القيء والاستفراغ في نهار رمضان
هل القيء والاستفراغ في نهار رمضان يبطل الصيام؟
الاستفراغ هو :
- إلقاء اكل أو شرب من المعدة عن طريق المريء ومن ثم خروجه من خلال الأنف أو الفم وللإجابة علب هذا السؤال فان الاستفراغ يتوقف إذا كان عمدا أم لا.
الاستفراغ عامدا إذا كان الاستفراغ والقيئ عن طريق العمد فإنه حكمه:
- يبطل الصوم ويكون التعمد عن طريق إدخال الأصبع إلى نهاية الحلق وذلك لتحريك الطعام خلال معدته والطعام الموجود داخل بطنه ليستفرغ ويقوم بإخراجه من خلال الأنف أو الفم وبهذا الفعل يكون الصائم قد افطر.
- وبالتالي فأنه يجب عليه قضاء اليوم فيما بعد إذا كان الصيام فرضا عليه وهذا باتفاق المذاهب الأربعة وأما حكم القيئ في صيام قضاء الأيام فانه يبطل الصوم كذلك.
القيء والإستفراغ في نهار رمضان غير متعمدا
إذا غلب على الإنسان القيء والاستفراغ في نهار رمضان أي كان هذا من غير إرادة منه كالذي يري شيء تشمئز نفسه منه قيوم بالاستفراغ ونحو ذلك فان حكمه :
- صيامه صحيح ولا قضاء عليه وذلك بإجماع الفقهاء.
- وخلاصة الإجابة على هذا السؤال أن الصائم إذا قام بالقيئ والاستفراغ عن عمد وإرادة منه فصيامه باطل ووجب القضاء وإذا كان هذا الأمر من غير عمد أي من غير إرادة منه فصيامه صحيح ولا شيء عليه.
- وذلك لما ورد علي النبي صلي الله عليه وسلم انه قال (من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض).
ماذا يترتب على استفراغ الصائم عامدا؟
هناك عدة أسئلة تدور حول أبطال الصيام بالاستفراغ ومن اهم هذه الأسئلة هل الاستفراغ يبطل الصيام للحامل؟ هل القيء يبطل الصوم في غير نهار رمضان؟ هل الاسترجاع يبطل الصيام؟ فل الاستفراغ يبطل صيام النوافل وغير ذلك من الأسئلة التي تدور في هذا النطاق وللإجابة على هذه الأسئلة نقول كل هذه الأشياء تعد من مبطلات الصيام وسوف نتعرف في السطور التالية على الأثار التي تترتب على هذه المبطلات جميعها:
أولاً: من حيث القضاء:
- إذا كان الاستفراغ متعمدا وجب على الصائم قضاء هذا اليوم سواء كان في شهر رمضان أو كان الصوم لقضاء يوم قد فاته في شهر آخر.
- لأن قضاء الدين وأداؤه واجب شرعي عليه وأما إذا كان الاستفراغ عمدا في صيام التطوع فانه يبطل لصوم ولا قضاء عليه.
ثانياً: من حيث الكفارة:
- إنه لا كفارة على من قام بالاستفراغ أو استقاء عامدا في نهار رمضان أو قضاء يوم في رمضان آخر مما يعني انه يجب عليه القضاء فقط .
- وإنما وجوب الكفارة تتعلق بأمور أخرى كمن جامع زوجته في نهار رمضان وذلك طبقا لما جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم وخلاصة الحديث (أن من استفرغ عامدا وجب قضاء هذا اليوم فقط ولا كفرة عليه).
هل الاستفراغ يبطل الوضوء؟
اختلف الفقهاء في الحكم في هذه المسألة :
- منهم من قال انه لا يبطل الوضوء هؤلاء هم المالكية والشافعية وفي رواية عن احمد إنه ذهب إلى أن الاستفراغ لا ينقض الوضوء سواء كان قليلا أو قليلا وعللوا رأيهم أن هذا القيء لم يخرج من أحد السبيلين فالناقض للوضوء عندهم هو كل من خرج أحد السبيلين.
