كتابة : Sara
آخر تحديث: 24/03/2022

ما هي مظاهر تغير الناس في هذا الزمن؟ وأسباب ذلك؟

قد لاحظ الكثيرون أن تغير الناس في هذا الزمن بات واضحا للجميع خاصة مع ظهور فيروس كورونا المستجد، والذي جعل تغير الناس أمر حتمي سواء بالسلب أو الإيجاب، سواء بوعي أو بدون وعي منهم.
تغير شخصيات البشر أمر وارد في كل زمان ومكان، وطبيعة البشر متغيرة، ولكن هذا التغير قد زاد جدا في الفترة الماضية، لأن هناك بعض العوامل التي دفعت معظم البشر للتغيير سواء كان ذلك بوعي منهم أو بدون وعي، فالإنسان كائن غير منفصل عما يحدث من حوله بل هو متصل به حتى وإن لم يكن يدرك ذلك، ومن ثم يتأثر بكل ما يحدث من حوله سواء بالسلب أو الإيجاب، إليكم تفاصيل هذا الموضوع أكثر الان على موقعكم مفاهيم.
ما هي مظاهر تغير الناس في هذا الزمن؟ وأسباب ذلك؟

ما هي مظاهر تغير الناس في هذا الزمن؟

يوجد نوعين من مظاهر تغير الناس، ألا وهما التغيير الإيجابي والتغير السلبي في شخصيات البشر.

أولا: التغيير الإيجابي للشخصية

  • التغير الإيجابي لشخصيات البشر هو الذي يكون بوعي من الشخص، أي يكون مصحوبا برغبة منه في هذا التغيير.
  • ويكون ذلك بسبب شعور الشخص أن شخصيته بها الكثير من الأمور السلبية، والتي تجعله يعيش حياة بؤس وتعاسة.
  • وهذا الأمر حدث للكثير من البشر عند حدوث جائحة كورونا، واضطر معظم البشر للمكوث في المنازل، والانقطاع عن العمل.
  • ومن ثم بدأ هؤلاء البشر في مواجهة أنفسهم بالسلبيات التي جعل الأمر يصل بهم إلى هذا الحال.
  • خاصة الأشخاص الذين كانوا يعيشون حياة تقليدية للغاية، ولا يفكرون في المستقبل.
  • من خلال تعلم أمر معين يمكن تنفيذه من المنزل أو العمل عن بعد تحسبا لمثل هذه الظروف.
  • ومن هنا بدأ هؤلاء الأشخاص يفكرون في المهارات التي يفتقرون إليها، وحاولوا تنميتها من أجل النهوض بأنفسهم.
  • بمجرد أن يبدأ الشخص في التفكير بهذه الطريقة فهذا في حد ذاته تغييرا إيجابيا في شخصيته.
  • وبالطبع الامر سيستغرق وقتا حتى يظهر هذا التغيير على سلوكيات وحياة الشخص.
  • وهذا التغيير الإيجابي لن يتوقف فالإنسان يظل دائما في حاجة إلى التطوير والتنمية مهما بلغ من العمر، ومهما بلغ من مكانة اجتماعية أو اقتصادية.

أما عن مظاهر التغيير الإيجابي فتكون من خلال:

  • الإقلاع أو التوقف عن بعض العادات والسلوكيات الخاطئة، مثل السهر أو التدخين.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المكان والترتيب، ووضع روتين يومي للصحة والمذاكرة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول أكل صحي، وشرب الماء بكثرة خلال اليوم.
  • الرغبة في تعلم أمر ما يفيد الشخص في تحسين وضعه الاقتصادي، مثل التصميم والجرافيك أو الأعمال اليدوية أو اللغات.
  • ممارسة الهوايات ، مثل الرسم أو عزف الموسيقى أو الرقص.
  • مساعدة الغير أو الآخرين في إنجاز أمر ما أو مساندتهم في النجاح في أمر معين.

ثانيا: التغيير السلبي للشخصية

على الناحية الأخرى هناك أشخاص تبدل حالهم من الأسوأ للسيء خلال السنوات الأخيرة.

