تشخيص أورام الغدد اللعابية وطرق علاجها الطبية
من الصعب والنادر إصابة الإنسان بأورام الغدد اللعابية، حيث انها تنتج نتيجة عن وجود مشكلة ما أو خلل في الحمض النووي بجسم المريض، حيث يعمل ذلك الخلال على حدوث عدة انقسامات ينتج عنها الورم، ولكنه في الأغلب يكون من الأورام الحميدة. يمكن أن ينتشر الورم من خلال الأنسجة المجاورة للمريض، ولكن في تلك الحالة يصبح الورم خبيث، حيث انه بدأ في الانتشار في منطقة الغدد، مما يجعل المرض بحتاج حينها جلسات علاج بالإشعاع لفترة طويلة ليتم معالجة الورم والسيطرة عليه بشكل كلي لمنع انتشاره.
محتويات
ما هي الغدة اللعابية؟
هناك نوعين من الغدد اللعابية وهما الغدد اللعابية الرئيسية والتي تتكون من ثلاثة أزواج من الغدد اللعابية موجودة في محيط الفم:
الغدتان النكفيتان
هم أكبر جزء من الغدد اللعابية، كما أنهم يتواجدان في المنطقة السفلية من الغدد، علاوة على أنهم يتواجدان بالقرب من الأذن، كما تتواجدا الغدد اللعابية في منطقة اللسان، حيث يتواجدان في أسفل الفم، ولذلك يمكن الكشف والفحص من قبل الطبيب من خلال استخدام بعض الأدوات.
النوع الأخير منها هو الغدد الصغيرة ويتم توزيع تلك الغدد بشكل موزع على الفك، حيث تتصل بالشفتين حتى الحلق.
وظيفة الغدة اللعابية
- الغدة اللعابية تلعب دورا كبيرا في عملية الهضم، وذلك لأنها مسئولة عن إفراز بعض إنزيمات الجهاز الهضمي ومضغ الطعام بصورة ميكانيكية قبل أن يصل إلى المعدة لتقوم بهضمه بشكل كامل.
- كما يفرز إنزيم الاميليز وهو المسئول الرئيسي عن هضم الطعام عن طريق الفم ويتخصص في هضم الكربوهيدرات بصورة بدائية حيث يعمل على تكسير وهضم النشا إلى جزيئات اصغر من سكر المالتوز.
- يلعب أيضا الإنزيم اللعابي الذي يفرز منها دورا هاما في الحفاظ على صحة الأسنان واللثة.
أَورام الغدد اللعابية
هناك نوعين من الأورام ويجب تحديد نوع الورم سواء كان حميدا أو خبيثا حتى يتمكن الطبيب من التشخيص وطريقة العلاج بشكل صحيح:
الأورام الحميدة
تعد الأكثر حدوثا في أَورام الغدد اللعابية, وهى لها صور عديدة ويمكن علاجها بسهولة دون حدوث ضرر كبير على صحة المريض حيث أنها تنمو فيها الخلايا ببطْء ولا تنتقل عن طريق الدم إلى الأنسجة المجاورة وهناك بعض أنواع الأورام الحميدة مثل التي تحدث في الخلايا القاعدية بالغدة والخلايا المنتجة ورم وراثي.
الأورام الخبيثة
هي الأقل انتشارا ولكنها أكثر خطورة حيث أن الخلايا السرطانية أو التي حدثت بها بعض الطفرات تنتقل إلى الخلايا والأنسجة المجاورة وتنمو بها، وبالتالي تسبب بها ورم ومن أنواعها سرطان الخلايا العينية, والخلايا الصافية والخلايا المنتجة والخلايا الحرشفية, بالإضافة إلى السرطان المخاطي البشروى والسرطان الغدى الكيسى وسرطان القنوات اللعابية.
الأعراض المصاحبة لحدوث الأورام
هناك الكثير من الأعراض التي تظهر على المريض ومنها:
- شعور المريض ببعض الوخزات في جزء من الوجه.
- وجود الم دائم في منطقة وجود الغدة اللعابية غير محتمل.
- وجود صعوبة في مرور الطعام إلى المعدة.
- وجود صعوبة في فتح الفم بشكل متسع عند الكلام أو تناول الطعام.
- من الممكن حدوث ضعف في بعض العضلات الموجودة على جانبي الفم.
- ظهور كتلة من الخلايا أو ما يسمى ورم بالقرب من الفك أو الفم أو عند الرقبة.
- قصور في حاسة التذوق وارتداء أطقم الأسنان بالإضافة إلى أمراض اللثة وتسوس الأسنان.
- عند ظهور هذه الأعراض يجب التوجه إلى الطبيب للتشخيص.
بالإضافة إلى ذلك فهناك عرض يظهر لدى كبار السن أيضا وهو جفاف الفم، وذلك قد يكون بسبب الشيخوخة أو بسبب الأدوية التي يتناولها كبار السن والتي من الممكن أن يكون من احد آثارها الجانبية جفاف الفم.
