كتابة :
آخر تحديث: 27/09/2021

من هو بادن باول، وما أهم مغامراته الكشفية؟

عندما نسمع اسم بادن باول يكون الاسم غريب على آذاننا نحن العرب بعض الشيء، لأن روبرت ستيفنسون سميث بادن باول هو ضابط في الجيش البريطاني وكاتب ومؤسس الحركة الكشفية، وقد ولد في الثاني والعشرين من فبراير لعام ألف وثمانمائة وسبعة وخمسون.
وكان ترتيبه السادس من الذكور والثامن من الأطفال العشرة لريفريند بادن باول في جامعة اكسفورد، وبالنسبة لوالده الروحي فهو روبرت صن بن جورج ستيفن سن مخترع السكك الحديدية.
من هو بادن باول، وما أهم مغامراته الكشفية؟

طفولة بادن باول

أهم ما يميز مرحلة الطفولة الخاصة بهذه الشخصية الأتي:

  • كان في الثالثة من عمره حينما توفي والده الذي لم يترك لأسرته شيء، فتلقى التعليم الأول له من والدته وبعدها التحق بمدرسة روز هيل في تون بريدج في ويلز.
  • وقد حصل على منحة لدى مدرسة شارتز هاوس في لندن والتي انتقلت أثناء وجوده بها إلى غود المينغ في مقاطعة سوري من الريف الانجليزي.
  • وقد أتته الفرصة ليكون قريب من الطبيعة التي أصبح لها تأثير كبير في حياته فيما بعد، وكان بادن باول يختبئ كثيراً من المدرسة في الغابة المحيطة بها، وكان يحب اصطياد الأرانب البرية فيصطادها ويطهوها فقد كان طباخاً ماهراً.
  • وفي أثناء العطلات كان يبحث عن المغامرة مع الأشقاء دائماً، وفي ذات مرة في إحدى العطلات قام هو واخوته برحلة استكشافية بالقارب حول الساحل الجنوبي لدولة انجلترا.
  • وقد قاموا برحلة أخرى استكشفوا فيها منابع نهر التايمز أثناء سيرهم بالقارب.
  • وكانت هذه الرحلات نادراً ما يقوم بها الأطفال والفتيان الصغار.
  • وفي هذه الفترة كان يحب الكتابة فكتب عن هذه الفترة التي خاض فيها الرحلات الاستكشافية يقول (لقد تحققت في أثنائها من بعض ما يحيط بنا من عجائب وتكشف لناظري ما في الغابة والشمس من جمال).

حياة باول العسكرية

أجرى باول امتحان دخول الجيش دون أن يعلم أهله، أهم ما يميز حياته العسكرية الأتي:

  • قد نجح بتفوق وتم تعيينه على الفور ضابط وقد برهن على أنه جندي لامع وسرعان ما ترقى وأحرز نجاح مدهش.
  • من أشهر نجاحات الكولونيل بادن باول عندما حاصر هو وألف من رجاله تسعة آلاف رجل من الثائرين من البوير( وهم شعوب من أصل هولندي).
  • حاصروهم في مدينة ما كينغ الموجودة في جنوب افريقيا ودام الحصار مائتان وسبعة عشر يوم حتى وصلت إلى التعزيزات وكان يبلغ وقتها من العمر 46 عام.
  • وبفضل التكتيكات والتخطيطات السليمة التي لجأ إليها بادن باول استطاع هو وجنوده الصمود على الرغم من عدم امتلاكه سوى مدفعين، فقد لجأ لنشر جذوع الأشجار في محيط المدينة وأخذ ينقل المدفعين من مكان لآخر مطلقاً من كل مكان قذيفة.
  • وقد ظن المهاجمون أنهم يمتلكون ترسانة كاملة من المدفعية، وأمر بادن جنوده بالحركة الدائمة في الموقع وإصدار أكبر ضجة ممكنة ليتوهم المهاجمون بأن عدد الجنود في الحصن كبير.
  • وقد أسس فرقة استطلاعية دعاها الكشافة حيث كانت مهمتها القيام باستكشاف خطوط العدو.
  • وفي وقت لاحق استعمل بادن باول بعض التقنيات في تدريب الكشافة، وعندما عاد إلى الوطن في عام 1900 أحرز نجاح وشعبية كبيرة على اعتبار أنه بطل قومي.
  • وقد وجد أن الكتيب الصغير الذي أعده لجنوده والذي يسمى ( مساعدات في النواحي الكشفية) استخدمه المدرسون وقادة الشباب في أنحاء البلاد أثناء تدريبهم.

