ما هي أنواع ثورة بركانية؟ وما هو تأثيرها على البيئة والإنسان؟
ما هي ثورة بركانية؟
- ثورة بركانية هو عبور العالم السفلي إلى العالم الظاهري، حيث يتحول الصمت الصخري إلى أواني انفجارية تصطف بانتظام لتقذف بالمذهب الحارق نحو سطح الأرض. إنها لحظة تجلي قوى الطبيعة الخارقة، حيث تصطف الصخور المنصهرة كجنود في انتظار إشارة للانطلاق، وتنفجر بضجة مرعبة مرفوقة بألسنة اللهب وشلالات من الحمم تتدفق بقوة.
- البركان ليس مجرد جسر بين العالمين الداخلي والخارجي، بل هو مدخل إلى عالم من التغييرات والتأثيرات، تندفع الصخور المنصهرة من فوهة البركان بقوة غامضة تمزج بين قوى الجاذبية والضغط الهائل. وتصاحبها شظايا صخور ملتهبة وغازات مشتعلة تعزف سمفونية من الرعب والإعجاب. يتم خلال هذه اللحظات الساحرة تشكيل الأرض من جديد، حيث تعمل قوى البركان على تكوين تضاريس جديدة ومناظر طبيعية مدهشة.
ما خطورة الثورة البركانية؟
- إن طابع الخطر الذي يرتبط بالثورات البركانية يُلقي بظلاله على العالم من حولها. فقد شهد التاريخ عدة تفجيرات بركانية تركت آثارًا مدمرة عميقة على الأرض وعلى الحضارات. لكن من هذا الدمار تتجلى طاقة الإبداع والإعمار، حيث تعتبر تلك الانفجارات مناسبة لإعادة تشكيل البيئة وتجديدها.
- على الرغم من العواقب الوخيمة للثورات البركانية، إلا أنها تعد محط اهتمام للباحثين والعلماء. فمن خلال دراستها يمكننا فهم أعماق الأرض وقواها الكامنة، وربما تقودنا هذه الدراسات إلى تطوير وسائل للتنبؤ بالثورات البركانية والتخفيف من آثارها.
أسباب الثورة البركانية
الثورات البركانية هي من بين الظواهر الطبيعية البديعة التي تستحوذ على اهتمام العالم بسحرها وتأثيرها المذهل. إن تلك الانفجارات الجارفة تعكس تجليات قوى الطبيعة الخفية، حيث يندلع اللهب والحمم والغازات بشكل مدهش من فوهات البراكين ليصوغوا لوحات تحاكي عبقرية الكون وتكمن أسبابها في:
- عندما تتجاوز درجات الحرارة العالية سطح الأرض، ينفجر الواقع الصمتي بإبداع وقوة تصعب تصورها.
- عندما تتجمع الصخور والمعادن والغازات الساخنة في عمق الأرض، يتكون جوانب منصهرة تنتظر اللحظة المناسبة للانفجار. في تلك اللحظة، تتسابق الصخور المنصهرة نحو السطح، حيث تندفع بعنف من فوهات البراكين مصحوبة بألسنة اللهب والرماد.
- تنشق البراكين عادةً من حواف الصفائح القارية أو البحرية، حيث تتزامن القوى التكتونية مع تجمع الصخور المنصهرة. على سبيل المثال، عندما تغوص صفيحة تحت أخرى في مناطق مثل الهامبتون في نيوزيلندا، يتسبب الضغط والحرارة الهائلين في ذوبان الصخور وتشكيل الصهارة. هذه الصهارة تبدأ في الارتفاع نحو السطح، حيث تجد مخارج لها من خلال فوهات البراكين.
أنواع الثورات البركانية
تشهد ثورة بركانية تنوعًا مذهلًا في طريقة حدوثها وأنماطها، حيث تنقسم إلىأنواع ولعل أبرزها ما يلي:
- ثوران الصهارة: والذي يتميز بقوته الفائقة، حيث يتضمن إطلاق الصهارة والغازات بشكل متزايد، إذ تتخلص الصهارة من الغازات الزائدة والتي تدفعها بقوة نحو السطح.
- الثوران الصهاري التدفقي: وهو النوع الذي ينشأ عن انضغاط الغاز داخل الصهارة، فيما يتجه الغاز في الاتجاه المعاكس لعملية الانفجار.
- الثوران الهادئ: كثوران هاواي، والذي يُعَد أقل قوة بالمقارنة مع أنواع أخرى.
