تاريخ نشأة مملكة حمير ونظام الحكم فيها
مملكة حمير
وهي تلك المملكة التي قامت ببسط نفوذها داخل الأراضي اليمنية قديما، ولها العديد من المسميات المختلفة، منها مملكة حضرموت ومملكة سبأ، وقامت تلك المملكة منذ عام 110ق.م، واستمر وجود هذه المملكة لفترة زمنية طويلة، حيث أن نفوذ المملكة أصبح قائما إلى عام 525م، وتعتبر حمير آخر الممالك التي ظهرت في الأراضي اليمنية القديمة قبل دخول الإسلام إليها.
هناك علاقات وطيدة تربط حمير بمملكة كندة، وتظهر تلك العلاقات في التحالف، قد تم بين المملكتان في القرن الثاني ق.م، أما عن مكان إقامة حمير، فقد تواجدت المملكة في منطقة ظفار بريم، أما عن الإنجازات التي حققتها المملكة فهي كثيرة، ومن أهمها على الإطلاق هو التخلص من الممالك القديمة التي ظهرت في أرض اليمن، كما يعتبر الحميريين في الأساس قبائل سبئية قامت باعتناق الديانة اليهودية، وتعتبر ظفار هي العاصمة الرئيسية في حمير.
ومن الأثار الواضحة التي تركها الحميريين هو تأثيرهم الواضح في التخلص من الوثنية التي كانت موجودة في اليمن القديم، وإرادتهم الواضحة في عبادة إله واحد، حيث أنهم تركوا اليهودية وقاموا باعتناق الديانة الإسلامية وذلك في القرن السابع من الميلاد، كما إعتمد الاقتصاد الخاص بحمير علي عدد من الأمور المختلفة، والتي تعتبر أبرزها الزراعة، وأنواع من التجارة، والتي ترتبط بتجارة البخور وتجارة الصمغ واللبان.
وذلك ما ظهر في كتاباتهم المختلفة عن الاقتصاد والتجارة الخاصة بالمملكة، كما أنهم انجزوا العديد من الأمور التي ساهمت في دعم اقتصاد مملكتهم، ومنها إنشاء عدد من السدود الصغيرة، كما أنهم عملوا على ترميم سد مأرب حمير مثلها مثل معظم الممالك التي قامت في ارض اليمن، حيث أنها واجهت عدد من التحديات المختلفة والتي أدت إلى إضعاف المملكة وإنهاك ثرواتها المختلفة، ومنها التحرر الخاص بزعماء القبائل والحروب التي كانوا يخوضونها فيما بينهم.
تاريخ مملكة حمير
- تعتبر النصوص الموجودة حول بناء ثور حول وادي لبنة بحضرموت من أقدم النصوص التي عرفت عن حمير.
- وتعتبر المهمة الرئيسية لبناء هذا الثور هو العمل على إعاقة أهل حمير من اعتراض قوافل الممالك الأخرى، مثل مملكة حضرموت، ويعود تاريخ تلك النصوص إلى عام 400ق.م.
- في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد قام الحميريين بتكوين حكومتهم، وذلك بعد اكتساح الحميريين المناطق الوسطة في اليمن، وبعد أن جعلوا ظفار بريم عاصمة لمملكتهم
- ويعتبر التاريخ الخاص بحمير ضئيل للغاية وهذا ما أكد عليه الباحثون والمؤرخون وبخاصة تاريخ حمير من الناحية السياسية، ومن المعروف أيضا أن تاريخ اليمن القديم ككل يفتقر إلى المعلومات.
- وفي عام 110ق.م تم العثور على مجموعة معلومات خاصة بحمير وفي هذه الفترة بالذات كانت المملكة تعاني من مجموعة إضرابات.
- وذلك بسبب ظهور إقبال الإقطاعين الذين عملوا على إضعاف السلطة المركزية في سبأ آنذاك، وهو الأمر الذي جعل إقبال حمير يقومون بتحقيق مصالحهم المختلفة والتي تتعلق بطبيعة الحكم.
نظام الحكم في حمير
كان نظام الحكم في حمير ملكي وراثي، وذلك من خلال اعتماد حمير على تعاقب الملوك المتتابعة في تولي حكم المملكة، وذلك من خلال انتقال حكم المملكة من الملك لابنه عند وفاة الأب بشكل تلقائي أو تولي الابن الحكم في حالة تنحي الملك.
