كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 17/02/2023

حكم الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء

الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء، وحكم هذا الجمع عند جمهور العلماء، فهناك آراء تُجيز الجمع وأخرى تؤكد على أن كل صوم لابد وأن يكون بنية مُفردة، ولن يسعنا إلا أن نستعرض لكم حكم جواز الجمع بين صيام القضاء وبين الست من شوال حسب ما أجازه الشرع الإسلامي على لسان أئمة أهل العلم إلى جانب فضل الصيام وفائدته من خلال موقعنا مفاهيم.
حكم الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء

الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء

اختلف الكثير من أهل العلم حول مسألة الجمع بين صيام السِّت من شوال وبين صيام القضاء عن أيام شهر رمضان، وقد ثبت عن مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه سِتًا من شوال، كان كصيام الدهر".

وجاء في شرح النووي عن مسلم، بأن هناك دلالة واضحة على استحباب صوم الست من شهر شوال لمذهب الإمام أحمد وداوود والشافعي، لكن وُجِد أن هناك خلاف في مذهب الشافعية حول صيام القضاء وجمعه مع صيام الست من شوال في قولين:

  • منع الجمع بين صيام السِّت من شوال وبين صيام قضاء رمضان واعتبار كلا منهما عبادة تنفصل عن أختها ولا يجوز الجمع أو التداخل بينهما في النية.
  • أما في القول الثاني جاء بجواز الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء، حيث أن المقصود هنا هو جعل المرء منشغلا بالصيام في هذه الأيام، إلا أن الصائم قد لا ينال الثواب الكامل كما ينال في حال اتخذ لكل صيام نية على حدا.
  • وجاء في قول آخر في كتاب (حاشية على التحرير للشيخ زكريا الأنصاري) بأن من صام الست من شوال قضاء عن رمضان أو غيره نذرا أو نفلا آخر، كان له ثواب تطوعها لكن لا يحصل على الثواب أو الأجر الكامل المترتب على الأمر المطلوب دون نية الصوم عن أيام الست من شوال.
  • وما نقرأه من آراء سابقة هو دليل على جواز الجمع بين صيام الست من شوال بنية قضاء رمضان، إلا أن الأفضل فصل كل صيام عن غيره للتزوّد من الثواب والأجر، مع التأكيد على أنه يجب على الصائم أن يُبيت النية من الليل بأنها نية قضاء، لكن صيام الست من شوال فلا حرج في أن يبيت نية الصيام عنها، والله أعلم.

آراء المذاهب الأربعة حول الجمع بين صيام الست من شوال وصيام القضاء

أوضح بعض العلماء أن مسألة الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء، إمّا بالجمع أو منع الجمع، وسنوضح ذلك على النحو التالي:

  • المذهب الشافعي: حيث يرى جمهور الشافعية أنه لا يصح الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام قضاء رمضان أي عدم جواز الجمع بين النيتين، وأن لكل صيام نية تختص به.
  • أما عن المذهب الحنبلي: عدم الجمع بين النيتين لأن الصوم عن أيام القضاء لن يكون كامل بل لابد أن يكون له نية مفردة لإتمام صحته قبل النافلة وهي الست من شوال.
  • يقول جمهور المالكية: يرى جمهور المالكية أنه يجب الصوم عن الفرض والنفل في حالة الجمع بينهما، وجاء في رواية: في صيام قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، وأيام التشريق، قلت، وما قول مالك، أيقضي الرجل رمضان في العشر؟ فقال: نعم، وهو قول مالك؟ قال: نعم، وهذا دليل على جواز الجمع بين النيتين.
  • أما عند جمهور الحنفية: يرى أهل الحنفية أن الجمع بين النيتين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء يصح أحدهما لا عن كليهما، فعند أبي يوسف يصح عن قضاء رمضان، لأنه فرض، بينما عند محمد يصح صيام الست من شوال أي يقع عن النفل ولا يصح عن أيام القضاء.
  • ففي نية الفرض والنفل يكون الصائم متطوع، وهذا لا ينفي أصل النية للصوم من الأصل، لكن عند أبي يوسف فإن نية الفرض تتطلب التأكيد، ونية النفل لا تحتاج.

لذلك فإن من الأفضل جعل نية الفرض منفردة عن نية النفل خروجًا من الخلاف القائم والتفرّد بصوم القضاء قبل النفل، فإذا عجّل بصوم القضاء فلا حرج في ذلك، وإذا بدأ يصوم الست من شوال على اعتبار أن صوم القضاء ممدود فلا حرج عليه، وإذا أخذ برأي من أجاز الجمع بين النيتين فلا حرج في هذا، والله تعالى أعلى وأعلم.

فضل صيام الفرض والنفل بالدليل من السنة النبوية

  • إن صيام الست من شوال يحسب للصائم صيام الدهر كله، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه سِتًا من شوال.
  • كان كصيام الدهر"، وهذا بمثابة الحصول على الثواب والأجر العظيم من الله عز وجل، كما أن الصوم هذا تعويض عن النقص الحاصل في الفرض وإتمامه.

وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن أكملها كُتِبت له نافلة، فإن لم يكملها قال الله سبحانه وتعالى لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فأكملوا بها ما ضيع من فريضته، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك".

  • كما أن صيام الست من شوال هي تقرُّب العبد إلى ربه والتزوّد بعبادته من أجل وجهه الكريم والتمتع برضاه، قال النبي صلوات الله عليه وسلم: "ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها".
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي"، كما أن خَلوف فَمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده لخَلوف فَمِ الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك".

  • إن صيام القضاء والست من شوال له أثر كبير على المؤمن الذي يُعجّل بما عليه من قضاء للحصول على رضا الله تعالى، كما أن الصوم جنة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام جنة، ومن حديث عثمان بن أبي العاص قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصيام جنة من النار، كجنة أحدكم من القتال".

  • الصيام يُكفّر عن صاحبه الذنوب والمعاصي ما لم يُشرك بالله شيئًا، فعن البخاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، تُكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، كما أن الصوم يأتي شفيعا لصاحبه يوم القيامة.

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان".

وإلى هنا نصل لختام موضوعنا الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء وجواز الجمع حتى وإن اختلفت الآراء كما أوضحنا، وأنه لا حرج في هذا الجمع أو أن يأخذ المرء برأي جمهور الأئمة الأربعة حسب ما يريد لبدء الصيام سواء كان صيام الفرض أو صيام النافلة أو الجمع بينهما في نية واحدة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع

  • ، حكم نية الجمع بين صيام الفرض والنفل ، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر ، 
    https://shamela.ws/book/107/10576
  • ، حكم الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال ، كتاب التعليق على العدة شرح العمدة - أسامة سليمان ، 
    https://shamela.ws/book/37427/662
  • ، قضاء أولا أم صيام الست من شوال ، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية ، 
    https://shamela.ws/book/27107/47243
ذات صلة من مقال

حكم الجمع بين صيام الست من شوال وبين صيام القضاء