كتابة : رقية خالد
آخر تحديث: 19/05/2021

مواصفات الحمام الزاجل وأشهر السباقات له

استطاع الحمام الزاجل أن يغير مصير العديد من الشعوب، ويلحق الانتصار بالأمم عندما استخدموه كأداة حربية لا تقل أهمية عن القلاع والحصون والمدافع، بل كانت أعظم شأناً وقد شهد التاريخ بهذا الأمر.
الحمام الزاجل بأنواعه المتميزة وفوائده الكثيرة، الذي مازال يعجز العلماء عن اكتشاف قواه الخارقة التي تدفعه لإمكانية العودة من حيث ذهب، حتي يومنا هذا، وفي هذا المقال سوف نتعرف عليه وعلى قدراته، وعن أدواره التي قام بها عبر التاريخ.
مواصفات الحمام الزاجل وأشهر السباقات له

الحمام الزاجل

يعتبر الحمام الزاجل هو :

  • نوع من الطيور وقد كان يشتهر باستخدامه لإرسال الرسائل قديماً، وقد تم استخدام هذا الحمام لأنه يتمتع بالقدرة على الرجوع إلى الموطن الذي يعيش فيه مهما كانت المسافة التي تم إرساله إليها.
  • وقد كان يتم إرساله إلى أي مكان بعد ربط الرسالة في أحد أقدامه، كما أنه يرجع ومعه الرد على ما تم إرساله.
  • يعود أصل هذه الفصيلة إلى أفريقيا حيث السودان وليبيا والجزائر على وجه التحديد، وكان يسمى "هورمز"، وكان الغرض من استئناسه وتربيته استخدامه في الرسائل والسباق
  • ويعتاد على كيفية العودة إلى وطنه، بأن يتم نقله إلى مكان بعيد ثم تحريره، وهو فصيلة من سلالة الحمام الصخري.
  • اشتهر أيضاً بكفاءته العالية في الطيران حيث أنه يستطيع أن يطير مسافة تصل إلى 1600كم، خلال 48ساعة، حيث أنه يستطيع تحديد الاتجاه الذي يجب أن يسلكه.
  • وقد سادت الكثير من المعتقدات حول هذا الطائر منها: أنه يتمتع بقوى فريدة من نوعها تجعله يسير باتجاه المجال المغناطيسي، كما ظن الكثير أن الشمس هي وراء هذه القدرة، بطريقة ما.
  • وعلى الرغم أن الطيور قد تفقد طريقها أثناء الطقس المتغير، أو عند تلبد السماء بالسحب والغيوم، إلا أن هذا النوع من الحمام، يمتلك قوة ذاكرة مدهشة، ترشده إلى الاتجاه الصحيح.
  • سباق الحمام الزاجلكان فيما مضى يتم تنظيم السباقات لهذا الحمام، ويستمتعون بمشاهدته أثناء الطيران والتسابق وعودته، وقد كان الأشخاص يقومون باقتنائه وتدريبه منذ الصغر، حيث يأخذونه في جولة تعريفية بالمكان الذي يعيش ويحيط به.
  • ثم يتم اصطحابه إلى مكان يبعد خمسة عشر كيلو متر عن مكانه الذي يتواجد به، ثم يقومون بتحريره، وفي كل مرة يتم أخذه إلى مكان أبعد، حتى يعتاد السفر والعودة إلى مسكنه بسهولة.
  • وعند التحضير للسباقات، يتم اصطحابه إلى المكان الذي يحدث فيه السباق، ويقوم المدرب بتحديد أفراد الحمام التي سوف تشارك في السباق بناءً على حجمها وشكلها، وكذلك سلامة أجنحتها حتى يتأكد من عدم تعرضها للإعاقة أو الأذى أثناء طيرانها.
  • يعرف هذا الحمام بقدرته على الطيران مسافات بعيدة بشكل متواصل، دون أن يحصل على استراحة لشراب المياه، أو تناول الطعام، وقد تصل هذه المسافة إلى 1000كم خلال 24ساعة.
  • يعتبر الأكثر سرعة بين الحمام، هو الذي يصل يتراوح عمره بين 2-1 عام، أما ما زاد عمره عن ذلك، فيكون الأسرع طيراناً، عندما يكون الجو غير ملائم، كما أن بعض الحمام.
  • قد يلجأ إلى عدم اصطحاب صغاره أثناء سفره أو انتقاله لمكان ما مؤقتاً، وذلك بتركها في عشها، مما يجعله الأقدر على الرجوع إلى مسكنه حيث صغاره.
  • ويتم إنهاء السباق، بتسجيل وقت عودة الطائر إلى حجرته في مسكنه، حيث يتم سحب الشريط المربوط على قدمه، وكتابة وقت وصوله.
  • ويذكر أن الحمامة التي دخلت التاريخ بسبب بيعها بسعرً غير مسبوق، تعود لأصل بلجيكي، حيث قام رجل من الصبن بشرائها بمبلغ 1,252000يورو.
  • ويتم اقتناء هذا الحمام في بلجيكا لتدريبه على السباقات، لأن هذا الأمر من العادات القديمة والتراثية هناك، وقد ساهم الآسيويين، في تنشيط هذه العادات.
  • ومن الجدير بالذكر أن هذه الحمامة والتي يطلق عليها "أرماندوا" استطاعت أن تتفوق على السابقة "نادين" والتي تم بيعها بقيمة 376000يورو.
  • وتعتبر أرماندو: من أسرع الحمام الذي تم استخدامه في السباق لأماكن نائية، حيث قامت بالطيران لمسافة تصل إلى ما يزيد عن 1000كيلو متر في الساعة بشكل يومي، وقد بلغت سرعتها 90كيلو متر في الساعة.

