آخر تحديث: 15/04/2024
لمحة عامة عن آثار مملكة قتبان وتاريخها
تعد مملكة قتبان إحدى الممالك اليمنية القديمة التي عاشت في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، والتي تقع تحديدًا في دولة اليمن. سوف نعرض في هذا المقال الكثير من التفاصيل عن هذه المملكة، حيث سوف نوضح تاريخ هذه المملكة ومجتمع قتبان، وعمل أهالي هذه المملكة، فاحرص على متابعة هذا المقال على موقع مفاهيم لتتعرف الكثير حول هذه المملكة.
لمحة عامة عن مملكة قتبان
- تعد هذه المملكة واحدة من الممالك القديمة (القرن الرابع قبل الميلاد إلى حوالي 200 بعد الميلاد) التي قد عاشت في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية.
- هذه المملكة تقع تحديدا في دولة اليمن، والتي يحدها من جهة الشرق وادي بيجان، ومن جهة الغرب البحر الأحمر، ومن جهة الجنوب البحر العربي، وقد كان يفصلها عن مملكة أوسان شواطئ المحيط الهندي، وعاصمتها مدينة تمنع.
تاريخ مملكة قتبان
- اختلف الكثير من المؤرخين حول متى كانت تحديدا بداية ظهور المملكة تاريخيا وعلى الرغم من هذا الأمر، فإنه من المرجح أنه قد تم ظهور الكيان السياسي لهذه المملكة في القرن التاسع قبل الميلاد، والذي تم استمراره حتى القرن السابع قبل الميلاد، وقد عاشت هذه المملكة في هذه الفترة العديد من مراحل القوة ومراحل الضعف.
- حصلت قتبان خلال فترة الظهور لها على الكثير من الألقاب التي منها مكرب والتي تعني كلمة مقرب، وقد حظيت عهد المملكة على مكانة دينية خلال منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، وهناك من الأدلة ما يثبت صحة هذه الأقوال.
- أما المرحلة الثانية من تاريخ هذه المملكة فقد امتدت من عام 350 قبل الميلاد وحتى عام 250 قبل الميلاد، ولعل من أشهر ملوكها في هذه الفترة آنذاك شهر يجل، ويرجع سبب شهرته أنه وجد اسمه منقوشًا على أحد الجدران لتلك المملكة.
- أما العصر الذهبي لمملكة قتبان، فإنه قد بدأ من عام 350 قبل الميلاد، وحتى عام 50 قبل الميلاد، وسميت هذه الفترة بالعصر الذهبي، حيث إن كانت هذه المملكة في تلك الفترة من أبرز الممالك في البلاد، حيث أنها قد فرضت سيطرتها في ذلك الوقت على مملكتي سبأ ومعين.
- تعد تمنع هي عاصمة قتبان، والتي تعرضت في عام 50 قبل الميلاد إلى هجوم كبير أدى إلى حرقها وتدميرها بالكامل، مما أدى إلى اتخاذها من مدينة ذوي عيل التي تقع في الجزء الجنوبي من مدينة تمنع عاصمة لها بدلا من تمنع بعد تدميرها وهذا الحدث كان قبل زوالها على أنها مملكة حضرموت.
- هناك الكثير من المعابد وبعض القصور والكثير من الوثائق الكتابية والفنية التي توضح تاريخ هذه المملكة، والتي تم اكتشافها من خلال التنقيبات التي تم إجراؤها على الآثار الموجودة التي كانت في مواقع تابعة لقتبان.
اسباب قيام مملكة قتبان
هناك العديد من العوامل والأسباب التي أدت إلى قيام مملكة قتبان في شبه الجزيزة العربية، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- موقع شبه الجزيرة العربية ذات الأهمية الاقتصادية والتجارية الذي دفع العديد من القبائل إلى تكوين مملكة قتبان للسيطرة عليها.
- قبائل قتبان كانت إحدى القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية والتي كانت تريد أن تفرض سيطرتها على كافة القبائل الموجود.
- انتشار التحالفات والمصالح المشتركة بين القبائل تزامنا مع ظهور الإسلام وانتشاره.
- ظهور العديد من الشخصيات القيادية التي ساهمت في تشكيل هذه المملكة، مثل جعفر بن محمد بن النعمان.
مجتمع قتبان
- كان مجتمع قتبان يتكون من عدد من الشرائح، والتي كانت تضم الأسرة المالكة، ثم رجال الدولة، ثم رجال الدين والتابعية، وأخيرًا عامة الناس.
