آخر تحديث: 26/03/2022
اوهام يجب التخلص منها تعرف عليها
والسؤال الذي يطرح نفسه، وما هي العوامل التي تجعل الإنسان مجهزاً لقبول الأوهام؟ وكيف يمكن للإنسان الكشف عن تلك الأوهام، وما هي تأثيرات تلك الأوهام على شخصية الإنسان؟ وهل هناك وسيلة للكشف عن تلك الأوهام قبل أن تؤثر على الإنسان في باقي حياته، كل تلك التساؤلات تعتمد في المقام الأول على إدراك الإنسان وحسن رؤيته للحياة، وهذا الإدراك ينشأ مع خطوات التنشئة الأولى للإنسان، حتى قبل نشئته حين يكون جنيناً في بطن أمه، هناك عوامل تؤثر على هذا الإدراك وسنحاول هنا عزيزي القارئ في تلك المقالة بواسطة موقع مفاهيم عن اوهام يجب التخلص منها.
اوهام يجب التخلص منها
سنتحدث الان عن الاوهام التي يجب على كل شخص أن يتخلص منها حتي يستطيع أن يعيش حياته ومن بين هذه الأمور نذكر ما يلي:
- الأوهام هي مشاعر لا حقيقة لها، ولكن يصدقها الإنسان لأن إدراكه به بعض العيوب التي لحقت به ولا يعود إدراكه صالحاً إلا حين يسعى هو نفسه للإصلاح بصدق ويضحي بما اكتسبه قلبه وقت الغفلة.
- من أهم العوامل التي تساعد على إصابة إدراك الإنسان بالتشويش وعدم التبصر السليم للواقع والحياة هو التعامل الخاطئ مع الصدمات النفسية، حيث أن التعامل الخاطئ مع تلك الصدمات يجعل الإنسان غير قادر على رؤية الحقائق الصادقة، ولكن يرى الدنيا من خلال رؤية متأثرة بتلك الصدمات.
- تلك الأوهام التي تؤثر على الإنسان باقي حياته بشكل لا يفرق مع بين الوهم والحقيقة وبين ما صدقه وما كان يجب عليه تصديقه، وحين يعالج الإنسان آثار تلك الصدمات على نفسه، ربما يتفاجأ بما كان يعتقده من أوهام إذا ما قارنها بالحقيقة التي تظهر له في الواقع بعد علاج إدراكه.
وهم تأثير الصدمات النفسية على الوعي
- هذه ابنة لديها مشاعر سلبية تجاه أنوثتها، بسبب أن والدها كان يتمنى أن ينجب ولداً، ولكنه أنجب طفلة، ثم أنجب الولد بعد ذلك، فعانت الطفلة من التمييز في المعاملة التي يعاملها الأب لكلاً منهما، ففي حين أن الأب يفتخر بأخيها إلا أنه لا يكترث بوجودها مطلقاً ولا يقول عنها كلمة واحدة طيبة مثلما يقولها عن أخيها، علاوة على أنه كان يكلف الابن بمهام لا يكلفها بها.
- كبرت الابنة وهي كارهة لأنوثتها ومعتقدة أنها السبب في تلك المعاملة السلبية من الأب، وأنها إن كانت ولداً لتغيرت المعاملة وتغير كل شيء، أصبحت تنظر للدنيا من عين لا ترى فيه قيمة لنفسها مطلقاً، كلما حاول أحداً التقرب منها كأنثى رفضت وتهربت من التجربة.
- اختارت لنفسها أن تكون أقرب للذكور في معاملتها للمجتمع، حتى أنها كانت ترفض إظهار أنوثتها بأي شكل وتتبرأ من أنوثتها وتقول أنها رجل، حتى أنها في دراستها كانت تريد أن تلتحق بتخصصات كان يحتكرها الرجال ولا تناسب النساء، ولكنها كانت تريد أن تثبت دائماً أنها ليست أنثى بأي حال من الأحوال.
- لا يمكن حصر المشكلات التي وقعت فيها الابنة من مشكلات عاطفية رافضة لفكرة الزواج، كما أنها تشعر بالدونية وانخفاض معدل تقدير الذات لديها لأدنى معدلاته، كل ذلك لأنها لم تستطع عبور مشكلة التمييز في المعاملة التي عانت منها في الصغر، فكيف تغير وعيها وكيف دفعت عن نفسها الأوهام؟
مرحلة عبور الأوهام إلى الحقيقة
- في جلسة صراحة مع الأب الذي كان يحب ابنته بشدة، وحاول دائماً التقرب منها ولكنها كانت دائماً ترفض تقربه منها وتعتبر أنه السبب الرئيسي في ظلمها في تلك الحياة بتلك المعاملة الظالمة التي كان يعاملها لها في الصغر، ولكنه فاجأها بأنه كان يخاف عليها من تلك الحياة، وأنه كان يكلف ابنه بالمهام الخارجية لأنه كان يخشى عليها من مواجهة صعاب الحياة.
