كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 28/07/2023

ما هو النظام الاقطاعي ونشأته وتطوره وسبب انهياره؟

يعرف النظام الاقطاعي بأنه واحد من الأنظمة السياسية والاقتصادية وكان بداية ظهورها في أوروبا الوسطى والغربية، خلال فترة العصور الوسطى، وتم تعريفه على أنه النظام الذي يعتمد على ملكية الأفراد للأراضي وكان في ذلك الوقت الأراضي الزراعية الوسيلة الإنتاجية الأساسية، بالإضافة إلى أنه كان يعمل على تنظيم العلاقة ما بين كل من المالك والعامل وذلك لأن تلك الأراضي كانت ملك للأشخاص وكان يعمل بها الفلاحين مقابل نسبة بسيطة من الإنتاج، وتم تسميته بـ الإقطاعي نسبةً إلى الإقطاعات ومساحات الأراضي، ومن خلال مفاهيم نتحدث عن هذا النظام بشكل مفصل.
ما هو النظام الاقطاعي ونشأته وتطوره وسبب انهياره؟

متى ظهر النظام الاقطاعي؟

ظهر في البداية في قارة أوروبا وبالتحديد في أوروبا الشرقية، وبالتالي يمكننا القول أن بداية ظهور النظام الإقطاعي في العصور الوسطى وكان ذلك بعد انهيار الدولة الرومانية وترتب على ذلك تفكيك السلطة مما تسبب في ظهور نظام جديد أعطى الفرصة لمن يمتلكوا الأراضي الزراعية أن يتحكموا بالفقراء المقيمين في أراضيها، ولم يطلق عليه اسم النظام الإقطاعي إلا بعد عدة سنوات من تطبيقه تحديدًا في القرن الثامن عشر، والجدير بالذكر أن ذلك الاسم مشتق من اللغة اللاتينية، ظهر ذلك النظام في اليابان بدايةً من القرن الـ 11 وحتى القرن الـ 19 وكان المتحكم فيه رجال سلطة قوية يطلق عليهم شوغون.

مبادئ النظام الاقطاعي

يقوم النظام على مجموعة من المبادئ الهامة توضح لنا ما هو مفهوم النظام الإقطاعي؟ والتي من أهمها:

توزيع القوى في البلاد

  • عمل النظام الإقطاعي على توزيع السلطات في البلد وكان الملك بمفرده له ملكية الأراضي وكان يعمل على توزيعها على الأفراد الموجودين في البلد ليقوموا باستغلالها، بالإضافة إلى القوى العسكرية والتي كانت أيضا ملكاً للملك فقط ولكن مع نظام الإقطاع تم توزيعهم على الطبقة النبيلة والتي جعلتهم يمتلكوا جنود.

العدل وتنظيم الإدارة

  • نشأ نظام الإقطاع من أجل تطبيق العدل وتشريع القوانين وتطبيقها والإشراف عليها وكان ذلك الأمر يعد صعبًا على الملك، لذلك تم تكليف أشخاص متخصصة لتقوم بالإشراف على تلك المهام باسم الملك، وكان الغرض هو تطبيق العدل والمساواة فيما بينهم وفقًا للنظام الهرمي من السلطات العليا وحتى السلطات الأقل بما يهدف في النهاية ايضاً من تنظيم البلاد.

تأميم الأراضي

  • يجب العلم أنه تم إنشاء نظام الإقطاع خصيصًا لذلك السبب لكن بطريقة غير مباشرة، وذلك لأن الأراضي الزراعية في ذلك الوقت كانت لا تخص الملك بمفرده كما هو في الوقت الحالي، وكان يشرف عليها عدد من السلطات المختلفة مثل: الحكومة المحلية والمركزية والمحاكم وغيرهم.

