانية لم تقتصر على الدول الغربية بل وصلت تلك الأفكار إلى الدول العربية.
أنواع العلمانية
أصبحت العلمانية ذات انتشار واسع ويتم توظيفها لأفكار وتوجيهات مختلفة للعديد من الأشخاص لذلك تم تقسيمها إلى ثلاث أنواع وهم كالآتي:
- العلمانية السياسية: ويهدف هذا النوع لفصل الدين عن الحياة المدنية، وأيضاً عن العمل الحكومي بالدولة وبشتى الطرق والوسائل الممكنة.
- كما يشير العلمانيون في السياسة بأن العلمانية لم تكن مرتبطة بالإلحاد، بل تحث على أن وضع الدين لابد أن يكون منفصل عن إدارة الدولة.
- العلمانية الفلسفية: دائما العلمانية الفلسفية في عناد مع الدين بل وترفضه أيضاً، كما تقوم بنقده، وتحدي سلطاته بجانب الإساءة للمتدينين، وبأنه ظاهرة غير صحيحة ويجب تجاهله.
- العلمانية الاجتماعية الثقافية: نلاحظ أن هذا النوع من العلمانية ظاهرة اجتماعية، حيث تدعو إلى تهميش الدين من الحياة اليومية.
مراحل العلمانية
تمر العلمانية بمرحلتين وهما كالآتي:
مرحلة العلمانية المعتدلة:
- ظهرت تلك المرحلة خلال الفترة الزمنية بين القرن السابع عشر والثامن عشر الميلادي، مما اعتبر أن الدين من الأمور الخاصة لدى الأشخاص.
- حيث تكون سلطة الدولة مطبقة ضمن حدودها مع توافرها لحماية الكنيسة وبالأخص في حدود جباية الضرائب.
- نلاحظ اعتماد التفكير العلماني للمرحلة المعتدلة على تأكيد الحسم، والفصل بين الكنيسة والدولة، حيث لم يتجاوز جميع القيم الدينية المسيحية.
- ظهرت مجموعة من المطالب تحث على إخضاع التعاليم المسيحية للعقل، وأيضاً على المبادئ الطبيعية، وأشهر من دعاة لهذه المرحلة العلمانية فوليتر، وبيكون، وجان جاك روسو، وأيضاً ديكارت.
مرحلة العلمانية المادية:
- تعد هذه المرحلة الثانية من مراحل العلمانية، كما أطلق عليها أيضاً ثورة العلمانية، حيث ظهرت خلال الفترة الزمنية من القرن التاسع عشر وما بعد ذلك.
- كانت تعتمد هذه المرحلة من العلمانية على تطبيق نظام إلغاء نهائي للدين.
- حيث لا تشير إلى الفصل بين الدولة والدين، كما في المرحلة الأولى للعلمانية، مع الوضع في الاعتبار بأن الأشياء المحسوسة فقط تعد موجودة بشكل حقيقي.
- نلاحظ أن الدافع من وراء هذه المرحلة هو السيطرة الكاملة على الدولة، مع عدم وجود أي مساواة مع سلطة الكنيسة، وأشهر رواد لهذه المرحلة كارل ماركس وهيجيل.
خصائص العلمانية
نجد أن للعلمانية خصائص عديدة سوف نوضح بعضاً منها:
- من خصائص العلمانية الفصل بين الدولة والدين.
- تطبيق مبدأ المساواة بين المتدينين وغير المتدينين وحمايتهم.
- وضع الحرية الدينية للأشخاص من خلال اختيارهم للدين أو التحرر منه.
- تعتمد العلمانية على الديمقراطية والإنصاف والعدل بين المواطنين بصرف النظر عن انتمائهم الدينية.
- السعي لتحقيق المساواة في استخدام كافة الخدمات العامة، كالمدارس والمستشفيات.
- لا تفرض ولا تدعي العلمانية إلى الإلحاد على المواطنين، على الرغم من اهتمام الملحدين فيها.
- منح الحماية والحرية للتعبير عن الرأي.
مبادئ العلمانية
تعد العلمانية بصفتها للأفكار السياسية والاجتماعية ذات مجموعة من المبادئ والتي منها الآتي:
- دائم السعي للاتفاق مع العلوم.
- كل الاهتمام في الفصل بين شؤون البلاد وكافة الأديان.
- قطع أي علاقة تمس المجتمعات والدين.
- تنفيذ وتطبيق جميع الأفكار، وأيضاً المكونات الصناعية التي تعتمد على صناعة الإنسان لها.
- الحرية اتجاه الممارسات الدينية المختلفة دون وقوع ضرر على الآخرين.
- وجود مساواة بين الناس، حيث لا تتميز بينهم على أساس الجانب الديني.
مفاهيم عن العلمانية
واجهت العلمانية بعض الاختلاطات والتي منها التالي:
- العلمانية ليست الإلحاد:
يوجد فرق بين العلمانية والإلحاد، فمعروف أن الإلحاد هو الإيمان بعدم وجود إله الكون، لكن نجد أن العلمانية هي من تفصل بين الدين وسياسة الدولة.
فنجد استطاعت العلماني أن يكون متبع للمعتقدات الدينية أو يكون ملحد بالفعل، ويرجع السبب في اختلاط مفهوم العلمانية بالإلحاد، لأن معظم من يدعوا للعلمانية ملحدون.
- العلمانية ليست الإنسانية:
حيث تعني الإنسانية بفلسفة أخلاقية التي تحث على عيش الإنسان حياة كريمة طيبة بدون تدخل الدين.
على الجانب الآخر نجد أن العلمانية ربما يكون الشخص إنسان ملحد وعلماني في نفس الوقت لمن أراد ذلك، لكن لكل واحد منهم عدم ارتباطه بهم.
مخططات العلمانية
ينقسم إلى إلحاد نظري وإلحاد عملي:
- نجد المخطط الأول وهو العلمانية المتطرفة والتي كان يطلق عليها الشيوعية، والتي كانت تنكر الدين ولا تعترف بوجود الله، وكانت لا ترضى بحكم إسلامي، وكانت تحارب المسلمين وتؤذيهم بالقتل أو السجن.
- العلمانية المعتدلة وهذا النوع لا ينكر وجود الله، ويسمح بإقامة الشعائر الدينية، ويطلقون على أنفسهم الديمقراطيين، لكن ينكرون تدخل الدين في سائر شؤون الحياة، ويعتبر هذا النوع أشد خطر من العلمانية المتطرفة، لأنهم يفصلون الدين عن الدولة أو أخذ من الدين ما على أهوائهم.
- علما بأن الدين لم يتجزأ في أحكامه، لأنه دين شامل، بالإضافة أنه صالح لكل زمان ومكان وفي شتى المجالات السياسية والأخلاقية.
- النوع الثالث وهي العلمانية الدينية والتي تعد فئة من الشيوخ انفتحوا على الغرب، فقدموا تلاعب في نصوص الشرع وكان الهدف إرضاء للغرب مما أطلق عليهم البعض العقلانيين.
- ونجد أن هؤلاء قد ضروا كثيراً بانفتاحهم الذي دعى في أغلب الأحيان بالتنازل في العديد من أصول الدين الإسلامي، وبدأ هذا التيار المضلل في الانتشار في بلاد المسلمين وعلى أيدي شيوخه الذين يمثلون الإسلام المعتدل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_11885