آخر تحديث: 26/09/2024

أسرار حضارة المايا ونهايتها الغامضة

امتدت حضارة المايا لما يزيد عن 2000 سنة قبل الميلاد أي أن تاريخها يضرب في عرض التجربة الإنسانية ما يربو عن 4000 ألاف سنة ومع هذا فإن الحضارة لا تنتج فجأة ولكنها تكون نتاج استقرار مجموعة بشرية ما في أرض ما لمدة طويلة. وفيما يلي نتعرف في موقعكم مفاهيم على كيفية نشأة حضارة المايا موقعها وبحث عن أهرام المايا، تابعونا.
أسرار حضارة المايا ونهايتها الغامضة

ما هي حضارة المايا؟

  • حضارة المايا هي إحدى الحضارات القديمة التي ازدهرت في منطقة أمريكا الوسطى، وتحديدًا في مناطق ما يُعرف اليوم بجنوب المكسيك، وغواتيمالا، وبليز، وهندوراس، والسلفادور. بدأت حضارة المايا في التطور حوالي 2000 قبل الميلاد، ووصلت إلى ذروتها بين القرنين الثالث والتاسع الميلادي.

نشأة حضارة المايا

  • مع توافر عناصر الحياة الرئيسية تبدأ الحضارة في النشوء وهذا يدل ببساطة على أن شعب المايا تواجد قبل نشوء حضارته بفترة بعيدة لا تقل عن الألف سنة ومما لا شك فيه أن المايا استطاعوا بدء حياة زراعية والتي هي عصب الحياة الرئيسي للإنسان.
  • في البداية ثم بدأت تلك الفترة الممتدة من الاحتياج إلى عناصر تطويع الحياة والبيئة المحيطة ببدء العملية الصناعية البدائية واستحضار طرائق الإنتاج للأدوات المساعدة في البدء على العيش ثم الأدوات المساعدة على رفاهية العي.
  • وعند هذه الخطوة تبدأ فترة الإنتاج الحضاري بالتجريب والتوسع ثم التبادل التجاري ثم التبادل الثقافي ثم الاندماج مع الثقافات المحيطة أو السيطرة عليها وتطويعها لحساب الثقافة الناشئة.

أين تقع حضارة المايا؟

استوطن شعب المايا في المنطقة الوسطى من أمريكا الوسطى والتي انقسمت في عصر الدول إلى عدة دول هي جواتيمالا والهنداروس وبيليز والسلفادور وجنوب الكسيك، ويتم تقسيم موقع حضارة المايا في منطقة أمريكا الوسطى، وتشمل المناطق التالية:

  1. جنوب المكسيك: خصوصاً في ولايات تشياباس، تاباسكو، ويوكاتان.
  2. غواتيمالا: تضم معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة المايا، بما في ذلك المرتفعات والمناطق المنخفضة.
  3. بليز: منطقة مهمة أخرى ضمن حدود حضارة المايا.
  4. أجزاء من هندوراس: وخصوصاً المناطق الغربية.
  5. أجزاء من السلفادور: المناطق القريبة من شمال البلاد

مميزات وخصائص حضارة المايا

هناك العديد من السمات والمميزات والخصائص التي تميزت بها حضارة المايا، وتشمل ما يلي:

  1. الهندسة المعمارية: تميزت حضارة المايا بمدنها الكبيرة التي شملت هياكل هرمية ضخمة ومعابد حجرية. بعض أشهر مدنهم تشمل تيكال، وبالينكي، وكوبان، وتولوم.
  2. الكتابة: استخدم المايا نظام كتابة معقد يعتمد على الرموز (الهيروغليفية)، وكانوا من أوائل الشعوب في الأمريكتين الذين طوروا نظام كتابة كامل.
  3. التقويم: اشتهرت حضارة المايا بتقويمها الدقيق والمعقد، والذي اعتمد على دورات زمنية متعددة مثل "تقويم طويل الأجل" و"تقويم مقدس" مكون من 260 يوماً.
  4. علم الفلك: كان للمايا اهتمام كبير بعلم الفلك، وكانوا قادرين على رصد حركات الشمس والقمر والكواكب بدقة، وارتبطت ممارساتهم الدينية وحياتهم اليومية بتلك الرصدات.
  5. الزراعة: اعتمدوا على زراعة الذرة والفاصوليا والقرع، وكان لديهم أنظمة ري متقدمة.
  6. الدين: كانت ديانة المايا متعددة الآلهة، حيث كانوا يعبدون آلهة متعلقة بالطبيعة مثل الشمس والقمر والمطر. كما كان هناك تقديم القرابين البشرية في طقوس دينية معينة.

