كتابة : Reham
آخر تحديث: 25/09/2021

انواع الاستعارة وكيف يمكن التمييز بينها في الجمل

قبل التحدث عن انواع الاستعارة يمكننا تعريفها بأنها تشبيه قوى يدعي معنى الحقيقة في الجملة للمبالغة في الوصف والتشبيه، وتعرف بأنها تشبيه تم حذف أحد طرفيه ولكن لابد من قرين الشيء الدال على المشبه والمشبه به.
ولبلاغة الاستعارة أقسام سوف نتحدث عنها بشيء من التفصيل في هذا المقال، والاستعارة في اللغة العربية اسلوب بليغ يوضح المعني ويجعل فهمه أوضح وأسرع حيث أن اللغة العربية غنية بالأساليب الذكية.
انواع الاستعارة وكيف يمكن التمييز بينها في الجمل

جدول المحتويات

ما هي انواع الاستعارة ؟

أولا :الاستعارة بحسب طرفيها

تم تقسيم أركان الاستعارة باعتبار ما يذكر من الطرفين وهم المشبه والمشبه به إلى ما يلي :

1. الاستعارة التصريحية:

  • تعرف الاستعارة التصريحية بأنها تذكر المشبه به في الجملة ولا تذكر المشبه بمعني التصريح يكون بالمستعار منه بدلاً من المستعار ويتم حذف المشبه، ومن أمثلة الاستعارة التصريحية:
  • (نسي الطين ساعة أنه طين) – (حقير فصال تيها وعربد) ففي البيت الأول شبه الشاعر الإنسان بالطين فحذف الإنسان وهو المشبه، وصرح بالمشبه به وهو الطين.
  • وقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) حيث شبهت الآية الكريمة الكفر بالظلمات وشبت الإيمان بالنور وتم حذف المشبه وهو الكفر والإيمان وتم التصريح بالمشبه به وهو الظلمات والنور، لذلك فهي استعارة تصريحية.

2. الاستعارة المكنية:

  • عرفت الاستعارة المكنية في البلاغة بأنها ذكر المشبه وقصد المشبه به دالاً على ذلك بقرينه في الجملة وتلك القرينة هي في الأصل من لوازم المشبه به، وتعرف بأنها أيضاً تقوم على المزاوجة بين وجهين هم الكناية والاستعارة لأن المستعار يتم حذفه من السياق لكنه يرد بعض القرائن اللازمة له، ومن أمثلة الاستعارة المكنية ما يلي:
  • (وإذا المنية أنشبت أظافرها ألفيت كل تميمة لا تنفع) ففي هذا البيت شبه الشاعر المنية بالحيوان المفترس أو السبع، وتم حذف المستعار منه وهو المشبه به وهو السبع، ثم صرح بالمشبه أو المستعار له وهو المنية، كما أبقى الشاعر على قرينه دالة وجامعة بينهما وهي الأظافر لذلك فنوع الاستعارة هنا استعارة مكنية.
  • وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) فقد تم تشبيه الريح التي لا تحمل المطر بأنها مثل المرأة العاقر التي لا تحمل الجنين، فالمشبه به أو المستعار منه وهو المرأة غير موجود بينما تم ذكر المشبه أو المستعار له وهو الريح، وهنا فإن كلمة عقيم هي القرينة، والذي يجمع بين الريح والمرأة هو الاخصاب.
  • وقد قال الشاعر الحجاج بن يوسف الثقفي ( والله إني لأرى رؤوساً قد أينعت وقد حان قطافها) وهنا شبه الحجاج رؤوس مخاطبيه بأنها مثل الشجر المثمر، فحذف المستعار منه وهو الشجر، وذكر المستعار له وهو الرؤوس، وكلمة أينعت هي القرينة الدالة على المشبه والمشبه به، والذي يجمع بينهما هو الارتفاع على الأصل والجذوع وهنا فإن الاستعارة مكنية.

ثانيا : تصنيف الاستعارة بحسب الكلمة التي تقع فيه

في هذا النوع تعتمد الاستعارة على لفظ المستعار منه، وفي الكلام يجب أن يكون المستعار منه أصلاً أي جامد أو مشتق أو تابع لذلك الأصل، وفي هذا التصنيف تنقسم الاستعارة إلى قسمين وهم :

1.الاستعارة الأصلية:

  • هي نوع من الاستعارة يكون فيه المشبه به أو المستعار منه أصلي أو جامد في الجملة أو اسم معني أو اسم جنس ،ومن الأمثلة على ذلك :
  • قول الشاعر(قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس) حيث شبه الشاعر هنا الفتاة بالشمس بسبب اشراقها الشديد في حياته، فالمستعار منه أو المشبه به هو الشمس وقد ذكره الشاعر، أما المستعار له أو المشبه وهو الفتاة فهو محذوف، وبذلك فالاستعارة هنا هي استعارة أصلية تصريحية لأن المشبه وهو الشمس هو المصرح به وهو اسم جامد.

