آخر تحديث: 27/03/2022
ما هو اضطراب تشوه الجسم تعرف معنا؟
مشكلة اضطراب تشوه الجسم في أن أصحاب هذا الاضطراب ينظرون بنظرة شديدة السلبية تجاه صورتهم وصورة أجسامهم سواء التي تظهر أمام أعينهم أو التي تظهر أمام الناس، وهذا الاضطراب يصاب به في العادة أصحاب السن الذي تكون فيه تغيرات متسارعة في نموهم الجسدي، وهم أصحاب سن المراهقة، حيث أنهم يكونون في شدة المتابعة لأجسامهم للدرجة التي تجعلهم مفرطي الحساسية تجاه أي تغير يحدث في أجسادهم، فتلك الحساسية تجعلهم ينظرون لتلك التغيرات بشكل سلبي.
جدول المحتويات
اضطراب تشوه الجسم
- هو اضطراب يصيب الإنسان في رؤيته لأعضاء من جسمه يعتقد أنها تسبب تشوهاً كبيراً لدرجة تشغل حيزاً كبيراً من تفكيره، ويعتقد صاحب هذا الاعتقاد أن هذا التشوه المزعوم في جسمه يلفت الأنظار بشكل كبير
- رغم أن هذا الجزء الذي يعتقد تشوهه لا يلفت في الحقيقة الأنظار ولكنه اعتقاد خاطئ داخل هذا الإنسان فقط تولد من اضطراب في الوعي والتبصر.
- وهذا الأسلوب في التفكير يسبب تدني شديد في تقدير الإنسان لذاته فهو يشعر بأن جسده والتشوه المزعوم فيه يسبب ازدراء المتعاملين معه له، ويعتقد أن هذا التشوه يسبب نظرات العطف أو ربما يسبب النفور منه.
تأثير هذا الاضطراب على السلوكيات
- هذا الاضطراب يؤثر بشدة على سلوكيات المريض حيث أنه يقضي الساعات الطويلة لمشاهدة الجزء الذي يظن تشوهه في جسده، لدرجة أنه قد يتأخر على عمله إذا كان موظفاً أو لا يذهب إلى مدرسته إذا كان طالب علم.
- إن انشغاله الشديد بهذا الأمر يفوت عليه العديد من فرص الحياة، بل ويضحي من أجل هذا الأمر بأي عمل أو ترقية مهنية في عمله، إنه يظن أنه لا يستطيع مواجهة الناس بهذا التشوه الذي يظنه.
- هو كثير النظر في المرآة بشكل مبالغ فيه، فقد تجده يتوقف ليرى صورة نفسه في المرايا الموجودة في المحال التجارية، أو الموجودة في أبواب السيارات.
- ازدياد حالة التوتر بشكل عام في كافة تصرفاته، فتجده يستثار من أي إثارة بسيطة، ويغضب بسرعة من أشياء لا يعضب من مثلها أمثاله في الظروف العادية.
التشوه المقصود ليس حقيقياً
- جدير بالذكر أن اضطراب تشوه الجسد المرضي يكون لجسد غير مشوه في الحقيقة، فما يلاحظه الإنسان في نفسه ويعتقد أن الناس تنظر إليه بشده هو في الحقيقة لا يلفت أي نظر وهو جزء قد يكون طبيعياً بشكل كبير.
- أما في حالة وجود تشوه حقيقي مثل وجود حرق في مكان معين ظاهر أو إعاقة بشكل من الأشكال، فإنها لا ينطبق عليها هذا الاضطراب، الأن الجزء الملفت للنظر جزء حقيقي.
- ولكن هذا لا يعني أن صاحب حالة الإعاقة من الطبيعي أن يشعر بمشاعر الدونية أو قلة الحيلة أو الهوس بهذا الجزء، ففي كل الأحوال يتم التعامل مع هذه الحالة نفسياً بما يناسبها من برامج علاج، ولكن التشخيص الخاص بها قد لا يشخصه المختصين باضطراب تشوه الجسم، حيث أن الحالة صاحبة هذا الاضطراب تشعر بمشاعر تشوه كاذبة وليست حقيقية.
اللجوء لعمليات التجميل
- يؤكد المختصون في المجال النفسي أن صاحب هذا الاضطراب قد يلجأ إلى عمليات التجميل لكي يخفي هذا الجزء الذي يعتقد تشوهه، ورغم قيامه بعملية التجميل إلا أن المشاعر السلبية لا تزول رغم نجاح العملية، ذلك لأن المشكلة ليست في العضو ولكن المشكلة في الاعتقاد الخاطئ في عقيدة هذا الشخص حامل هذا الاضطراب.
