أهمية المسؤولية الاجتماعية بين المؤسسات والأفراد
المسؤولية الاجتماعية على الأفراد
في البداية نلقى الضوء على مسؤولية الأفراد تجاه مجتمعاتهم، ويجب التنويه على أن مساعدتهم في حل مشكلات مجتمعاتهم ليست تبرعاً أو رفاهية يمكن الاستغناء عنها، بل هي في الحقيقة واجب نفسي وديني وقانوني على حد سواء.
وحرص الأفراد على المشاركة الاجتماعية له أثره النفسي الجميل والذي نحاول إلقاء الضوء عليه في السطور القادمة.
الأثر النفسي للمشاركة المجتمعية
- إن القيام بواجبات اجتماعية نحو حل مشكلات المجتمع له دور كبير في تأكيد الذات وتدعيم الشخصية، فالشخص القادر على رؤية المشكلة واقتراح حلولها يقدم لنفسه فائدة قبل أن يقدمها لمجتمعه.
- فالقدرة على تحليل المشكلات المجتمعية، كمشكلة جمع القمامة مثلاً، أو مساعدة الأرامل بتقديم مساعدات مادية أو عينية، أو غيرها من المشكلات التي قد تواجه أي مجتمع، تعطي صورة ذهنية للإنسان عن نفسه جيدة جداً.
- فيظهر أمام نفسه بمظهر إيجابي جداً، فالشخص المنعزل عن المجتمع والغير قادر على المساهمة فيه يظهر أمام نفسه بمظهر الضعيف والعاجز عن المشاركة.
عدم مشاركة الفرد قد ينبع من ثقافة خاطئة بأنه ليس عليه الواجب في المشاركة، ولكنه سيدفع الثمن غالياً حين تتكاثر المشكلات في مجتمعه بشكل يصعب معه الحل البسيط، وتحتاج لتدخلات أصعب.
دور المؤسسات في حل المشكلات الاجتماعية
للأفراد دور في المشاركة المجتمعية في حل بعض الأزمات التي يمكنهم حلها في مجتمعاتهم، مثل مساعدة الأيتام والفقراء في الحياة من الجانب المادي أو القيام ببعض الخدمات لهم مثل تقديم خدمات طبية أو خلاف ذلك.
لكن الحقيقة أن هناك بعض المشكلات التي لا يقدر بعض الأفراد على حلها حتى ولو كانوا مجتمعين، ولكن تلك المشكلات يقدر حلها مؤسسات متخصصة في جوانب معينة.
- فالمشكلات الخاصة بإنشاء المستشفيات تكون الشركات المتخصصة هي الأقدر على المساعدة فيها وليس الأفراد.
- والمشكلات المتعلقة برصف الطرق وإنشاء الكباري أو خلاف ذلك فالشركات الخاصة بالإنشاءات هي الأقدر على المساهمة فيها وحلها.
- والمشكلات الخاصة بتوفير المياه الصالحة للشرب للقرى المحرومة منها تكون الشركات المتخصصة في ذلك هي الأقدر على حلها وليس الأفراد، فالأفراد مهما بلغت طاقاتهم المادية والبشرية فلن يستطيعوا التوصل لأسرار تلك التخصصات وقياس الكفاءة فيها وتنفيذها على الوجه المطلوب.
المسؤولية الاجتماعية من النواحي المختلفة
إن هذه المسؤولية لها جوانب كثيرة، فمنها:
- جانب علمي، تناولته مؤلفات علم الاجتماع بكافة أطيافها بشكل فيه ترحاب وحثت عليه بكل الطرق.
- جانب ديني، تناولته الأديان السماوية بشكل رائع، حيث حث الدين الإسلامي على المشاركة في حل أزمات المجتمع في الأحاديث النبوية والآيات القرآنية على حد سواء.
- جانب فلسفي، تناولته الكتابات الفلسفية في العديد من التصورات الخاصة بالمدينة الفاضلة وكيفية إدارة أفراد المجتمع للمشكلات بداخله.
أهمية المشاركة المجتمعية في الدين الإسلامي
لقد حث الدين الإسلامي على المشاركة المجتمعية في مواضع كثيرة، حيث جاء الأمر الرباني بقيام المسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في آيات كثيرة:
- ومفادها أن المسلم عند رؤيته لمشكلة أخلاقية أو اجتماعية مثل السرقة أو غير ذلك من التجاوزات، فيجب عليه ألا يقف صامتاً ولكن عليه أن يحاول حل المشكلات التي يراها في مجتمعه.
- حتى أن الأحاديث النبوية أرشدتنا على أن إزالة الأذى من الطريق يثاب عليه المسلم
فانظر عزيزي القارئ كيف أن الإسلام يدفع الإنسان دفعاً على المشاركة المجتمعية في حل المشكلات حتى وإن كانت إزالة الأذى من الطريق.
نماذج ناجحة للمشاركة المجتمعية
هناك نماذج ناجحة جداً في مصر والعالم العربي للمشاركة المجتمعية من الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
- فعلى مستوى الأفراد تزخر الأحداث الجارية في كثير من الدول العربية على مواقف الإنقاذ التي أنقذ فيها أشخاص كثيرون ممن تعرضوا لمواقف صعبة، وتمت إغاثتهم بشكل جميل من أصحاب الشهامة حيث:
- فهناك من قام بإنقاذ أهل منزل من الموت قبل احتراق منزلهم
- وهناك من أنقذ سيدة مسنة من السرقة بكشف السارق قبل أن يقوم بجريمته.
- أما على مستوى الشركات فهناك العديد من الشركات في الوطن العربي قامت بالعديد من المشروعات الخيرية والمساهمة في المستشفيات الخيرية المتخصصة في الأمراض المختلفة، مثل:
- المساهمة في مستشفيات السرطان.
- المساهمة في مستشفيات علاج الحروق، وغيرها من المستشفيات.
الأثر السلبي لعدم القيام بالمشاركة المجتمعية
- إن الحكومات في الدول النامية لا تستطيع حل المشكلات الكبرى وحدها، فضعف الموارد المادية وضعف الكفاءة في إدارة أزمات بعض البلدان يضاعف من الآثار السلبية لتلك الأزمات على الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
- فضعف الخدمة الطبية وغياب الخدمة الصحية في العديد من المواقع النائية في بعض البلاد يؤدي لانتشار الأوبئة والأمراض في تلك المناطق.
لا ينجوا من الوباء أي إنسان إذا انتشر في مكان معين، فيجب على المجتمع المشاركة في حل المشكلات التي تعجز الدولة عن حلها حتى لا يصاب بالأذى على المدى القصير والطويل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_8580