كتابة : رحاب
آخر تحديث: 07/03/2022

كيفية تقوية الذات للأطفال لبناء شخصية قوية

يعد من أهم مبادئ التربية الإيجابية تقوية الذات للأطفال، وذلك لأن الأطفال الذين يتمتعون بتقدير إيجابي للذات هم أكثر الأطفال ثقة بأنفسهم.
إن التقدير الإيجابي للذات له علاقة بتحديد فرص نجاح الطفل في التعليم ومدى نجاحه في إدارة حياته مستقبلا، ولذلك سوف نوضح لكم على موقع مفاهيم طرق تقوية الذات بالنسبة للأطفال، بالإضافة إلى ذكر كثير من التفاصيل التي تتعلق بهذا الموضوع.
كيفية تقوية الذات للأطفال لبناء شخصية قوية

مفهوم الذات لدى الطفل

  • يعد مفهوم الذات عند الطفلعبارة عن الصورة أو الخلفية التي يقوم الطفل بتكوينها عن نفسه، وما ينتج عن هذه الصورة من إحساس بالرضا نتيجة تقبلها أو عدم الرضا نتيجة عدم تقبلها، والتبقل أو عدم التقبل هو ما يطلق عليه تقدير الذات.
  • ومن الجدير بالذكر أن هناك ارتباط وثيق بين مفهوم تقدير الذات ومفهوم الذات، فإذا كانت صورة الفرد الذي يكونها عن نفسه إيجابية، فإن هذا سوف ينعكس على شخصيته فنجده يشعر بالفخر والاعتزاز، بالإضافة إلى الرضا عن نفسه.
  • وإذا كانت الصورة التي قام بتكوينها سلبية فإن هذا أيضا سوف ينعكس على مشاعره تجاه ذاته، فنجده يكره ذاته ويقوم بتحقيرها والتقليل من شأنها.

كيف يتكون مفهوم الذات عند الطفل؟

  • يبدأ الطفل في تكوين ذاته من خلال الأب والأم والمعلمين والأصدقاء، وجميع الأشخاص الذين يتأثر بهم ويؤثرون فيه، وهذا ما أصدرته الجمعية الأمريكية الخاصة بطب الأطفال، وكلما كانت الصورة التي يكونها الطفل عن نفسه أقرب إلى صورته المثالية، فإن هذا يشير إلى ارتفاع مقدار احترام الطفل لذاته.
  • وقد أكد الدكتور توماس دي يا نيل أخصائي علم النفس السريري، على أهمية الدور الذي يلعبه الأب والأم في تقوية الذات للأطفال، وكيفية تقديره لذاته، وذلك لأن الأب يظل تأثيره على الطفل مستمر إلى عمر الرابعة والخامسة، أما عند دخول الطفل الروضة وبعدها المدرسين فإنه بجانب الأب والأم يكون المعلمين أو الأصدقاء لهم تأثيرا كبيرا في ذات الطفل، حيث إن الطفل يميل إلى محاكاة وتقليد أفعال الآخرين.

طرق تقوية الذات للاطفال

سبق أن ذكرنا أن الأبوين هم أكثر تأثيرا على الطفل، ولذلك فإنه يجب الحرص على ما يتلفظون به من أقوال وما يقبلون على عمله من أفعال، بالإضافة إلى أنه يجب أن تكون مشاعرهم إيجابية نحو الطفل، وذلك لأن كل هذه الأشياء تؤثر على طريقة تفكير الطفل ونظرته إلى نفسه، بالإضافة إلى تكوين فكرة عامة عن الحياة وسوف نعرض في السطور التالية الطرق التي من خلالها أن يعتمد عليها الوالدين في مساعدة أطفالهم، من أجل تنمية تقدير الذات لديهم من أبرز هذه الطرق ما يلي:

  • إشعار الطفل بالمحبة من والديه: وذلك لأن الأطفال الذين يحصلون على محبة والديهم ويشعرون أنهم محبوبون، تصبح درجة تقبلهم لذاتهم أعلى، كما أن مثل هذا الشعور يشعرهم بالارتياح، لذلك وجب على الوالدين أن يفصحوا عن محبتهم لأبنائهم، وينقلون لهم هذه المحبة عن طريق القول والفعل، فمثلا يمكن التصريح لهم مباشرة بالحب أو عن طريق توجيه لهم الكلمات الطيبة، أو التقبيل والعناق لهما، كما قد تكون الابتسامة وسيلة جيدة لإعلام الأبوين عن محبتهم لطفلهم.
  • التركيز على نقاط قوة الطفل وليس عيوبه: حيث أنه من الضروري أن يتم تشجيع الطفل على استغلال مواهبه دون إحراجه إذا أخطأ، كما يجب على الأبوين تبصير الطفل بذاته عن طريق معرفته لنقاط ضعفه ومساعدتها على تقويتها عن طريق مساعدته في إيجاد الوسائل الجديدة لمعالجة هذا الضعف، ولذلك يعد التشجيع للأطفال من السبل الجيدة التي تؤدي إلى النجاح،كما يجب توعية الطفل أن الحياة تتأرجح بين لحظات نجاح ولحظات فشل، حيث أن من الضرورة تنمية مدارك الطفل بأنه أحيانا يكون عدم الفوز امر جيدا، ولذلك علميه أن يحتضن فشله ثم يبذل جهده لكي يتم التغلب عليه.
  • اكتسابه المهارات: فقد أثبت كثير من الدراسات أنه كلما تعلم الطفل مهارات أكثر كلما زاد تقديره لذاته، ومن تلك المهارات؛ المهارة اللغوية وأفضل شيء يمكن أن يتم من خلاله تنمية هذه المهارة القرآن الكريم، حيث يستطيع الطفل أن ينمي مهاراته اللغوية عن طريق تمكنه من تطبيق أحكام التجويد عند تلاوة القرآن الكريم، بالإضافة إلى تمكنه من إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، كما يمكن تنمية المهارة للطفل من خلال تشجيعه على حفظ بعض الأبيات الشعرية، أو ترديد بعض المقطوعات الأدبية، وخاصة إذا تم تشجيع الطفل على أن يقوم بإلقائها أمام الجمهور، كأن يقوم بإلقائها في المناسبات الخاصة بالأسرة، أو يقوم بإلقائها في الإذاعة المدرسية، كما أن من المهارات التي يمكن من خلالها زيادة تقدير الطفل لذاته؛ المهارات الحركية التي منها السباحة وألعاب الدفاع عن النفس، مثل: الكاراتيه والجودو، بالإضافة إلى كثير من الرياضات المتنوعة والتي لها تأثير جيد في تقوية الذات للأطفال، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية التي لها دور في صقل شخصية الطفل والتي منها طرق التواصل الفعال مع الآخرين، بالإضافة إلى تمكن الطفل من بناء علاقات وصداقات مع طرق الترحيب بالضيف، وغير ذلك من العديد من المهارات.

أفضل طرق لتقوية شخصية الطفل

  • إتاحة الفرصة للطفل أن يختار: حيث انه من الضروري أن يقوم الوالدين بمساعدة الطفل على اتخاذ قراراته بنفسه، حيث أن امتلاك الطفل القدرة على حرية الاختيار امر جيد، ولذلك دعي طفلك يختار بين عدة خيارات مع الحرص أن تبدأ بالخيارات اليسيرة، مثل: دعيه يختار ملابسه بنفسه، كما يجب تركه يختار الطعام الذي يشتهيه واجعليه يختار ألعابه بمفرده دون السيطرة عليه في اختيار أنواع معينة، وذلك لأن هذا يساعده في تحمل المسؤولية تجاه قراراته، بالإضافة إلى أن ذلك يعمل على تهيئته للمسؤوليات الكبرى في الحياة.
  • تنمية الاستقلالية لدى الطفل منذ الصغر: يشترك جميع الأطفال في استعدادهم للاستقلالية منذ الصغر، ولكن هناك بعض الأمهات تحد من استقلالية الطفل منذ صغره، حيث نجدهم يمنعون الأطفال أن يتناولون طعامهم بأنفسهم خوفا من تلطيخ ملابسهم، كما أنها تبادر بحل المشاكل التي تعترض طريق الطفل دون إتاحة الفرصة له لأن يفكر في حل المشكلة بنفسه، وهذه الأساليب تشعر الطفل بالعجز، كما انه تقوي لديه صفة الاتكالية والاعتماد على الغير، بالإضافة إلى عدم ثقة الطفل في قدراته، لذلك يجب على الأمهات أن تعمل في إبداء حلول للمشاكل التي تعترض طريق الطفل مع ضرورة إعطائه الفرصة لكي يقوم بحلها بنفسه، حيث أن ذلك سوف يؤدي إلى تقوية الذات للطفل، ومن ثم احترامه لذاته وتقديره لها.
  • الثبات في المعاملة: حيث أن التناقض في المعاملة يؤدي إلى إيذاء الطفل نفسيا، كما يجعل الصورة التي يرغب أن يكونها عن نفسها صورة مضطربة وغير واضحة.
  • السيطرة على المشاعر السلبية: حيث يجب على الأم أن تقوم بتعليم الطفل بعض الوسائل التي يمكن من خلالها أن يسيطر على مشاعر الغضب، كان يقوم بتغميض عينه لمدة دقيقتين ليذكر شيء لطيف ومرح قد مر في حياته سابقا، حيث أن ذلك يساعد في التخلص من المشاعر السلبية تدريجيا.
  • التركيز على سلوك الطفل الإيجابي ومدحه والثناء عليه: حيث أنه إذا أقبل الطفل على شيء جيد امدحيه كثيرا وتحدثي عن هذا السلوك، لأن ذلك سوف يؤدي إلى تكرار هذه التصرفات الجيدة، كما أن الطفل يميل إلى حب ذاته وتقديرها.
ويجب على الوالدين أو من يحيطون بالطفل اتباع هذه الطرق من أجل تقوية الذات للأطفال، وبناء شخصيتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