كتابة :
آخر تحديث: 12/05/2024

شرح قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي (ابن الفارض) وكلماتها

تعد قصيدة قلبي يحدثني واحدة من أهم قصائد ابن الفارض، وهي تعبيرًا عن الحب الإلهي الخالص لوجه، وقد وظف ابن الفرض معانِ راقية للتعبير عن هذا الحب في كلمات عذبة توضح المعنى وتصور مدى تعلقه بالإله. وفيما يلي في موقعكم مفاهيم نتعرف على كلمات و شرح قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي، تابعونا.
شرح قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي (ابن الفارض) وكلماتها

كلمات قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي

تتمثل كلمات أبيات قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي، فيما يلي:

قلبي يحدثني بأنكَ متلفيَ

روحيّ فداكَ عرفتْ أمْ لمْ تعرفْ

لم أقضَ حقُ هواكَ

إنَ كنتَ الذي لمْ أقضْ فيهِ أسى

ومثلي منْ يفي ما لي سوى روحيٍ

وباذلٍ نفسهَ في حبِ منْ يهواهُ

ليسَ بمسرفَ فلئنْ رضيتْ بها فقدْ أسعفتني

يا خيبةُ المسعى إذا لمْ تسعفْ

يا مانعي طيبٍ المنامِ ومانحي ثوبِ السقامِ بهِ

ووجدي المتلفِ عطفا على رمقي

وما أبقيتْ لي منْ جسمي المضني وقلبي المدنفْ

والصبرُ فإنَ واللقاءِ مسوفي

لمٍ أخلَ منْ حسدٍ عليكَ

فلا تضعُ سهري بتشنيعِ الخيالِ المرجفِ

واسألْ نجومَ الليلِ هلْ زارَ الكرىْ جفني

وكيفَ يزورُ منْ لمْ يعرفْ

لا غرو أنَ شحتْ بغمضْ جفونها عيني

وسحتٌ بالدموعِ الذرفَ

وبما جرى في موقفِ التوديعِ منْ ألمِ

النوى شاهدتْ هولَ الموقفِ

إنْ لمْ يكنْ وصلَ لديكَ فعدَ بهِ أملي

وماطلَ إنَ وعدتْ ولا تفي فالمطلُ منكَ

لديَ إنَ عزَ الوفا يحلو

كوصلِ منْ حبيبِ مسعفٍ

أهفو لأنفاسِ النسيمِ تعلهُ

فالوجدُ باقٍ والوصالِ مماطلي

ولوجهُ منْ نقلتْ شذاهُ تشوفيَ

فلعلَ نارَ جوانحي بهبوبها أنْ تنطفئَ

وأودّ أنَ لا تنطفي يا أهل

ودي أنتمْ أملي ومنْ ناداكمْ

يا أهل ودي قدْ كفي عودوا

لما كنتمْ عليهِ منْ الوفا كرما

فإني ذلكَ الخلِ الوفيِ

وحياتكمْ وحياتكمْ قسما

وفي عمري بغيرِ حياتكمْ لمْ أحلفْ

لوْ أنَ روحي في يدي ووهبتها لمبشري

بقدومكمْ لمْ أنصفْ

لا تحسبوني في الهوى متصنعا

كلفي بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلفٍ

أخفيتْ حبكمْ فأخفاني أسى

حتى لعمري كدتْ عني أختفي

وكتمتهُ عني فلو أبديتهُ لوجدتهُ

أخفى منْ اللطفْ الخفيِ

ولقدْ أقولُ لمنْ تحرشَ بالهوى

عرضتْ نفسكَ للبلاءِ فاستهدفَ

أنتَ القتيلُ بأيٍ منْ أحببتهُ

فاخترْ لنفسكَ في الهوى منْ تصطفي

قلَ للعذولِ أطلتْ لومي طامعا

إنَ الملامَ عنْ الهوى مستوقفي

دعْ عنكَ تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى

فإذا عشقتْ فبعدَ ذلكَ عنفٌ برحَ

الخفاءُ بحبٍ منْ لوْ في الدجى

