آخر تحديث: 10/07/2020

مفهوم الوصمة الاجتماعية ونمادجها

خلق الله الناس وجعلهم شعوبا وقبائل من أجل التعارف والتعاون والتآزر، فعدد من أنواعهم وأشكالهم ومن ألسنتهم وكل له مميزاته الخاصة حيث منهم الأبيض والأسود ومنهم الذكر والأنثى ومنهم الغني والفقير، غير أن هذا التنوع هناك من الناس من لا يفهمه ولا يستصيغ الهدف منه ما يدفعه إلى ارتكاب مجموعة من السلوكيات التي تسبب بها ضررا لكل من يختلف أو لفئات خاصة في المجتمع ومن بين هذه التصرفات الوصمة الاجتماعية، فما هي الوصمة الإجتماعية ؟
مفهوم الوصمة الاجتماعية ونمادجها

مفهوم الوصمة الاجتماعية

يعتبر مصطلح الوصمة الإجتماعية من المصطلحات التي ليست مستجدة بل هي قديمة وقد ظهر مفهوم الوصمة لأول مرة في كتاب الوصمة لمؤلفه والدي صدر سنة 1963، وأما مفهوم هذا المصطلح فيقصد به إطلاق عبارات ومسميات على أفراد من المجتمع.

وذلك بسبب خصائص يتميزون بها سواء من الناحية العقلية أو من الناحية النفسية وكذلك من الناحية الاجتماعية حيث تكون هذه المصطلحات والمسميات بدون رضى الفرد وإنما فرضت من بقية المجتمع ما يشعره بنوع من الكره ونقصان الذات ويصعب عليه العيش داخل المجتمع.

كما أنه يحسس وكأنه غير مرغوب فيه داخل ذلك المجتمع الذي يعيش فيه ما يؤدي لإصابته بمجموعة من الأمراض النفسية.

الوصمة الإجتماعية للمرأة المطلقة

أصبحت المرأة المطلقة في المجتمعات العربية توصف بمجموعة من الألقاب التي ما أضحت كل مناسبة إلا وتذكر فيها بكيفية تسبب لها عددا كبيرا من الأضرار وتمسها في شرفها، فتجد في المجتمع من يصفها بأنها عبارة عن امرأة فاشلة غير قادرة على الاستمرار في علاقة زوجية ناجحة وتربية أسرة.

وهناك من يصفها بأنها فاسدة وعاهرة وهي صفات وعبارات تمس بشرفها بكيفية كبيرة وهذا دليل على النظرة القاسية للمجتمع بالنسبة للمطلقة سواء كانت جانية أو مجنية عليها فالحال سواء، هده النظرة تجعل المرأة مصابة بنوع من الإحباط والفشل وعدم الرغبة في تجربة ثانية لإنشاء أسرة.

كما أن المجتمع يحكم عليها بالعيش في نوع من الوحدانية على اعتبار أن الغالبية ينظرون لها من وجهة نظر استغلالية منحرفة ويربطون عدم زواجها بالفضيحة وذلك أن الزواج بالنسبة لهم ستر وما دونه فساد وضلال وهناك من ذهب في المجتمعات العربية إلى حد وصف المطلقة بأنها خطافة للرجال وأن هدفها يتجلى افي السعي لخراب بقية العائلات.

كما قامت بتخريب عائلتها، كل هذه الأفراد السوداوية يتعين إعادة النظر فيها فقد أحل الله الزواج وأحل الطلاق كذلك وليس من العيب بما كان أن يتطلق الإنسان لأن أساس بناء علاقة زوجية هو التفاهم والاحترام المتبادل سواء وفي حالة انعدامها فالطلاق أرحم وأفضل لكلا الطرفين.

كما أن الزوجة لا يمكن وصفها بأنها سبب الطلاق فيمكن أن يكون الزوج سببا كما يمكن أن تكون الزوجة كما يمكن أن يكون سببا فيه أطراف خارجية أو ظروف خارجة عن إرادة الطرفين معا.

الوصمة الإجتماعية لذوى الاحتياجات الخاصة

هناك مجموعة من التصرفات والسلوكيات التي تعتبر خاطئة حيث تتسبب في الكثير من الأضرار خاصة على المستوى النفسي بالنسبة للمعاقين دوي الاحتياجات الخاصة سواء نفسيا أو جسديا.

حيث تمارس سواء من المجتمع وكذلك من الأسرة حيث أن هذه الأخيرة منها من تصفهم بأنهم عبارة عن عبء وعالة على الأسرة كما أنهم ينظرون إليه على انه عار على الأسرة حيث أن هذه الآراء تتجلى وتظهر في السلوكيات التي تمارس في مواجهة هذه الفئة من المجتمع.

حيث يتم إهمالهم ومنهم من ينبذ سواء من الأسرة وكذلك من المجتمع ولا يتم الاهتمام بحاجياتهم الخاصة لدرجة تصل إلى نوع من الكره والسخرية وهذا أمر يمكن ملاحظته بكيفية كبيرة في الشوارع حيث يتم الاستهزاء ببعض المرضى النفسانيين الذين يعيشون حياة التشرد عوض الاهتمام بهم ومحاولة إيجاد حلول مستدامة لمشاكلهم التي يعانون منها.

الوصمة الإجتماعية في ظل كوفيد 19

في السنة الحالية ظهر وباء كوفيد 19 الذي أدى للكثير من الأضرار سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الاجتماعية، غير أن هذه الأضرار تجاوزت ما هو مادي لما هو نفسي لفئة معينة حيث أصبحت الفئات الأسيوية والأشخاص العائدون من السفر زيادة على بعض المصابين بالفيروس.

ومن هم أكثر احتكاكا بهم كالممرضين والأطباء محل مجموعة من الأفكار الخاطئة داخل بعض المجتمعات، حيث أنهم تعرضوا لنوع من اللوم بسبب انتشار المرض حتى أصبح لصيقا بهم بكيفية كبيرة وأنهم مصدر العدوى والإضرار لدرجة وصلت إلى نبذهم من طرف البعض والامتناع عن التعامل معهم.

وهذا الأمر يشكل أمرا خطيرا يمكن أن يتسبب في مشاكل كثيرة من بينها مثلا تفشي العنصرية داخل بعض المجتمعات بكيفية كبيرة ويزيد من الانقسامات بين مكونات المجتمع الواحد وانعدام التوحيد بينهم، كما يؤدي إلى نوع من انعدام الأمن خاصة بالنسبة للفئات المستهدفة حيث تكون أهدافا للغضب والعداء بكيفية غير مبررة.

يمكن الوقول أخيرا على أن مثل هذه السلوكيات لا يمكن إلا أن تشكل ضررا على المجتمع سواء من حيث أمنه الاجتماعي زيادة على صحة أفراد المجتمع من كافة النواحي سواء منها النفسية أو الجسدية ويتعين إعادة النظر فيها وتوعية الأفراد إلى خطورة مثل هذه السلوكيات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