آخر تحديث: 21/10/2023
كيفية تعامل الرسول مع الاطفال؟
إذا أراد الآباء أن يتعلموا كيفية التفاهم والتواصل مع أبناءهم فإنه من الضروري أن يقرئوا في تعامل الرسول مع الاطفال، لكي يعتبروه قدوةً لهم ومثلاً يُحتذى به في التربية السليمة. توجد مئات الكتب التي تحكي عن تعامل الرسول مع الاطفال، والتي تم فيها سرد الكثير من الأمثلة الواقعية من حياة الرسول، ومن خلال سطور هذا المقال في موقعكم مفاهيم سوف نقدم لكم مجموعة من القصص التي توضح رأفة الرسول في تعامله مع الأطفال.
خلق الرسول صلى الله عليه وسلم مع الاطفال
لن تكفي السطور في وصف أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو قدوة المسلمين في الأرض وقد اصطفاه الله عز وجل لكي يحمل الرسالة النبوية للبشر أجمعين سواء الإنس والجن، إذا تحدثنا عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم في الحرب:
- فسنجد أنه قائد عادل يأخذ بمشورة أصدقائه في كل شيء، ومن أجلّ الأمثلة على ذلك: عندما أشار عليه الصحابي الحباب بن المنذر في غزوة بدر بضرورة تغيير الموقع الذي سيتمركز به جيش المسلمين، فحينها وافق الرسول على رأي الحباب وعمل به.
وإذا تطرقنا للحديث عن أخلاقه مع زوجاته أمهات المؤمنين فسنجد :
- أنه ضرب لنا أفضل الأمثلة في الرأفة بالزوجة وإظهار الود والمحبة، ذات يوم سأله سيدنا عمر بن الخطاب عن من أحب الناس إليه، فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: عائشة، فلم يخجل النبي صلى الله عليه وسلم من إظهار حبه للسيدة عائشة - رضي الله عنها – وهو رسول الله وصفوة خلقه.
وإذا أردنا أن نتحدث عن تعامل الرسول مع الصغار فسنجد:
- أنه خير مثال على تربية الأبناء تربية سوية، حيث إنه دائمًا ما كان يفيض على الأطفال بعطفه وحنانه.
تعامل النبي مع الاطفال
- على الرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان منشغلاً دائمًا بأمر الرسالة النبوية والتبليغ ومحاولة إقناع الناس بدين الإسلام إلا إنه كان في الوقت ذاته يداعب الأطفال ويلاطفهم وهو خير خلق الله وأطهرهم.
- لم يُذكر في أي كتاب من كتب السيرة أن رسول الله قد عامل أي طفل بقسوة، بل إنه كان إذا رأى أي شخص يقسو على أطفاله فكان يغضب لذلك ويذّكره بتقوى الله وبضرورة الإحسان إلى الأطفال فهم حاملين لواء الإسلام في المستقبل ويلزم أن يكونوا أسوياء.
- كما أن الرسول كان دائمًا يحذر الآباء من خطر الكذب على الأطفال وذلك لأن أخلاق الأبناء تعتمد كل الاعتماد على ما يرونه من آباءهم، فإذا كان الأب كاذب فكيف ينشأ الطفل على الصدق!!
دروس مكتسبة من تعامل الرسول مع الاطفال
من أهم الدروس التي نكتسبها من تعامل الرسول مع الاطفال هي:
1. ضرورة العدل في التعامل مع جميع الأبناء وعدم التفريق بينهم
- وذات يوم رأى الرسول رجلاً يُعطي أحد أبناءه مالاً لكنه لم يعطِ أبناءه الآخرين مثله، فسأله الرسول قائلاً: أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا، قال: "اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم"، ومعنى ذلك أن العدل بين الأبناء من تقوى الله عز وجل.
2. ضرورة إظهار الود والمحبة وعدم الخجل
- فإننا نلاحظ الآن أن الأطفال الذين يعانون من المشاكل والاضطرابات النفسية هم هؤلاء الذين لم يشعروا بالدفء بداخل أسرتهم، ولم يتلقوا أي جملة تشجيع من والديهم لذا يصبحوا ذوي شخصيات ضعيفة.
