نعمة العقل وأهميتها وأثرها على الإنسان
نعمة العقل وأهميتها وأثرها على الإنسان
ترجع أهمية العقل وأثرها على الإنسان من خلال الأتي:
- نعمة العقل من النعم الكبرى التي يجب أن يحفظ الإنسان لنفسه حق رعايتها والاهتمام بها، لذلك كان تناول ما يغيب الوعي والعقل هو في الحقيقة من الأشياء المحرمة في معظم الأديان السماوية، وذلك لأن العقل هو مناط التكليف، وأساس أي مهمة يقوم بها الإنسان.
- فالإنسان الغير راشد والغير عاقل لا تكليف عليه، ولا عمل يطلب منه، فالعقل أساس كل تكليف ديني أو دنيوي، وسواء كان التكليف عام يخص المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان أو ذاتي يخص الإنسان وحده.
- ولنا أن نتخيل إنساناً لا يملك الرشد والعقل والوعي ويكلف بمهام مختلفة، هل يحقق النجاح في تلك المهام، أكيد تزيد احتمالات الفشل لما يفوق التسعة التسعون في المائة، ذلك لأن العقل هو أساس أي عمل يقوم به الإنسان.
النصر كان للإنسان على كافة الكائنات بالعقل
يمكننا التعرف على أهمية العقل في مساعدة الإنسان على اكتشاف العالم الخارجي :
- خلق الإنسان في بيئة غريبة لا يملك فيها ما يحميه من أشعة الشمس ولا من فتك الحيوانات المفترسة، ولا من عوامل الطبيعة مثل الزلازل والبراكين.
- وعندما دخل الإنسان تلك البيئة الغريبة دخل في رحلة من التجربة والملاحظة والتجريب مرة أخرى حتى وصل لبعض المعلومات البدائية التي مكنته من استخدامها ضد تلك العوامل التي تقف أمامه.
- فعرف أن ورق الشجر يمكنه أن يشتعل إذا ما تعرض لأشعة الشمس الحارقة، وتعرف على النار وأثرها الحارق على كل الكائنات.
- وتعرف على الشجر وخشب الشجر الذي يمكنه من خلال إعادة تصنيعه بشكل بسيط أن يصنع لنفسه بيتاً يحتمي فيه من الحيوانات المختلفة.
هل تعرض الحيوانات لنفس التجارب يسلمها لنفس النجاح؟
والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة لكي نعرف الفرق بين من يملك العقل وبين من لا يملك العقل من باقي الكائنات، هل إذا ما وضعنا كلباً أو أسداً في نفس الظروف، هل كان سيتعلم بناء البيوت أو إشعال النيران بشكل من الأشكال؟
- الإجابة بكل ثقة، بأن الحيوان لن يعيش إلا بالأساليب البدائية التي يعرفها، فالحيوانات أوحى له الله بطريقة عيشها، ولكنها لا تملك تطويرها بشكل يغاير ذلك الوحي.
- فالأسد يفترس ضحيته بنفس الطريقة من مئات السنين، لم نر أسداً يستخدم سلاحاً نارياً لصيد ضحيته، والقرد يتسلق الأشجار بنفس الطريقة من مئات السنين، لم نر قرداً يصنع سلماً لكي يتسلق الأشجار بشكل مختلف.
- لكن الإنسان عندما نضعه في نفس المهام، سنجده يفكر، يجرب، يدرس، يجمع الأجزاء المتباعدة ليصنع نموذجاً جديداً للحياة.
نعمة العقل تحتاج لرعاية وتعلم
نعم عزيزي القارئ، فنعمة العقل تحتاج إلى تمكن ورعاية من خلال القيام بالأتي:
- الدخول في تجارب مختلفة في الحياة وجمع ملاحظات بشكل دائم ومستمر حتى يتمكن الإنسان من استغلاله بشكل صحيح.
