معلومات عن إخلاف الوعد والخيانة وأسبابهم، هل يغفر الله لمن يخلف الوعد؟

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• أسباب إخلاف الوعد والخيانة
• حكم إخلاف الوعد، هل يغفر الله لمن يخلف الوعد؟
• حكم الخيانة
• الوفاء بالوعد مع الله
• حكم إخلاف الوعد في الإسلام
• حالات لا يجب فيها التراجع عن الوعد

أسباب إخلاف الوعد والخيانة

توجد أسباب متعددة لحدوث خلف الوعد مع شخص ما وخيانة ذلك الوعد، ونفصل تلك الأسباب في ما يلي :

كثرة النسيان:

• بسبب ضغوط الحياة حيث يعاني عدد كبير من الناس من النسيان بدرجة كبيرة الأمر الذي يجعلهم ينسون الوعود والكلام الذي يقال.
• وفي حالة النسيان الحقيقي أو الانشغال بأمور الحياة فلا يكون الإنسان مذنب لأنه أمر خارج عن إرادته وقد يكون مضغوط نفسياً أو منهك جسدياً بسبب العمل فينسى كل شيء.

اتباع الهوى ورغبات النفس:

• حيث أن بعض الناس يتبعون رغباتهم ويكون خلف الوعد وعدم تنفيذ الاتفاق أمر مريح لأنفسهم ومفرغ لهم الهموم.
• أو قد يندم شخص ما أنه وعد شخص بشيء فيتبع هوى نفسه ولا يفي بالوعد.

النفاق والعادات المذمومة:

• إن إخلاف الوعد أو خيانته من عادات المنافقين والأشخاص أصحاب العادات المذمومة.
• حيث يقول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان) صدق رسولنا الكريم.

الكذب:

• أصبح الكذب منتشر بدرجة كبيرة جداً في عصرنا الحالي حتى أنه أصبح يسير في بعض الناس مجرى الدم فلا يتفوه بكلمة إلا كانت كذب والعياذ بالله، فالكذب يعتبر من أسوأ العادات التي تبطل الحق وتحق الباطل وتقلب ميزان الأمور وتنصف الظالم وتظلم البريء.
• ويكون الكاذبون هم أكثر الناس الذين يخلفون الوعود بقصد التهرب من المسؤوليات والخداع والمراوغة وتحقيق منافع أخرى أو مكاسب معينة، الأمر الذي يفقد الناس الثقة في بعضهم البعض وتنتشر العادات السلبية.

الحقد:

• يعتبر من أكثر العادات الشريرة التي توجد بكثرة في المجتمع، ولا يعرف المجتمع الذي يكثر فيه الحاقدون الأمانة والأمن والطمأنينة، وعندما يتمكن الحقد من قلب شخص شرير قد وعد وعد أو اتفق اتفاق فإنه يجعله يتعمد إخلاف الوعد.
• وقد صور لنا الدين الإسلامي خطورة الحقد في القرآن والأحاديث الشريفة، حيث قيل في حديث عن نبينا محمد(ص) ( إتنان في النار الحاقد والحاسد)صدق رسول الله.

حكم إخلاف الوعد، هل يغفر الله لمن يخلف الوعد؟

ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة والحنفية والمالكية فيما يخص إخلاف الوعد إلى الآتي:

• أن الوفاء بالوعد من الصفات الجيدة والمستحبة وليست واجبة، فمن أخلف وعده فلا إثم عليه ولكنه تصرف مكروه.
• وقد قال بعض العلماء أن الوفاء بالوعد واجب ومن يخلفه آثم، ولكن اختلف العلماء في هذه النقطة فقالوا إن كان إخلاف الوعد سوف يترتب عليه ضرر فيجب الوفاء بالوعد.
• أما إن لم يحدث منه أي ضرر فهو أمر جائز وليس على المخلف في هذه الحالة ذنب.
• إن الله عز وجل يغفر للناس الذنوب وخاصة ذنب إخلاف الوعد ولكن يشترط التوبة والندم على ما فعله الإنسان وإصلاح ما أفسده من نتائج إخلاف الوعد والخيانة السلبية على مشاعر الآخرين ومحاولة إرضاء الطرف الأخر.

