كتابة :
آخر تحديث: 12/02/2020

أبرز أنواع البحث العلمي وأهميته

لا ريب في أن البشريةقد قطعت أشواطا كبيرة في تقدمها وازدهارها خلال القرون القليلة الماضية، ومما لا شك فيه أيضا، أن هذا التقدم الكبير فضله عائد أساسا إلى ما يعرف بالبحث العلمي، هذا الأخير الذي ازدهر وانتشر وباتت تطبيقاته واسعة ومذهلة، سواء في العلوم البحثة أو التطبيقية.فما هي أنواع البحث العلمي وأهميته؟ هذا ما سنتناوله خلال السطور المقبلة.
أبرز أنواع البحث العلمي وأهميته

البحث العلمي

البحث العلمي هو بحث منطقي ومنهجي عن معلومات جديدة ومفيدة حول موضوع معين. البحث مهم سواء في المجالات العلمية أو غير العلمية. فكل يوم مع تقدم المسيرة البشرية، تبرز مشكلات مستجدة لم يعرف لها نظير من قبل، والتي تتطلب حلولا علمية دقيقة، ناجعة وفعالة لفهمها وتجاوزها، بل واستثمارها.وعليه يتعين على العلماء إجراء البحوث بشأن هذه المشكلات والظواهر والعثور على أسبابها وحلولها وتفسيراتها وتطبيقاتها الممكنة.

أهمية البحث العلمي

يجمع البحث العلمي بين الملاحظات والمعرفة والبيانات لتجاوز المشكلات وابتكار حلول لها وتطوير منتجات جديدة. يسمح هذا العلم التطبيقي للأفراد والبلدانوالصناعات بالاستفادة من المعارف العقلية، عبر تحويل النظريات المجردة إلى تطبيقات عملية ذات فائدة.

نتائج البحث العلمي ليس مطلقة وصحيحة في كل مكان وزمان، أو على كل عينة مدروسة، ومن هنا،فمن الهام أن يتم إنجاز الأبحاث العلمية على نطاقات محددة وخاصة، ذلك لأن نتائج الأبحاث في منطقة ما قد لا تنطبق على سياق وظروف منطقة أو مجموعة أخرى من الناس، خصوصا عند الحديث عن العلوم الاجتماعية والانسانية.

البحث العلمي هو إذن طريقة موضوعية لإثبات الفرضيات أو دحضها، وابتكار حلول جديدة. فعلى عكس الاعتماد على العمليات الذهنية أو التفكير العشوائي، فإن أساليب البحث ليست مقيدة بحدود التفكير النقدي أو المناقشة المتحيزة أو الآراء الشخصية.

إن إجراء البحوث أمر مهم لتطوير وتعزيز المعرفة والمعلومات التي تحرك الابتكار، ما يتيح لنا أن نعيش حياة أطول وأكثر صحة ورفاهية. كما أن البحث العلمي مهم أيضًا لتبديد الادعاءات الخاطئة والخرافات والأوهام.

أنواع البحث العلمي

يتم تصنيف البحوث عموما إلى فئتين رئيسيتين:

البحث الأساسي

البحث الأساسي يهدف إلى التحققمنالمبادئ العقلية والمنطقية،والأسباب الرئيسية وراء حدوث حدث أو عملية أو ظاهرة معينة. ويشار إليه في بعض العلوم كالرياضيات والفيزياء تحت مسمى البحث النظري. والبحث النظري قد لا نجد له أي تطبيقات وفوائد عملية فور اكتشافه، كما كان الحال مع النظرية النسبية لآينشتاين، ففور اكتشافها شكلت ثورة فيزيائية على المستوى النظري، لكن الاستفادة التطبيقية منها لم تظهر إلا بعيد بضعة عقود.

هذا الصنف إذن، لا يهتم بحل أي مشاكل عملية ذات أهمية فورية. لكنها أبحاث أصيلة وأساسية في ذاتها. حيث توفر نظرة ثاقبة منهجية وعميقة في المشاكل قيد الدراسة والتحليل، وتسهل استخراج التفسير العلمي والمنطقي والاستنتاج بشأنها.