3. ضرورة الإنصات لمشاكل الأبناء
- حتى وإن كانت بلا قيمة من وجهة نظركم، فلا تستصغروهم أبدًا ولا تشعروهم بمدى بساطة مشاكلهم، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ذهب يومًا ما لكي يواسي طفلاً فقدَ عصفوره، أي خُلقٍ هذا وأي رحمةٍ تلك!
مواقف وقصص تعامل الرسول مع الاطفال
من أهم المواقف التي تبرز قيمة الأطفال ومكانتهم عند الرسول والدين الإسلامي الأتي:
- عندما كان واحدًا من الصحابة يُرزق بمولود جديد فقد كان يأتي به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كي يقوم بالدعاء له بأن ينبته الله نباتًا حسنًا وأن يبارك فيه، وحينها كان الرسول يحمل هؤلاء الصغار ويقبّلهم ويلاطفهم، ولم تمنعه أمور الدعوة من فعل ذلك أبدًا.
- من أهم المواقف التي لا تُنسى أبدًا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى غلام يهودي قد علم بنبأ مرضه، لكن الرسول قد أشفق على هذا الغلام من أن يموت وهو على الشرك، فقال له: "أسلم، فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم، ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار"، فهذا دليل على مدى عنايته بالأطفال.
- أكد النبي دومًا على ضرورة إعطاء الطفل حقه فهو شأنه في ذلك شأن الكبار، ولا يصح أن نستهين بحقوق الأطفال، وخير مثال على ذلك: أنه عندما جاء النبي بشراب فشرب منه وكان يجلس بجواره طفلاً ومن الناحية الأخرى شيوخًا، فأراد النبي أن يستأذن الطفل كي يعطي الشراب للشيوخ لكن الطفل أبى، وحينها لم يستهين الرسول بحق الطفل بل أعطاه هو الشراب أولاً.
تعامل النبي مع أحفاده
تحكي كتب السيرة أمثلة لا حصر لها من رأفته صلى الله عليه وسلم بأحفاده وتعامله الحنون معهم، ومن أروع الأمثلة على ذلك الأتي:
- أنه ذات يوم كان الرسول يصلي بالصحابة في المسجد وكان معه الحسن أو الحسين وعندما سجد صعد الصبي على ظهر جده النبي صلى الله عليه وسلم، فاضطر النبي إلى إطالة السجود حتى ظن الصحابة أن النبي قد أوحي إليه أثناء السجود، وبعد أن فرغوا من الصلاة سألوا النبي عن سبب الإطالة، فرد عليهم قائلاً: "إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".
- وتحكي السيدة فاطمة ابنة رسول الله أن النبي كان يذهب إليها باستمرار كي يجلس مع الحسن والحسين ويلاعبهم، وذات يوم ذهب إليها وسأل عن الحسن ولما أتاه ظل يعانقه ويقبله ثم دعا له وقال: "اللهم أحبه وأحب مَن يحبه".
مواقف تدل على إكرام النبي للفتيات
- على الرغم من أن الناس في زمن الجاهلية كانوا يعاملون البنات أسوأ معاملة إلا أن الرسول كان ينادي دائمًا بضرورة إكرام الفتيات وعدم الإساءة لهن.
- بل إنه أيضًا جعل إكرام الأب لبناته شرطًا من شروط دخول الجنة فقال صلى الله عليه وسلم: "من عال ابنتين أو ثلاث بنات، أو أختين أو ثلاث أخوات، حتى يمتن أو يموت عنهن، كنت أنا وهو كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى".
- يُحكى أن الرسول كان يصلي ذات يوم في المسجد وكانت معه حفيدته أمامه بنت أبي العاص التي كثيرًا ما كان يأخذها معه إلى المسجد خاصةً بعد وفاة أمها التي تعتبر ابنة الرسول السيدة زينب، ولاحظ الصحابة أن الرسول كان يحمل حفيدته أمامه عندما يقوم ويضعها أثناء السجود.
- وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة الرفق بالفتيات والإحسان إليهن وتلبية حاجتهن وعدم القسوة عليهن لأنهن خلقن من ضلعٍ أعوج، حيث قال: "لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات".
وبذلك نكون قد انتهينا من الحديث عن كيفية تعامل الرسول مع الاطفال وذكرنا أيضًا الكثير من الأمثلة على ذلك، نرجو أن يكون المقال قد نال إعجابكم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_11030
تم النسخ
لم يتم النسخ