موضوع عن هواية أحبها، وكيفية توظيفها بالشكل الصحيح
موضوع عن هواية أحبها
في البداية دائماً نؤكد على أن كل إنسان يعتبر معجزة كبيرة لا تتكرر، وأن كل إنسان له رسالته في الحياة التي خلقه الله من أجلها، وأن رحلة الإنسان في تلك الحياة تتلخص في الكشف عن تلك الرسالة والسعي لتحقيقها، ويمكن اكتشاف هذه الهواية من خلال الآتي:
- لكل إنسان له مقدرة على التبصر داخل نفسه ومراجعة نفسه بصدق وعمق للكشف عن الجوانب التي يشعر فيها بأنها تعتبر من مكامن قوته التي يجب عليه تنميتها.
- فهناك من يشعر أن مكامن قوته تكمن في صوته الجميل وهناك من يشعر أن مكامن قوته تكمن في عضلاته المفتولة وجسده المتناسق ولعب رياضة معينة، وهناك من يرى أن قدراته في التجارة والتسوق وغيرها من المجالات.
- ولكن هناك عقبات قد يجدها الإنسان في حياته تمنعه من الوصول لتلك المفاتيح، تلك العقبات قد تكون في البيئة المحيطة، وقد تكون في أسلوب التعليم، وقد تكون في ثقافة المجتمع.
البيئة المحيطة ودورها في كشف المواهب
هناك بعض البيئات التي لا تعترف ببعض المواهب، وبمعنى أدق لا تمثل تلك الموهبة نفع في تلك البيئة، فإذا ما سافر صاحب الموهبة لمكان آخر وجدت الموهبة البيئة المناسبة للكشف عنها واستغلالها على الوجه الأمثل، فهناك قصة مفيدة جداً توضح تلك الفكرة بشكل جيد، وهي:
- أن رجلاً طلب من حفيده أن يذهب بساعة قديمة إلى السوق ليبيعها، فذهب الطفل في البداية إلى محل بيع الساعات الجديدة الذي قال صاحبه للطفل أن تلك الساعة قديمة جداً ولن يجد من يشتريها لأن هناك ساعات كثيرة أحدث منها.
- ولكن عندما ذهب الطفل إلى تاجر تحف وأنتيكات قرر التاجر أن يشتري الساعة بثمن مرتفع للغاية، حيث وجد أن الساعة القديمة تعتبر نادرة الوجود وقد تكون الوحيدة من نوعها الباقية حتى الآن، وأنه حين يعرضها في مزاد علني ستجني الكثير من الأموال.
- وهنا نجد أن الساعة عند تاجر الساعات الحديثة لم يقدر الساعة قدرها الحقيقي، ولكن عندما غيرنا مكان البيع، أصبحت عوامل التقييم مختلفة تماماً حيث أصبحت الساعة عالية الثمن لأنها وجدت نفسها في المكان الصحيح.
- كذلك الموهبة حين توجد في البيئة الغير مناسبة مثل وجود طفل موهوب في العلوم الفيزيائية في دولة فقيرة لا تجد الإمكانيات الكافية لاستثمار الموهبة في تلك العلوم.
- أو أن أهل تلك البلدة يعتمدون في الأساس على الزراعة كمصدر دخل أساسي، ولا يعتدون بالمواهب العلمية الأخرى لعدم جدواها الاقتصادية لديهم، حينها قد ينظرون للموهوب في مجال الفيزياء على أنه عالة يجب التخلص منها وليس استغلالها.
تخلص من المشاعر السلبية عند رؤية نفسك
- نعم يا صديقي بداية الطريق دائماً في التخلص من الأحكام السلبية التي قيدت بها نفسك وقيدك بها مجتمعك من البداية، فالتجربة خير دليل، وعليك أن تستمر في السعي لتجريب نفسك في مجالات عديدة حتى تجد نفسك في المجال الذي تشعر فيه بذاتك.