حياة المايا وبداية حضارتها

  • قسمت حياة المايا حديثًا إلى ثلاث فترات رئيسية وهي فترة ما قبل الكلاسيكية ثم الفترة الكلاسيكية ثم فترة ما بعد الكلاسيكية فكان الوقت الذي استقر فيه الشعب من أجل الزراعة هي فترة ما قبل الكلاسيكية.
  • وتأرجح المؤرخون في تحديد بداية هذه الفترة فقال البعض بأنها كانت زمنيًا في عام 2600 قبل الميلاد ومكانيا كانت في بيليز الحالية وكويلو وقال بعض المؤرخون أن بداية هذه الفترة كانت في عام 3114 قبل الميلاد وهو عام بداية التأريخ في التقويم المطول لشعب المايا.
  • وقال جزء آخر من المؤرخون أن بداية فترة ما قبل الكلاسيكية كانت في عام 1800 قبل الميلاد زمنيًا أما مكانيا فكانت في المنطقة المسماة حاليًا باسم سوكونسكو على المحيط الهاديء.
  • وقد قدمت فترة ما قبل الكلاسيكية الوقت الكافي لشعب المايا لتطوير اللغة وصناعة الفخار كأواني للحفظ والطهي وصناعة التماثيل التي يصور بها الشعب معتقداته الدينية واكتساب الخبرة من حالة التبادل التجاري والمعرفي والثقافي مع الأماكن المحيطة.
  • أما عن الفترة التالية وهي الفترة الكلاسيكية فتقدر بحوالي سبعة قرون وتبدأ في سنة 320 ميلادية حتى سنة 987 ميلادية وهي فترة الازدهار الحضاري كما سميت بالفترة الدينية وذلك لسيطرة السلطة الدينية على الحياة السياسية والكهنوتية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
  • كما اتضح الشكل التقسيمي للمدن في هذه الفترة وهي ليست مدن كالتي توجد في العصر الحديث تتبع إرادة سياسية واحد بل لكل منها إرادتها السياسية المستقلة وتقوم بينها وبين المدن الأخرى علاقات تبادل تجارية ومعاهدات خاصة.

عادات وتقاليد حضارة المايا

حضارة المايا كانت غنية بالعادات والتقاليد التي انعكست في مختلف جوانب حياتهم اليومية والدينية والاجتماعية، فيما يلي بعض أهم عادات وتقاليد المايا:

1. الديانة والطقوس الدينية:

  • العبادة: كان المايا يؤمنون بعدد كبير من الآلهة المرتبطة بالطبيعة مثل الشمس، القمر، المطر، والذرة. كانوا يقدمون القرابين للآلهة لضمان حصاد جيد أو طقس مناسب.
  • القرابين البشرية: في بعض الطقوس، كانت تقدم القرابين البشرية، خصوصاً للألهة المهمة مثل إله المطر "تشاك" وإله الشمس "كينيش آهوا". كان يُعتقد أن هذه القرابين تجلب النعم والحماية للشعب.
  • المعابد: أقاموا معابد ضخمة على شكل أهرامات لإقامة الطقوس الدينية.

2. التقويم والمعتقدات الفلكية:

  • التقويم: كانت حضارة المايا تستخدم تقويمين مهمين: التقويم الطقوسي "تزولكين" (260 يومًا) والتقويم المدني "هاب" (365 يومًا). كما كانوا يتبعون "التقويم الطويل" الذي يعد فترة زمنية أطول.
  • علم الفلك: المايا كانوا مراقبين دقيقين لحركات النجوم والكواكب، واعتقدوا أن تلك الحركات تؤثر على حياتهم اليومية والأحداث الكبرى.

3. الاحتفالات والمهرجانات:

  • مهرجانات دينية: احتفل المايا بمناسبات دينية تتعلق بتغير الفصول الزراعية أو النجاحات العسكرية. هذه المهرجانات تضمنت تقديم الأطعمة، الرقص، والموسيقى.
  • الرقص والموسيقى: كانت جزءًا مهمًا من الاحتفالات، حيث كانت تُستخدم الأدوات الموسيقية مثل الطبول والصدف والفلوت.

4. الزواج والعائلة:

  • الزواج: كان الزواج يتم ترتيبه غالباً من قبل الأسر، وكانت بعض المجتمعات الماياوية تشجع الزواج بين الأقارب لضمان الحفاظ على الثروة والسلطة داخل العائلة.
  • أدوار الجنسين: الرجال كانوا مسؤولين عن الصيد والزراعة، بينما كانت النساء مسؤولة عن المنزل وصناعة الأواني وتحضير الطعام.

