كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 09/08/2023

حكم تقصير الزوج في حقوق زوجته وأولاده شرعا وهل يكون آثم؟

يتساءل العديد من الأشخاص عن حكم تقصير الزوج في حقوق زوجته وما يترتب عليه من ظلم سواء في الإنفاق أو في العلاقة الحميمية أو في تعامله مع الصغار، ولماذا يصبح الزوج مقصرًا في حق شريكة حياته وأم أبنائه؟ وكيف تضمن الزوجة حقوقها المادية والمعنوية والجنسية أيضاً، تساؤلات عديدة تراود البعض من الزوجات سنجيب عنها من خلال موقع مفاهيم، إلى جانب توضيح أحكام تقصير الزوج وكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، فلنتابع.
حكم تقصير الزوج في حقوق زوجته وأولاده شرعا وهل يكون آثم؟

تقصير الزوج في حقوق زوجته

  • يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَمِنْ ءَايَٰتِهِ ۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓا۟ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، وهذا يوضح معنى الزواج وقدسيته وقيمة التراحم والسكن والمودة التي حثّنا عليها القرآن الكريم.
  • أما في حالة تقصير الزوج في حقوق زوجته من حيث النفقة والمعاملة وحقها الشرعي وغير ذلك، سنجد قول الله تعالى: "فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُوا"، ففي هذه الآية الكريمة أمر بحسن معاملة الزوجة بكل إحسان ومعروف خاصة في حالة الخلافات والأزمات التي تقع بينهما.
  • وإذا لم يستطيع الزوج الالتزام بحسن المعاملة، فلا داعي بالمعاملة التي تضر وتأتي بنتائج عكسية، وهناك العديد من الأمور التي تتعلق بتقصير الزوج في حق زوجته منها تقصيره عاطفيا بألا يشبعها المشاعر المطلوبة لدعمها نفسيا ومعنويا.
  • أن يقصّر الزوج في معاشرتها وعدم إتيانها هذا الحق، لأنه يقتصر الأمر على نفسه فقط لتبدأ المشكلات من هذه الناحية، أيضا تقصيره في الإنفاق وحمل المسؤوليات وترك الزوجة تقوم بكافة الواجبات دون مشاركتها مما يؤدي إلى مزيد من الخلافات وأحيانا العداوات بين الزوجين.

يمكن للزوجة طلب الطلاق في بعض حالات تقصير الزوج في حقها إذا تم إثبات الضرر الواقع عليها، والتي منها:

  • أن يهجر الزوج زوجته وصغاره دون سبب واضح أو دون أي مقدمات أو حتى سبب قامت بفعله الزوجة تجاه زوجها.
  • إذا قام الزوج بإهانة الزوجة وضربها وسبّها سواء بمبرر أو بدون.
  • إذا أصرّ الزوج على أن تقوم زوجته بفعل المعصية وهي كارهة لذلك.
  • أن يتزوج الزوج غير زوجته ولم يعلمها، أو أنه يتزوج ولا يستطيع العدل بينهما.
  • تعريض الزوجة للضرب الذي يفضي إلى حرق أو جرح أو الموت.

هل يعاقب الزوج على اهمال زوجته؟

  • قد لا يعاقب الزوج على إهماله لزوجته من النواحي النفسية والمعنوية، لكنه يأثم ويعاقب إذا تخلّف عن حقوقها الجنسية والمادية أو حقوق الصغار، إذ أن تقصير الزوج في حقوق زوجته بترك الإنفاق عليها أو عدم المبيت في فراشها دون عذر وغيابه عن المنزل لأكثر من ستة أشهر دون حُجّة، حينها يمكن للزوجة معاقبة زوجها بطلب الطلاق.
  • بينما التقصير والإهمال في أن يظهر الزوج محبته لزوجته فلا إثم في ذلك، إلا أنه يتسبب في الجفاء والنفور على المدى البعيد.

ما حكم إهمال الزوج لزوجته عاطفيا وجنسيا؟

  • مما لا شك فيه أن تقصير الزوج في حقوق زوجته جنسياً له أثر سلبي بالغ المدى، خاصة وإذا لم يكن للزوج عذر مقبول وواضح، وجاء في قوله تعالى: "وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فِإنْ كَرِهَتُموهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَل الله فِيهِ خَيرًا كَثيرًا".
  • كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله لعبد الله بن عمرو بن العاص لما شغل وقته بصيام النهار وقيام الليل: "صُمّ وأفطر، ونمّ وقمّ، وصُمّ من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشرة أمثالها، فإن لنفسك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه" رواه البخاري ومسلم.

وقد سُئِل الإمام ابن تيمية عن الرجل الذي يترك زوجته لمدة شهرين دون معاشرة، فهل عليه إثم؟.

