كتابة : سميرة
آخر تحديث: 13/02/2024

تعريف التمويل الذاتي وأهم دوافعه ومصادره ومزاياه وعيوبه

يتساءل الكثير من الأشخاص عن التمويل الذاتي Self financing وكيفية الحصول عليه وماهي الفوائد التي يمكن أن يصل إليها من خلال تطبيقه كمبدأ رئيسي في أثناء البَدْء في مشروع معين. ونوضح في هذا المقال في موقع مفاهيم مفهوم التمويل الذاتي وكل ما يتعلق به من تفاصيل يجب معرفتها وإدراجها ضمن خطط العمل الناجح.
تعريف التمويل الذاتي وأهم دوافعه ومصادره ومزاياه وعيوبه

ما هو التمويل الذاتي؟

  • التمويل بتعريفه العام: عملية يتم خلالها تنشئة المخصصات المالية المتوفرة وتحديد طرق التوزيع لها وكيفية استعمالها وذلك يضمن استمرارية الإنتاج على المستويات الاقتصادية المحلية وكذلك على مستوى المنشآت.
  • ويقصد به في مجال الاقتصاد: هو عملية تهدف إلى تأمين التمويل الضروري من عدة مصادر مالية لاستعمالها في إنشاء قيم مادية وبناء اقتصاد قوي يحافظ على استمرار عملية الإنتاج المحلية والوطنية.

تمويل ذاتي

يقصد بالتمويل الذاتي :

  • استعمال الموارد المالية الخاصة بالشركة، أو المبالغ النقدية الناتجة من تجارة المؤسسة أو الشركة التي تم توفيرها من المخصصات التمويلية لها، بحيث أن صاحب المؤسسة لا يحتاج إلى مصادر تمويل خارجية.
  • يعتبر هو الأشهر في المجال الاقتصادي حيث يطبق في المراحل البدائية للمشروعات.

وله نوعان رئيسيان وهما:

1. التمويل الحقيقي

  • حيث يقوم صاحب المؤسسة باستهداف زيادة رأس المال عن طريق توفير جزء من أرباح المؤسسة ووضعها جانباً.
  • وذلك بعد معرفة الأرباح الصافية وتوزيعها بحيث يندمج هذا الجزء الذي تم توفيره مع راس مال المؤسسة ويكون موجود في خانة المخصصات الاحتياطية للمؤسسة.

2. التمويل الغير حقيقي

  • يكون هذا التمويل بتوفير مخصصات مالية بعيدة عن أرباح المؤسسة وتكون هذه المخصصات لوقت محدد ثم يتعين على المؤسسة سدادها عندما يحين الوقت المتفق عليه.
  • وللتمويل الغير حقيقي العديد من المصادر المتعددة مثل الإعفاءات الضريبية واحتياطيات الأسعار المرتفعة والمخصصات المالية الاحتياطية للطوارئ، لذلك فإن هذه المصادر مؤقتة يتم سداد مستحقاتها عندما تتحسن الأمور.

أهداف ووظيفة التمويل الذاتي

الوظيفة الرئيسية للتمويل هي:

  • تطويع الوسائل النقدية المتوفرة مع القيم المادية المتكونة من عدة مصادر وتوزيعها على المستوى الاجتماعي على الوجه المناسب، وذلك للوصول لأكبر عائد متاح عبر دورات هذه المخصصات في عمليات تطوير الإنتاج المجتمعي.
  • كذلك الوصول إلي الطرق المنطقية في توزيع هذه المخصصات وإنفاقها سواء على المستويات المجتمعية أو المؤسسية.
  • تكمن الوسيلة لاتباع السياسة المالية عبر أساليب التمويل المتنوعة في الوصول إلى الأهداف المطلوبة: فهي لا تعتمد على الخبرة في نطاق التمويل فقط وإنما إمكانية اتخاذ القرار الملائم لربط سياسات التمويل مع الأنشطة الاقتصادية المتعددة.
  • وذلك باستعمال الإمكانيات المتوفرة في المنشآت المختلفة للوصول إلي أهداف المنشأة المطلوبة.

ويعتمد أهداف التمويل أو الاستقلال المالي الذاتي على اتباع هذه المعادلة، وتشمل:

نسبة الاستقلال المالي / الاستقلال المالي = حقوق الملكية / إجمالي الميزانية العمومية.
ثم يتم تحويل النتيجة التي تم الحصول عليها إلى٪.