5. التعليم والمعرفة:

  • الكتابة: استخدم المايا نظام الكتابة الهيروغليفية، وكان الكهنة والنبلاء من الطبقات التي تتمتع بمعرفة القراءة والكتابة. النصوص كانت تُستخدم لتسجيل الأحداث التاريخية، والدينية، والفلكية.
  • تعليم الأطفال: كانت العائلات تُعلم أطفالها الزراعة أو الحرف اليدوية منذ سن مبكرة، وكان الأطفال ينضمون إلى الأعمال الزراعية أو الحرفية للعائلة.

6. الجمال والمظهر الخارجي:

  • تشوهات الجمجمة: كان المايا يمارسون تشوه الجمجمة (إطالة الجبهة) عن طريق وضع ألواح على رؤوس الأطفال حديثي الولادة لجعل شكل الرأس مسطحًا.
  • الأسنان: كانوا يزينون أسنانهم بتطعيمات من الحجر الكريم، مثل اليشم، وكانوا ينحتون الأشكال الهندسية على أسنانهم.
  • الملابس: النبلاء كانوا يرتدون ملابس مزخرفة بألوان زاهية وريش نادر، بينما كان عامة الناس يرتدون ملابس بسيطة مصنوعة من القطن.

7. الألعاب الرياضية:

  • لعبة الكرة (Pok-ta-Pok): كانت لعبة مقدسة تُلعب في الساحات الخاصة بالمعابد، حيث يتنافس الفريقان على تمرير كرة مطاطية عبر حلقة حجرية، وكانت اللعبة تُعتبر شعيرة دينية أيضًا، وغالبًا ما كانت تنتهي بتقديم قرابين بشرية.

8. الزراعة والغذاء:

  • المحاصيل: اعتمد المايا على الزراعة، وكان محصول الذرة هو الأهم، إلى جانب الفاصوليا، القرع، والكاكاو.
  • الطعام: كان طعام المايا يشمل الذرة كوجبة أساسية، مع تناول المشروبات المصنوعة من الكاكاو، والتوابل مثل الشوكولاتة والشيلي.

9. الموت والمعتقدات بعد الموت:

  • الجنازات: كان المايا يؤمنون بالحياة بعد الموت، ويعتقدون أن الأرواح تذهب إلى عالم الموتى. كانوا يدفنون موتاهم مع مقتنيات ثمينة مثل الحلي والأدوات التي قد يحتاجونها في الحياة الأخرى.
  • الدفن الملكي: الملوك كانوا يُدفنون في مقابر مزخرفة ضمن الأهرامات، مع أشياء ثمينة وكثير من القرابين.

10. البناء والهندسة المعمارية:

  • العمارة: بنوا المدن والقصور والمعابد باستخدام الحجر الجيري، وكانت هذه المباني معقدة التصميم وذات دلالات دينية وسياسية.

تعريف أهرام المايا

  • أهرام المايا هي هياكل معمارية ضخمة بناها شعب المايا في مدنهم القديمة لأغراض دينية وسياسية. تُعد الأهرامات جزءاً مهماً من تراثهم الحضاري وكانت تلعب دورًا مركزيًا في حياتهم الاجتماعية والدينية. توجد الأهرامات في العديد من مدن المايا القديمة، وهي شاهدة على براعتهم في الهندسة المعمارية.

معلومات عن أهرام المايا

  • أهرامات المايا ليست مجرد هياكل معمارية، بل هي تمثل تطور حضارة متقدمة كانت تتفوق في الهندسة، الفلك، والكتابة. تساعد الأهرامات أيضًا علماء الآثار والمؤرخين على فهم التقاليد الدينية والاجتماعية للمايا، كما أنها ما زالت حتى اليوم تجذب الزوار والباحثين لدراستها وزيارتها.
  • كما انتج هذا الشعب عدد كبير من الأهرامات للاستخدام الديني وهو الداعي لسؤال مهم جدا هل كان لهم مع الفراعنة علاقات تبادلية أم أن فكرة الأهرامات هي فكرة أصيلة في وجدان الشعوب القديمة، كما انتجوا المدن الكبيرة التي تم تخطيطها على المرتفعات الجبلية.

مميزات أهرام المايا

1. التصميم المعماري:

  • كانت الأهرام تُبنى عادة من الحجر الجيري وتتميز بتصميم هرمي متدرج. غالبًا ما كانت تتكون من سلالم عريضة تؤدي إلى معبد صغير على قمة الهرم.
  • تحتوي معظم الأهرامات على شرفات أو منصات في منتصف الطريق إلى الأعلى، حيث كانت تُقام الطقوس الدينية.