- بل يؤكد علماء النفس على أن عمليات التجميل بعد تمامها قد تزيد معها مشاعر المضطرب سلبياً بحيث أنه يشعر بزيادة تشوه الجزء المراد إخفاؤه.
- وما من سبيل لعلاج هذا الاضطراب إلا بالخضوع لبرنامج علاج لتصحيح الأفكار والمعتقدات السلبية التي يعتقدها هذا الشخص.
ما هي أسباب الإصابة بالخوف من تشوه الجسم؟
لم يحدد العلماء حتى الآن سبباً واضحاً مباشراً للإصابة بهذا المرض بشكل مباشر، ولكن الباحثين اكدوا على أن هناك عوامل تساعد بشدة على ظهور هذا الاضطراب على شخص ما، بحيث تزيد احتمالية الإصابة بهذا المرض له عن شخص آخر لم يتعرض لنفس العوامل، فمن العوامل التي تساعد على ظهور هذا الاضطراب ما يلي:
- طبيعة الشخصية وقلة الثقة بالنفس، حيث أن الشخصية التي تفتقر للدعم النفسي والتقدير الذاتي ولديها صدمات نفسية في الصغر أثرت بشكل سلبي على نقدير الإنسان لذاته، كلها عوامل تؤدي إلى احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب.
- الثقافة السائدة في المجتمع عن مقاييس الجمال قد تؤدي إلى هذا الاضطراب، فقد يكون من مقاييس الجمال في مجتمع معين الشعر المجعد، أما الشعر الناعم فهو علامة نفور، فيعتقد الإنسان في نفسه أنه مشوه بسبب أن شعره مجعد، فهذا الاعتقاد خاطئ، لأن نفس الشخص إن سافر في بيئة أخرى سيعرف جيداً أن المشكلة لم تكن في الشعر ولكن في الثقافة المغلوطة في المجتمع.
- قديماً كان المجتمع العربي يعتبر البدانة أحد أهم مظاهر الجمال للمرأة، بينما في العصر الحديث تغيرت نظرة بعض المجتمعات لجمال المرأة فهناك مجتمعات ترى أن مقياس جمال المرأة يكون في الأقل وزناً، فتعتقد المرأة في نفسها أنها صاحبة تشوه في جسدها لأن جسدها لا يحوز على قبول مجتمعها، رغم أن المشكلة ليست في جسدها ولكن في الاعتقاد المغلوط الذي يعتقده أبناء المجتمع.
- قد يكون هناك صلة بين هذا الاضطراب وأمراض نفسية أخرى مثل الوسواس القهري والذهان وغيرها من الأمراض التي قد يصاحبها شعور المرء بهذا المرض.
علاج اضطراب تشوه الجسم
هناك حاجة كبيرة لصاحب هذا الاضطراب لخضوعه لبرنامج دعم نفسي كبير، حيث أنه في الحقيقة يعتبر هذا الاضطراب تعبيراً عن فقد الإنسان لتقديره لذاته وشعوره بالتقدير من الآخرين في مجتمعه، فحين يحصل الإنسان على الدعم النفسي اللازم يقل شعوره تدريجياً بهذا الاضطراب، وتتمثل فيما يلي:
- العلاج الدوائي لهذا المريض قد يكون في تناول بعض العقاقير التي تقلل من الشعور بالتوتر وتحقق الهدوء، ولكن العلاج الأهم في تلك الحالة يكون العلاج الكلامي والتحليل النفسي لصاحب المشكلة، لأن في هذا التحليل يحدث تفيرغ نفسي هام جداً في الكشف عن خطوات العلاج للمريض.
- غني عن الذكر أن الكشف المبكر لهذا المرض يسرع من عملية الشفاء، والإنكار الذي يؤدي إلى تأجيل العلاج يؤخر في الشفاء أيضاً.
- فإذا ما لاحظت عزيزي القارئ أي من تلك الأعراض عليك أو على أحد من أقاربك فانصحه بسرعة التوجه للمختص للعلاج، فكلما كان العلاج مبكراً كلما كان الشفاء أسرع.
- لهذا يجب على كل إنسان أن يشعر بقيمته وبجماله وبجمال جسمه، وأن يعرف كل إنسان أن اختلافنا في الشكل عن بعضنا البعض لا يعد تشوهاً، ولكن يعد تكاملاً فيما بيننا، ففي كل الأحوال يجب أن يعلم كل إنسان أن الله خلقنا على أحسن صورة وأحسن تقويم، وأن كل صورنا مهما اختلفت تفاصيلها هي جميلة صنعها رب العالمين.
وختاماً، فإن اضطراب تشوه الجسم من الاضطرابات التي يمكن الشفاء منها إن خضع صاحبها للعلاج المناسب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16073
تم النسخ
لم يتم النسخ