سفرَ اللثامِ لقلتُ يا بدرُ اختفِ

وإنْ اكتفى غيري بطيفِ خيالهِ

فأنا الّذي بوِصالِهِ لا أكتَفي

وقفا عليهِ محبتي ولمحنتي بأقلّ

منْ تلفي بهِ لا أشتفي وهواهُ وهوَ آليتي

وكفى بهِ قسما أكادَ أجلهُ كالمصحفِ

لوْ قالَ تيها قفْ على جمرِ الغضا

لوقفتُ ممتثلاً ولمْ أتوقفْ

أوْ كانَ منْ يرضى بخدي موطئا لوضعتهْ

أرضا ولمْ أستنكفْ لا تنكروا

شغفي بما يرضي

وإنْ هوَ بالوصالِ علي لمْ يتعطفْ

غلبَ الهوى فأطعتْ أمرِ صبابتي

منْ حيثُ فيهِ عصيتُ نهيٌ

معنفيَ منى لهُ ذلُ

الخضوعِ ومنهُ ليُ عزِ المنوعِ

وقوةُ المستضعفِ ألفَ الصدودَ

وليَ فؤادْ لمْ يزلْ مذْ كنتُ غير ودادهِ

لمْ يألفْ يا ما أميلحْ كلَ ما يرضى بهِ

ورضابهُ يا ما أحيلاهُ بفي لوْ أسمعوا

يعقوبْ ذكرَ ملاحةً في وجههِ

نسيَ الجمالُ اليوسفيّ أوْ لوْ رآهُ عائدا

أيوبْ في سنةٍ الكرىْ قدما منْ البلويّ

شفيَ كلُ البدورِ إذا تجلى مقبلاً تصبو إليهِ

وكلَ قدْ أهيفْ إنَ قلتْ عندي فيكَ

كلُ صبابةٍ قالَ الملاحةَ لي وكلَ الحسنْ

في كملتْ محاسنهُ فلو أهدى السنا للبدرِ

عندَ تمامهِ لمْ يخسفْ وعلى تفننِ واصفيهِ بحسنهِ

يفنى الزمانُ وفيهِ ما لمْ يوصفْ

ولقدْ صرفتْ لحبهِ كليٌ على يدِ حسنهِ

فحمدتْ حسنْ تصرفي

فالعينَ تهوى صورةَ الحسنْ

التي روحيٍ بها تصبو إلى مغني خفيٍ

أسعدِ أخي وغنني بحديثهِ

وانثرْ على سمعيٍ حلاهُ

وشنفَ لأرى بعينِ السمعِ شاهدَ حسنهِ

معنى فأتحفني بذاكَ وشرفِ

يا أخت سعدْ منْ حبيبيٍ

جئتني برسالةٍ أديتها بتلطفِ

فسمعتْ ما لمْ تسمعي ونظرتْ ما لمْ تنظري

وعرفتُ ما لمْ تعرفي أنْ زارَ يوما

يا حشاي تقطعي كلفا بهِ

أوْ سارٍ يا عين اذرفي ما للنوى ذنب

ومنْ أهوى معي

أنْ غابَ عنْ إنسانِ عيني فهوَ في

شرح قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي

تتمثل شرح أبيات قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي على الآتي:

قلبي يحدثني بأنك متلفي

روحيّ فداكَ عرفتْ أمْ لمْ تعرفْ

لم أقضَ حقُ هواكَ

إنَ كنتَ الذي لمْ أقضْ فيهِ أسى

ومثلي منْ يفي ما لي سوى روحيٍ

وباذلٍ نفسهَ في حبِ منْ يهواهُ

ليسَ بمسرفَ فلئنْ رضيتْ بها فقدْ أسعفتني

يا خيبةُ المسعى إذا لمْ تسعفْ

يا مانعي طيبٍ المنامِ ومانحي ثوبِ السقامِ بهِ

ووجدي المتلفِ عطفا على رمقي

وما أبقيتْ لي منْ جسمي المضني وقلبي المدنفْ

  • يذكر الشاعر في القصيدة مشاعره الأليمة ووصف حب الإله له بأنه سبب تدميره وشعور بالألم سواء كان يستوعب ذلك أم لا يستوعب.
  • وأوضح أنه يمكنه أن يقدم روحه في سبيل من يحب، على الرغم من شعوره بالحزن والآسي من تجاهل وعدم اهتمام محبوبه، لدرجة أنه كتم حزنه وآسه على عدم اهتمام حبيبه على انتظار لقاء محبوبه الذي لم يأتي بعد، وجعل النوم لا يأتي ويشعر بالمرض وقلبه الحزين.

