كتابة :
آخر تحديث: 29/09/2021

الفرق بين الريف والمدينة في المجتمعات العربية

عند التحدث عن الفرق بين الريف والمدينة يتّفق اللغويّون أو علماء اللغة والمتخصّصون على تعريفٍ واحدٍ لمفهوم المدينة، ويمكن أن يقولون - من المُنطلقٍ العام - إنّ المدن هي تعتبر تَجمّعاتٍ مستقرّةٍ ومُنظّمة بدرجةٍ عاليةٍ للبشر.
عند تناول الفَرق بين الريف والمدينة سنجد أن المدينة يُقيمون فيها بصورةٍ دائمة، وبعض الأوقات ما تكونُ أكبر حجماً وأكثر سُكّاناً وأهميّةً من البلدات.
الفرق بين الريف والمدينة في المجتمعات العربية

تكوين المدن وسكانها

تُوجد الكثير من التّعاريف القانونيَّة للمدن عند ذكر الفرق بين الريف والمدينة؛ فالمدينة هي:

  • تعد من إحدى التقسيمات الإدارية الأساسيّة في الدولة، ولذلك فإنَّ القَوانين والتّشريعات تحتاجُ لوضع أُسسٍ واضحةٍ للتمييز بين المدن والقرى أو المُحافظة.
  • ولكن هذه التشريعات خاصَّة بكلّ دولة، ولا يُوجد اتّفاق في العالم كله عليها. تُعتبر المدن هي مراكز للسَّكن دائمة نسبيّاً، فهي تظلُّ قائمةً لفتراتٍ طويلة من الزمن ولا يهجرُها السكان بسُهولة.
  • وفي بعض الأحيان ما تكونُ ذات العادات الاجتماعية والثقافية المُميّزة، ولها دورٌ ثقافيّ مهم بالنّسبة لأهالي الدولة التي تقعُ فيه.

مفهوم المدينة ومفهوم القرية

أولا : المدينة

  • تختلفُ المدينة كثيراً عن غيرها من المناطق في طريق إدارتها؛ ففي الدّول الحديثة تَخضعُ معظم المدن لأنظمةٍ تشريعيّةٍ خاصَّة، تمنُحها حُكماً إداريّاً خاصاً بها ومُحافظين يتولُّون إدارتها هي والتقسيمات الفرعيّة لها.
  • بيّنت الكثير من الدول أنّ المُستوطنة البشرية لتكون مَدينة يجب عليها أن تَضمّ عدد مُحدّد من السكّان في الميل المُربّع الواحد من مساحتها، وعلى حسب بعض القوانين فهي المكان الذي يصدر فيه اسم المدينة عن طريق إعلانٍ أو وثيقة رسميّة.
  • وحسب المساحة التي تبلغها، وحسب ما تحتويه من تَجمّعاتٍ وثقافاتٍ متعدّدة التقت مع بعضها، وحسب عدد الأعمال والوظائف التي تحتويها، وحسب أهميتها الثقافيّة والحضاريّة في وسطها والمركز الذي تحتلّه كواجهةٍ لبلدها أو منطقتها.
  • على الرغم من كل ما سبق، يبقى التفريق بين المدينة والمستوطنات الأصغر (من بلداتٍ أو حتى قرى كبيرة) أمراً صَعباً وشبك مستحيل وغير واضح؛ إذ لا يُوجد اختلافٌ جوهريّ بين المَدينة وغيرِها سوى الاصطلاح والعادة بين الناس.
  • في الوقت هذا تعد المُدن مَركزاً لثقافة وطبيعة حياة خاصَّة يُطلَق عليها اصطلاح "التمدُّن"، وتُوجد أعدادٌ كبيرة من البشر الذين يختارُون حياة المَدينة عِوضاً عن الحياة القديمة البسيطة في القرى الصغيرة أو المَزارع الريفيّة.