يتمتع التمويل بأسلوبين محددين وهما:

التمويل الخارجي:

  • ويتمثل في عملية الاقتراض وكذلك استعمال الاحتياطيات النقدية المتوفرة طِبْقاً للقانون الذي ينص على وجوب التسديد، وكذلك ما ينتج عن الاقتراض من فوائد مصرفية منصوص عليها في العقود.

التمويل الذاتي:

  • وهو استعمال بعض الإيرادات للتمويل بما يتناسب مع القرارات المتخذة من قِبَل المؤسسة.

دوافع التمويل الذاتي

مرّ ذلك النوع من التمويل عبر التاريخ الاقتصادي بالعديد من المراحل والخطوات حتى يصل لصورته الحالية، ويصبح أحد الأعمدة الرئيسية وأهمها في إنشاء المؤسسات والمشروعات، ومن اهم دوافعه الأتي:

  • الربحية وتحقيق الأولوية لأصحاب المؤسسات والمنشآت في السوق وسعي أصحاب هذه المؤسسات لتحقيق أعلى معدل ربحي وعائدات نقدية في سبيل تضخيم رأس مال المشروعات المنشئة وتطويرها.
  • لذلك فإن توافر مصادر مالية متنوعة للتمويل الذاتي تدل على نجاح المؤسسة في عملها لان من اهم وظائف المؤسسات هي توفير اكبر قدر من المصادر المختلفة لتحقيق التمويل والاكتفاء الذاتي حتى لا تلجأ إلى مصادر خارجية قد تفرض عليها المزيد من التكاليف مما يؤثر على العملية الإنتاجية للمؤسسات.
  • ثم أن بعض الدول كانت تعاني في بدايتها اقتصادياً من عدم توافر مصادر للتمويل مما كان يجعل المنشآت العامة أو العكس اكثر سيطرة على الأخرى بسبب التمويل الذي توفره لها.
  • ومع تطوير مبدأ التمويل في هذه المؤسسات والمنشآت أصبح التدخل المركزي والسيطرة على هذه المنشآت أقل، مما أكسبها القدرة على التحكم في الإدارة الذاتية واتخاذ القرارات بنفسها ودعمها دون الحاجة إلى مصدر خارجي مهيمن.
  • وبسبب تطبيق هذا المبدأ تطور الاقتصاد العالمي وأصبحت الإدارة حرة في كثير من المؤسسات والمنشآت دون الخضوع إلى الهيمنة الخاصة أو العامة.
  • ويطبق ذلك المبدأ في الدول المتقدمة اقتصادياً على المستوى العالمي وفق قوانين تنص على مواد وحسابات معينة يتم الالتزام بها.

متى يرتفع التمويل الذاتي؟

يتم قياس مؤشر التنمية للتمويل الذاتي من عدة نواحي، وتشمل الآتي:

  • عند وجدول زيادة ملحوظة في الأرباح والعوائد.
  • شعور المستثمرين بالربح الذي يعود عليهم من التمويل الذاتي ومن ثم كسب ثقتهم لمزيد من التمويل وإيداع أمولهم في هذا المشروع.
  • الحصول على أقصى استفادة من أرباح التمويل الذاتي نتيجة ارتفاع حجم الأرباح وتوزيعها بشكل متساو بين المستثمرين وعدم تأجيلها.
  • الحد من ظهور الديون في إدارة المشروع القائم على التمويل الذاتي يجعل أصحاب العمل وكذا المستثمرين يشعرون بنجاح خطة السياسة المالية المتبعة.
  • عند تقليل اعتمادها على الجهات المانحة، وزيادة رأس المال.

ما هو جدول التمويل؟

  • هو عبارة عن تقرير دورية توضح السياسة المالية للمؤسسة خلال فترة معينة، ومن خلالها يمكن تحقيق الإنجازات والإخفاقات التي وصلت إليها الشركة المعتمدة على التمويل الذاتي.
  • والجدير بالذكر أن هذا الجدول بمثانة تقييم أداء للأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى، وتوضح ما وصلت إليه المؤسسة من أرباح ومصروفات وكذلك خسائر، ومن هنا يعتمد عليه في وضع الخطط البديلة أو السير على الخطة القائمة.
  • وآلية عمل هذا الجدول أيضا تقوم على عمل مقارنة بين فترتين زمنيتين لمعرفة التطورات المالية التي شهدتها المؤسسة خلال هذه الفترة بأكملها.