والصبرُ فإنَ واللقاءِ مسوفي

لمٍ أخلَ منْ حسدٍ عليكَ

فلا تضعُ سهري بتشنيعِ الخيالِ المرجفِ

واسألْ نجومَ الليلِ هلْ زارَ الكرىْ جفني

وكيفَ يزورُ منْ لمْ يعرفْ

لا غرو أنَ شحتْ بغمضْ جفونها عيني

وسحتٌ بالدموعِ الذرفَ

وبما جرى في موقفِ التوديعِ منْ ألمِ

النوى شاهدتْ هولَ الموقفِ

إنْ لمْ يكنْ وصلَ لديكَ فعدَ بهِ أملي

وماطلَ إنَ وعدتْ ولا تفي فالمطلُ منكَ

لديَ إنَ عزَ الوفا يحلو

كوصلِ منْ حبيبِ مسعفٍ

أهفو لأنفاسِ النسيمِ تعلهُ

فالوجدُ باقٍ والوصالِ مماطلي

ولوجهُ منْ نقلتْ شذاهُ تشوفيَ

فلعلَ نارَ جوانحي بهبوبها أنْ تنطفئَ

وأودّ أنَ لا تنطفي يا أهل

ودي أنتمْ أملي ومنْ ناداكمْ

يا أهل ودي قدْ كفي عودوا

لما كنتمْ عليهِ منْ الوفا كرما

فإني ذلكَ الخلِ الوفيِ

وحياتكمْ وحياتكمْ قسما

وفي عمري بغيرِ حياتكمْ لمْ أحلفْ

لوْ أنَ روحي في يدي ووهبتها لمبشري

بقدومكمْ لمْ أنصفْ

  • كما يشير الشاعر أن الشوق غير محدود ولا ينتهي والصبر غير دائم وقد ينتهي في أي وقت خاصة أن اللقاء دائمًا مؤجل وغير محدد.
  • كما يشعر الشاعر بالحسد والغيرة من الفراق ويطلب من محبوبته عدم الاستسلام والصبر، وأكمل أن أيام ولياليه أصبحت مليئة بالأحلام المؤلمة والخيالات المزعجة.
  • وقد طلب الشاعر أن يشهد الإله عن حالته المزرية وعينيه المتألمة من الحزن والشوق على محبوبته. وهنا استعان بالنجوم بصفة شاهد على أحواله السيئة.
  • ولكني تسأل كيف تزور النجوم شخص غريب عنها والدموع لا تتركها تتعرف عليه، وقد شبه موقف الوداع كأنه موقف مهول لا يمكن وصفه ورغم ذلك ألم العودة والبقاء معا والوفاء بالوعود مازال متاحًا ومنتظرا.

لا تحسبوني في الهوى متصنعا

كلفي بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلفٍ

أخفيتْ حبكمْ فأخفاني أسى

حتى لعمري كدتْ عني أختفي

وكتمتهُ عني فلو أبديتهُ لوجدتهُ

أخفى منْ اللطفْ الخفيِ

ولقدْ أقولُ لمنْ تحرشَ بالهوى

عرضتْ نفسكَ للبلاءِ فاستهدفَ

أنتَ القتيلُ بأيٍ منْ أحببتهُ

فاخترْ لنفسكَ في الهوى منْ تصطفي

  • قد أشار الشاعر أن حبه صادقا وحقيقيًا وليس متصنعًا، وأنه قد بالغ في الحب لدرجة انه أخفاءه عن الجميع حتى لا يلاحظه، وبالرغم من مرور العمر إلا أن الحب يزيد ولا ينقطع.
  • ويقدم الشاعر نصيحة لمن يبحثون عن الحب الإله أن الحب بلاء عظيم من اقترب منه فهو قتيل لمحبوبه لذا ينبغي اختيار من تحب جيدا.

قلَ للعذولِ أطلتْ لومي طامعا

إنَ الملامَ عنْ الهوى مستوقفي

دعْ عنكَ تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى

فإذا عشقتْ فبعدَ ذلكَ عنفٌ برحَ

الخفاءُ بحبٍ منْ لوْ في الدجى

سفرَ اللثامِ لقلتُ يا بدرُ اختفِ

وإنْ اكتفى غيري بطيفِ خيالهِ

فأنا الّذي بوِصالِهِ لا أكتَفي

  • يوضح الشاعر لللائمين والرافضين لحبه أن يطيله في لومهم لأن هذا اللوم لا يؤثر فيه لأن الحب أو العشق الإلهي لا يتوقف ولا ينقص مع لومهم، ودعا الرافضين لحبه أن يبحثوا عن الحب ويوقعون فيه ويذوقون متعة الحب والشوق الذي يشعر.
  • وعلى الرغم أن الشوق والصبر أمر عنيف للقلب ، إلا أنه يمكن أن يكون ظاهرا حتى في الظلام والدجى، ويطلب من الرافضين لحبه أن يتركوا ويسافرون.
  • وطلب من الإله الذي وصفه بالبدر أن يختفي عنهم خشية عليه من أذاهم، وهو يكتفي بخياله الذي لا يغيب عنه، وعلى الرغم من الوصول ولقاء الحبيب إلا أنه لا يشبع حبه وشوقه إليه.