ما هي أركان النظام الاقطاعي؟

يقوم النظام على 3 أركان مهمين يعدوا أعمدة النظام الأساسية، وهم:

المجتمع القروي

والمقصود به هو المجتمع الذي كان يعيش على مهنة الزراعة وكان يعمل على ثقافة التعاون بين الأفراد، والجدير بالذكر أنه كان يحتوي على أربع طبقات مختلفة وهم:

  1. طبقة الأحرار: وهي الطبقة التي كانت تمتلك قطع اراضي خاصة بها ولا يخضعوا لقوانين الإقطاعي ولا يلتزموا بأي قيود، وكانت نسبتهم في العصور الوسطى قليلة جدًا.
  2. العبيد: وتلك الفئة كانت تعمل في البداية على خدمة الملك في منزله ثم التحقوا للعمل بالزراعة.
  3. الفلاحون: الفئة المتوسطة ما بين العبيد والأحرار.
  4. الأقنان: ظهرت مؤخراً، وكانت في البداية تنتمي لطبقة الأحرار ولكن بسبب تدهور الحالة المعيشية الخاصة بهم، تم إجبارهم على التضحية بحريتهم مقابل العمل.

نظام الدومين

تم اشتقاق كلمة الدومين من اللغة اللاتينية والتي معناها الملك أو السيد، والتي أشارت إلى جميع الاملاك التي تخص الإقطاعيين، وكان يهدف ذلك النظام إلى تقسيم إنتاج الأراضي إلى جزئين وهما:

  1. الجزء الأول: وهو كان من نصيب صاحب الأرض.
  2. الجزء الثاني: كان يتم توزيعها على الفلاحين وذلك مقابل عملهم في الأراضي.

النمو الإقطاعي

ساعد ذلك النمو النظام الاقطاعي على التطور وبسببه قام الإقطاعيون بتأسيس أسر إقطاعية، مما ساعدهم في ازدياد نفوذهم وتأثيرهم وأعطى لهم سلطات واسعة، وكان السبب في ذلك هو غياب الحكومة المركزية في أوروبا، والجدير بالذكر أنه تم تقسيم ذلك العصر إلى 3 عصور فرعية وهي:

  1. عصر التمهيد: وهي الظروف والحوادث التي أدت لظهور نظام الإقطاع، ثم تم تطويره من قبل مجموعة محددة من الرجال.
  2. عصر النمو: هو العصر الذي بدأت فيه الحرب وكان ذلك في القرن الـ 19 الميلادي وساعد في تطوير نظام الإقطاع ونموه.
  3. عصر الكمال: وكان ذلك في الفترة ما بين القرن الـ 11 والقرن الـ 12 والذي تغيبت فيه الحكومة المركزية مما عمل على زيادة نفوذ الإقطاعيين وبدء نظام الإقطاع في التطور.

سمات النظام الاقطاعي

يمتلك نظام الإقطاع مجموعة من السمات التي ميزته عن غيره من الأنظمة، ومن أبرز خصائص النظام الإقطاعي:

تقسيم المجتمع إلى طبقات

  • عمل النظام الإقطاعي على تقسيم المجتمعات إلى طبقات متفاوتة، بمعنى أنه كان يوجد طبقة النبلاء وهم الأشخاص الغنية في المجتمع، وطبقة رجال الدين وطبقة الفلاحين وكان الفلاحين هم الطبقة الفقيرة، والجدير بالذكر أن السلطة المطلقة في البلد هي سلطة الملك ثم يليها النبلاء، ولكن يجب العلم أن تلك التقسيمة كانت السبب في انتشار الفقر والجهل وسوء الأوضاع الاقتصادية.

نظام ملكية الإقطاع

  • وكان ينص ذلك النظام على أن يقوم الملك بإعطاء الأراضي الخاصة به لأحد النبلاء ويكون هو المسؤول عن جلب الفلاحين للعمل بها مقابل أجور بسيطة وفي بعض الحالات كأن يكون مقابل الفلاح هو الطعام والشراب فقط، ومع الوقت أصبح يتم فرض الضرائب عليهم.