- إن الكشف عن هواية تحبها وتحبك أمر يستحق السعي المستمر، فلا تتسرع بالحكم على نفسك بأحكام سلبية من خطوات إخفاقك الأولى، ولكن عليك أن تصبر على نفسك حتى تصل للنتائج الحقيقية الواقعية عن نفسك.
- ويمكنك استشارة أهل العلم في المجال الذي تشعر فيه بأنك صاحب موهبة، وهنا نؤكد على كلمة أهل العلم، فلا تكتفي برأي واحد، بل اسأل الكثير من أهل العلم حتى تصل لمعلومات متنوعة يمكنك الاختيار من بينها.
تأثير الثقافة السائدة في المجتمع على الموهبة
- فهناك بعض المجتمعات التي لا تعترف بهوايات ومواهب معينة، مثل وجود موهبة في الغناء في مجتمع لا يسمع بالغناء، أو وجود موهبة للعب رياضة معينة لا تنتشر في منطقة معينة.
- حينها يشعر المرء بالغربة في مكانه حين يجد أن مجتمعه لا يعترف بموهبته، حينها قد يفكر في الهجرة من المجتمع الذي لا يشعر بقيمة موهبته.
- وقد يتخذ صاحب الموهبة حلاً وسطاً بأن يختار من المجالات المسموح بها في المجتمع ما يناسب موهبته، مثل استغلال الصوت الجميل في الأناشيد الدينية.
كيفية استغلال تعدد مواهبك؟
وهنا نجد أن صاحب الموهبة لا يتردد في استغلال أي من مواهبه حين يجد أن الوقت لم يعد مناسباً لممارسة هوايته القديمة فتجده يتسم بمرونة التفكير فيمارس هواية جديدة مختلفة تناسب التطورات الجديدة، ويمكن استغلال تعدد المواهب على النحو الآتي:
- وهنا نجد صاحب المواهب المتعددة واثقاً من نفسه غير مكترث أو نادم على التوقف عن ممارسة هوايته القديمة، حيث أنه يدرك جيداً أنه ضحى بهواية قديمة من أجل أهداف عظيمة وأنه في المقابل استثمر نفسه في هوايات أخرى تناسب الوقت الجديد.
- إن المرونة في التفكير في تلك الحالة واختيار المناسب من الهوايات حسب السن والعمر والمستوى العلمي والمادي له دور كبير في استمرار شعور الإنسان بالشغف والحيوية الفكرية والإنسانية على كافة مراحل الإنسان العمرية.
- فهناك من يعتقد أن مناقشة موضوع عن الهواية التي يحبها الإنسان يهتم به فقط تلاميذ المدارس، أو يهتم به فقط الشباب في ريعان شبابهم، وأن الكبار في السن أو أصحاب السن الأربعيني أو الخمسيني لا يفكرون إلا في متطلبات العيش والعمل المتواصل من أجل توفير متطلبات الحياة لأسرهم.
- ولكن الحقيقة أن الهواية الجميلة والشعور بالسعادة في ممارستها لا تتعلق بسن معين ولا بمرحلة عمرية معينة، فالسعادة لا تتعلق بسن معين، ولكن تتعلق بسلوك الإنسان في أي مرحلة عمرية وفي أي سن، فسلوك الإنسان المرن في التعامل مع متطلبات الحياة تجعله قدراً على اختيار المواهب التي تناسب كل مرحلة دون أن يتخلى عن موهبته في أي مرحلة.
- لهذا يجب عليك عزيزي القارئ أن تتمسك بالأمل في الكشف عن هوايتك واستغلالها مهما كانت المعوقات التي قابلتك في سبيل ممارستك لهوايتك النافعة التي وجدت شغفك بها، فتلك الحالة من الفرحة هي الوقود الذي يساعدك على تجاوز اللحظات الصعبة في حياتك.
- وإياك ثم إياك ثم إياك من الشعور بأي يأس أو إحباط، فلا يأس من رحمة الله، والموهبة التي أودعها الله فيك قادرة على الظهور في أي وقت متى شعرت باليقين من ذاتك ومن ربك.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16075