وقفا عليهِ محبتي ولمحنتي بأقلّ

منْ تلفي بهِ لا أشتفي وهواهُ وهوَ آليتي

وكفى بهِ قسما أكادَ أجلهُ كالمصحفِ

لوْ قالَ تيها قفْ على جمرِ الغضا

لوقفتُ ممتثلاً ولمْ أتوقفْ

أوْ كانَ منْ يرضى بخدي موطئا لوضعتهْ

أرضا ولمْ أستنكفْ لا تنكروا

شغفي بما يرضي

وإنْ هوَ بالوصالِ علي لمْ يتعطفْ

غلبَ الهوى فأطعتْ أمرِ صبابتي

منْ حيثُ فيهِ عصيتُ نهيٌ

معنفيَ منى لهُ ذلُ

الخضوعِ ومنهُ ليُ عزِ المنوعِ

وقوةُ المستضعفِ ألفَ الصدودَ

  • يوضح الشاعر أنه لا يستطيع العيش بدون هذا الحب وأوضح أن يمكنه التضحية بكل ما يملك في سبيل استمرار العلاقة، وأوضح أن حبه شيء مقدس ، وهو يقسم به كما يقسم بالمصحف المقدس.
  • وقد أوضح الشاعر استعداده التام على تحمل آهات الحب وآلامه ولا يعنى الخضوع للحب ذل ومهانة، ولكنه عزة وكرامة وقوة.

وليَ فؤادْ لمْ يزلْ مذْ كنتُ غير ودادهِ

لمْ يألفْ يا ما أميلحْ كلَ ما يرضى بهِ

ورضابهُ يا ما أحيلاهُ بفي لوْ أسمعوا

يعقوبْ ذكرَ ملاحةً في وجههِ

نسيَ الجمالُ اليوسفيّ أوْ لوْ رآهُ عائدا

أيوبْ في سنةٍ الكرىْ قدما منْ البلويّ

شفيَ كلُ البدورِ إذا تجلى مقبلاً تصبو إليهِ

وكلَ قدْ أهيفْ إنَ تْ عندي فيكَ

كلُ صبابةٍ قالَ الملاحةَ لي وكلَ الحسنْ

في كملتْ محاسنهُ فلو أهدى السنا للبدرِ

عندَ تمامهِ لمْ يخسفْ وعلى تفننِ واصفيهِ بحسنهِ

  • يعبر الشاعر عن مدى تمسكه بحب للأله، ويؤكد أن لو الناس عرفوا كما هو يحب آله ومدى جمالها الذي يشبه في حسنه حسن جمال يعقوب عليه السلام.
  • كما شبه جمالها بجمال النبي سيدنا يوسف، وسنوات أيوب الأليمة وتحمله مرارة الألم، يشبه في قسوتها قسوة أيامه بدون لقاء الآله ، ويسرد في وصف جمال وحسن لأله الذي لا مثيل له.

معاني كلمات قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي

هناك بعض الكلمات في قصيدة قلبي يحدثني، ومنها ما يلي:

  • معنى حبك متلفي: حبك مهلكي ونقطة ضعفي
  • ما معنى واسال نجوم الليل هل زار الكرى: إشارة إلى استعانة الشاعر بنجوم الليل كشاهد على حزنه وألمه ولا يأتيه النوم أو الكرى.
  • ما معنى يا خيبة المسعى: دلالة على الإحباط والفشل وخيبة الأمل.
  • ما معنى فالوجد باق والوصال مماطلي:دلالة على الانتظار والسعي نحو تحقيق الهدف وانتظار رضا الإله وعودة مواثيق الحب بينهما.