مواصفات الشكلية للحمام الزاجل

يتصف هذا النوع من الحمام بالأتي :

  • ارتفاع رأسه وتقوسه، كما أن صدره يظهر بشكل أكثر بروزاً، كما يتميز بقصر رقبته بمحاذاة كتفيه.
  • كما يتميز بمنقاره الأسود النحيف، ولون أعين هذا الحمام إما حمراء أو خضراء مائلة للزيتي، كما نجد أن ريشه متلاحم مع بعضه وأكثر صلابة من ريش الطيور أو أنواع الحمام الأخرى.
  • كما أنه يتميز بقصر الأجنحة وقوتها، وله قصر ذنبه الأبيض، ويكون ذيل هذا الحمام طويلاً باللون الأسود وهو أسفل ذنبه، كما أنه يتمتع بقصر الأرجل العارية من الريش.
  • كما أن له العديد من الألوان، فمنه الأسود والأبيض، والأزرق المنقط بالأسود، والبنيّ، والملون مثل الحمام الأزرق بجناحين أسودان، وذيل بنيّ.

تاريخ استعمال الحمام الزاجل

  • يعتبر الحمام الزاجل هو أفضل نوع في فصيلته، وذلك لما يتمتع به من قدرات خاصة، وذكاء وسرعة وقوة تحمل، وما يستطيع تقديمه من مهام، لم تقتصر أهميتها فقط على مالكها، بل أفادت الدول قديماً.
  • وساهمت في صناعة التاريخ والحضارات، فهي لا تختلف عن المدافع والعجلات الحربية، بل كانت أهميتها ودورها أكبر من ذلك وأعظم.
  • وحتى اليوم يقوم الكثير من خبراء الأرصاد باستخدامه في بعض الأحيان لما يمكن أن يقدمه كبديل قوي ومؤقت عن الرادارات والأقمار الصناعية، خاصة عند تغير الطقس وسوء الأحوال الجويّة.

ويذكر التاريخ أن المرة الأولى التي استعمل فيها الإنسان هذا الحمام، كانت في:

  • الحروب التي دارت بين أكتافيوس الثالث وماركوس أنطونيوس، حيث قام الأخير بمحاصرة "بروتس" في مدينة مودينا، فقام بروتس بإرسال الرسائل إلى أكتافيوس من خلال هذا الطائر، ليخبره أنه مازال صامداً ضد الحصار المفروض عليه ولم يستسلم، وكان ذلك على نحو أربعة وعشرين عاماً قبل الميلاد.
  • ويعتبر التاريخ الأمة العربية، هي الأولى والأكثر تعاملاً واستخداماً لهذا الحمام، فلقد اكتشفت قدراته وحرصت على تربيته واستئناسه، ومعرفة أنواعه وأصوله وأنسابه، ولم تكتفي بذلك، بل قامت بتأليف الكتب حول صفاته والأمراض التي يصاب بها وكيفيه مداواته منها.
  • فقد كان العرب يستخدمون بريدهم الخاص قبل ذلك والذي يشمل استخدام الخيل والجمال، كما يستخدمون النيران والطبول والمرآه كطرق للإشارة فيما بينهم، ولكن بعد ذلك انتشر الإسلام، وانتشرت معه الفتوحات، وبدأت الفتن في الظهور، وأصبح الترقب لها واجباً والانتباه لها مهماً.
  • لذلك كان يجب أن تكون هناك طريقة، أكثر سرعة لربط مقر الخلافة بالولايات الإسلامية والأمراء الذين يحكمونها.
  • وكان ذلك أثناء العصر العباسي، فبدأوا بالتعامل معه كوسيلة جديدة من وسائل التواصل، كما أنه يتصف بالسرعة والذكاء، ولا يحتاج إلى دليل يقوم بإرشاده أثناء انتقاله لمسافة بعيدة أو أثناء سفره.
  • لذلك بدأ العباسيون في المنافسة على استئناسه، كما حرصوا على رعايته وتطوير نسله، حتى قاموا بتوظيف أشخاص لتدريبه وتطوير أداءه.
  • ولم يتوقف الأمر هنا، بل جاء الفاطميون، ليستخدموه ولكن بطريقة اكثر تطوراً، فقد استخدموه لإرسال الرسائل المشفرة، حتى وإن وقع الطير في أسر العدو فلا يمكنهم الاستفادة منها.
  • ولقد كان الحمام يطير لمسافات بعيدة بشكل يومي بين الإمارات الإسلامية، وفي جميع أنحاءها، وقد سهّلَ عليه هذا الأمر إقامة سلاسل من الأبراج، على مسافات منتظمة تبلغ 50ميل والتي تم تجهيزها لاستقباله واستبدالها بالأخرى.
  • وهناك الكثير من الحكايات والقصص عن هذا الحمام وعن الأدوار التي قام بها، ومنها أن فرنسا قامت بتدريب هذا الحمام في حال دخولها المناورات، لاستخدامها كوسيلة تواصل.
هناك الكثير من أنواع الحمام الزاجل، التي تم تصنيفها بحسب الغرض من تربيتها، منها ما هو للزينة، ومنها ما يتم تدريبه للسباقات، والرسائل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