- اعترف الأب لابنته بالخطأ الغير مقصود في المعاملة، وأنه كان يحاول حمايتها وليس ظلمها، كان ذلك بمثابة إشارة البدء في هدم الأوهام التي ترتبت على فكرة أن الأب يكره الابنة، وبمجرد أن صدقت الابنة أن أباها يحبها بشدة ربما أكثر من أخيها بدأت في بناء وعي جديد يناسب الفكرة الجديدة.
- ثم حاول الأب تعويض ابنته عن سنوات الحرمان العاطفي التي شهدتها، فراح يكتب فيها كلمات الحب والتقدير في كافة وسائل التواصل الاجتماعي، ويفتخر بها بشكل لفت انتباه الجميع، حتى أنها بكت من الفرحة حين قرأت وصف أبيها لها في احد التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
- لم تدرك الابنة أهي دموع الفرح بكلمات أبيها أم أنها دموع الفرح بالخروج لنور الحقيقة بعد وهم الصدمات الزائفة، ندمت كثيراً أنها لم تصارح أباها مبكراً بمشاعرها الخاطئة، ندمت أنها بنت كل اعتقاداتها على فكرة خاطئة صححتها في وقت متأخر.
التخلص من الأوهام للوصول للحقيقة
- لم تنتقل الابنة لمرحلة البقاء في نور الحقيقة بين ليلة وضحاها، ولكنها مرت بمراحل من الصراع الداخلي بين الوهم القديم وبين الفكرة الجديدة، مرحلة كانت فيها مرة تصدق أباها في مشاعره ومرة أخرى تجد نفسها لا تستطيع نسيان آلام الماضي الصعبة.
- أدركت الابنة أنها لن تستطيع التمتع بنور الحقيقة إلا عندما تهدم بكل يقين الأوهام التي كانت تؤمن بها قبل ذلك، فالوهم والحقيقة لا يجتمعان في قلب واحد.
- قامت الابنة بعد ذلك بتعديل سلوكياتها فأصبحت تعاملاتها معتمدة على رضا بما أنعم الله بها عليها من أنوثة، وأصبحت تفتخر بنفسها وبأعمالها وتفوقت في دراستها.
استمرارية السعي للحق للتخلص من الأوهام
حاولنا في تلك المقالة أن نسرد قصة تلك الابنة محاولة منها لتوضيح كيفية بناء الأوهام من فهم خاطئ لبعض الأحداث، وكيفية أن وهم واحد يؤمن به الإنسان قادر على أن يؤثر على كافة قرارات الإنسان سواء في التعليم أو العلاقات الأسرية أو حتى في تقدير الإنسان لذاته، لذلك علينا الاهتمام بما يلي:
- كل إنسان له أوهامه الخاصة، وطريقته الخاصة في الخروج من تلك الأوهام، وربما كان تأثير اليقين بالحقيقة الجديد سريعاً لدرجة أن يستشعر المرء أثر الخروج للحقيقة في سلوكياته بمجرد تحطيم الأوهام القديمة، فالأمر لا يحتاج لوقت بقدر ما يحتاج ليقين.
- فمهما كانت صدمتك التي أثرت على وعيك وجعلت تقرأ أحداث الحياة بشكل مخالف للحقيقة، فكل تلك الصدمات يمكنك تجاوزها عزيزي القارئ إذا ما قمت بمراجعة معتقداتك عن نفسك بصدق ومواجهة أبطال تلك الصدمات بما قاموا به، ربما اكتشفت حقائق جديدة غيرت نظرتك لتلك الأحداث رأساً على عقب.
- وقد لا تحتاج لمواجهة أبطال تلك الصدمات، ربما وجدتهم رحلوا عن عالمك قبل أن يصارحوك بالحقائق، ولكن عليك أنت أن تكون الحكم العدل على نفسك، فلا تظلم نفسك، ولا تسمح للأفكار السامة لدخول قلبك، فمتى بدأت طريق الصدق مع الله عزمت على تنقية قلبك مما أفسده فإن استمرارية السعي للحق تقضي حتمية الوصول في النهاية، الوصول لحقيقة تجعلك قادراً على ما لم تكن قادراً عليه من أمنيات نافعة كنت تراها مستحيلة بفعل ما آمنت به من أوهام.
وختاماً فاعلم أن السعي للحقيقة يستوجب شجاعة كبيرة لمواجهة اوهام يجب التخلص منها لكي تسمح للحق أن يدخل قلبك، واعلم أن الناس أعداء ما جهلوا، وأنك بالجهل ربما كنت عدواً حتى لنفسك، ولكنك بالعلم ستصبح سالماً مسالماً سلامك يعم كل شيء، سلام منك لنفسك وسلام منك لكل ما حولك.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16067
تم النسخ
لم يتم النسخ