الدروس المستفادة من قصيدة قلبي يحدثني

بعد التعف على شرح قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي، هناك العديد من الدروس المستفادة التي يمكن استخلاصها من قصيدة قلبي يحدثني، ومن هذه الدروس ما يلي:

  • العشق الإلهي أسمى أنواع العشق الذي يمكن أن يتذوق الإنسان حلاوته.
  • رغم السعي نحو كسب رضا الإله إلا الطريق طويل ويحتاج صبر وعزيمة وقوة للحصول على هذا الحب.
  • وصف جمال النبي صلى الله عليه وسلم والذي لا يقارن ويشبه في جماله جمال الأنبياء والرسل.
  • عدم الإنصات لأصوات اللائمين والعارضين لطريقه نحو البعد عن هذا الحب واليقين بأن هذا العشق قوي.

لمن قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي؟

  • تعتبر قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي للشاعر المصري في العصر الأيوبي عمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الملقب "ابن الفارض" ولد بمصر سنة 576 هـ/ 1181م.
  • ترجع هذه التسمية إذ أن كان يسعى إلى تثبيت الفروض بين النساء والرجال عند الحكام، بمعنى أنه كان يدعو إلى المساواة بين الرجال والنساء، ويكتب الفروض لهن للرجال، لذا أطلق عليه ابن فارض.
  • كما أطلق عليه "سلطان العاشقين" إذ كانت قصائده تعبر عن العشاق والحب بكل ما تحمله من معاني سامية وقريبة لقلوب المتلقين.

من روائع شعر ابن الفارض؟

هناك العديد من القصائد الشعرية التي كتبها ابن الفارض، وقد وصل عددها إلى 48 قصيدة، ومن روائع شعر ابن الفارض ما يلي:

  • أرج النسيم سرى من الزوراء.
  • لم أخش وأنت ساكن أحشائي.
  • أوميض برق بالأبيرق لاحا.
  • يا ليلة وصل صبحها لم يلح.
  • روحي لك يا زائر في الليل فدا
  • ما أصنع وقد أبطأ على الخبر.
  • يا محبي مهجتني ومتلفها
  • أخفي الهوى ومدامعي تبديه.

هل ابن الفارض صوفي؟

يعتبر ابن الفارض من أشهر الأشخاص المتصوفين في العصر الأيوبي، حيث كان يتمتع بالزهد عن أمور الدنيا والتمعن في حب الخالق والبحث عنه حبه للإله في قلبه. وقد ساعده هذا التصوف سفره إلى مكة لأداء مراسم الحج وبقاءه منعزلًا عن العالم جعله يتعمق في هذا الحب ويدرك معاني جديدة لم يتوصل إليها وهو غارق في تعاملاته مع البشر، وقد قال جبران عنه "كاهن في هيكل الفكر المطلق... أمير في دولة الخيال الواسع... قائد في جيش المتصوفة العظيم"

هل قصيدة قلبي يحدثني حرام؟

إن فلسفة وحدة الوجود التي يتبعها ابن الفارض في قصائده هي مذهب فلسفي وليس ديني، وذلك لأن الله منزه عن الربط بمخلوقاته ولا يوجد علاقة تربط الإله بالطبيعة والمخلوقات سوى عبادة المخلوقات لله عز وجل وإطاعة أوامره والدعاء واستجابة المولى عز وجل لرجائهم. وهناك من قام بتكفير ابن الفارض باعتبار فلسفة وحدة الوجود هذه هي كفر وإلحاد، ولكن في المقابل لا يمكن لأي إنسان أن يعرف خواتيم غيره وهل هو كافر أو مؤمن لأن الأمر وحده يعلمه الله عز وجل.

قد وصف ابن تيمية في كتابه "الرجال الذين تكلم عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى" (أصحاب القول بوحدة الوجود، وقال: إنه أخبث من لحم الخنزير فى صينية ذهب، ووصف قصيدته نظم السلوك بالتائية واسمها نظم الشكوك)

وقد أكد العديد من العلماء أن قصائد ابن الفارض هي قصائد صوفية ولكن في العموم لا يفضل الاستماع لها والانشغال عن العبادة وقراءة القرآن بقراءتها والتغني بها.

ختامًا، بعد التعرف على شرح كلمات قصيدة قلبي يحدثني بأنك متلفي، تعد من الأناشيد الصوفية التي عبر فيها ابن فارض عن العشق الإلهي في كلمات عذبة وراقية تعبر عن حبه الشديد وتعلقه بالإله وتمنى الحصول على رضا وقبوله في الدنيا والأخرة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