كتابة :
آخر تحديث: 06/06/2020

ماهي الإعاقة الذهنية وما أسبابها؟

من أكثر المفاهيم التي لاقت قدر كبير من الاهتمام في الآونة الأخيرة حيث لاحظنا ظهور الكثير من الكتب والمراجع في مجال الإعاقة الذهنية، فضلاً عن وجود العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي أخضعت حالات تنتمي لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم ذوي الإعاقة العقلية. وانطلاقاً من ذلك وبناءاَ على إهتمامنا المستمر بكافة فئات الاحتياجات الخاصة قررنا أن نسرد تفصيلياَ كل ما يخصها، هيا بنا نتابع...
ماهي الإعاقة الذهنية وما أسبابها؟

ما المقصود بالإعاقة العقلية

الإعاقات والاضطرابات بشكل عام يوجد لها مرجع علمي يتم من خلاله تشخيص تلك الحالات ومن بينها الإعاقة العقلية ومن أهم معايير تشخيصها وفقاً للدليل التشخيصي الخامس DSM5 أن الطفل يظهر حالة من الانخفاض العام في القدرات العقلية يظهر ذلك في المرحلة العمرية ما قبل 18 عام ولعل البعض يتساءل هنا عن السبب ؟

السبب هو أن بعد 18 عام يصبح بذلك أنه ينتمي لفئة التدهور العقلي وليس التأخر العقلي كما هو معروف في بدايات مرحلة النمو، أما عن المعيار الثاني لتشخيص الإعاقة العقلية والوارد في الدليل التشخيصي الخامس هو أن يعاني الطفل من قصور في واحد أو أكثر من أبعاد السلوك التكيفي أي مدى قدرة الطفل علي التواصل والتفاعل مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها.

ما هي أسباب الإعاقة الذهنية

من أكثر التساؤلات التي وردت إلينا هو ذاك السؤال الذي يتعلق بماهية الأسباب التي تكمن خلف إصابة الطفل بالإعاقة العقلية، وفي هذا الصدد نجد أن العلماء قد قسموا في ما بينهم الأسباب الرئيسية للإعاقة العقلية إلي ثلاث أسباب أساسية هي :

  • أسباب أثناء فترة الحمل.
  • أسباب أثناء الولادة.
  • أسباب ما بعد الولادة.

هيا بنا نستعرض هذه الأسباب في السطور القادمة بشكل تفصيلي:

أسباب أثناء فترة الحمل

هذه الأسباب تشمل كافة الضغوط النفسية السيئة التي يمكن أن تواجها الأم، فضلاً عن تناول الأم للكثير من الأدوية الغير مصرح بها أو مسموح بها في أثناء فترة الحمل مما يؤثر سلبياً علي تكوين الجنين ويؤثر علي جهازه العصبي من ناحية وتكوين خلايا المخ من ناحية أخرى.

كما أن تعرض الأم في أثناء فترة الحمل لبعض من الأمراض الخطيرة كالحصبة الألمانية أو الحمي التيفودية كلها من الأمور التي تؤثر سلباً علي طبيعة تكوين الجنين وتؤدي إلي أن يصبح معاق ذهنياً في ما بعد.

كما يجدر بنا هنا أن ننوه عن الأسباب الوراثية الجينية ونقصد هنا الصفات الوراثية التي تنتقل من الآباء إلي الأبناء، فإذا كان هناك تاريخ مرضى في العائلة في ما يخص الإعاقة الذهنية أو أي اضطرابات أخرى فهنا يفضل آلا يتم الزواج بين أعضاء وفروع هذه العائلة حيث أن احتمالات ظهور إعاقات ذهنية واضطرابات فكرية سيكون كبير للغاية.

أسباب أثناء الولادة

تعتبر الولادة الطبيعية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلي الإصابة بالإعاقة العقلية حيث عسر الولادة من ناحية وفرصة التفاف الحبل السوري حول عنق الجنين من ناحية أخرى، فضلاً عن جفاف المياه حول مشيمة الطفل أو انفجار كيس المشيمة مما ينجم عنه العديد من المضاعفات التي تؤثر بالسلب علي صحة الجنين.