أسباب أَورام الغدد اللعابية
- كما ذكرنا من الممكن أن يكون ناتج عن حدوث طفرات فى الحمض النووي للخلايا، مما قد يسبب ورم حميد أو ورم خبيث قد يسبب تصلب في الغدة اللعابية.
- بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يكون الورم ناتج عن الإصابة بعدوى بكتيرية من شخص آخر.
- نتيجة استخدام بعض الأدوية التي تسبب جفاف الفم ولها آثار جانبية على وظيفة الغدة اللعابية.
- هناك أيضا بعض الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بأورام الغدد اللعابية مثل تعرض الشخص للإشعاع المستخدم لعلاج سرطان المخ والرقبة قد يؤدى إلى حدوث ورم بالغدد اللعابية.
- تعرض الشخص لبعض المواد الكيميائية الضارة مثل المواد المستخدمة في تصنيع المطاط والسمكرة والكثير من المهن التي تتضمن استخدام الكيماويات بشكل كبير.
تشخيص الإصابة أَورام الغدد اللعابية
يلجأ الطبيب إلى عدة طرق للتشخيص منها:
الفحص السريرى
وذلك يقوم به الطبيب عن طريق الضغط على الغدد اللعابية حتى أقصي درجه لعصرها ومن ثم مراقبة تدفق اللعاب الخارج من الغدة اللعابية وملاحظة كميتها وتقديرها, وعلى الرغم من ذلك ليس هناك اختبارات كمية دقيقة لتقدير كمية اللعاب وإجراء التشخيص من خلالها.
إجراء خزعة
يلجأ لها الطبيب للحصول على عينة من اللعاب ليقوم بفحصها تحت الميكروسكوب وذلك في حالة أن الورم ناتج عن حدوث انسداد في القناة اللعابية, بالإضافة إلى ذلك يمكن أيضا استخدام بعض الطرق الحديثة في مجال الفحص الطبي مثل المناظير وهى عبارة عن أنابيب عرض صغيرة تمرر داخل الفم لتعرض كل الأنسجة على شاشة عرض يراها الطبيب.
التصوير الإشعاعي
وهو نوع من التشخيص يلجأ له الطبيب عندما لا يتمكن من الوصول إلى المشكلة التي يعانى منها المريض من خلال الفحص السريري أو عن طريق الوخز من الممكن أن يكون التصوير الإشعاعي عبارة عن التصوير المقطعي.
من خلال جاهز الحاسوب أو تصوير القناة اللعابية من الداخل عن طريق الأشعة السينية باستخدام مادة تظهر في الأشعة السينية بعد حقنها في الأقنية والغدد اللعابية أو التصوير بتخطيط الصدى.
بعد إجراء التشخيص من قبل الطبيب يقوم بتحديد مرحلة الورم المصاب بها المريض، ومن خلالها يبدأ في مراحل العلاج، فهناك أربع مراحل للسرطان وكل منهما لها علاج مخصص.
علاج اورام الغدد اللعابية
هناك عدة طرق يلجا إليها الطبيب المعالج وتعتمد كل منهما على مدى درجة وخطورة الورم وعادة ما يشمل علاج ورم الغدة اللعابية على الجراحة بشكل عام, وتكون الجراحة عن طريق:
- إذا كان الورم صغير في مراحله الأولى فيقوم الطبيب بإزالة جزء من الغدة اللعابية الذي يحتوى على الورم.
- إذا كان الورم في مرحلة متأخرة وكبير الحجم, فيلجأ الطبيب إلى استئصال الغدة اللعابية بأكملها.
- وقد تكون الجراحة صعبة التنفيذ في بعض الأحيان نظرا لوجود الأعصاب في المنطقة المحيطة بالغدد اللعابية والتي من الممكن أن تتسبب في خلل في حركة الوجه عند حدوث مشكلة بها أثناء الجراحة.
العلاج عن طريق الإشعاع
في حالة عمل الفحوصات الطبية وتم التوصل والتأكد من كون المريض مصاب بورم في منطقة الغدد اللعابية، فيتم العلاج من خلال الإشعاع، حيث يساعد ذلك النوع من العلاجات على معالجة الورم، حيث يساعد ذلك العلاج على التخلص من الخلايا السرطانية من خلال قتلها بشكل مباشر.
العلاج الكيميائي
يقوم الطبيب المعالج باستخدامه في المراحل الأولى من سرطان أو ورم الغدد اللعابية مع العلاج الإشعاعي ليعطى نتيجة فعاله في التخلص من هذا الورم وعلى الرغم من ذلك لا يستخدم بمفردة في علاج السرطان وهو ما يسعى إليه الباحثون في تطويره خلال الفترة المقبلة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_4310