لغز الماسة الزرقاء المسروقة في السعودية
قصة الماسة الزرقاء المسروقة في السعودية
في عام ١٩٨٩ في شهر يونيو تحديدًا حدثت جريمة سرقة كبيرة بالمملكة العربية السعودية، حيث قام عامل تايلاندي يسمى "كرنكراي تيشمونغ" بسرقة مجوهرات يصل وزنها إلى ٩٠ كيلو جرام بقيمة تبلغ ٢٠ مليون دولار، ويصل وزن الماسة الزرقاء وحدها خمسون قيراطا، وقصة السرقة حدثت كالآتي:
- وهذا العامل التايلندي هو بواب لدى قصر الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود الذي قام بسرقته.
- وقام بتهريب هذه المجوهرات الثمينة إلى تايلاند مما تسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية بين كلًا من المملكة العربية السعودية وتايلاند لمدة تصل إلى ٢٠ عامًا وأكثر، ومن ضمن هذه المسروقات الماسة الزرقاء التي لم تتم استعادتها حتى الآن برغم استعادة بعض من المجوهرات والأحجار الكريمة الأخرى.
- وتمت هذه السرقة بعد تخطيط كبير من العامل التايلندي فور علمه بخروج الأسرة بأكملها لقضاء إجازة طويلة استمرت لشهور خارج مدينة الرياض، فعمل على سرقة المجوهرات على دفعات حتى تمكن من نقل المجوهرات ثم تهريبها إلى تايلاند من خلال الشحن الجوي وهرب هو الآخر إلى بلده.
- ثم بعد عودة الأسرة المالكة للقصر تم اكتشاف جريمة السرقة وتوجيه الاتهام للعامل التايلاندي وإبلاغ سلطات تايلاند حتى تم القبض عليه واعترف بالجريمة، وقام بالإرشاد عن التجار الذي قام ببيع بعض المجوهرات لهم، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات إلى أن تم تخفيضها إلى سنتين وسبعة أشهر.
لغز المجوهرات والماسة الزرقاء المسروقة
على الرغم من القبض على السارق وإبلاغه عن أماكن بعض المجوهرات واستعادتها إلا أن المفاجأة التي لم يتوقعها أحد أن الأمير قد اكتشف أن حوالي ٢٠% فقط من المجوهرات التي استعادها حقيقة والباقي بأكمله مجوهرات مزيفة، وهذا ما أدى إلى الآتي:
- مما دفع السلطات السعودية إلى إعادة التحقيق في الجريمة مرة أخرى، وتم التواصل مع السلطات التايلاندية والتعبير عن الغضب بسبب تسليم السعودية مجوهرات مزيفة.
- مع وجود تقارير تؤكد أن هناك بعض قادة الشرطة التايلاندية متورطون في سرقة المجوهرات بعد أن تمت استعادتها واستبدالها بمجوهرات زائفة، إلا أن القضية قد اتخذت طابعًا دمويًا.
- ففي خلال هذه الفترة تم اغتيال ثلاثة من الدبلوماسيين السعوديين في ظروف وحوادث مختلفة.
- ووصل الأمر كذلك إلى قتل رجل أعمال سعودي يسمى محمد الرويلي، وفي هذا الوقت كان يمتلك مكتب استقدام في بانكوك، وحدثت جريمة القتل هذه بعد أن توصل إلى معلومات حول سرقة المجوهرات، وتوجه الاتهام إلى خمس من رجال الشرطة التايلاندية.
- حتى إن تاجر ممن قاموا بشراء بعض المجوهرات وأثيرت حوله الشبهة بتغيير المجوهرات الحقيقة إلى مزيفة، أصبح شاهدا رئيسيا بالقضية، وفي عام ١٩٩٤ عثر على جثتي زوجته وابنته بسيارة مرسيدس خارج حدود بانكوك.
- وأخبر الطب الشرعي أن الوفاة حدثت بسبب حادث بين السيارة وشاحنة، وحينها تم توجيه الاتهام إلى بشالور كيردثيس وهو رئيس فريق التحقيق بقضية السرقة، وحكم عليه بالسجن لمدة ٢٠ عامًا.
هل تم استعادة الماسة الزرقاء المسروقة في السعودية؟
ومع كل هذه الأحداث وعلى الرغم من استعادة جزء كبير من المجوهرات المسروقة إلا أن الماسة الزرقاء النادرة لم تتم استعادتها
- وهذا ما جعل من اختفائها لغز يسعى الكثيرين للعثور عليه، فهذه الماسة الزرقاء هي من أندر المجوهرات على مستوى العالم.
- تستخرج هذه الماسات الزرقاء من منجم كولينان الذي يقع بالقرب من بريتوريا في منطقة جنوب أفريقيا، ولكن الماسة الزرقاء المسروقة في السعودية التي كانت ملكًا للأمير فهد لا أحد يعرف أصلها ومن أين تم استخراجها ولم يتم العثور على أي صورة لها حتى الآن.
- ولكن مما أثار الجدل حول هذا الاختفاء الغريب للماسة الزرقاء، قيام وكالة "أسوشيتد برس" بنقل أن هناك وسائل إعلامية بتايلاند نشرت تقارير عن أن زوجات كبار الشخصيات والمسؤولين بتايلاند يرتدين قلادات مرصعة بالألماس لها نفس مواصفات المجوهرات المسروقة.
ماذا حدث للعامل سارق المجوهرات؟
- قضى العامل السارق فترة عقوبته بالسجن التي استغرقت عامان وتسعة أشهر، ثم خرج بعدها وقام بتغيير اسم عائلته حتى يتجنب تعريض ابنه للتنمر من الآخرين، وتم العثور عليه في عام 2016 يقيم في أحد البيوت الخشبية الفقيرة بعد أن ندم على ما فعله.
- وفي عام 2019 أصبح كاهنا بوذيًا، ونشرت الوسائل الإعلامية حفل ترسيمه راهبًا، وعبر عن أسفه عما تسبب به من قتل أشخاص كثيرين ورغبته أن يكون راهبًا مدى الحياة ليمحو لعنة الماسة الزرقاء.
- وأصبح راهبًا لمدة ثلاثة سنوات ثم عاد لأسرته وعبر عن عدم قدرته على الرهبنة لمدى الحياة لحاجة أسرته إليه.
ما هو مصير العلاقات بين السعودية وتايلاند؟
بعد كل هذه الجرائم الدموية التي حدثت من جانب تايلاند عملت السعودية على :
- خفض مستوى البعثات الدبلوماسية بين البلدين.
- بالإضافة إلى منع المواطنين من السفر إلى تايلاند، وترحيل آلاف العمال التايلانديين إلى بلدهم مما أدى إلى ضعف المستوى الاقتصادي بتايلاند والتي كانت تعتمد بشكل كبير على العمالة بدولة السعودية.
- كما أوقفت السعودية لفترة كبيرة تأشيرات الدخول إلى المملكة من جانب التايلانديين.
- وفي عام 2016 تم التوصل إلى عودة العلاقات بين السعودية وتايلاند في نطاق الأعمال، حتى تم الاتفاق بين كلًا من رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على بداية صفحة جديدة بين البلدين.
- وتم انطلاق أول الرحلات الجوية إلى تايلاند من مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جدة لتصل إلى مطار سوفارنابومي بمدينة بانكوك بتاريخ ٢٨ فبراير الماضي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_19148