كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 23/05/2023

شرح قصيدة السيف في الغمد لا تخشى مضاربه كاملة|والسيرة الذاتية للشاعر

قائل قصيدة السيف في الغمد لا تخشى مضاربه وسيف عينيك في الحالين بتار هو الشاعر الكبير إدريس جمّاع، نتعرف عليه بشكل أكثر من خلال مفاهيم، والجدير بالذكر أنه أثناء نظم هذا الشعر كان يعاني من بعض الأمراض النفسية والتي تم إرساله على إثرها إلى مستشفى للعلاج في لندن، وأثناء علاجه في المستشفى أعجب الشاعر بعيون ممرضته وأطال فيهما النظر، وأثناء كتابة هذا الشعر كان دائم النظر والتأمل في عيون ممرضته عندما تأتي لعلاجه، فبدأت الممرضة بالشكوى إلى مدير المستشفى فأشار إليها أن ترتدي نظارة سواء وعندما عادت إلى إدريس ونظر إليها قال هذا الشعر، وبعد أن تم ترجمة الشعر إليها بكت من شدة بلاغته وجماله حيث صنف بأنه أبلغ بيت شعر في العصر الحديث.
شرح قصيدة السيف في الغمد لا تخشى مضاربه كاملة|والسيرة الذاتية للشاعر

صاحب بيت السيف في الغمد لا تخشى مضاربه

  • صاحب هذا البيت هو الشاعر السوداني إدريس محمد جمّاع، ولهذا الشاعر العديد من من القصائد الرائعة والمشهورة، التي قام عدد كبير من المطربين السودانيين العرب بغنائها.
  • كما أن بعض من تلك القصائد تم إدراجها في المناهج التي تخص دراسة الآداب في التربية والتعليم السودانية، وقد ولد الشاعر ادريس في عام 1992 في مدينة الخرطوم بالسودان، ومن ثم قضى حياته في مهنة التدريس.

نشأته ومراحل تعليمه

  • نشأ الشاعر نشأة دينية بين أسرة محافظة حيث كان والده هو محمد جماع بن الأمين بن الشيخ ناصر، كما أن الشاعر إدريس بدأ من الصغر تعلم وحفظ القرآن الكريم والتحق بعدد من المدارس منها مدرسة حلفاية الملوك الأولية عام 1930، ومن ثم مدرسة أم درمان الوسطي في مدينة أم درمان وذلك عام 1934.
  • كما أنه هاجر أيضاً إلى مصر عام 1947، وبدأ في الدراسة بمعهد المعلمين ومنه في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وتخرج منها سنة 1951، حاصلاً على درجة الليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، بعد ذلك التحق بمعهد التربية للمعلمين وحصل فيه على دبلوم التربية عام 1952.

قصيدة السيف في الغمد لا تخشى مضاربه كاملة

أعلى الجمال تغار منا

ماذا علينا إذ نظرنا هي نظرة تُنسي الوقار

وتُسعد الروح المُعني

دنياي أنتِ وفرحتي

ومنُى الفؤاد إذا تمنى

أنتِ السماء بدت لنا

واستعصمت بالبعد عنا

والسيف في الغمد لا تُخشى مضاربُه

وسيف عينيك في الحالين بتارُ

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه

ثم قالوا لُحفاة يوم ريح أجمعوه

عظم الأمر عليهم ثم قالوا أتركوه

أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تسعدوه

شرح قصيدة السيف في الغمد لا تخشى مضاربه

قصيدة السيف في الغمد لا تخشى مضاربه هي قصيدة رائعة من قصائد الشاعر إدريس محمد التي تناولت الغزل في عيون فتاة أكد الشاعر خلال بيت الشعر على سحر عيونها وجاذبيتها للأشخاص من حولها، وحازت تلك الأبيات على إعجاب الكثير من الشعراء في هذا العصر وصنفت ضمن أروع عبارات وكلمات الغزل الشعرية، وتتمثل شرح تلك الأبيات في ما يلي:

شرح قول الشاعر:

  • في الأبيات الأولى للقصيدة يعبر الشاعر عن إعجابه الحقيقي بجمال الأنثى، حيث وصفها بأعلى الجمال التي لا يحق لها أن تغار من غيرها من المخلوقات.
  • ثم يكمل في الأبيات التي تليها عن وصف شعوره من الحميمية وصدق المشاعر الجميلة، دون أن يكون له حبيبة بعينها يحبها في خاطره ووجدانه، ولكنه يصف كل نظرة التفتت إليه من أنثى حقيقية آثرت قلبه وروحه، ثم يمنحها كل ما يملك من دنياه حتى روحه وفرحته وفؤاده، حتى ينتقل إلى وصفها بالسماء التي يصعب على البشر لمسها كناية عن البعد بينه وبينها.
  • السيف في الغمد لا تخشى مضاربه… وسيف عينيك في الحالين بتار، والمعنى هنا أن الشاعر لا يخشى ضربات السيف القاسية رغم قوتها وحدتها، ولكنه يخشى من عيون محبوبته إن كانت ظاهرة أو مخبأة لأنها في الحالتين ساحرة وقاتلة، ويدل هذا البيت الشعري على مدى إعجاب الشاعر بعيون سيدته حيث وصفها بوصف بالغ وهو حدة السيف، وأكد خلال هذا البيت أن لغة العين كافية لتبادل الحب، وتتمثل مناسبة هذا البيت عن باقي أبيات القصيدة، أن قالها الشاعر أثناء علاجه في انجلترا، بعد أن أعجب بعيون ممرضته التي تقوم بعلاجه والإشراف عليه، وقال لها تلك الأبيات كنوع من أنواع الغزل.
  • ثم يعود الشاعر في النهاية لمشاعر الحزن والأسى فيحكي عن حظه العاثر في الحياة الدنيا، وشقاوه الذي عاش فيه طيلة حياته بين البشر فأصبح لديه مشاعر العزلة والبعد عنهم، فقال تلك الأبيات تصويراً لحاله ومواساةً لبؤسه وحرمانه.

