كتابة : Zakaria
آخر تحديث: 12/04/2022

سيرة ويليام شكسبير

يعتبر ويليام شكسبير، والذي يطلق عليه أيضا شاعر إنجلترا الوطني، أحد أعمدة الأدب والمسرح والشعر عبر العصور. ورغم أن صدى أعماله يخترق الآفاق، ومسرحياته تم ترجمتها إلى مختلف لغات العالم المعروف، إلا أن حياته الشخصية تبقى لغزا غامضا حير المؤرخين وأثار قدرا كبيرا من الشكوك، من خلال الأسطر القادمة في موقع مفاهيم نتعرف على هذا الأديب العبقري، قصة حياته. قراءة ممتعة!
سيرة ويليام شكسبير

ويليام شكسبير

ويليام شكسبير شاعر إنجليزي وكاتب مسرحي وممثل في عصر النهضة. وكان عضوًا مهمًا في شركة رجال الملك King's Men، للأداء المسرحي منذ عام 1594 تقريبًا، تشتهر كتاباته في جميع أنحاء العالم بالآتي:

  • توليفة من المشاعر الإنسانية والقصص الملحمية والدرامية، وقد تم الاحتفاء بإرثه الأدبي بها لأكثر من 400 عام إلى يومنا هذا، ومع ذلك، فإن الحياة الشخصية لوليام تظل غامضة إلى حد ما.

هناك مصدران أساسيان يوفران للمؤرخين مخططًا لحياته:

  1. الأول وهي أعماله - القصائد والمسرحيات والسوناتات.
  2. الآخر وهي الوثائق الرسمية مثل سجلات الكنيسة والمحكمة.
  • ومع ذلك، لا تقدم هذه المصادر سوى لقطات موجزة لأحداث معينة في حياته، ولا تعطي سوى القليل عن حياة الرجل نفسه.

طفولة شكسبير

لا توجد سجلات رسمية توثق ميلاد شكسبير، ولكن سجل الكنيسة القديم يشير إلى:

  • أنه تم تعميده في كنيسة الثالوث المقدس في ستراتفورد أبون آفون في 26 أبريل 1564. وقد كان من عادة أهل العصر آنذاك أنهم يقومون بالتعميد بعيد ثلاثة أيام من الولادة، وعليه يعتقد أنه ولد في 23 أبريل 1564 أو بالقرب منه، وهذا هو التاريخ الذي يعترف به المؤرخون كذكرى ميلاد شكسبير.
  • أما محل ولادته فكان مدينة ستراتفورد أبون آفون الإنجليزية، والتي تقع على بعد حوالي 100 ميل شمال غرب العاصمة لندن، وكانت ستراتفورد أبون آفون مدينة تجارية، مزدحمة وحركية.

الأسرة

  • كان ويليام الطفل الثالث لكل من "ماري أردن" والأب جون شكسبير والذي كان يشتغل تاجر جلد. ويكبر ويليام كل من شقيقته "جوان وجوديث"، وتلاه فيما بعد، ثلاثة أخوة أصغر سنا، "جيلبرت، ريتشارد وإدموند".
  • قبل ولادة ويليام، أصبح والده تاجرًا ناجحًا وتقلد مناصب رسمية كعضو مجلس محلي وعامل، وبات بمثابة العمدة في المدينة.

التعليم

  • توجد سجلات شحيحة لطفولة شكسبير ولا شيء تقريبًا فيما يتعلق بتعليمه، يعتقد العلماء أنه من المحتمل أنه درس في مدرسة الملك الجديدة King's New School، في ستراتفورد، والتي كانت تدرس القراءة والكتابة والكلاسيكيات.

زواج شكسبير

  • تزوج ويليام شكسبير من آن هاثاواي في 28 نوفمبر 1582، في ورسستر، في مقاطعة كانتربري البريطانية. كانت هاثاواي من "شوتري"، وهي قرية صغيرة على بعد ميل إلى الغرب من محل سكنى ويليام بستراتفورد.
  • ومن الجدير بالذكر أنها كانت تكبره بحوالي 8 سنوات، حيث كان يبلغ من العمر 18 عامًا وكانت آن تبلغ من العمر 26 عامًا.
  • ولد طفلهما الأول، وهي ابنة أطلقوا عليها اسم سوزانا، في 26 مايو 1583. بعد ذلك بعامين، في 2 فبراير 1585، وُلِد توأمان هامنت وجوديث، وتوفي هامنت في وقت لاحق لأسباب غير معروفة في سن الحادية عشرة.