ثانيا : الريف

  • يعبر الريف على بقعةٍ هادئة ذات هواء نقيّ؛ بحيثُ تكون بعيدةً عن ازدحام وتطوُّر السيارات و المدن، وتنتشرُ في الريف الكثير من المَزارع الواسعة التي تضمّ العديد من أنواع الحيوانات والنباتات الطبيعية.
  • وهي تختلفُ عن الحضر؛ حيث تتميز بانتشار المناظر الطبيعيّة والزراعيّة ذات التجمعات السكانية القليلة المُتواضعة من حيث الإمكانيات المادية والوسائل التقنية مثل الحالة اللغويّة مع المدينة، فإنَّ للريف تعريفات أكاديمية وتشريعيّة مُختلفة جداً بين الدول وبعضها.
  • قد يعتمد قسم الإحصاء السكاني في حُكومة الولايات المتحدة على عدة عوامل لتمييز المنطقة الريفية عن الحاضرة، ومن أهمّها الكثافة السكانية، والتطوّر الحضري (من حيثُ بناء الأرض وتعميرها).
  • وانتشار العديد من المنشآت السكنيّة والمرافق التجارية أو المدنية، وبشكلٍ عام كي تكونَ المنطقة ريفيّةً حسب هذا التعريف، فإنَّ عليها أن تحتوي عدداً قليلاً من السكّان.

الفرق بين الريف والمدينة

قد تهتم حكومات الدّول بتحديد الفرق بين الريف والمدينة لعدة أسبابٍ إدارية وأخرى قانونية، فكلّ بلدٍ ينقسمُ إدارياً إلى مُحافظات أو مناطق، وتتفرَّع هذه بدورها إلى مناطق سكنيّة أصغر حجماً، وعند وصولها إلى مستوى مُعيّن من التقسيم يُصبح من المهم جداً التمييزُ بين المدينة وأحيائها أو مناطقها وغيرها من التجمّعات البشرية، وترجع أهمية هذه الفروقات في:

  • التمييز أهميّة في المجالات المُختلفة، منها مثلاً توزيعُ الدوائر النيابية أثناء الانتخابات، وكذلك توزيع الهيئات المدنيّة المسئولة عن الإشراف على مناطق الدولة
  • هناك العديد من الفروقات النسبيّة بين كلٍّ من المدينة والريف، حتى لو وقعت كل منهما داخل حدود الدولة الواحدة نفسها، ويصعبُ أحياناً توضيحُ هذه الفروقات بدقة.
  • وقد يكونُ تعريف المدينة والريف مُتداخلاً أو صعبَ التمييز في بعض الأحيان، فهو تعريفٌ تقريبيّ وتتفاوتَ فيه وجهات النظر، فهو لا يستندُ إلى أُسس عالميّة ثابتة.
  • تختلفُ تعاريف في المدن من ناحية تاريخية أيضاً، ففي عام 1800 كان أقلّ من 3% من سكان العالم يعيشُون في مدنٍ حسب تعريف الأمم المتحدة الحالي.
  • وبالتالي فإنّ منطقة يسكنُها عشرون ألف شخصٍ كانت واحدةً من المدن الكبرى آنذاك إلا أنَّ المُستوطنات البشرية أصبحت ضخمةً جداً الآن، بحيث إنَّ التعاريف أصبحت تختلف لتتماشى مع هذا التطور.

الأنظمة القانونية في الريف والمدن

قد تعتمدُ مُعظم الأنظمة القانونية على المفاهيم العامَّة للتفريق بين المناطق الريفية والحضريّة، ويكونُ ذلك من منطلق أن :