الظروف الغير مستقرة

  • خلال تلك الفترة كان النظام يعيش ظروف غير مستقرة مما جعل الملك دائمًا بحاجة لمن يقوم بحمايته وحماية الأملاك الخاصة به وطبقة النبلاء هي من كانت تقوم بتلك المهمة، لأنها في الأساس هي الطبية العسكرية وكان بعلم الملك على تسليح عدد محدد من المقاتلين لحمايته لأن ذلك الأمر كان مكلفًا عليه.

شريعة النظام الاقطاعي

كانت شريعة نظام الإقطاع تتبع عادات وتقاليد المجتمع والتي كان لها ثلاث أشكال:

  1. الملكية المطلقة: وهي كانت غير محدودة وكانت لا تلتزم بأي شروط.
  2. الالتزام: وكان يعمل على إعطاء إنتاج الأراضي للإقطاعي ولكن ليس له حق ملكيتها ولكن بشرط تنفيذ الخدمات المفروضة عليه.
  3. إيجار الأرض: وذلك عن طريق إعطاء الإنتاج للعبد أو المستأجر ولكن بشرط تقديم التزامات الإقطاعية.

موقف الإسلام من النظام الاقطاعي

  • ما هو نظام الاقطاع في الاسلام؟ لقد عارض الإسلام نظام الإقطاع وذلك لأنه لا يعترف بالعبودية وبدأ في الاضمحلال مع دخول الإسلام.
  • كما أن الإسلام كان يساعد العبيد على التحرير بجميع الطرق المختلفة وكان يعطي لهم الحرية في العمل، والجدير بالذكر أنه كان يوجد عدد من العبيد بسبب الحروب التي كانت قائمة في ذلك الوقت ولكن الإسلام كان يعطي لهم جميع حقوقهم كأفراد في المجتمع.

انهيار النظام الاقطاعي

متى انتهى النظام الاقطاعي؟ وذلك يتبين من خلال بعض الاسباب، تتمثل في ما يلي:

  • الطاعون الأسود: كان الطاعون الأسود السبب في وفاة عدد كبير من الناس كما أنه تسبب في هروب الفلاحين من الأراضي الزراعية خوفًا على أنفسهم، وعندما كان يتم جلب فلاحين جدد كانوا يطالبوا بأجور مرتفعة مما ساعدهم على ترك القرى والانتقال إلى المدن للحصول على فرص عمل أفضل، وكان ذلك سبب في بدء انهيار نظام الإقطاع.
  • الحروب الصليبية: كان لها دور في ضعف النظام الإقطاعي، فعندما بدأت الحملات الصليبية في الانفتاح كان المجتمع الإقطاعي بحاجة لعدد كبير من الجنود مما جعل الملك يعمل على تدريب المواطنين وإرسالهم إلى أماكن الحروب وترتب على ذلك خفض نسبة العمال.
  • ثورة الفلاحين: علم الفلاحين بأن لديهم الكثير من الحقوق عند كل من من الملك والنبلاء لذلك قاموا بثورة للمطالبة بحقوقهم، وتسبب ذلك في ضعف النظام الإقطاعي.
  • التغيرات الهيكلية في المجتمع: ظهر مفهوم جديد وهو السفر والتنقل من أجل الحصول على عملة نقدية، وانجلترا هي من لها الفضل في ذلك، وترتب على ذلك رغبة الفلاحين في السفر من القرى إلى المدن من أجل الحصول على الحرية والنقود.
أخيرا نكون تحدثنا عن كل ما يخص النظام الاقطاعي، وهو عبارة على أن الأراضي الزراعية كانت ملكًا للملك وكان يعطيها لطبقة النبلاء الذين كانوا يستأجرون الفلاحين للعمل بها بمقابل مادي قليل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ
ذات صلة من مقال

ما هو النظام الاقطاعي ونشأته وتطوره وسبب انهياره؟