كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 22/08/2023

الفرق بين الكافر والملحد ومصير كل منهما يوم القيامة

الفرق بين الكافر والملحد، وكيف جاء وصفهما في القرآن والسُّنة المطهرة، حيث انتشرت ظاهرة الإلحاد بدرجة كبيرة، وأصبح لها داعمون بطرق عديدة، ولقد أوضح الإسلام عقوبة الكافر والملحد من القرآن، بالإضافة إلى فتاوى العلماء حول التعامل معهم، وكيف يتم مجادلتهم دون التطاول على الذات الإلهية، لذا قمنا من خلال موقعنا مفاهيم بتوضيح حقائق الأمور والفروق المختلفة بين من هو الملحد والكافر؟ بالاستدلالات القرآنية، فتابعوا معنا المزيد من المعلومات المفيدة.
الفرق بين الكافر والملحد ومصير كل منهما يوم القيامة

الفرق بين الكافر والملحد

  • يقول علماء ومفكرو الدين الإسلامي عن الفرق بين الكافر والملحد: إن الكافر نوعان: الذي يؤمن بوجود الله، لكن لا يعبده ولا يصدق ما بعثه من رسالات إلى رسله لقوله تعالى: "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ".
  • أما النوع الثاني: فهو الكافر الذي لا يؤمن بأركان الأيمان الكاملة لقوله تعالى: " آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ ۦ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِ ۦ وَكُتُبِهِ ۦ وَرُسُلِهِ ۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۦ ۚ وَقَالُوا۟ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ".
  • بينما الشخص الملحد هو من أنكر وجود الله ومال عن الصواب والحق وينضم إلى جملة الكفار، ولا ينبغي متابعتهم أو مجادلتهم لقوله تعالى: " رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ في ءَايَٰتِنَا، فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا۟ في حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۦ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَٰنُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ". ذلك يشير لنا بوضوح ما هو الفرق بين الملحد والكافر؟

هل الكافر يدخل الجنة

  • إن من مات على الشرك والكفر بالله دخل النار ، ومن مات على ألا يشرك بالله تعالى دخل الجنّة، استنادا لحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه يقول: عن جابر -رضي الله عنه- قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً، فقال: يا رسول الله: ما الموجبتان؟ فقال: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار.
  • والموجبتان كما قال عنهما الإمام النووي: هما الخصلة الموجبة للجنة، والخصلة الموجبة للنار.
  • ويرى أهل المعتزلة بأن الخلود في النار يختص بالكفار، وكل من في جملتهم من ملحدين ومشركين، ولن يدخل منهم أحدا الجنة، وفي التشريع الإسلامي سنجد أن الكافر لا تنفعه شفاعة مهما كان، إذ إن للشفاعة شروطاً مؤكدة ومثبتة يجب تحققها حتى ينتفع منها الكافر والملحد والمشرك حتى المنافق لقول الله تعالى:

"إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ الْكَٰفِرِينَ، وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا". الأحزاب: 64-65.

ما مصير الملحد يوم القيامة؟

  • بعد أن استطرقنا الفرق بين الكافر والملحد، نأتي الآن لمعرفة مصير الملحد وهل الملحد يدخل الجنة أم أنه مثل الكافر والمشرك، سنجد أن الشخص الملحد الذي أنكر وجود إله لهذا الكون له فرصة الدخول إلى الجنة بشرط أن يتراجع عن أفكاره في الإلحاد لقوله تعالى: " قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِن يَنتَهُوا۟ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا۟ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ ٱلْأَوَّلِينَ". الأنفال: 38.
  • وقوله تعالى: " إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلًۢا بَعِيدًا". النساء: 116.
  • ومما نستنتجه من هذه الآيات هو أن كل كافر وملحد ومشرك ومنافق يمكنه التوبة إلى الله تعالى، إذا أقبل على الله بكل صدق وندم عدا الذين يُصرّون على إنكار الله والإلحاد في آياته والشرك به فهو ظلم عظيم لأنفسهم، ليكون مصيرهم النار خالد مخلدا فيها لقوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ لُقْمَٰنُ لِٱبْنِهِ ۦ وَهُوَ يَعِظُهُ ۥ يَٰبُنَىَّ لَا تُشْرِكْ بِٱللَّهِ ۖ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ". لقمان: 13.
  • وقوله تعالى: " وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ هِىَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ". التوبة: 68.