  • المدينة تتفوق على الريف من حيث الحجم والمساحة، وعدد السكان، وطبيعة الحياة.
  • إضافة إلى المستوى التعليمي والثقافي والعادات والتقاليد، والاختلاط والتنوّع الثقافي والإنساني والازدحام والمستوى التنظيمي والبنية التحتية ومراكز الخدمات بأشكالها وأنواعها المختلفة.
  • بالإضافة إلى المستوى التقني والتكنولوجي والتجانس وطبيعة الحراك الاجتماعي وغيرها. كما أنَّ ممَّا يُميز الريف عن المدينة أنه أكثر هدوء وأقلّ تلوث واكتظاظاً، وفي أوقات مُعيّنة أقلّ انتشاراً للأوبئة والأمراض والمشاكل الاجتماعية.
  • و تنصح أيضا هيئة الأمم المتحدة العالميّة بالتمييز بين المدينة والريف على أساسِ التعداد السكاني؛ حيثُ يكون عدد السكان في المدينة حوالي 20,000 نسمةٍ فما فوق، إلا أنَّ العديد من الدول لا تتَّفقُ، في أنظمتها وتشريعاتها، مع هذا التعريف.
  • فعلى سبيل المثال أيّ تجمّع سكني يتجاوزُ عدد سكانه 2,500 نسمة يُعتبر مكاناً حضرياً في الولايات المُتحدة.

الهجرة من الريف إلى المدينة

يُمكن أن تكون الهجرة من الريف إلى المدينة مُؤقّتة أو دائمة، وقد تكونُ اختيارية أو ناتجةً عن الظروف المعيشيّة الصعبة، وقد تبدأ هذه الهجرة بالتّسارع والتزايد بدرجةٍ كبيرة جداً في البُلدان المُتقدّمة بالعالم بدءاً من القرن الثامن عشر، وتتمثل الهجرة في :

  • ومُنذ ذلك الوقت تباطأت في بعض البلدان، بل في الحقيقة بدأت تتخذ اتجاهاً عكسياً (حيث يهاجر الناس من المدينة إلى الريف)، بينما لا تزالُ سريعةً في الكثير من الدول النامية.
  • يختارُ الكثير من الذكور صغار السنّ في البلدان الفقيرة تركَ بلداتهم أو قراهم الريفية والانتقال إلى المدن، وقد تكونُ سبب من الأسباب لذلك طارئةً أحياناً، مثل حدوث الكوارث من فيضانات أو مجاعات أو جفاف أو حروب أو غير ذلك.
  • والتي تدفعُ الناس في البحث عن ملاذٍ لهُم في المراكز الحضرية الكُبرى، إلا أنَّ منها عدة الأسباب الاقتصادية من تدنِّي المستوى المعيشي وقلَّة الفرص الوظيفية.
  • يسعى العديد أيضاً للانتقال إلى المُدن للحُصول على التعليم الجامعي أو الأكاديمي الجيّد، أو الفرص الخاصّة الأخرى، وتصنعُ هذه العوامل حركةً تُعرف بالتمدُّن.
  • تُوجد لحركات الهجرة من الريف إلى المدينة عدّة نتائج وأسباب، فهي في بعض الأوقات ما تُوفّر للسكان فرصاً وظيفيّة أكثر وأفضل، وبالتالي تعمل على الرفع من مستواهم الاقتصادي والمعيشي.
  • ويكونُ لذلك التأثير مُفيداً بصورة خاصّة للمجموعات العرقية أو الإنسانية الأقلِّ حظاً، مثل الأقليات المُهاجرة من بلدان أخرى، ويرى مُعظم المهاجرين - لذلك - أنَّ حياتهم أفضل حالاً بعد الانتقال إلى المدينة، حسب ما تُوحي الاستقصائيات.
  • وعادةً يندمج المهاجرون مع حياة المدينة الجديدة حتى لو ارتفع مُستوى دخلهم، فإنَّ نوعية ثقافتهم وتعليمهم ستختلف عند انتقالهم إلى الحاضرة.
  • ومن الأسباب الأساسية التي تدفعُ سكان الأرياف إلى مُغادرة مساكنهم هي ارتفاعُ عدد السكان مُقارنةً بالفرص الوظيفيّة، وظُهور العديد من الآلات الميكانيكية القادرة على تعويض عمل الإنسان في الأرياف
الفرق بين الريف والمدينة قد لا يكون في المظهر فقط، بل يشمل الخدمات بمختلف أنواعها سواء الصحية أو الاجتماعية أو العلمية، حيث يقع على عاتق الدولة الاهتمام بالمدن كثيرا باعتبارها وجهة الدولة وأكثرها تكدسا للسكان.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