الأبحاث الأساسية أو النظرية تساعدفي بناء حدود جديدة للمعرفة البشرية، وتشذيبها وتعديلها. وعادة ماتشكل هذه البحوث التي قد تبدوا بلا فائدة عملية، الأساس للعديد من الأبحاث التطبيقية. كمثال فالقنبلة الذرية والعلوم النووية وأجهزة تتبع الموقع،ما كانت لتظهر لولا نظرية النسبية لألبرت آينشتاين.

البحث التطبيقي

في الأبحاث التطبيقية، يحل الباحث المشكلات المطروحة باستخدام نظريات ومبادئ معروفة ومقبولة. كما أن البحوث التطبيقية مفيدة أيضا للصنف الأول الذي ذكرناه، حيث يفتح الباب على مشاكل وظواهر جديدة، كما يقوم باختبار وتبيان النقوصات في الأبحاث العلمية النظرية بغرض إصلاحها وتعديلها أو ربما تجاوزها.

التقسيمات الفرعية للبحث العلمي

البحوث الأساسية والتطبيقية، مقسمة إلى ثلاثة أنواع، يحمل كل منها بعض الخصائص المميزة على النحو التالي:

البحث الكمي

  • رقمي، غير وصفي، يعتمد على الإحصائيات أو الرياضيات ويستخدم الأرقام.
  • غالبًا ما يتم عرض النتائج في الجداول والرسوم البيانية.

البحث النوعي

  • غير رقمي، وصفي، ينبني على المنطق ويستخدم الكلمات.
  • الهدف منه هو الحصول على المعنى والشعور والوصف المناسب للوضعية.
  • البيانات النوعية لا يمكن رسمها.

بحث مختلط

هوبحث يتضمن مزج الأساليب الكمية والنوعية. طبيعة البيانات تكون مزيجا من المتغيرات والكلمات والصور والأرقام.

طرق أخرى لتقسيم البحث العلمي

يمكن تصنيف البحث العلمي بعدة طرق وحسب عدة معايير، نذكر منها مايلي:

وفقًا لتقنيات جمع البيانات:

  • الملاحظة فحسب.
  • التجربة والاختبار.

وفقًا للعلاقة مع الوقت:

  • له أثر رجعي حتمي.
  • متوقع احتمالية

وفقًا لطبيعة الدراسة:

  • كلينيكي.
  • مختبري.
  • البحوث الوصفية الاجتماعية.

تصنيفات أخرى للبحث العلمي

البحوث الاستنباطية

الباحث ينطلق من العام إلى الخاص ليستخلصاستنتاجا ما.

البحوث الاستقرائية

يعتمد هذا الصنف منهاجا معاكسا للمنهج الاستنباطي، حيث ينطلق من الخاص إلى العام،ويختبر به الباحث مفهوما أو نمطا انطلاقا من البيانات التجريبية المتوفرة.

البحوث الاستكشافية

الأهداف من وراءإجراء البحوث الاستكشافية، هي:

  • تحديد حجم أو مدى أهمية ظاهرة معينة، أو مشكلة أو سلوك.
  • لتوليد بعض الأفكار الأولية حول هذا الموضوع.
  • لاختبار جدوى إجراء دراسة أكثر شمولاً.

البحوث الوصفية

إنها ملاحظة دقيقة، وتوثيق مفصل للظواهر، بالاستناد إلى الأساليب العلمية وبالتالي فإن هذه الملاحظة أكثر موثوقية من الملاحظة العرضية. مثال لهذا الصنف من البحوثسنجد بحوث الإحصاء السكاني من قبل قسم الإحصاء.

البحوث التفسيرية

يبحث هذا الصنف عن تفسير للظواهر أو المشاكلأو السلوكيات المرصودة. فالبحث الوصفي يبحث في سؤال لماذا؟ ويحاول تقديم إجابات وتفسيرات تؤصل لأسباب الظاهرة قيد الدراسة.

إن البحث العلمي في هذا العصر قد صار المفتاح الوحيد المتاح نحو النهضة والازدهار لأي أمة من الأمم، ولا يزال كل يوم يأتينا بالجديد من الحقائق المذهلة، والتطبيقات التي تيسر حياتنا وتوسع أفق فهمنا للكون والعالم من حولنا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