- فالعقل الذي لا ينموا بالتجارب والأحداث الجديدة، هو في الحقيقة عقل يضيع الكثير من الفرص الصالحة التي من الممكن أن تحقق الفارق المهم في الحياة.
- ولا يمكن لأي عقل أن يتعلم بدون التعرض لتجارب الحياة، فلا يمكن لأي إنسان أن يتعلم وهو ساكناً في مكانه، أو أن يكتفي بقراءة كل كتب الدنيا، فستأتي لحظة يحتاج فيها الإنسان لتطبيق تلك المبادئ التي تعلمها في الكتب على أرض الواقع.
أهمية التجربة في حياة الإنسان
ويعاني البعض من الخوف من التجربة، ويعتبر البقاء في دائرة الأمان هو الأفضل لأي إنسان، ولكن ذلك المفهوم يحتاج لنقاش يوضح آثاره الجانبية على الإنسان وذلك من خلال :
- فدائرة الأمان التي يحلم بها الإنسان لا يمكن أن تظل بنفس المواصفات مدى الحياة، فالحياة متغيرة في كل شيء، متغيرة اقتصادياً واجتماعياً ومادياً.
- ذلك التغير الذي يجعل دائرة الأمان التي كان يعيش فيها في زمن معين، لا تناسب زمن آخر به موصفات متغيرة عن سابقتها.
- لذلك يجب على الإنسان أن يشجع نفسه دائماً للدخول في تجارب جديدة، وذلك لأن التجارب والتعلم منها هو السبيل الأمثل للوصول للمعلومات الصحيحة بشكل سليم.
رعاية نعمة العقل يرضى الله عز وجل
لقد حث الدين الإسلامي الحنيف على رعاية العقل وحمايته من كل شر، بل وجعله الأساس في التعبد والوصول للأحكام الشرعية، فمن لا عقل له لا تكليف عليه، كما أن رعاية العقل له صور كثيرة في أحكام الدين الإسلامي، ومن أهم صورها الأتي:
- فقد حرم الدين الإسلامي تناول كل ما يغيب العقل ويسبب له الضرر، مثل تناول الخمور والمسكرات، فجعل تناول تلك المشروبات محرماً ويستوجب التوبة وعدم الرجوع إليه.
- كما من شروط الصلاة التي يقوم بها المسلم أن يكون واعياً وعاقلاً، بل أن السهو في الصلاة من الأمور التي حذر منها الدين الحنيف، فكان حضور العقل واجباً في كل أوقات الصلاة، وذلك لما للعقل من أهمية في فهم خطوات الصلاة.
- حث الدين الحنيف على التدبر والتعقل في كثير من الآيات والأحاديث النبوية، وأمر بالنظر في السموات والأرض والجبال وتأمل حسن صنع الخالق بهم، وكيف أن الإنسان لا يستطيع أن يخلق ذبابة واحدة.
هل للعقل حدود وقدرات لا يتعداها؟
هناك من آمن بقدرة العقل وجعله مقياساً لكل شيء، ورفض كل شيء لا يقبله العقل، ولكن الحقيقة أن العقل مثله مثل كل الحواس له قدرات لا يتعداها، ويتمثل ذلك في :
- أي إنسان له مقدرة محددة على النظر لا يتعداها بالنظر بأبعد مما يستطيع، وله قدرة على التحمل في الحمل، فلا يتعداها بحمل ما لا يطيق.
- كذلك العقل، فإنه غير مجهز لتفسير كل القضايا التي تعرض عليه، ولكن هناك بعض الأمور نحتاج فيها للخالق سبحانه وتعالى ليخبرنا بها ونسلم بوجودها حتى وإن لم نرها بعقولنا وأعيننا.
- فحين يخبرنا الله بوجود الملائكة، وحين يخبرنا الله بوجود الجنة والنار، وحين يخبرنا الله بمعلومات غيبية، فإننا لا نحكم بها العقل، ولكن نصدق الله فيما أخبر به، حتى وإن لم نرى ذلك بأعيننا رأي العين.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9650