سنوات شكسبير المفقودة

  • هناك سبع سنوات من حياة شكسبير حيث لا توجد أي سجلات بعد ولادة توأميه عام 1585. يطلق المؤرخون على هذه الفترة "السنوات الضائعة أو المفقودة"، وهناك تكهنات واسعة حول ما كان يفعله خلال هذه الفترة.
  • إحدى النظريات هي أنه ربما يكون قد اختبأ بسبب مشاركته في مغامرات صيد غير مشروعة، من المالك المحلي السير توماس لوسي، أما الاحتمال الآخر فهو أنه ربما كان يعمل كمساعد مدرسي في لانكشاير.
  • يُعتقد عمومًا أنه وصل إلى لندن في منتصف إلى أواخر الثمانينيات من القرن الخامس عشر وربما وجد عملًا ك"صاحب حصان" في بعض المسارح في لندن، وقد تم استلهام هذا الأسلوب، خلال قرون من قبل الممثلين الطموحين الذين لا حصر لهم والكتاب المسرحيين الذين أرادو أن يدخلوا إلى عالم المسرح والسينما في هوليوود أو غيرها.

رجال الملك

  • بحلول أوائل عام 1590، تظهر الوثائق أن شكسبير أصبح شريكًا إداريًا في "لورد تشامبرلينز للرجال"، شركة التمثيل في لندن التي بقي على اتصال معها خلال معظم حياته المهنية. وتعتبر هذه الفرقة أهم فرقة في عصرها، والتي غيرت اسمها إلى رجال الملك King's Men بعد تتويج الملك جيمس الأول لهم في 1603 سنة.
  • ومن بين جميع الفرق، كانت فرقتهم تحظى بشعبية كبيرة وتظهر السجلات أن شكسبير آنذاك كانت لديه العديد من الأعمال التي تم نشرها وبيعها في إطار ما يعرف ب"الأدب شعبي".
  • وعلى الرغم من أن الثقافة المسرحية في إنجلترا في القرن السادس عشر لم تحظ بإعجاب كبير من قبل الأشخاص ذوي الرتب العالية، إلا أن بعض النبلاء كانوا رعاة جيدين للفنون الأدائية وأصدقاء للممثلين والكتاب المسرحيين.

الممثل والكاتب المسرحي شكسبير

بحلول عام 1592، وجد دليل على أن شكسبير قد تفرغ لما يحبه، وبدأ كسب قوت عيشه كممثل وكاتب مسرحي في لندن وأنتج العديد من المسرحيات الناجحة، وذلك من خلال:

  • في وقت مبكر من حياته المهنية، وبقصائده الأولى والثانية المنشورة: "فينوس وأدونيس" (1593) و"اغتصاب لوكريس" (1594) . كان شكسبير قادرًا على جذب انتباه كبار المثقفين والشعراء في زمانه مثل هنري وريسلسلي، إيرل ساوثامبتون وبدأ النقاد يهتمون به وتوقع له الكثير منهم مستقبلا واعدا.
  • بحلول عام 1597، كان شكسبير قد كتب بالفعل ونشر 15 من مسرحياته الـ 37، وتظهر السجلات المدنية أن وليام اشترى في هذا الوقت ثاني أكبر منزل في ستراتفورد، يدعى نيو هاوس أو المنزل الجديد، لعائلته.
  • كانت الرحلة بالحصان من ستراتفورد إلى لندن تستغرق أربعة أيام، لذلك يعتقد أن شكسبير قضى معظم وقته في لندن في الكتابة والتمثيل ولم يكن يعود إلى منزله إلا نادرا.

مسرح غلوب في مسيرة حياة شكسبير

  • بحلول عام 1599، بنى شكسبير وشركاؤه مسرحهم الخاص على الضفة الجنوبية لنهر التايمز، والذي أطلقوا عليه اسم مسرح غلوب. وفي عام 1605، اشترى شكسبير عقود إيجار عقارات بالقرب من ستراتفورد مقابل 440 جنيهًا.
  • والتي تضاعفت قيمتها وبدأت تجني له 60 جنيهًا سنويًا، ما جعله رجل أعمال إضافة إلى كونه أديبا وفنانا، ويعتقد العلماء أن هذه الاستثمارات أعطته الوقت لكتابة مسرحياته دون انقطاع.

وفاة ويليام شكسبير

  • يعتقد أن شكسبير توفي تماما في عيد ميلاده ال52، الموافق ل 23 أبريل 1616، لكن بعض المتخصصين يعتقدون أن هذا ليس صحيحا، حيث تظهر سجلات الكنيسة أنه قد تم دفنه في كنيسة الثالوث في 25 أبريل 1616.
  • والسبب الدقيق لوفاة ويليام غير معروف، على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أنه توفي بعد مرض قصير.
  • في وصيته، ترك الجزء الأكبر من ممتلكاته لابنته الكبرى سوزانا، وعلى الرغم من أن زوجته "أن" يحق لها ثلث ممتلكاته، فهو لم يترك لها الكثير، ما أثار تكهنات حول توتر العلاقات بين الزوجين وأنهما لم يكونا مقربين تماما. ومع ذلك فهذه تبقى تكهنات لا يوجد دليل قوي عليها.
يعتبر ويليام شكسبير ظاهرة فريدة من نوعها في تاريخ المسرح العالمي، وإحدى الأيقونات الخالدة في الأدب بأبوابه المختلفة، وقد أهلته عبقريته لأن تعتبره شريحة واسعة من النقاد كأعظم كاتب مسرحي عرفته البشرية!

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