روشتة التعامل مع الطفل العنيد
في هذا التقرير سنناقش أزمة كبيرة جدا تواجه الكثير من الأسر في بلادنا العربية، وهي أزمة "الطفل العنيد" فإن لم يكن لديك من العلم والمعرفة ما يساعدك على التعامل معه، فإن هذه الأزمة تتفاقم وتتزايد إلى حد فقدان "ابنك" إلى الأبد.
محتويات
زينة الحياة الدنيا
الأطفال زينة الحياة الدنيا، وأجمل شيء في الوجود ولا شك أنه يكمن في قسماتهم سر سعادة الأب والأم، ولكن في بعض الأحيان قد يكون الطفل مصدر إزعاج ورعب لوالديه، فهو لم يكن أبدا ذلك الطفل الذي تخيلوه في صورتهم الذهنية قبل الزواج وفي أثناء فترة الحمل. فكلما أمرانه بشيء لا ينفذه وكلما أجبرانه على فعل ما "زاد عناده"، ولم يجدِ معه شيء، فلا قسوة أجبرته على الانصياع ولا لين استماله إلى الطريق الذي يتمنيان أن يسلكه.
من هو الطفل العنيد
الطفل العنيد هو من يواصل الرفض السلبي للأوامر أو الآراء أو الأفكار أو القيم التي يحاول الوالدان غرسها فيه، ولا شك فإن "العناد" مؤشر خطير على وجود خلل في نفسية الطفل، وعادة ما يظهر من عمر الثانية وحتى السابعة.
ما أسباب العناد عند الأطفال
إن كنت تعتقد أن طفلك عنيد لأنه ولد هكذا فأنت مخطئ بالطبع، وإن كنت تعتقد أنك بريء من تصرفات ابنك "العنيدة" تجاهك فأنت مخطئ كذلك، وأسباب "العند" عند الأطفال عديدة، نذكر منها: "تدخلك في كل شيء يخص طفلك وعدم إعطائه أي حرية في التصرف أو حتى مجرد التعبير عن رأيه، وكذا أوامرك التي لا تتوقف عن توجيهها لابنك قد توصله في النهاية إلى الرفض ومن ثم "العناد"، بالإضافة إلى أنه إن رآك عنيدا مع شريك حياتك أو معه، بالطبع سيعمل على تقليدك، كما أن ابنك قد يحاول أن يخبرك بأنه موجود وله كيان بأن "يعاندك"، وحين تعتبر نفسك "خاتم سليمان" وتلبي لطفلك كل مطالبه ويأتي اليوم الذي ترفض له طلبا، لا تستغرب أن تكون ردة فعله تجاهك عبارة عن تصرفات و سلوكيات تنم عن العند.
هل كل أشكال العناد مرفوضة
إن كنت تعتقد أن الجواب على هذا السؤال هو "نعم" فأنت مخطئ بلا شك، إذ أن هناك من العناد ما يجب عليك أن تنميه وتغذيه في طفلك، وهو "عناد الإرادة والتحدي"، وهذا يلاحظ إذا رأيت طفلك يريد أن يصلح لعبة، أو أن يعرف كيف صُنعت، هنا ما يجب عليك القيام به، هو مساعدته للوصول إلى غايته.
وهناك أنواع من العناد يجب عليك محاربتها كي تستطيع النجاة بـ"شخصية" طفلك في المستقبل، مثل :"عناد الاضطراب السلوكي"، ويحتاج طفلك إن كان مصابا بهذا العناد إلى طبيب نفسي، ويمكنك معرفته من ملاحظة طفلك يعارض الآخرين دائما في كل شيء، دون منطق أو حجة.
وهناك "العناد مع النفس"، وهو أن يعذب الطفل نفسه، كامتناعه من تناول الطعام، وذلك حتى يعاقب أمه التي تحاول إطعامه.
العناد الفسيولوجي: وهو نتيجة لبعض الإصابات التي تأتي في الدماغ، وهو نوع من أنواع التخلف العقلي.
العناد المفتقد للوعي: وهو العناد الذي يفعله الطفل ولا يعرف عواقبه، فمثلاً يعاند الطفل أمه التي تطلب منه أن يذهب للنوم حتى يستيقظ مبكراً ويذهب للمدرسة.
كيف أتعامل مع طفلي العنيد
ليس من السهل إطلاقا التعامل مع الطفل العنيد، لكن هناك طرق على الأبوين اتباعها حتى يمكنهم التعامل مع ذلك الابن "الصعب" أولها ألا تضربه لأن الضرب يخلق عنده آثار نفسية، إذ يشعر بالإهانة، والتي قد تؤثّر على شخصيته في المستقبل، وكي تتعامل معه عليك أن تدرس جيدا نقاط ضعفه، ما الشيء الذي يحبه جدا ولا يمكن التخلي عنه وتهدده بالحرمان منه إذا ما ارتكب خطأ معين، لكن هذه الطريقة قد لا تأتي بنتيجة مع بعض الأطفال، بل تزيد من عنادهم.
وعليك أن تراعي توازن كبير بين الرفق والحزم، القسوة واللين، وقت الجد ووقت المزح، فلا تتمادى في طفلك ولا تقسو عليه فيكرهك ويكره الحياة، أعطي ابنك الحرية الكاملة للتعبير عن رأيه ومعتقداته وما يفضله، عامله معاملة حسنة، وتحدث معه بشكل هادئ و ودود، فالأطفال أشد ما يكرهون "الحديث الجاف".
كما عليك أن تخصص وقتاً كافياً لمشاركة طفلك في الألعاب، فهذا يقوي شعوره بالحب والحنان، وكذلك عليك تشجيعه عندما يقوم بأعمال جيدة، وذلك بمكافأته عن طريق إعطائه قطعة حلوى أو لعبة صغيرة، وغير ذلك من المكافآت التي يحبها الأطفال عموما.
وتذكر عزيزي القارئ ألا تصف ابنك إطلاقا بالعنيد، لأن هذا التصرف يغزز صفة العناد عنده، وامنع أي إنسان أن يتباهى أو يسعد بأي تصرف عنيد لطفلك في حضوره، لأنه سيتمادى بذلك.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_582