كتابة :
آخر تحديث: 13/03/2022

أبو بكر الرازي إمام علم الطب إنجازاته ومؤلفاته ومعلومات عنه

عندما نود التحدث عن أبو بكر الرازي فإننا نجد أنفسنا أمام عالم موسوعي كبير نجح في جميع فروع العلوم وكتب في مجالات مختلفة مثل الفلسفة والكيمياء والطب والأخلاق والرياضيات والميتافيزيقا والموسيقى، ونظراً لأهمية الحديث عنه فسوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن مؤلفاته وإنجازاته في العلوم وغيرها من المعلومات العامة عنه.
وكانت مؤلفات الرازي مرجع للعلماء والدارسين وبخاصة في مجال الطب، وظلت مؤلفاته تدرس في أوروبا على مدار قرون عديدة، وسوف نعرف الآن أهم المعلومات عنه وعن نشأته وحياته.
أبو بكر الرازي إمام علم الطب إنجازاته ومؤلفاته ومعلومات عنه

نشأة أبو بكر الرازي وحبه للقراءة

  • ولد الرازي عام 250 هجرية الموافق 864 ميلادية في مدينة الري في الفارسية بالقرب من طهران، وعرف منذ طفولته بعشقه للقراءة وحبه للعلم.
  • وقد وجه اهتماماته لتعلم الفلسفة والرياضيات والموسيقى، وعندما كبر وبلغ ثلاثون عام اتجه إلى دراسة الكيمياء والطب ووصل فيهم لشأن عظيم.
  • وكان أبو بكر الرازي مواظب على القراءة والبحث وإجراء التجارب أو التصنيفات أو الكتابة، وقد كان يحب القراءة في المساء بصفة خاصة.

الرازي الإنسان العالم

اشتهر الرازي بقدرته العجيبة على الحفظ وبذاكرته العجيبة، فقد كان يحفظ كل ما يسمع بدقة، حتى اشتهر بالذكاء والعبقرية، ولم تجعله شهرته مقبلاً عليها أو فرحاً بها، بل كان يحب العلم بصدق وكان يتسم بالاتزان والاعتدال في الشخصية، ومن سيرته الذاتية ما يلي:

  • وروى أنه اشتغل بالصيرفة زمن قصير، واشتهر بالسخاء والكرم وتميز بأخلاقه الحسنة وإنسانيته فكان عطوف على الفقراء وبار بالأصدقاء والمعارف، كما أنه كان ينفق على الفقراء والمحتاجين وبخاصة المرضى منهم ويخصص لهم الرواتب بدون أعمال.
  • اتسع رزق أبو بكر الرازي وأغناه الله بسبب كرمه الشديد، وقد امتلك بعض الجواري وبعض الطاهيات الماهرات، ولكن شهرته كان له نقمة.
  • وقد أثارت الغيرة منه حساده وأعدائه واتهم في دينه بالكفر ووصف بالزنديق، كما نسبت إليه آراء خبيثة وأقوال سخيفة أو ادعاءات باطلة وافتراء وظلم، ومن كتبه في هذا الظلم (للعالم خالقاً كريما) كما كتب (للإنسان خالق متقن حكيم) وغيرها من الكتب.
  • وبلغت عدد الكتب التي ألفها أبو بكر 146 مصنف، منهم 116 كتاب و30 رسالة، وظل طوال حياته في القراءة والتصنيف، حتى قيل أنه فقد بصره من كثرة القراءة والتجارب الكيميائية في المعمل.

الرازي الطبيب الأول للعرب

لقد صنف الرازي بأنه أعظم علماء المسلمون القدامى في الطب من حيث الأصالة في البحث والخصوبة في التأليف حيث أنه قام بتأليف العديد من الكتب الأصيلة في الطب والتي أفادت علماء كثيرون الأمر الذي أدى لتقدمه في العلاج وتشخيص الأمراض، وذلك من خلال:

  • كانت أبحاث الرازي وآرائه مبتكرة بدرجة كبيرة، كما كانت ملاحظاته تدل على نضجه العقلي ونبوغه في العلم وقد تميزت ملاحظاته وآرائه بالأمانة العلمية، كما أن مؤلفاته تميزت بالموسوعية والشمول حيث أنها جمعت من علوم اليونانيون والهنود.
  • الثاني في مجال الطب بعد أبي بكر الرازي هو ابن سينا ​​، الذي قضى معظم حياته في دراسة وممارسة الطب وعلاج المرضى، وبسبب العديد من التجارب الكيميائية في المختبر، ضعف بصره.

  • وقد تميز أبو بكر بالفطنة والذكاء والرأفة بالمرضى والاجتهاد في علاجهم كما أنه واظب على النظر في غوامض الطب والبحث عن كل ما يجهله الأطباء والكشف عن الأسرار والحقائق، لذا فقد لقب بأبو الطب العربي.