كما إننا نجد أن هناك الكثير من الأطباء عندما تتعسر الولادة فإنهم يلجئوا إلي استخدام المزيد من الأدوات الحادة التي يمكن أن تؤثر سلبياً على خلايا مخ الجنين ولعل أشهر تلك الأدوات هو ( أداة الجفت ) وأداة ( الشفاط ) فكلاهما من أبشع الطرق التي يتم استخدامها من قبل العديد من الأطباء في حالة ضيق الحوض لدى الأم أو عدم فتح الرحم بالشكل الكافي لدى الأم لاستخراج الجنين.

مما يترتب عليه أن يقوم الطبيب باستخدام تلك الأدوات والتي تؤثر بدورها علي إحداث ضمور تام للعديد من خلايا المخ مما يصيب الطفل في ما بعد بالإعاقة الذهنية حيث أن خلايا المخ ليس لديها القدرة علي التجديد من تلقاء ذاتها كما هو موجود بالغالبية العظمي من خلايا الجسم بل إن حدث ضمور في خلايا المخ فهذا يعني أن الوظائف الموكل بها القيام لتلك الخلايا قد انتهت للأبد.

ولازلنا مع الأسباب التي تكمن خلف الإعاقة الذهنية أثناء الولادة، حيث أنه من الوارد أن يسقط الطفل من يد الطبيب أو من يد إحدى الممرضات مما ينجم عنه إصابة دماغية لهذا الطفل والتي بدورها ينجم عنها وجود نزيف في خلايا مخ الطفل وبالتالي حدوث تلف في كثير من هذه الخلايا.

وربما يتبادر هنا للبعض سؤال خاص بأنه لماذا لا يمكن إسعاف هذا الطفل في حالة سقوطه من يد الطبيب أو الممرضة ؟؟ الإجابة علي هذا السؤال تتلخص في أن الجميع يخفي هذا الأمر سواء كان الطبيب أو الممرضة كما أن الإصابة تكون داخلية وليست ظاهرة مما يجعل الأم والأب والأهل الطفل لا يعلموا شيئاً عما حدث علي الإطلاق.

ولكن في ما بعد وبعد مرور فترة من الولادة تبدأ الكثير من المظاهر في الظهور علي الطفل مما يجعل أهل الطفل هنا يبحثون وراء الأسباب فيعرفوا بالصدفة.

أسباب ما بعد الولادة

ويقصد هنا بأسباب ما بعد الولادة أن يتعرض الطفل لبعض الأمراض أو الأحداث التي ينجم عنها إصابته بالإعاقة العقلية، ولعلنا نجد أن من أشهر هذه الأمور أن يصاب الطفل بمرض الصفراء ويجدر بنا أن ننوه علي أمر هام أن هناك فرق كبير بين الصفراء الفسيولوجية والصفراء المرضية فما هو الفرق إذن ؟

الفرق أن الصفراء الفسيولوجية تلك التي تظهر مع اليوم الثالث من ولادة الطفل وتكون درجتها من خفيفة إلي متوسطة ولا تتطلب من طبيب الأطفال أن يوصي بوضع الطفل في حضانة وتتلاشى.

ويعود الطفل إلى وضعه الطبيعي مع بلوغه الأسبوع الثاني من ولادته، أما الصفراء المرضية فهي التي تتطلب أن يدخل الطفل حضانة حيث تكون درجتها من شديدة إلي شديدة جداً ولا تنخفض لا الإطلاق ومعها يمنع الطفل الرضاعة وتكمن خطورتها في كونها تؤثر بالسلب علي خلايا مخ الطفل وتؤدي إلي تلف العديد منها مما يؤدي إلي إصابة الطفل بالإعاقة العقلية في كثير من الأحيان.

ومن أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي بالطفل أن يصاب بالإعاقة العقلية كونه تعرض إلي ارتفاع حاد في درجة الحرارة نجم عن ذلك انه دخل في نوبة من التشنج الحراري والذي بدوره يؤدي إلي إحداث إضرار بالغة في خلايا مخ الطفل مما يؤثر علي قدراته الذهنية والعقلية.

فضلاً عن أن الطفل من الممكن أن يتعرض لكثير من الحوادث الفعلية كسقوط من مكان مرتفع ويسقط علي رأسه أو أن يتعرض لخبطات خطرة من قبل سيارات أو غيرها مما يجعله يدخل في حدود الإصابات الدماغية مما يؤثر بالطبع علي قدراته العقلية والذهنية.

هكذا نكون قد وصلنا إلي نهاية مقالنا لهذا اليوم والذي كان يحمل عنوان الإعاقة الذهنية وسردنا لكم المقصود بها كما استعرضنا لأهم الأسباب التي تؤدي إليها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