2. الاستعارة التبعية:

  • هي نوع من الاستعارة يشترط فيها أن تكون الاستعارة اسم أو مشتق أو فعل أو اسم الفعل أو اسم مبهم أو حرف، ومن الأمثلة على الاستعارة التبعية ما يلي :
  • قول الله سبحانه وتعالى ( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً) المستعار منه هنا هو النار، والمستعار له هو الشيب، وقد اشتق الفعل اشتعل من الاشتعال وهو اسم، وهنا فالاستعارة هي مكنية وتبعية لأن لفظ الاستعارة هو اسم مشتق.

ثالثا :الاستعارة حسب توافق الطرفين

تعرف بأنها الاستعارة المصرحة باعتبار اجتماع الطرفين على شيء واحد أو عدم اجتماعهما، وتنقسم إلى ما يلي :

1. الاستعارة الوفاقية:

  • هي الاستعارة التي يجتمع فيها أركان التشبيه أي المشبه والمشبه به على شيء واحد بسبب التوافق بينهما في الجملة، وتشبه التشبيه التمثيلي وكلاهما يبحثان في الصورة المركبة المشتركة بين طرفي التشبيه، وعلى سبيل المثال :
  • قول الله تعالى ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً) وهنا تم استعارة المرض للنفاق حيث أن الآية شبهت النفاق بالمرض فالمشبه المحذوف هو النفاق، أما المشبه به وهو المرض فمذكور، إذن فنوع الاستعارة هنا هي تصريحية وفاقيه بسبب التوافق بين المشبه والمشبه به حيث أن النفاق والمرض يجتمعان في شيء واحد وهو مكانهما في القلب.

2. الاستعارة العنادية:

  • هي استعارة لا يمكن التوافق بين طرفيها ولا حتى في شيء واحد وذلك لظهور التضاد بينهما، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
  • قول الله سبحانه وتعالى ( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين) ففي هذه الآية تم استعارة الموتى للدلالة على الكفرة من الأحياء ولا يوجد اجتماع مطلقاً بين الموت والحياة بل إنه صرح بالمشبه وهو الموتى وحذف المشبه به وهم الكفرة من الأحياء، لذلك فالاستعارة هنا هي استعارة مكنية عنادية.

رابعا :تصنيف الاستعارة من حيث اقتران طرفها ببعض الصفات

يعرف هذا النوع من الاستعارة على حسب ما يرتبط بها من صفات تلائم المستعار منه أو المستعار له، وليس من المهم فيها النظر للقرينة الدالة في هذا النوع وذلك لأنها جزء لا يتجزأ من الاستعارة، أما بالنسبة للصفات الطارئة في هذا النوع فهي :

1. الاستعارة المرشحة:

  • هي استعارة اقترنت بما يلائم المستعار منه فقط على سبيل المثال : ( أتي الزمان بنوه في شبيبته فسرهم وأتيناه على الهرم) وفي هذا البيت شبه المتنبي الزمان بأنه إنسان وذلك للتشابه بين التحول والتطور من حال إلى آخر.

2. الاستعارة المجردة:

  • هي نوع من الاستعارة تم اقترانها بما يلائم المستعار له فقط ومن الأمثلة على ذلك :
  • (يا نهر هل نضبت مياهك فانقطعت عن الخرير أم قد هرمت وخار عزمك فانثنيت عن المسير)، وفي هذا البيت السابق شبه الشاعر النهر بإنسان وحذف الإنسان وهو المستعار منه، وكنى عنه بشيء من خصائصه وهي أداة النداء، وهنا فالاستعارة هي مكنية أصلية ومجردة لأن الشاعر أتى بما يلائم المستعار له وهي ( مياهك – نضبت – وانقطعت عن الخرير)

3. الاستعارة المطلقة:

  • هي استعارة اقترنت بالمستعار منه والمستعار له معاً، ولا يمكنها أن تقترن بأي من المستعار له والمستعار منه فهي إما مقترنة بالاثنين سوياً أو تنفصل تماماً عنهما، ومن الأمثلة عليها ( إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم.
وبذلك فقد تناولنا انواع الاستعارة وعرفنا معناها جيداً وكيف يمكننا التفريق بين أنواعها في الجمل أو استخراجها، فهي تأتي للطلاب في امتحانات الثانوية العامة لذلك من الضروري مذاكرة النحو جيداً ومعرفة البلاغة والأساليب العربية الجميلة التي تشعرنا بجمال لغتنا العظيمة فمن واجبنا معرفتها جيداً حتى وإن لم يكن لدينا اختبارات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