حياة الشاعر إدريس محمد جماع

  • بدأ الشاعر حياته المهنية في مهنة التدريس وبرع فيها، حيث كان معلماً في معهد التربية بمدينة شندى في شمال السودان بالخرطوم.

شخصية الشاعر الشعرية

  • عرف هذا الشاعر خلال حياته واشتهر بديوان شعر اسمه هو لحظات باقية، حيث كان يعبر في هذا الديوان عن حال الشعر وينسج الخلود إلى صاحبه، وكان شعره دائماً يتصف برقة الألفاظ والوصف، ويدل على تجاربه العاطفية التي كان يخوضها ووجدان أمته العربية، كما أنه حرص في شعره على تناول القضايا العربية ذات البعد الوطني والقومي بروح بديعة وجمالية.

ديوان الشاعر إدريس جماع

  • بالإضافة إلى قصيدته الشهيرة السيف في الغمد لا تخشى مضاربه، كان للشاعر إدريس أيضاً ديوان شعري آخر تم طباعته ثلاثة مرات وهو لحظات باقية، حيث قام بعض من أقارب الشاعر وأصدقاءه بجمع هذا الديوان الشعري، لأن الشاعر لم يقم بطاعته نتيجة ظروفه المرضية التي كان يمر بها خلال حياته.

ومن قصائد هذا الديوان:

  • أنت السماء.
  • ينابيع الشعر.
  • أمة المجد.
  • عالم الخلود.
  • نغمات الطبيعة.
  • في مهب الريح.
  • نضال لا ينتهي.
  • صوت وراء القضبان.
  • ربيع الحياة.
  • طريق الحياة.
  • رسالة الحياة.

من أمثلة الأبيات الشعرية التي تصف حظه العاثر:

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه .. ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه

صعب الأمر عليهم قلت ياقوم اتركوه .. إن أشقاه ربي كيف انتم تسعدوه.

من أمثلة الأبيات التي قالها في المطار:

أعلى الجمال تغار منها .. ماذا عليك إذا نظرنا.

هي نظرة تنسى الوقار .. وتسعد الروح المعنى.

وصف أعمال ادريس الأدبية

  • كانت أغلب أعمال الشاعر إدريس الأدبية تتسم بالطابع الرومانسي والغزل، حيث تناولت اغلبها مواضيع أدبية تعبر عن الحب والحكمة والجمال وكذلك الكثير من الأشعار والكتب الوطنية التي تناهض الاستعمار.
  • من أبرز سمات الشاعر في أعماله الأدبية الرقة في الألفاظ والتغييرات التي تصف الوجدان والتجارب العاطفية بشكل جذاب ومميز.
  • اعتاد الشاعر في أغلب أشعاره على وصف كل ما يدور داخل وجدانه وعاطفته من خلال حرية التعبير عن مشاعره ما بين الحزن والفرح، ونالت أعماله مكانة عالية بين العديد من شعراء عصره.
  • ربط الشاعر إدريس في أشعاره بين الأمة الإسلامية العربية والسودانية كما تناول أيضاً خلال أعماله الأدبية الكثير من القضايا التي تتعلق بالأمة العربية مثل القضية الفلسطينية والقضية المصرية وكذلك الجزائرية والجدير بالذكر أنه قام بنظم الكثير من الأشعار التي تحث على تحرير العالم أجمع.
  • تميز بقوة تعبيره عن الذات من خلال شعر بسيط له دلالات ومعاني عميقة.
  • اشتهرت له العديد من القصائد منها قصيدة انت السماء التي غناها المطرب سيد خليفة السوداني وكان يقول فيها لمحبوبته: دنياي أنت وفرحتي ومنى الفؤاد إذا تمنى، أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا.

اعتزال الحياة والناس

  • لا شك أن الشاعرية البالغة في شعر جماع أدى إلى نسج الكثير من الأساطير حول قصائده، حتى دخل في حالة صمت لازمها ولازمته لوقت طويل لم يعرف عنه أنه كتب شعر بعد دخوله تلك الحالة.
  • التالي فإن الوصف الأدق لتلك الحالة هي أنه اعتزل الحياة والناس بموجة من الذهول مما نسب إليه وليست الجنون، حيث عجز عن العيش في محيط ضيق يتسم بالصرامة والجفاف، حتى إصابة المرض وأصبح في حالة إغماء جزئي لا يدرك معها ما يدور حوله، ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك هو تعرضه لكثير من الصدمات النفسية الهائلة التي لم يبحث بها.

وفاة الشاعر محمد إدريس جماع

  • توفي الشاعر محمد إدريس عام 1980، بعد أن صارع المرض النفسي المستمر الذي أدى إلى بقائه فترة طويلة من حياته في المستشفى التي تعالج الأمراض النفسية والعصبية بمدينة الخرطوم، ثم أرسل للعلاج بالخارج في لندن وبعد أن عاد مرة أخرى إلى موطنه لم تتحسن حالته ووضعه الصحي، حتى توفي.
وفي النهاية بعد أن تعرفنا على شرح السيف في الغمد لا تخشى مضاربه للشاعر إدريس، نجد أنه لم يحظى بالاهتمام الذي يستحقه سواء من النقاد أو دولته، وعلى الرغم من وصفه بالشاعر المجنون إلا أنه كان من أعقل الناس حيث وصل إلى حقيقة الأشياء في طريق يتسم بالشقاء مثل غيره من أصحاب الحس المرهف والطاقة الوجدانية العظيمة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