مزايا وعيوب التمويل الذاتي

هناك العديد من المزايا والعيوب التي يمكن أن تقابل الممول الذاتي أثناء تمويل مشروعه، ومنها ما يلي:

إيجابيات التمويل الذاتي

يساعد تطبيق هذا المبدأ على الأتي :

  • منح المنشآت القدرة على رفع الطاقة الإنتاجية لها، مما يعمل على تثبيتها في المصاف الأولى للمنشآت المتقدمة.
  • كما يدعم تطور هذه المنشآت لتصبح قادرة على التنافس في سوق العمل.
  • إن التمويل الحقيقي يمكن تحقيق استفادة هائلة منه حيث يسعى إلى تضخيم الرأس المالي للمنشأة دون النظر لوقت محدد أو الالتزام بسداد مستحِقّات محددة بعد مرور مدّة زمنية معينة كما في التمويل الغير حقيقي.
  • السيطرة الكاملة على توسيع الأعمال التجارية.

سلبيات التمويل الذاتي

تكمن سلبيات التمويل في:

  • عدم وجود أو تحديد خُطَّة تمويلية معينة وفق أسس ملزمة لا يجب الخروج عنها.
  • عد وجود موارد كافية لتحمل أعباء ومتطلبات المشروع.
  • التعرض لخطر الإفلاس.
  • فقد يقوم صاحب المؤسسة باستغلال احد المخصصات النقدية الاحتياطية واستثمارها في مجال آخر، مما يجعل عدم توافرها في الوقت المحدد لها وارد وهذا يتسبب في تقليص الأرباح الصافية للمؤسسة.
  • بل واللجوء للاستقطاع من رأس المال لتغطية الاحتياجات ما يجعل حجم رأس المال في تقلص وتناقص حتى الوصول إلى معدل خسارة كبير لا يمكن تفاديه.
  • وذلك باللجوء المكرر والغير المحسوب للتمويل الغير حقيقي الذي يضع المؤسسة في خانة وجوب الالتزام أو تقبل الخسارة، كما يؤثر تأثيرا سلبياً على أنشطة المؤسسة وتقليصه ضمن نطاق معين ما ينتهي إلى انهيار المؤسسة بشكل كامل.

طرق وأنماط التمويل الذاتي

هناك طرق عدّة يمكن الاعتماد على التمويل الذاتي من خلالها وتتمثل في:

تدوير الأرباح

  • وذلك من خلال استخدام الأرباح الصافية بعد تحديد قيمته وعدم إنفاقها فيقوم صاحب المؤسسة بإعادة تدويرها في مشروعات جديدة تخص المؤسسة أو استثمارها في مجالات جديدة بغرض التوسع وزيادة الأنشطة.

تقليل حجم النفقات

  • وتوفيره لاستخدامه في أغراض أخرى بدلا من إنفاق المزيد من الأموال واعتبارها مصدر تمويل ذاتي جديد.

التمويل من خلال الموردين:

  • كما يقوم أصحاب المصانع بالحصول على الخامات وتأخير الدفع لحين الانتهاء من صناعة المنتج وبيعه ويكون بمنزلة قرض لمدة زمنية قصيرة دون فوائد، كما يسمح لاستغلال هذه المبالغ في الإنفاق على أغراض أخرى.

التمويل عن طريق العملاء:

  • كأن يقوم صاحب المؤسسة بالحصول على مقابل المنتج أو الخدمة قبل تقديمها ثم يستخدمها في صناعة المنتج في وقت متفق عليه بين الطرفين وبذلك يوفر تمويل كامل للشركة أو المؤسسة.

وعلى رواد الأعمال عدم اللجوء لمصادر تمويل خارجية إلا بعد الانتهاء من استغلال كافة مصادر التمويل الداخلية.

التمويل الشخصي

  • الذي يدخل ضمن نطاق التمويل لكنه يكون اكثر محدودية فهو ينحصر في النفقات الفردية أو العائلية، فيكون تطبيق هذا المبدأ على حياة الفرد بتحديد معدل نفقاته ومسئولياته وفق مخطط معين.
  • وذلك مع تحديد هدف معين يرغب الشخص في الوصول إليه كتوفير مبلغ مالي معين، ويتم خلال تطبيق هذا المبدأ أخذ الاحتياطات الضرورية في النفقات الطارئة والتعرض لأزمات مالية.
  • وكذلك التخطيط المناسب عند وجود حسابات مصرفية شخصية والكثير من الأمور غيرها، فالتمويل الشخصي بمنزلة جزء من التمويل ولكنه في إطار شخصي محدود.
بعد التعرف على التمويل الذاتي وفوائده ومساوئه على الجميع أن يضعه كهدف رئيسي ضمن خُطَّة عملية توفر له ضمان استمرار إنتاجه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع