كتابة :
آخر تحديث: 22/03/2022

من هو حلاق الرسول صلى الله عليه وسلم؟

من هو حلاق الرسول، يعد هذا السؤال من الأسئلة التي يسألها الكثير من المسلمين، فلذلك سوف نتحدث في موقع مفاهيم عمن هو حلاق الرسول، وخصوصًا من تعلقت قلوبهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أحب إنسان وتعلق به يسأل عن كل تفاصيل حياته، وها هو سيد البشر الذي لا مثيل له، وهو أرسل رحمة للعالمين، وتمتع بالكثير من الصفات الجميلة ولقب بالصادق الأمين، فدعونا من خلال هذا المقال نجيب على هذا السؤال حتى تعم الفائدة.
من هو حلاق الرسول صلى الله عليه وسلم؟

من هو حلاق الرسول

تتخلص إجابة هذا السؤال في عدة نقاط كالآتي:

  • يعد الصحابي الجليل الأنصاري أبو لبابة بن عبد المنذر هو حلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • كذلك يعد لبابة بن عبد المنذر من خيرة الصحابة التي كانت مع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في جميع المعارك والوقائع والغزوات ما عدا غزوة تبوك.
  • فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أرجع هذا الصحابي الجليل من غزوة بدر وسويق، وولاه أميرًا على المدينة المنورة.

أبو لبابة بن عبد المنذر

هذا الصحابي الجليل يجب أن نتعرف عليه أكثر، حتى نتعلم منه بعض الأشياء، فمن واجبنا نحن المسلمين أن نتعرف على سير الأنبياء والصحابة حتى نقتدي بهم في حياتنا.

فكما وضحنا من قبل أنه شارك الرسول في جميع الغزوات ما عدا تبوك، فقد ندم على ذلك ندمًا شديدًا بسبب تخلفه عن هذه المعركة.

بل وأكثر من ذلك أن هذا الصحابي استمر على مشاركته في المعارك التي يقودها المسلمين لأجل الفتوحات الإسلامية حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

فقام بالانضمام بجيش كان قائده خالد بن الوليد، وذهب معه لأجل مقاتلة مسيلمة الكذاب، بل وذهب إلى العراق والشام وفلسطين والكثير من المعارك.

والجدير أن أبو لبابة قد توفي في زمن خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وكان عمره حينئذ 80 عامًا.

توبة أبو لبابة

تتلخص توبة الصحابي أبو لبابة كالآتي:

  • عندما حاصر المسلمين يهود بني قريظة، فأرادوا أن يتكلموا مع أحد المسلمين، وبالفعل كان أبو لبابة من تكلم معهم، فعندما ذهب إليهم وشاهد حالهم رق قلبه.
  • وقال لهم إن المسلمين سوف يذبحونكم إذا لم تستسلموا لحكمهم، ولكن علم أن هذا الفعل قد يكون خيانة للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين كذلك.
  • فعندما علم بأنه خان بذلك الفعل النبي فلم يرجع إلى الرسول، وذهب إلى المسجد النبوي، فقام بربط نفسه بسارية المسجد، وأقسم على نفسه أن لا يحله أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف لا يدخل أرض بني قريظة نهائيًا.
  • فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بما فعله أبو لبابة قال: "أما إنه لو جاءني لاستغفرت له، أما إذ قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه".
  • وقد وضح ابن هشام في سيرته وكذلك البيهقي في سننه أن أبو لبابة ظل رابط نفسه لمدة 6 ليالٍ، وكانت زوجته تفكه عندما يحين وقت الصلوات، وبعدما ينتهي من أداء الصلاة تربطه مرة أخرى، وقد الله هذا الصحابي الجليل: "لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله علي مما صنعت".
  • وكذلك قالت أم سلمة: فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم من السَحَر وهو يضحك، فقلت: مم تضحك يا رسول الله - أضحك الله سنك -؟، قال: (تيب على أبي لبابة، قالت: قلت: أفلا أبشره يا رسول الله؟ قال: بلى إن شئت)، فقامت على باب حجرتها وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب، فقالت: يا أبا لبابة، أبشر فقد تاب الله عليك قالت: فثار الناس ليطلقوه، فقال: لا والله حتى يكون رسول الله هو الذي يطلقني بيده، فلما مر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجًا إلى صلاة الصبح أطلقه.
  • وقد أنزل الله تعالى في أبي لبابة - رضي الله عنه - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (الأنفال: 27).
  • وأيضًا نزل في توبته قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التوبة: 102).

دروس وعبر قصة أبي لبابة

  • هذه القصة نستنتج منها حب الصحابة رضوان الله عليهم لبعضهم.
  • كما أنه يدل هذا على عظم مقام التوبة والفرح بها، فالتوبة يقصد بها الإنابة والندم والعودة إلى كنف ورضوان الله سبحانه، فالتوبة باب عظيم وطريق موصل إلى جنة الرحمن.
  • أيضًا فرح الرسول صلى الله عليه وسلم بتوبة الصحابي أبو لبابة بل والصحابة أيضًا.
  • كذلك أسرعت أم المؤمنين أم سلمة وقامت بتهنئته، فقد بشرته بأن الله تعالى قد قبل توبته.

معاملة الرسول مع الصحابة

وردت عدة أحاديث تبين لنا حسن معاملة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم مع الصحابة وهي كما يلي:

  • قال عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه-: (أنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يُكْثرُ الذِّكرَ، ويُقلُّ اللَّغوَ، ويطيلُ الصَّلاةَ، ويقصِّرُ الخطبةَ، ولا يأنَفُ أن يمشيَ معَ الأرمَلةِ والمسكينِ، فيَقضيَ لَهُ الحاجةَ).
  • قال جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: (ما حَجَبَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إلَّا تَبَسَّمَ في وَجْهِي).
  • قال أبو هريرة رضي الله عنه: (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بينَ ظهرَيْ أصحابِه، فيجيءُ الغريبُ، فلا يدري أيُّهم هو، حتى يسألَ).
  • مزاحه مع أخو أنس رضي الله عنه، فقد جاء عن أنس أنه قال: (كان لي أخٌ صغيرٌ، وكان له نُغَرٌ يَلعَبُ به، فمات، فدخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يَومٍ فرآه حزينًا، فقال: ما شأنُ أبي عُمَيرٍ حزينًا؟ فقالوا: مات نُغَرُه الذي كان يَلعَبُ به يا رسولَ اللهِ، فقال: يا أبا عُمَيْر، ما فَعَلَ النُّغَيْر؟ أبا عُمَيْر، ما فَعَلَ النُّغَيْر؟)
  • حرصه على تفقد أصحابه، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ افْتَقَدَ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ لكَ عِلْمَهُ، فأتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا في بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقالَ: ما شَأْنُكَ؟ فَقالَ: شَرٌّ، كانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وهو مِن أَهْلِ النَّارِ، فأتَى الرَّجُلُ فأخْبَرَهُ أنَّهُ قالَ كَذَا وكَذَا، فَقالَ مُوسَى بنُ أَنَسٍ: فَرَجَعَ المَرَّةَ الآخِرَةَ ببِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقالَ: اذْهَبْ إلَيْهِ، فَقُلْ له: إنَّكَ لَسْتَ مِن أَهْلِ النَّارِ، ولَكِنْ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ).
  • قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كان إذا لقيَهُ أحدٌ مِنْ أصحابِهِ فقام معه، قام معه فلم ينصرِفْ حتى يكونَ الرجُلُ هو الذي ينصرِفُ عنه، وإذا لقِيَهُ أحدٌ من أصحابِهِ فتناول يَدَهُ ناوَلَهُ إيَّاها فَلَمْ ينزِعْ يَدَهُ منه حتى يكونَ الرَّجُلُ هوَ الذي ينزِعُ يدَهُ منه، وَإذا لقِيَ أحدًا مِنْ أصحابِهِ فتناول أُذُنَهُ، ناولَهُ إيَّاها، ثُمَّ لم ينزِعْها حتى يكونَ الرَّجُلُ هو الذي ينزِعُها عنه).

صفات الصحابة رضي الله عنهم

الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم تمتعوا بالكثير من الصفات العظيمة وهي الآتي:

  • الصحاب ضربوا مثالًا عظيمًا في البذل والعطاء لأجل نصرة الدين الإسلامي وإعلاء كلمة الله.
  • كذلك إنهم كانوا يؤثرون إخوانهم على أنفسهم، والمثال الذي يدل على ذلك عندما أتى المهاجرين إلى المدينة فالأنصار استقبلوهم أحسن استقبالًا، وفعلوا الكثير مع المهاجرين وهذا يدل على محبتهم لبعض.
  • كما أنهم ضحوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الدعوة الإسلامية، ورفع راية الإسلام، فهناك الكثير من البطولات التاريخية التي توضح لنا فضلهم وتضحياتهم لأجل رفعة الدين.

وبهذا القدر نكون قد أجبنا عن سؤال من هو حلاق الرسول، ووضحنا أيضًا قصة توبة أبو لبابة رضي الله عنه وما المستفاد من هذه القصة، وختامًا وضحنا معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة، والصفات التي تمتع الصحابة بها، فنأمل أن ينال رضاءكم وإعجابكم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