بداية مغامرات باول

  • عندما عاد باول إلى بريطانيا شعر بالدهشة لأن الفتيات كانوا يشترون كتابه وأطلقوا على أنفسهم اسم ( فتيان الكشافة) ثم شكلوا جماعات صغيرة لممارسة الكشافة، ونظراً لذلك قرر بادن باول أن يعيد النظر في الكتيب ليكون أكثر ملائمة للشباب.
  • في صيف عام 1907م كان باول مستعد لوضع أفكاره موضع التجربة، في شهر آب لنفس العام أقام مع مجموعة من المساعدين له مخيم في جزيرة براون سي.
  • وقد قام بادن باول بتقسيم الفتيان إلى مجموعات عهد بكل واحدة منها إلى فتى متقدم في العمر، واستمتع الفتيان بالسباحة وأوقاتهم في المخيم، وكان التعقب خفية بالإضافة لممارسة الألعاب والإصغاء إلى بادن باول وهم ملتفون حول النار الليلية وهو يقص عليهم مغامراته.
  • وفي عام 1908م تم إصدار كتاب ( الكشافة للفتيان) الذي تمت ترجمته إلى أكثر من 35 لغة وقد انتشرت الكشافة بسرعة كبيرة في كل أنحاء الامبراطورية البريطانية، وأيضاً في الدول الأخرى حيث أنها توطدت علمياً في كل مكان بالعالم ثم تم استئصالها بعد ذلك من بعض الدول التي أصبحت تحت الحكم الشمولي.
  • وضع باول وشقيقته برنامج للفتيات في عام 1910م فانطلقت حركة المرشدات وفي نفس العام انسحب من الجيش.
  • وفي عام 1912م تزوج باول من أوليف سانز كلير سومس، التي شاركته اهتمامه بالشباب، وأصبح قائد كشافة العالم في أول مهرجان كشفي دولي في عام 1920م.
  • وبعد ذلك جعل الملك جورج الخامس منه نبيلاً أو ( لورد) في عام 1929م فأصبح (لورد بادن باول) ثم توفي في عام 1941م حينما بلغ عمره وقتها 83 عام.

الكشفية هي منهج تربوي

  • القائد هو إنسان بناء يهدف إلى تربية الشباب وتوجيههم من أجل تأهيل أبناء شجعان وأقوياء وأنقياء محبين للوطن.
  • والكشفية هي تربية جيدة تكمل البيت والمدرسة ولكنها لا تحل مكانها حيث أن الكشاف يربى على الإخلاص لإيمانه بأن العمل الكشفي يؤازر العائلة والمدرسة.
  • ويكون هدف الكشاف هو اثارة اهتمام الشباب بالمغامرات المنطلقة في البحث عن معنى الحياة وسر الوجود.

المبادئ التربوية الكشفية

تقوم التربية الكشفية على أسس ومبادئ معينة لا بد من توفرها وتتمثل تلك المبادئ في :

  • الشعور بعزة النفس والشرف والثقة بالذات وحب المسؤولية.
  • أن يكون مسؤول عن الجماعة التي ينتمي إليها وأن يحافظ على شرفه وشرف الجماعة.
  • السيطرة على الذات وعلى جميع الطاقات الذاتية من أجل تحقيق النمو.
  • النمو والتأقلم.
  • يكون إطار حياة الكشافة هو الطبيعة وروح المغامرة.
  • الشروط التطبيقية في الكشاف الأصيل هي تطبيق نظام الفرقة.
  • البرنامج المنهجي للكشاف في النمو الشخصي هو فرض قيمة أخلاقية إيجابية يجب الالتزام بها.
  • يتميز الكشاف بالتربية الإنسانية وفن القيادة والتعامل الآخرين والتعامل مع الذات والتعاون.
  • من أهم مبادئ الكشاف الصحة والخدمة والثقة بالذات والحياة الروحية

الهدف من الكشافة

  1. تنمية الشخصية أو تطور الأطباع.
  2. التنمية الجسدية والصحة.
  3. تطوير المهارة اليدوية والحرفة.
  4. التنمية الاجتماعية ومعرفة الاخرين.
  5. التنشئة الروحية ومعرفة الله سبحانه وتعالى.

وصية باول لكل كشاف

كتب باول وصية للكشافين محتواها أن :

  • الوصية هامة وضرورية أن تكتب في وقت يكون الإنسان فيه بصحته لأن الموت يأتي غفلة وقد لا يجد الكاتب وقت كافي قبل مماته ليخرج الوصية من صدرة.
  • الوصية هامة لأنها تعرف الناس من حوله ماذا يريد منهم بعد مماته، لذلك هو يكتبها قبل أن يأتي وقت موته.
  • وأراد باول أن يودع الناس في وصيته وأن الكلام الذي سوف يقرؤونه في الوصية سوف تكون آخر مرة يستمعون إليه فيها.
  • وطلب منهم أن يركزوا جيداً في كلماته وأخبرهم بأنه عاش حياة سعيدة وتمنى لهم السعادة أيضاً،
  • كما أخبرهم أن السعادة لا تأتي بالمال أو بتحقيق النجاح في العمل أو التمتع بأشياء ليس للإنسان حاجة لها.
  • وطلب منهم أن يأخذوا خطوة نحو السعادة بالتفكير في الصحة والقوة البدنية منذ الصغر لأن الصحة تمنح الإنسان السعادة في الكبر والدراسة والتأمل في الطبيعة تجعل الإنسان يرى كم الجمال والروعة التي خلقها الله له.
  • استكمل ما قد بدأته واجعله أفضل وانظر للجانب المشرق من الأشياء واترك الجانب المظلم منها.
  • الطريق الحقيقي للوصول إلى السعادة هو إعطائها للآخرين.
  • من الضروري أن تترك في العالم أثر طيب يفيد الناس وعندما يأتي رحيلك فسوف تكون سعيد لأنك سوف تشعر أن حياتك لم تضيع هباءً.
  • ابذل كل ما في وسعك وكن مستعد أن تعيش سعيداً في رحلة حياتك وأن تموت سعيد.
وبذلك فقد ترك بادن باول أجمل وصية لكل من قرأها بعد رحيلة وبذلك فهو كان انسان ناجحاً في حياته لأنه فكر بعقله كيف يصبح متميز ولم يسير وراء الناس ورغباتهم، لذلك فهو عاش مجتهداً سعيداً ومات سعيداً وخلف من بعدة كلمات مثل الذهب يجب أن يستفيد منها كل من قرأها وينفذها حرفياً لأنها حكم لا مثيل لها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