  • فبعد ظهور فيروس كورونا المستجد تملكت المشاعر السلبية من نفوس الكثيرين من البشر.
  • خاصة الذين تعرضوا لصدمات ناتجة عن أزمات مالية أو عاطفية أو اجتماعية.
  • فمنذ ظهور فيروس كورونا المستجد، ومكوث الناس مع بعضهم البعض طوال الوقت في المنزل بدأت الخلافات تدب بينهم.
  • وهذا أمر طبيعي، فهناك أمور كان لا بد على هؤلاء الأشخاص أن يواجهونها مع بعضهم البعض منذ سنوات.
  • إلا أنهم كانوا يهربون من هذه المواجهات في العمل أو الدراسة أو أي أمر آخر.
  • وعندما تقابل هؤلاء الأشخاص، واضطروا للجلوس سويا مع بعضه البعض زادت حدة الخلافات بين العائلات والأسر والزواج.
  • ولذلك كان هناك ارتفاع هائل في حالات الطلاق والانفصال بين الأزواج، وحالات من الانفصال الأسري للأبناء عن الآباء أو العكس.
  • وذلك بسبب المال أو الخلافات الأسرية، وقد أظهرت الإحصائيات والدراسات العلمية تصاعد هذه الحالات بعد جائحة كورونا.
  • وعلى أثر ذلك حدث لبعض من هؤلاء الأشخاص تراجع كبير في شخصياتهم، بسبب إصابتهم بصدمات نفسية.
  • خاصة الذين تعرضوا لمواقف صعبة من موت أحد الأقارب أو المقربين، أو التعرض لضائقة مالية صعبة.
  • وهؤلاء الأشخاص منهم من أصيب ببعض الأمراض النفسية والتي أشهرها الاكتئاب والحزن والقلق والتوتر.
  • ومنهم من أصيب بمرض الوسواس القهري خاصة وسواس النظافة بسبب الإفراط في التنظيف والتعقيم خوفا من الإصابة بالفيروس.
  • وهؤلاء الأشخاص لم تكن شخصياتهم في البداية جيدة أو إيجابية، وإلا لن يكون وضعهم سيئا بعد ظهور الفيروس.
  • أو ما تلاه من أزمات اقتصادية واجتماعية للبشر والدول، ولكن كانت شخصياتهم سلبية منذ البداية.
  • ولذلك طريقة نظرتهم للأمور الحالية أو التي حدثت لهم في الفترة الأخيرة سلبية مما زاد الأمر سوءا.
  • وهذا النوع من الأشخاص منهم من يستسلم للوضع الحالي، وتسوء حالته أكثر مع الوقت.
  • ومنهم من ينتبه جيدا لما وصل إليه من ضياع وتشتت وفشل، ويبدأ في التغيير حتى يصبح شخصا إيجابيا.

أما عن مظاهر التغير السلبي في الشخصية فهي:

  • الإصابة ببعض الأمراض النفسية ، مثل الاكتئاب أو القلق المزمن والخوف.
  • إدمان الكحول أو المخدرات أو العلاقات الجنسية.
  • عدم الاهتمام بالصحة أو النظافة الشخصية ونظافة المكان وترتيبه.
  • تراكم الديون وخسارة الأموال، بالإضافة إلى خسارة العمل أو العلاقات الاجتماعية.
  • العصبية الزائدة عن الحد أو التي تكون بسبب أمور تافهة أو لا تستحق.

وليس المقصود هنا بالأشخاص الذين أصيبوا بأمراض نفسية أنهم أناس أو أشخاص سلبيين.

بل المقصود أننا بشر ومن الطبيعي أن نتأثر بما يحدث حولنا، وأن نمرض ونتعب نفسيا.

ولكن المقصود هنا أن يكون الشخص منتبها على حالته ومشاعره تجاه الأزمات التي يمر بها.

وأن يطلب المساعدة في حال طالت هذه المشاعر أو الحالة السلبية، وألا يستسلم أبدا للوضع الحالي.

ويرى أن في كل محنة منحة، ومن المحتمل أن يكون ما يمر به من أمراض نفسية أو عضوية، أو أزمات مالية ما هو إلا درس له.

جاء له لينبهه بوجود خلل ما في حياته تسبب له في هذا الأمر، وعليه أن يعالجه أو أن يتخلى عن بعض الأفكار والمشاعر السلبية التي أدت إلى هذا الوضع.

وبالطبع لن تكون نظرة جميع البشر للأمور السلبية التي تحدث لهم في الحياة بهذا الأمر.

ولكن المطلوب هو عدم الاستمرار في أي وضع سلبي مهما كان، وطلب المساعدة عند الحاجة لذلك.

أسباب تغير الناس

يوجد أكثر من سبب لتغير الناس مؤخرا أو بشكل عام، ومنهم:

  • التقدم في العمر، فكلما تقدم الشخص في العمر كلما تغيرت شخصيته سواء للأفضل أو للأسوأ.
  • الأسباب البيولوجية، مثل دخول الشخص في مرحلة البلوغ أو الحمل أو الإنجاب لأول مرة.
  • الأسباب الاجتماعية، مثل العمل لأول مرة أو الارتباط والزواج، أو مشكلات أسرية.
  • أحداث غير متوقعة أو صدمات، مثل ما مر به العالم منذ سنتين وهو جائحة كورونا.
كانت هذه بعض مظاهر تغير الناس في هذا الزمن، والتي نستنتج منها أن التغيير سنة الحياة فلا يوجد أمر في هذا الكون ثابت ولا يتغير، والتغيير حتمي على كل البشر، وكل شخص في استطاعته أن يختار أن يكون هذا التغيير للأفضل أو للأسوء.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