استهلاك الملح بشكل صحي و معتدل
هل استهلاك الملح سيء للجسم؟ هذا السؤال كثيرا ما نطرحه عند سماع مجموعة من الحقائق عنه، صحيح أن الملح جزء أساسي في كل أكلة ولعب دور حاسم في إعداد الطعام لآلاف السنين، إلا أنه في العقود القليلة الماضية بدأ الوعي أكثر بخطورة التناول المكثف للملح، لدرجة بات يلقب ب "السم القاتل" لأنه يرتبط بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
تعود فكرة اتباع نظام غذائي منخفض الملح إلى حوالي 200 سنة، ومازال الأطباء في عصرنا هذا يوصون بذلك ويؤكدون عليه.
محتويات
ماهو الملح؟
الملح هو المعدن الوحيد الذي يأكله الناس -إنه المعدن الغذائي الوحيد الذي هو فعلا معدن- هي المادة الشائعة التي تم البحث عنها من قبل الحيوانات والبشر على حد سواء منذ بداية التاريخ، يأتي الملح من البحر ومن الطبقات الصلبة تحت الأرض.
على الرغم من أن هذه المادة، المعروفة أيضا باسم كلوريد الصوديوم، كانت موجودة منذ وقت طويل ولا تزال تشكل جزءا مهما من وجباتنا الغذائية اليوم، إلا أنها أصبحت سيئة بسبب زيادة استهلاكها.
ما لا يعرفه البعض هو أنه حتى لو بذلنا قصارى جهدنا في تدبير استهلاك الملح وقيدنا هذا التتبيل، يبقى من المستحيل القضاء عليه تماما، لأنه موجود في العديد من الأطعمة مثل المواد الحافظة أو المنكهات المتواجدة بأشكال و أنواع مختلفة وكثير منا يستعملها في الطبخ.
أنواع الملح
ملح الطعام
وهو الأكثر شيوعا يتم حصاده من رواسب الملح الموجودة تحت الأرض، تعتبر شديدة الصقل وناعمة، تتم معالجته لإزالة الشوائب والمعادنبعامل مضاد للتكتل للحفاظ عليه من التكتل.
الملح الكوشيرى
هذا الملح الأمريكي مقارنة مع ملح الطعام يعتبر غليظ وخشن أكثر، حجمها الكبير من الحبوب يجعلها مثالية للرش فوق اللحم، حيث تبعث نكهة مميزة.
هذا الملح يذوب بسرعة مما يجعلها ملح الطعام المثالي لجميع الأغراض. ومع ذلك لا يحتوي هذا الملح على أي يود مضاف ونادرا ما توجد فيه أي عوامل مضادة للتكتل.
ملح البحر
يتم حصاده من مياه البحر التبخرية بشكل غير منتظم وغير محلى أكثر من ملح الطعام، يحتوي على بعض المعادن التي تم حصادها منها من قبيل الزنك والبوتاسيوم والحديد، الأمر الذي يعطي هذا الملح نكهة أكثر تعقيد.
ملح جبال الهيمالايا
من بين الأنواع المختلفة من الملح، يعتبر هذا الملح أنقى أنواع الملح في العالم ويتم حصاده يدويا من Khewra Salt Mine في جبال الهيمالايا في باكستان.
يتراوح لونها من الأبيض إلى الوردي العميق، غني بالمعادن؛ حيث أنه يضم 84 من العناصر الطبيعية والعناصر الموجودة في جسم الإنسان، يتم استعماله في علاجات السبا وكذلك الطبخ.
الملح الرمادي
المعروف أيضا باسم sel gris يتم حصاده من قاع المد والجزر قبالة سواحل فرنسا، يبدو على شكل بلورات رطبة بلون رمادي وذوق خاص.
وردة الملح
أو كما يصطلح عليه بالفرنسي " fleur de sel" هو ملح بحري يتم حصاده من أحواض المد والجزر قبالة سواحل بريتاني بفرنسا.
يتم استخلاص بلورات الملح الورقية الرقيقة بدقة من سطح الماء، تماما مثل القشدة المأخوذة من الحليب. يمكن القيام بذلك فقط في الأيام المشمسة والجافة مع نسيم خفيف، ومع مكابس خشبية تقليدية فقط.
بسبب ندرتها و حصادها المكثف، يصنف هذا الملح كأغلى أنواع الملح (خمسة أرطال ب80 دولار)، مما يكسبه لقب "كافيار الأملاح".
الملح الأسود
أو كما يعرف به بالنيبال "كالا ناماك" هو ملح الهيمالايا الذي تم تعبئته في جرة مع الفحم والأعشاب والبذور واللحاء، ثم أطلق في فرن لمدة 24 ساعة كاملة قبل تبريده وتخزينه.
ملح هواي
المعروف أيضا باسم ملح الحمم السوداء، يتم الحصول عليه من الجزر البركانية في هاواي، يمتاز بلونه الأسود العميق الراجع لإضافة الفحم المنشط.
فوائد الملح
يساعد في عملية الهضم: إن المادة الأولية التي تبدأ في عملية الهضم في المعدة هي حمض الهيدروكلوريك (HCl)، هذا الأخير الذي يستوجب لإنتاجه وجود أيونات الهيدروجين والكلور، وبما أن الملح يتكون أساسا من أيونات الصوديوم والكلوريد، فهو بذلك يساعد في الهضم، ونقص الملح من شأنه أن يبطء هذه العملية.