2. الاستخدام الديني:

  • أهرامات المايا كانت مخصصة لعبادة الآلهة وكانت مراكز للطقوس الدينية والقرابين البشرية. كان كهنة المايا يصعدون إلى قمة الأهرامات لأداء الطقوس، مثل التضحية.
  • كانت المايا تعتقد أن هذه الأهرامات تربط بين السماء والأرض، وأنها توفر للآلهة منصة لمراقبة البشر.

3. الأهمية الفلكية:

  • بعض الأهرامات كانت مرتبطة بشكل مباشر بعلم الفلك. تم تصميمها بحيث تتماشى مع ظواهر فلكية معينة مثل الانقلاب الشمسي أو الاعتدالات.
  • من أشهر الأمثلة على ذلك هو هرم "كوكولكان" في تشيتشن إيتزا، الذي يتفاعل مع الشمس ليظهر ظاهرة "ثعبان الضوء" أثناء الانقلابات الشمسية.

4. الهرم كمركز اجتماعي وسياسي:

  • بالإضافة إلى كونه مكانًا للعبادة، كانت الأهرامات تمثل أيضًا قوة الملوك والنبلاء الذين كانوا يشرفون على بناءها، وهذه الهياكل الضخمة كانت رموزًا للمجد والهيبة.

أشهر أهرام المايا

  • هرم كوكولكان (هرم إل كاستيلو) - في تشيتشن إيتزا (المكسيك): يُعتبر من أشهر أهرامات المايا، ويتميز بتصميم معقد يرتبط بدورات التقويم.
  • هرم تيكال - في غواتيمالا: تيكال هي واحدة من أكبر المدن المايا، ويضم الهرم الأكبر فيها معابد ضخمة.
  • هرم تمبلو الرابع - في تيكال: من أطول الأهرامات المايا، ويُعرف بموقعه الاستراتيجي، حيث يطل على الغابة المحيطة.
  • هرم كوبان - في هندوراس: يشتهر بزخارفه الفنية المعقدة والنقوش الهيروغليفية.

نهاية وسقوط حضارة المايا

  • تعددت الآراء والفرضيات العلمية حول نهاية حضارة المايا ولكن اتفق الجميع على أنه بحلول سنة ألف ميلادية كانت هذه الحضارة قد اندثرت وكانت الأسباب المطروحة لانهيارها وانهيار أي حضارة هي الحروب المتتالية أو ثورات الفلاحين على طبقة الملاك أو الأمراض والأوبئة.
  • ولكن ظهرت دراسة أجرتها جامعتا كامبريدج وفلوريدا على وجود آثار لفترة طويلة تمتد لمئتي عام من الجفاف الشديد حيث قلت نسبة هطول الأمطار وهو ما يؤدي لعدم توافر البيئة المناسبة للحياة بانهيار أحد أهم أسبابها وهو الزراعة.
  • فتمت الهجرات الواسعة من المدن العملاقة بسبب هذا العامل الذي قد لا يكون الوحيد ولكنه أساسي في انهيارها.

كيف اندثرت حضارة المايا؟

اندثار حضارة المايا كان نتيجة تفاعل معقد بين عوامل متعددة. لم يكن هناك سبب واحد فقط لانهيار حضارتهم، بل كان تداخل العديد من العوامل البيئية، الاجتماعية، والسياسية هو السبب وراء تراجع حضارتهم. فيما يلي أبرز الأسباب المحتملة لانهيار حضارة المايا:

  • الجفاف الشديد.
  • النمو السكاني الكبير وزيادة الطلب على الأراضي الزراعية أدي إلى تدمير مساحات واسعة من الغابات الاستوائية.
  • الصراعات الداخلية والحروب بين المدن المختلفة.
  • فقد الملوك والنخب الحاكمة السيطرة على المجتمع.
  • انتشار الأزمات الاقتصادية والمجاعات وانتشار الأمراض.
  • الغزو الإسباني أكمل عملية الانهيار.
  • تخلي السكان عن المدن وانتقالهم إلى مناطق أخرى.
حضارة المايا تُعد واحدة من أعظم الحضارات القديمة التي ازدهرت في أمريكا الوسطى، بفضل إنجازاتها في مجالات متعددة، ما زالت تدهش العلماء والزوار حتى اليوم. على الرغم من انهيارها التدريجي بسبب تداخل العديد من العوامل الطبيعية والاجتماعية والسياسية، إلا أن تأثيرها الثقافي والحضاري ظل مستمرًا من خلال أحفاد المايا الذين لا يزالون يعيشون في مناطقهم الأصلية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