كتابة :
آخر تحديث: 18/02/2022

خطوة بخطوة نحو طفل سليم نفسياً

نحاول أن نكون معك في هذه المقالة على موقعنا مفاهيم خطوة بخطوة نحو طفل سليم نفسياً، وهذا الهدف هام جداً، فالسلامة النفسية لا تقل أهمية عن السلامة العضوية الجسدية.
فالطفل السليم نفسياً طفل قادر على تحقيق أهدافه بسهولة في الحياة، ذلك لأنه مر بسلام في مراحل طفولته المبكرة، فتعامل مع مشكلات الطفولة المبكرة بأسلوب سليم أسس له السلامة النفسية في باقي مراحله العمرية، ولكي يصل الطفل لتلك الحالة هناك بعض النصائح والإرشادات التي تساعد كل أب وكل أم للوصول بطفلهم لبر الأمان نفسياً، وذلك ما نحاول عرضه في السطور التالية.
خطوة بخطوة نحو طفل سليم نفسياً

خطوة بخطوة نحو طفل سليم نفسياً

أولى النصائح التي نتخذها للوصول لهدفنا أن نؤسس للطفل من لحظة الحمل الأولى، وذلك بأن تتغذى الأم بغذاء صحي وسليم أثناء فترة الحمل، فهذا الأمر يساعد جداً في تكوين طفل سليم عضوياً.

كما أن الجنين في بطن أمه يتأثر ويتشكل وجدانه من خلال الحالة النفسية التي تكون عليها أمه في فترة الحمل، فقد أثبتت التجارب العلمية على أن الأجنة وهم في بطون أمهاتهم يصابون بالاكتئاب نتيجة الحزن الشديد الذي ينتقل إليهم من أمهم عند إصابتها بالحزن.

حتى أن بعض التجارب أثبتت أن بعض الأجنة يقدمون على الانتحار نتيجة الحزن الشديد الذي تكون عليه أمهم، لذا وجب التنبيه على أن أولى الخطوات لتوفير مناخ نفسي صحي للطفل أن نوفر مناخ صحي للأم أثناء فترة الحمل، فهذا الأمر هام جداً ويجب الحرص عليه بكافة الطرق.

ومن المعروف أن الأم في فترة الحمل تتعرض لتغيرات هرمونية شديدة التأثير على حالتها النفسية، فتتعرض لتقلبات حادة في المزاج، كما أن الآلام التي قد تشعر بها الأم في الظهر والبطن نتيجة التغيرات في حجم الرحم وشكله ووزنه تسبب متاعب نفسية للأم.

وعند معاملة الأم الحامل بمعاملة نفسية واعية نكون قد أسسنا للجنين مناخاً نفسياً مناسباً يؤهله لعبور المراحل التالية بأمان.

السلامة النفسية بعد الولادة

هناك حاجة ماسة للطفل للشعور بالأمان بعد ولادته مباشرة، وذلك لأنه لأول مرة يخرج للعالم الخارجي بعيداً عن العالم الذي تعود عليه في رحم أمه.

لذا يشعر الطفل الوليد بالأمان عند سماعه لدقات قلب أمه، ويتعرف أيضاً على الأصوات التي كان يسمعها وهو في بطن أمه، لذا نجده يشعر بالأمان عند سماع صوت أبيه الذي تعود على سماعه من قبل.

ويجب ملاحظة ردود فعل الطفل للكشف المبكر عن أي إصابات قد تكون مصاحبة للولادة، فيجب وضع الطفل تحت الملاحظة لفترة لا تقل عن ساعتين إلى ثلاث ساعات ومتابعة مدى انتباهه للأصوات التي تثار حوله، لاختبار قوة السمع، وكذلك الكشف عن طريقة تنفسه، وذلك للتأكد من سلامة جهازه التنفسي.

احتياج الطفل الرضيع للتقدير والاهتمام

تؤكد الدراسات على أن الأطفال في مرحلة ما بعد الولادة يكونون في احتياج شديد للمداعبة والملاطفة والاهتمام، فهذه الملاطفة تعطيهم قدراً كبيراً من الثقة والأمان والتفاعل الإيجابي مع العالم الخارجي.

وأن تلك الملاطفة تسبب له سعادة واطمئنان وهم يساهمان بشكل كبير في تنمية مهاراته في الملاحظة واكتشاف العالم الخارجي.