- بينما ذهب بعض الفقهاء إلى أن الاستفراغ ينقض الوضوء ومن أمثلتهم الحنفية والحنابلة إذا كان كثيرا أما إذا كان قليلا فانه لا ينقض الوضوء لكنهم اختلفوا في كيفية تحديد الكثير فمنهم من قال انه يحدد بالعرف ومنهم من قال انه إذا امتلأ الفم بالقيء يعد كثيرا.
- ومن الجدير بالذكر أن مذهب القائلين بان الاستفراغ القيء ينقض الوضوء قد استدلوا لما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم هو (أن النبي عليه الصلاة والصلام قاء فتوضأ).
ما هم سبب صوم من ابتلع القيء عمدا؟
هناك سؤال يتعلق بهذه المسألة وهو هل سبب ببطلان الصيام عن بلع السائل الخارج من المعدة ووصل الي الفم انه يعتبر من الطعام؟
للإجابة على هذا السؤال:
- انه إذا تم صعود شيء من المعدة ثم وصل إلى الفم بحيث يمكن الصائم من خروجه من الفم ثم ابتلعه الصائم فانه أفسد صومه وإذا لم يصل إلى الفم بحيث لا يتمكن الصائم من طرده من الفم ثم رجع إلى المعدة فان صومه صحيح.
- والسبب في إفساد الصوم أن الصاعد من المعدة ليس كونه طعاما وحده بل قد يكون قيئا أو طعاما أو بلغما.
هل يبطل صيام من احتاج للقيء أثناء الصيام؟
- إذا احتاج الصائم للقيء أثناء صيامه فإنه يفعله ولا إثم عليه لكنه عليه قضاء هذا اليوم.
- وذلك لما جاء في الفتاوي الرمضانية للشيخ بن عثيمين رحمه الله أنه قال (إذا تقيأ الإنسان عمدا إذا كان لغير عذر فهو حرام عليه في الصوم إذا كان الصوم واجبا عليه لان هذا الفعل يفسد صومه وان كان لعذر فإنه قال انه بذلك افطر لأنه اذا تقيأ لعذر يبيح له الفطر).
- ومن الجدير بالذكر انه هناك قاعدة تقول كل من افطر لعذر شرعي يجوز له الأكل والشرب بقية نهار رمضان.
مذاهب العلماء في رجوع القيء من الصائم
هل إذا بلع الصائم القيئ متعمدا أو ما خرج من جوف الصائم ورجع إليه هل يفسد الصيام؟
- للإجابة على هذا السؤال قال الفقهاء أن الصائم إذا تعمد بلع القيء وما في حكمه بعدما كان بإمكانه طرده فانه بهذا الفعل قد أفسد صومه.
- ومن الجدير بالذكر انه يجب المحافظة على الصوم الواجب ولا يجوز إفساده باي طريقة من الطرق بل تجب المحافظة على صحة الجسم والابتعاد عن مبطلاته
- وقد فصل الفقهاء هذا الحكم بأنه لو عاد القيء من تلقاء نفسه في هذه الحالة من غير إرادة الصائم فانه كان كمية القيء ملء الفم مع تذكر الصائم للصوم فلا يفسد صومه عند محمد من مذهب الحنفية وهو الصحيح عندهم لعدم وجود الصنع.
- ولأنه لم توجد صورة للفطر وهو الابتلاع لأنه لا يتغذى به عادة بل أن النفس تعافه وعند أبي يوسف يفسد صومه لأنه خارج حتى انتقضت به الطهارة وقد دخل.
- وإن كان القيئ اقل من مل الفم فعاد لم يفسد صومه لأنه خارج منه ولا إرادة منه في إدخاله.
- وذهب المالكية أن المفطر في القيء هو رجوعه سواء كان القيء لمرض أو كان بسبب امتلاء المعدة سواء قل أو كثر رجع عمدا أو سهوا ففي هذه الحالة عندهم أن يجب عليه قضاء هذا اليوم لأنه افطر.
- أما الحنابلة فقالوا إنه لو عاد القيء بنفسه لا يفطر الصائم لأنه بذلك أصبح مكروها ولو إعادة بإرادته افطر ووجب عليه القضاء في هذه الحالة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9348