- ثوران القوة الكبيرة: مثل ثوران بلينيان بشكل مروع وهائل.
تصنف تلك الانفجارات وفقاً لمؤشر التفجر البركاني (VEI)، حيث يقيس هذا المؤشر شدة الثورة، ويتراوح من الصفر إلى الثمانية، مما يسمح بتصنيفها وفقًا لشدتها وقوتها.
بين أنماط الانفجارات المذكورة يتجسد تعدد أشكال وأحجام هذه الظاهرة، وتعد دراسة هذه الأنماط المتعددة من الانفجارات البركانية بمثابة مساهمة مهمة للعلم، حيث تساعدنا في فهم عمق العمليات الجيولوجية وتأثيراتها على البيئة والإنسان.
الدول الأكثر عرضة للثورة البركانية
هناك دول دون سواها تعتبر أكثر عرضة لانفجار البراكين وتحت تهديد الثورات البركانية نظرا لاحتوائها على براكين ونظرا لمناخها وغيرها من الاعتبارات، ومن بين هذه الدول:
- الولايات المتحدة – 168 براكين
- روسيا – 144 بركاناً
- إندونيسيا – 127 بركاناً
- اليابان – 108 براكين
- تشيلي – 73 بركاناً
- إثيوبيا – 52 براكين
- بابوا غينيا الجديدة – 49 بركاناً
- الفلبين – 43 بركاناً
- المكسيك – 38 بركاناً
- الإكوادور – 34 براكين
- حوالي 90% من البراكين في العالم تقع على حزام النار. تنقسم حلقة النار هذه إلى مجموعة من الخنادق التي تحيط بالمحيط الهادئ على شكل حدوة حصان. ويعد بركان فويغو في غواتيمالا وبركان كيلاويا في هاواي، اللذين اندلعا في وقت سابق، جزءًا من حزام النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي وبركاني مكثف.
تأثير ثورة بركانية على البيئة والإنسان
الثورات البركانية تحمل معها تأثيرات هائلة على البيئة والإنسان، وهذا يعود جزئياً إلى القوى الهائلة والمكامن الطاقوية التي تنبعث من الأعماق الأرضية. إليكم بعض تلك التأثيرات:
تشكيل التضاريس والمناظر الطبيعية
- تعتبر الثورات البركانية من أهم العوامل التي تساهم في تشكيل التضاريس الجغرافية والمناظر الطبيعية. بفعل اندفاع الحمم والصخور البركانية إلى السطح، يتم تشكيل جبال وسهول وجزر جديدة. على سبيل المثال، تمتاز جزر هاواي بتكوينها البركاني والذي أدى إلى تشكيلها عبر العصور.
تكوين الأراضي الزراعية الخصبة
- بفعل تحلل الصخور البركانية، يتم توفير التربة الخصبة والغنية بالعناصر المعدنية للأراضي المجاورة للبراكين. هذا يجعل تلك المناطق مثالية للزراعة وتنمية النباتات.
تلوث الهواء والماء
- الثورات البركانية يصاحبها إطلاق كميات كبيرة من الغازات السامة والرماد والجسيمات إلى الجو. هذا يؤدي إلى تلوث الهواء ويمكن أن يؤثر على جودة الهواء وصحة الإنسان والحياة البرية. كما يمكن للحمم والمواد البركانية أن تلوث المياه والتربة وتؤثر على النظام الإيكولوجي المحيط.
تغيير المناخ
- تصدر البراكين كميات كبيرة من الغازات والجسيمات إلى الجو، بما في ذلك ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون. تساهم هذه المواد في تغيير المناخ من خلال التأثير على الإشعاع الشمسي والحرارة المحتبسة في الغلاف الجوي، مما يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في درجات الحرارة على مستوى الكوكب.
التأثير على البنية التحتية والممتلكات
- تاريخياً، أسفرت الثورات البركانية عن تدمير هائل للمنازل والبنية التحتية، مما يتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. لاحظنا ذلك بوضوح في حالات مثل ثوران بركان فيزوف عام 79 م الذي دمر مدينة بومبي الرومانية.
التأثير على الصحة البشرية
- التعرض المباشر للغازات السامة والجسيمات والرماد البركاني يمكن أن يكون ضارًا للصحة البشرية. الجسيمات الدقيقة قد تتسبب في مشاكل تنفسية وصحية أخرى خطيرة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20308