حكم الملحد في القرآن

  • لقد تحدّث القرآن الكريم عن الفرق بين الكافر والملحد من خلال العديد من الآيات التي توضح منهجية التعامل معهما ومعرفة ما هي أفكار الملحدين؟ وكذلك الكفار أهم الدلائل التي تقطع الشك باليقين، بدءا من بالتوجيه والنُصح والتكبر وصولا إلى عقاب الله تعالى.
  • ويؤكد القرآن الكريم بأن الضلال هو نواة كل تكبر في الأرض لقوله تعالى: " سَأَصْرِفُ عَنْ ءَايَٰتِىَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْا۟ كُلَّ ءَايَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا۟ بِهَا وَإِن يَرَوْا۟ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا۟ سَبِيلَ ٱلْغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُوا۟ عَنْهَا غَٰفِلِينَ". الأعراف: 146.
  • وقوله تعالى: " وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ ۦ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَىٰهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَٰهُمْ سَعِيرًا". الإسراء: 97-99، وغيرها من الدلائل التي توضح ما هو عقاب الملحدين؟
  • إن حكم الملحد والكافر في القرآن واضح لا جدال فيه ولا خلاف عليه، والله سبحانه وتعالى عادل لا يظلم الناس كما في قوله تعالى: " مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِى هَٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ". آل عمران: 117.

هل يجوز العيش مع ملحد؟

  • لا يجوز العيش مع الشخص الذي أعلن إلحاده، أو مصادقته، أو مودته حتى وإن كان من الأقارب والأهل لقوله تعالى: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوٓا۟ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَٰنَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ ٱسْتَحَبُّوا۟ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلْإِيمَٰنِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ". التوبة: 23.
  • وقوله تعالى: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَٱلْكُفَّارَ أَوْلِيَآءَ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ". المائدة: 57.
  • وقوله تعالى: "لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ۥ وَلَوْ كَانُوٓا۟ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَٰنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ". المجادلة: 22.
  • إذن لا ينفع العيش مع ملحد كما بيّن القرآن الكريم في آياته، ولكن لا مانع من المجالسة مع من يتساءل عن الفرق بين الكافر والملحد لدعوتهم إلى الدين الإسلامي وتوضيح حقائق الأمور وترغيبهم في الإسلام دون التطاول على الله ورسوله بأي حال لقوله تعالى: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلْكِتَٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا، وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا۟ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا۟ في حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۦٓ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْكَٰفِرِينَ في جَهَنَّمَ جَمِيعًا". النساء: 140.

صفات الملحدين

يقول بعض علماء النفس بأن الشخص الملحد يتسم بسلوكيات أو صفات معينة منها ومن خلالها نشير لكم من هو الشخص الملحد؟ في ما يلي:

  • الملحد يعاني من الاكتئاب والحزن نتيجة لخبرات حياتية عاش فيها ساهمت في تشكيل دواخله النفسية.
  • قد يعاني الملحد من الهيستريا والهوس.
  • ربما يكون لديه فصام في شخصيته.
  • الشخص الملحد يحب احترام آرائه وأفكاره، ولا يحب عدم تقبل الآخرين له، بل ويقوم بتكفيرهم واتهامهم بالجهل.
  • لديه تشكك في كل أمر ديني ناتج عن ضعف العقيدة بداخله.
هكذا انتهى مقالنا بالإجابة عن الفرق بين الكافر والملحد وصفاتهما من جانب علم النفس، ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر موعظة أوضحت من هو الكافر والمشرك قال: "الفرق بين الرجل والكفر والشرك الصلاة"، لذا فإن الصلاة هي مفتاح الإيمان والعقيدة الحق وسدّ باب الباطل وإنكار وجود الله عز وجل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