حكم الخيانة

لقد نهى الإسلام عن الخيانة بكل أشكالها وجاء ذلك واضح في عدة مواضع تتمثل فيما يلي:

• قال الله تعالى في القرآن الكريم (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور) وقد جعل الله سبحانه وتعالى الخيانة بجانب الكفر لما للخيانة من أثر سلبي جداً في المجتمع.
• وتعتبر الخيانة الزوجية من أشد أنواع الخيانة انتشاراً في العصر الحالي كما أنها من أسوأ أنواع الخيانة، وتكون محرمة بدرجة كبيرة في الأديان ولها عقوبة عند الله عز وجل.
• كما أن خيانة العهود والمواثيق أمر محرم ومكروه بدرجة كبيرة، وهنا يجب أن نعلم الفرق بين العهد والوعد، لأن الكثير من الناس يخلطون بينهم ويتعاملون مع هذين الكلمتين كأنهم كلمة واحدة.

ولكن يوجد اختلاف بين خيانة العهد وخيانة الوعد، ويتمثل ذلك الفرق في أن :

العهد :

• هو عبارة عن وعد مقترن بشروط ومواثيق ومن الضروري أو الواجب الوفاء به، وتقع عقوبة على ناقض العهد أو الشخص الذي لم ينفذ الاتفاق الذي اقترن بشروط، وعلى سبيل المثال توقيع مدير إحدى الشركات معاهدة مع شركة أخرى تتطلب شروط معينة.
• فإن حدث عدم الوفاء بالعهد يتم دفع مبلغ من المال، وقال الله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم فنسي ولم نجد له عزما) وذلك يعني أن الله تعالى عهد آدم بعدم الأكل من الشجرة، وعندما أكل منها فخرج من الجنة.

الوعد:

• هو اتفاق كلامي فقط بين شخصين بدون شروط أو مواثيق، وفي حال عدم الوفاء بالوعد لا يكون للمخلف عقاب ولكنه يكون فقط توبيخ وعقاب.
• على سبيل المثال عندما يعد الأب ابنه بأنه سوف يحضر له لعبة في يوم معين، فإن لم يحدث ذلك فيمكن أن يحضرها لها الأب في يوم آخر.

الوفاء بالوعد مع الله

• إن الوفاء بالوعد وعدم خيانته مع الله عز وجل من أهم الأمور التي يجب أن يحترمها المسلم لأنه يتعامل في هذه الحالة مع ربه فلا يجب أن يخلف مطلقاً إلا بأمر خارج عن إرادته، وهنا يعلم الله النيات ويحاسب الإنسان في كثير من الأحيان على نيته.
• فإن حدث خلف للوعد مع الله وكان هناك سبب خارج عن إرادة الشخص عطلت الأمور جعل الله له حسنة بدلاً من السيئة لأنه يعلم ما بداخله، أما إن خلف وعده متعمداً فإن له جزاء وعقاب الله سبحانه وتعالى هو الذي يحدد نوع العقاب بحسب درجة الوعد.
• وذهب بعض العلماء إلى أن الحلف بالله يعتبر وعد من المسلم لله بتنفيذ أمر ما، فإن وقع يمينه يعتبر خلف وعده مع الله لذلك جعل الله الكفارة صيام ثلاثة أيام.

حكم إخلاف الوعد في الإسلام

• يعتبر الوفاء بالوعد من شيم المؤمنين والصالحين وخلف الوعد من صفات المنافقين كما ذكرنا في الحديث الشريف، وقال ربنا العظيم في القرآن الكريم (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً وكان يأمر أهله بالصلاة وكان عند ربه مرضيًا).
• وقيل في الفرق بين العهد والوعد أن العهد يكون باتفاق الطرفين، أما الوعد فيكون من طرف واحد.

حالات لا يجب فيها التراجع عن الوعد

• التراجع في الوعود المالية حيث يجري الكثير من الوعود المالية بين الناس وبين التجار والبائعين، وبالتالي يحدث عقود مالية، ويقال أن ما تم الاتفاق عليه بالرضا لا يجوز فسخه إلا بالرضا، ولا يجوز الخلف بالوعد في الأمور المالية لأنه يترتب عليها الكثير من الأضرار للطرف الموعود.
• التراجع عن الوعود في الحرب أو الحالات الحرجة حيث أن الوعد في الحروب من أهم الأمور أن يتم تنفيذه لأن الإخلاف فيه يترتب عليه كوارث كبيرة ويلحق أضرار كبيرة بالأشخاص.