التوصيل الجيد للقلب: القلب لديه خلايا تنظيم ضربات القلب الخاصة به، وهذه الخلايا هناك أشياء تتحكم في وظائفها. على سبيل المثال، تساعد أيونات الصوديوم في إرسال النبضات الكهربائية، بحيث يتم تحفيز هذه الخلايا لنقل الإشارات إلى خلايا القلب، على الرغم من أنه يتقاسم هذه المسؤولية مع أيونات البوتاسيوم، إلا أنه لا يمكن إغفال أهميتها.
تسهيل حركة الجسم: وبطريقة مماثلة للقلب لكن بشكل مباشر أكثر، يساعد الصوديوم على نشر انتقال النبضات الكهربائية من الأعصاب إلى العضلات، للسماح بالانكماش والحركة. بدون هذه المنبهات، ستكون الحركة مستحيلة، وعادة ما تستغرق سنوات لتطويرها. هذا هو السبب في أن الأطفال يستغرقون وقتا أطول لتطوير المهارات الحركية الدقيقة، لأن عملية الإنتقال في تلك المرحلة يكون أضعف.
يساعد على منع عوز اليود: صحيح أن اليود ليس جزء من الملح، إلا أن ملح الطعام المستهلك بكثرة تمت معالجته باليود، مما يحل مشكلة كبيرة تصيب عدد كبير من سكان العالم. فقد لا تتمتع البلدان الفقيرة على وجه الخصوص برفاهية الملح المعالج باليود، وتجد نفسها تعاني من نقص في هذا المعدن الصغير الهام، فهو يلعب أدوار مهمة في عملية التمثيل الغذائي والوظيفة الخلوية السليمة، كما أنه مهم للأمهات الحوامل من أجل ضمان تطور دماغي صحي للجنين.
تعزيز صحة الفم: وذلك من خلال المضمضة بالمياه المالحة، تعد هذه الممارسة واحدة من أبسط العلاجات للحفاظ على صحة الفم الجيدة، والقدرة على إزالة البكتيريا المفرطة من الفم والحد من تأثيرها على الصحة. يمكن استخدام مضمضة المياه المالحة لمعالجة الحلق العصبي، تقرحات الفم، فضلا عن الحد من احتمال تطوير التهاب اللثة، بعض معاجين الأسنان تستخدم الملح كمكون للتبييض، لأن الجزيئات الصغيرة الحجم يمكن أن تساعد في تبييض الأسنان.
ضرورة تقنين استهلاك الملح
استهلاك الملح مهم في نظامنا الغذائي كما ورد في الفوائد أعلاه لكن الإكثار منه سيئ، جسم الإنسان ينظم كمية الصوديوم التي يحتوي عليها، فإذا كانت المستويات مرتفعة للغاية فنحن نشعر بالعطش والرغبة في الشرب، وتجهد الكلى في عملية التخلص منه، وقد تم ربط دور الكثير من الصوديوم بمشكل الحصى في الكلى وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
من ناحية أخرى الصوديوم القليل جدا يمكن أن يؤدي إلى نقص صوديوم الدم، وأعراض الدوخة، والارتباك، وتشنجات العضلات والنوبات، لذلك وجب الإعتدال والحذر عند استهلاك الملح لا إفراط ولا تفريط.
نقطة أخرى مهمة يجب الإلتفات إليها وهي أنه في حالة كان أكل الشخص مقتصرا فقط على أكل البيت فهو على الأرجح يتناول كمية معتدلة أو منخفضة من الملح، ولكن في حالة كان أكله بكثرة في المطاعم والأطعمة الجاهزة والسريعة كن على على يقين أن جرعات استهلاك الملح ستزداد بسرعة، لذلك فتقنين استهلاك الملح لا يجب أن يقتصر على ما نأكله في المنزل بل بالأحرى على المأكولات الأخرى التي تأتي من المطاعم وتكون غنية بالصوديوم.
عادات تساعد في التقليل من استهلاك الملح
استخدام اللحوم الطازجة كقطع اللحم البقري الطازج أو الدجاج لأنها تحتوي على الصوديوم الطبيعي.
اختيار الفواكه والخضروات الطازجة لأنها منخفضة جدا في الصوديوم، الفواكه المعلبة والمجمدة منخفضة أيضا في الصوديوم. عند شراء الخضروات المجمدة ، اختر تلك التي تحمل علامة "الطازجة المجمدة" ولا تحتوي على التوابل أو الصلصات المضافة.
احرص على قراءة ملصقات الطعام حيث يتم سرد محتوى الصوديوم دائما على الملصق، في بعض الأحيان ، يمكن لمحتوى السكر المرتفع في منتج مثل فطيرة التفاح أن يحجب محتوى الصوديوم العالي، لذلك من المهم التحقق من كل ملصق لمعرفة محتوى الصوديوم.
قارن بين مختلف العلامات التجارية لنفس المادة الغذائية حتى تجد الذي يحتوي على أدنى محتوى من الصوديوم، لأن ذلك يختلف من علامة تجارية لأخرى.
اختر التوابل التي لا تحتوي على الصوديوم في ملصقاتها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_584