أبرز الجوانب التي ميزت أبو بكر الرازي وجعلته فريداً من بين الأطباء

وتم تصنيف الرازي من الرواد الأوائل في الطب ليس فقط بين العلماء المسلمين ولكن في التراث الإنساني والعالمي بشكل عام، ومن أبرز جوانب الريادة لأبي بكر وأستاذيته وتميزه وتفرده في جوانب كثيرة أنه:

  • أول من صنع مرهم الزئبق.
  • قدم معلومات هامة عن أمراض الأطفال وأمراض جراحة العيون وأمراض النساء والأمراض التناسلية.
  • يعتبر أول من ابتكر الخيوط المستخدمة في الجراحة الطبية والمعروفة بالقصاب.
  • الرازي من رواد البحث الطبي التجريبي ، يقوم بإجراء تجارب على حيوانات كالقردة، ويعطي أدوية لحيوانات ويتتبع آثارها عليها، وإذا نجح العقار يطبقه على الإنسان.
  • اهتم بتسجيل تطورات الأمراض للتمكن من ملاحظة الحالات المرضية وتقديم لها علاج مناسب.
  • تميز أبو بكر بدعوته للعلاج بالأعشاب والبعد عن الأدوية المركبة إلا عند الضرورة، وقد قال في هذا الأمر (طالما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركب).
  • كانت تحليلات الدم والبول والنبض تفيد في تشخيص الأمراض
  • لجأ أبو بكر إلى استخدام طرق متنوعة في علاج الأمراض المختلفة.
  • كان مهتماً بالجوانب النفسية للمريض وكان يعمل على رفع الروح المعنوية وطمأنة المرضى، عن طريق استخدام المصطلحات المعروفة مثل أن يوهم المريض بأنه سليم أو يتمنى له الصحة، حتى وإن كان غير واثق في شفاء المريض.

معلومات عامة عن أبو بكر الرازى

اشتهر الرازي بالتفوق في مجال الطب الإكلينيكي، حيث كان واسع الأفق في هذا المجال، وقد وضح الفرق بدرجة كبيرة بين الحصبة والجدري، وكان أبو بكر أول من وصف هذين المرضين بأدق الوصف وبالعلاج الصحيح، وإليكم الآن معلومات هامة:

  • ذاعت شهرة أبو بكر في عصره ووصف بأنه جالينوس العرب وقد قيل عنه أنه جمع الطب الذي كان متفرقاً.
  • وقد انتشرت الكتب الطبية للرازي ولقت رواجاً كبيراً، وانتقلت النظريات العلمية إلى أوروبا.
  • تُرجمت العديد من كتب الرازي إلى اللغات الأوروبية ، واعتمدت عليها الجامعات الأوروبية ، وظلت حتى القرن السابع عشر المراجع الأولى لأطباء الطب، مثل كتاب الحاوي في علم التداوي."العلوم الطبية".
  • كان كتاب الجدري والحصبة كم كتب الرازي التي تم إعادة طباعته أربع مرات بين الأعوام 1498م الموافق 904 هجرية وحتى العام 1866م الموافق 1283 هجرية.
  • طُبع كتاب المنصوري لأول مرة عام 1481 م، الموافق 886 هـ في ميلانو، وأعيد طبعه عدة مرات قبل أن يُترجم جزئياً إلى اللغتين الألمانية والفرنسية.

المؤلفات الطبية لأبي بكر الرازى

تتعدد المؤلفات الطبية لأبي بكر والتي أثرت بشكل جيد في ارتقاء العلم وتطوره، ومن أبرز المؤلفات الطبية له ما يلي :

  • كتاب الحاوي في علم التداوي.
  • الجدري والحصبة
  • المدخل إلى الطب.
  • القولنج أو الشلل.
  • كتاب سر الطب.
  • دفع مضار الأغذية.
  • منافع الأغذية.
  • كتاب علل المفاصل والنقرس وعرق النسا.
  • كتاب الحصى في الكلى والمثانة.
  • كتاب من لا يحضره الطبيب.
  • الكافي في الطب.
  • المنصوري في التشريح.

جهود الرازي في الطبيعيات

كان الرازي عالم جاد في الطبيعة ويعتمد في دراساته ومؤلفاته على البحث والاستقراء والتجربة العلمية والمشاهدة، بجانب الرؤية العقلية والبصيرة وسعة الأفق، ومن مجهوداته في الطبيعة ما يلي:

  • كتب عدة مؤلفات في الهيولي الخاص بالمادة، وتوصل إلى أن المادة تتركب من أجزاء صغيرة التي تنقسم لأجزاء دقيقة وتنتهي بأجزاء دقيقة جداً لا تقبل التجزئة أو ما يطلق عليها الذرات.
  • فرق الرازي بين الزمان المطلق والزمان المحدود فالزمان المطلق هو الأبد السرمدي الذي لا نهاية له، أما الزمن المحدود فهو الذي يتم تقديره بحركة الأفلاك ودوران الكواكب والأرض وهو الذي ينتج عنه تعاقب الليل والنهار والفصول الأربعة.
بذلك فقد قدمنا معلومات عن أبو بكر الرازي وحياته ومؤلفاته ونستنتج بذلك بأنه أكبر العلماء الذين أفادوا العلم والطب بدرجة كبيرة، وبجانب المؤلفات السابقة فقد ألف في الطبيعة أيضاَ مثل كتاب كيفيات الإبصار وشروط النظر، وعلة جذب المغناطيس للحديد، وقد توفي الرازي في عمر الستين عام، في عام 311 هجرية، 923 ميلادية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