أهم ملوك حمير
- هناك عدد ليس بالقليل من الملوك والأمراء الذين تناوبوا على حكم حمير، ومن أهم هؤلاء الملوك الملك ذمار علي يهبر الأول وابنه الأمير ثأران الأول، وهم ملوك من سبأ، وكان لهم دور واضح في الصراعات التي دارت في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي.
- حيث أنهما كانوا مواليين لقبيلة شداد، والتي قامت بمهاجمة ونهب القصر الملكي للملكة الموجودة في العاصمة مأرب الأمر الذي جعل المملكة تتعرض لضغوط شديدة للغاية من جانب التحالف الثلاثي بين مملكة الحبشة وسبأ وحضرموت.
- كما حكم المملكة ملوك آخرون، مثل همدان يهقبض، همدان بيان، شمر يهنعم، ثأران يأوب، يأسر يهنعم الثاني، ذمار علي يهبر، أبو كرب أسعد.
الدين في مملكة حمير
- بدأت العبادات في حمير بعبادة الحيوانات، حيث قاموا بعبادة الأيل وهو حيوان أليف يتميز بوجود قرون كبيرة وصلبة من العظم، وتمر الأيام والسنوات إلى أن قاموا باعتناق الديانة اليهودية، وما يدل على ذلك هو النقوش التي تتواجد على جدران المعالم الأثرية التي قاموا بتركها في منشأتهم المختلفة.
- وكان اعتناق الديانة اليهودية بالنسبة للحميريين بمثابة باب فتح المجال أمامهم فيما بعد لاعتناق الديانة الإسلامية، وذلك عندما طلب شخص من أهل حمير مقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ثم سافر إليه في واحد أيام شهر رمضان، ومات أثناء السفر، وهنا قد أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم برخصة الإفطار عند السفر.
- ومن المعروف بأن المملكة الحميرية كان لها أثرها الواضح في الفتوحات الإسلامية المختلفة، وذلك من خلال مشاركة القبائل الحميرية في فتوحات بداية من بلاد الصين ووصولا إلى الأندلس.
اللغة التي اتبعتها حمير
- تعتبر اللغة الحميرية هي اللغة الرسمية والتي كانت سائدة في حمير، وليس هناك معرفة عن ظهور تلك اللغة من قبل المؤرخين، ولكنها لغة كانت معروفة ومنتشرة في أماكن مختلفة، وهي تعتبر أقرب في الاشتقاق من اللغة العربية.
- وذكر عدد من المؤرخين بأن اللغة الحميرية كانت لغة مستقلة بذاتها، كما أن الأحرف والأرقام التي تكونت منها هذه اللغة لم تكن لهجة فقط.
- وتعتبر اللغة الحميرية واحدة من أصل أربعة عشر لغة كانت معروفة آنذاك، ومنها اللغة العربية والسريانية والرومية، والقبطية، والبربرية، والهندية، والصينية، والأندلسية، واليونانية، والسريانية، والعبرانية.
أسباب سقوط حمير
- قيام نجاشي الحبشة بغزو لبلاد اليمن، وذلك بسبب تدخل إمبراطور الروم جستنيان من أجل أن يقوم بنجدة لنصاري نجران، الأمر الذي أدى إلى إصابة تجارة الحبشة بأضرار مختلفة مما أطر بملك الحبشة بغزو لبلاد اليمن.
- وذلك بغرض السيطرة على طرق التجارة، كما أن ملك الحبشة كانت لديه الإرادة في القضاء على منافسيه من الفرس، ونجح ملك الحبشة في السيطرة على بلاد اليمن.
- تولي أبرهة الحبشي حكم اليمن الذي حاول أن يقوم بهدم الكعبة عام الفيل 571م، وذلك بهدف تحويل الوجهة الخاصة بالمسلمين إلى كنيسة قد بناها أبرهة، وكانت واحدة من أجمل المباني والصروح الموجودة آنذاك.
- ولكنه فشل في تحويل وجهة المسلمين وقبلتهم بسبب معجزة الفيل وفي نفس العام ولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وبعد سقوط حمير قام الأحباش بحكم اليمن، ومن بعدهم قام الفرس بحكم اليمن، وذلك بعد سقوط الأحباش وانهيار حكمهم في اليمن.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13255