- كان سكان هذه المملكة من عبدة الكواكب والظواهر الطبيعية، وقد كان القمر هو من أبرز تلك الإلهة التي كانوا يدينون بها، والذي كان يطلق عندهم اسم عم، كما أنهم قاموا بنسب أنفسهم إلى ذلك الآله، في حين أنهم قاموا باتخاذ الشمس آلهة يرمز إلى الأنثى بالنسبة لهم، وقاموا بإطلاق عليها العديد من الأسماء ذات صنتم وذات ظهران واسم عثتر.
- كان معظم أهالي هذه المملكة يعملون في التجارة، مثل بقية الممالك الأخرى التي كانت توجد في اليمن، ولكنهم اعتمدوا في المقام الأول على البخور في التجارة الخاصة بهم، وأنواع من التوابل واللبان المر، ويعد هذا النوع من التجارة هو ذلك النوع الذي كان سائدًا في أغلب الممالك القديمة.
عمل أهالي قتبان
- اشتهر سكان هذه المملكة بالعمل في العمارة، حيث أنهم كانوا يعتمدون في عملهم على إنشاء المدن وتشييد الطرق، وذلك من أجل تيسير عملية سير القوافل التجارية التي كانت تحمل بضائع التجارة الخاصة بهم، كما أن بعض من سكانها قد اشتهروا في العديد من الحرف اليدوية.
- فقد قاموا بصناعة الكثير من أنواع التماثيل، وقد عرفوا سكان هذه المملكة بصك العملات من خلال استخدام معدني الذهب والفضة، والتي كانت هذه العملات المصنوعة تحمل اسم القصر الملكي المسمى حريب.
آثار مملكة قتبان
- أكدت مصادر من مدينة عدن اليمنية أن هناك بعثة إيطالية فرنسية، قد قامت بالاشتراك معا من أجل التنقيب عن الآثار في هذه المملكة، وقد توصلت هذه البعثة إلى اكتشافات مهمة أثناء التنقيب، وهذه البعثة قد استغرقت حوالي شهر في إنجاز تلك المهمة، وقد أدى ذلك إلى اكتشافات هامة.
- حيث تم إضافة قيمة تاريخية وحضارة ممتازة لتلك المملكة القديمة والتي كانت في الفترة ما بين القرن الخامس قبل الميلاد، واستمرت حتى القرن الأول الميلادي.
وقد ذكرت المصادر أن هذه الاكتشافات كانت عبارة عن:
- اكتشاف عدة منازل تمثل في هيكلها البنائي أهم حضارة من الحضارات التي قامت في جنوب شبه الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام.
- كما أن هذه البعثة قد قامت بإظهار تلك الحفريات، كما صورت ضخامة الأحجار وأنواع المواد التي تم استخدامها في تشييد هذه المنازل، بالإضافة إلى ذكر اسم الشخصيات الذين قاموا بالبناء فضلا عن تحديد اسم الملك الذي تم تأسيس هذه المنازل في عهده.
- وقد قام أعضاء هذه البعثة بالتنقيب والحفر في المنطقة التي تقع بالقرب من الساحة الواسعة بجوار السوق التجاري لمملكة قتبان، وهذه المنطقة كانت تضم خمس مباني تم تشييدها على أساسات مكونة من الأحجار الضخمة، ثم تم وضع على هذه الأحجار طبقة أو طبقتين من الخشب والطوب اللبن.
- وقد أشارت هذه البعثة أثناء عملها على التقنية المعمارية التي تم الاعتماد عليها في بناء هذه المنازل ليس في الأساس فقط، وإنما التقنية المعمارية التي تم استخدامها في الطابق الأول.
- حيث أنهم أشاروا إلى أنه قد وجد أثناء الاكتشاف بقايا أعمدة خشبية على سطح الجدران، والتي كان يعتقد أنها كانت مستخدمة لضبط الجدران التي تم إنشائها من الطوب اللبن، مما يدل على تميز هذه المملكة القديمة بفن العمارة.
تعد مملكة قتبان اليمنية إحدى الممالك القديمة والتي كان لها تاريخ متأرجح بين القوة والضعف إلى أن قامت بالسيطرة على مملكتي سبأ ومعين، مما جعلها تعيش بعد ذلك في ظل العصر الذهبي لها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13253
تم النسخ
لم يتم النسخ