  • فأجاب: "يجب على الزوج أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو من أوكد حقها عليه: أعظم من إطعامها، والوطء الواجب قيل: إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة، وقيل بقدر حاجتها وقدرته، وهذا أصح القولين" مجموع فتاوى ابن تيمية.
  • وقد استنبط بعض فقهاء الدين بأن الرجل عليه أن يطأ زوجته، فجاء في الفواكه الدواني في فقه المالكية: "الراجح أنها إذا شكت قلة الوطء، يقضى لها في كل أربع ليال بليلة".
  • أما إذا كان الزوج غير قادر على الوطء لأسباب صحية، فيجب الذهاب إلى الطبيب المختص ومعالجة الأمر، فإذا لم يفعل فيحق للزوجة طلب الانفصال عنه أو أن تصبر على ذلك إذا لم يكن مقصرًا في بيته وأولاده، خاصة وإن كان زوجا طيبا وصفاته طيبة.

عوامل تقصير الزوج لزوجته

بالطبع لا يوجد شيء إلا وله سبب يؤثر على حتمية استمرار العلاقات من عدمها، ومن ضمن أسباب تقصير الزوج في حقوق زوجته ما يلي:

  1. ضغوط الحياة بوجه عام وانشغال الزوج بالبحث عن لقمة العيش خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
  2. قد تهمل الزوجة نفسها بعد إنجاب الأطفال وتتحول فيما بعد إلى اقتصارها عليهم، مما يؤدي ذلك إلى ابتعاد زوجها عنها لشعوره بأنه كمٌ مهمل، وهذه من علامات كره الزوج لزوجته انتبهوا يا نساء؟
  3. ربما يكون الزوج شخص غير عاطفي أو رومانسي بالقدر المطلوب الذي تتمناه الزوجة، فيحدث عدم اتصال عاطفي ومعاناة بينهما في المشاعر والرومانسيات.
  4. يمكن أن يشعر الزوج بالاستياء من زوجته كرد فعل على أمر سابق قامت به ترك أثرا نفسيا لديه.
  5. في غالب الأحيان يحدث تقصير أو إهمال إذا كان في حياة الزوج امرأة أخرى استطاعت الدخول إلى قلبه وفازت بعقله سواء بمساعدة الزوجة التي أهملته أو بمساعدته هو ليشعر بأنه لا زال مرغوبا من النساء.

نتائج إهمال الزوج لزوجته

إن تقصير الزوج في حقوق زوجته يتسبب في زيادة الجفاء والنفور الذي يؤثر سلبا على العلاقة بينهما، إلى جانب التأثير النفسي على الأبناء، مما يترتب على ذلك الآتي:

  • من نتائج إهمال الزوج لزوجته احساس الزوجة بفقدان ثقتها بنفسها وأن بها عيوب ولا تقدر على لفت انتباه زوجها بدرجة كافية، ما يجعلها تحت ضغط وجلد مستمر لذاتها، وتتساءل زوجي لا يجامعني كثيرا ما السبب؟
  • تقوم الزوجة تحت ضغوط نفسية بتعنيف نفسها مما يؤدي الأمر إلى التعرض لمرض نفسي كالاكتئاب أو التوتر، لينتقل تأثيره على الصغار بدون وعي منها.
  • من نتائج أو عواقب إهمال وتقصير الزوج في حقوق زوجته أن تشعر بالعصبية لكونها متحفزة بشكل عام لمحاولة إرضاء زوجها بكل الوسائل، إلا أنه لا يُبدي اهتمامه بما تفعله الزوجة من أجله، ومن ثم تتفاقم الخلافات بأقل ردود فعل نتيجة العصبية.
  • الابتعاد الجسدي والعزوف عن العلاقة الحميمية بل والنفور التام من الزوجة، إذ أنها تشعر بأنها ليست إلا أداة لتفريغ الطاقة الجنسية للزوج بسبب إهماله من بداية الأمر لمشاعرها واهتمامها به في كل وقت.
  • الهروب خارج المنزل وعدم الرغبة بالتواجد أو أنها تلجأ للانشغال بالأطفال بصورة كبيرة أو تنشغل بالإنترنت، بديلا عن احساسها بإهمال زوجها لها.
  • ثم يصل الحال إلى أخطر أثر سلبي بين الزوجين ألا وهو الخرس الزوجي أو الطلاق الصامت وعدم القدرة على الشعور بالمشاركة الطبيعية بينهما كما كان في بادئ حياتهما.
وفي ختام موضوعنا تقصير الزوج في حقوق زوجته، يمكن حل المشكلة بألا تظهر الزوجة بدور الضحية دائما، بل ينبغي مواجهة الأمر ومعالجته من خلال التحدث مع الزوج في الوقت المناسب واستقطابه وجذبه بأسلوب شيق، أيضاً البحث عن اهتمامات مشتركة وأمور تثير انتباه الزوج ليتعلمها منكِ ويبادر هو بالتحدث فيها معكِ، وللحديث بقية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