حيث أثبتت التجربة بأن الأطفال الذين حرموا من الملاطفة والمداعبة واكتفى أبويهم بتغذيتهم جسدياً فقط، أدت تلك الطريقة إلى الموت السريع لتلك الأطفال.

سعادة الآباء تنتقل للأبناء

وهنا يجب التنبيه على أهمية وجود علاقة إيجابية راسخة بين الأب والأم، حيث أن الثقة المتبادلة بين الأب والأم تنتقل بآثارها إلى الطفل حتى وإن كان في مراحله الأولى في عمر.

فهو يشعر بأحزان من حوله وأفراحهم، ويشعر بالخوف والترقب إذا ما توترت العلاقة بين الأب والأم، فمن أهم شروط السلامة النفسية أن يكون هناك انسجام نفسي وعاطفي وعقلي بين أفراد الأسرة، فهذا التناغم يساعد الطفل على النمو بشكل سليم نفسياً.

ووجود الخلافات بين أفراد الأسرة يلقى بظلاله على الطفل، فتجده رافضاً للتفاعل مع البيئة المحيطة، وذلك بسبب تضرره من الآثار السلبية للخلافات الموجودة حوله.

الابتسامة في وجه الطفل تصنع المعجزات

وهنا ننصح بشدة على أهمية الابتسام في وجه الطفل، وعدم التأكيد على أخطائه وسلبياته بشكل مستمر، وذلك في مراحل العمر التالية، وذلك لأن الطفل يستجيب بشدة للأوصاف التي يطلقها عليه أبويه.

ففي وقت الغضب قد يصف الأب أو تصف الأم ابنها أو ابنتها بصفات سلبية، وهنا نجد الطفل يتعرف على ذاته من خلال نظرة أبويه له، فإن وصفوه بالذكاء نظر لنفسه بنظرة ذكاء وثقة، وإن وصفوه بالغباء فكان ذلك رسالة قوية له بأن ينظر لنفسه نظرة سلبية.

وتتعجب الأمهات من أن أطفالهم لا يستجيبون لكلماتهم الإيجابية في مراحل الطفولة التالية، وذلك لأن مراحل الطفولة الأولى كانت سلبية بقدر كبير.

السيطرة على الغضب بداية الطريق الصحيح

ويؤكد الخبراء على أهمية أن يسيطر الأبوين على غضبهم عند وقوع أي خطأ من أطفالهم، فوقوع الخطأ من الأطفال أمر مزعج لأي أب أو أم، ولكن مقابلة هذا الانزعاج بالغضب والنفور يؤدي إلى زيادة الآثار السلبية الناتجة عن الخطأ.

فمثلاً عند لمس الطفل للنار دون معرفة الأبوين، ورغم تنبيه الطفل بعدم الاقتراب من النار، فإن الصدمة من هذا الحدث قد تجعل الأبوين يقومان بتوجيه اللوم الجارح للطفل.

فالطفل بشكل عام لديه رغبة شديدة جداً للتعرف على كل ما حوله، ومهما كانت المخاطرة فإنه يعشق اكتشاف البيئة التي يعيش فيها، وعند التعامل مع هذه الرغبة في الاكتشاف بشكل خاطئ فإننا قد نزرع في قلب الطفل الخوف من التعلم والتوقف عن الرغبة في اكتشاف العالم من حوله.

وهنا يمكن للأب والأم محاولة تعليم الطفل برفق بخطورة النار، وهو في تلك اللحظة يكون قد حصل المعلومات الكافية عن النار من تلك التجربة القاسية، فهو لن يكررها مرة أخرى، ولكنه في تلك اللحظة يكون في حاجة للشعور بالأمان بمعاملة جيدة من أبويه.

فغضب الأب والأم يعلم الطفل الغضب، وحكمة الأب والأم يعلم الطفل الحكمة، وتوتر الأب والأم يعلم الطفل التوتر، فما تكون عليه يكون عليه طفلك، فصحح أفعالك تصحح أفعال ابنك، لأنه ببساطة يلاحظ أفعالك ويتعلمها قبل أقوالك.

وأخيراً ..
فإننا حاولنا في السطور السابقة أن نكون معك عزيزي القارئ خطوة بخطوة نحو طفل سليم نفسياً، وسنحاول بمشيئة الله أن نكون معك في خطوات جديدة في المقالات القادمة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